in the fist of Lucifer (+18)
الفصل الحادي عشر...
وصل الجميع للمشفى، وظل باتريك يطالع غرفة العمليات بقلق، نعم هو يحب كلوديا كشقيقه له ويخاف عليها كثيراً، فهي طيبة القلب وحنونة، كانت تغدقه بحنانها ولطفها، فهو يصغرها بخمس اعوام كاملين، ورغم الفرق بينهما الا انه هو من كان يحميها من بطش اشقائها..
نظر ألبرت لباتريك بأمتنان حقيقي على انقاذ تؤامه من الموت، لم يكن حقيراً كما توقع، ورغم انه ليست شقيقته، ليست من دمه الا انه يخشى عليها الهواء وحركاته المرتبكه هي اكبر دليل على هذا..
كان ينتظر ان يأتي ديفيد، سيلتهم لحمه حي هذا الندل الجبان الوضيع الداعر المغتصب، لن يرأف بحاله على ما فعله بتؤامه وروحه الاخرى التي تسكن جسدها، وجد الاخر يتحرك نحوهم من بعيد كان جسد بلا روح ونظرة الاشمئزاز والخزي نحوه كانت واضحه على وجههم، حتى كلوي نفسها لم تشمت بها بل شعرت بمعانتها، ولم تتوقع ان تعاني على يد ديفيد صديق طفولتها، لم تدرك خطأ ديفيد سوى عندما علمت بهوسه اللعين بكلوديا، كان يحتفظ بملابسها عنده، يسرق اشيائها ويستنشق ملابسها يتخيل جسدها وهي ترتديه مع رائحه عطرها الانثوي الصارخ، انه في حاله سيئة الان...
لونا كانت متعبة للغاية، لقد اخذت كمية كبيرة من المحاليل في غضون يومين، وشعرت بقوتها تتضائل شيئاً فشيئاً حرفياً واحست برأسها يثقل قليلاً ونظر الجميع نحو ألبرت الذي انتظر الاخر ان يقترب منهم وهجم عليه بكل قوته يخنقه مع الجدار والحائط واردف بنبرة قاتله...
_ ان حدث لها شيئاً سأقطع رأسك ديفيد، اقسم انني سأحرص على تزيين حديقتي برأسك لتكن عبره لكل من تخول له نفسه ان يقترب من عائلتي بسوء ...
ولكن الذي جعله فقط يتركه هو جسد لونا الذي انهار من شده التعب والضغط الذي تتعرض له، انها اصبحت تخشى اي مظهر من مظاهر العنف مرتبط بلوسيفر خاصتها، انها تتجنب التعامل معه ولكن تخيلت نفسها فقط مكان ديفيد، شعرت بالتعب، وهن لعين تمكن من جسدها وسيطرت عليها حاله لم تفهمها جيداً، طنين غريب بأذنها، تشويش متزايد تدريجياً صاحبه ظلام دامس وجسد غير قادر على تحمل المزيد..
ترك اللعين واستدار ليرى رونالد قد حملها وتوجه بها نحو احدى الغرف لتبقى بها وترتاح، وما ان كاد يدلف ليتفقدها، وقف باتريك امامه بالمرصاد...
_ لن تراها، انت من اوصلتها لهذه الحاله، انتم لستم رجال، مجرد حفنة من العهرة لا اعرف كيف انتمي لكم ايها الوحوش، لقد بت لا اعرفكم، وكأنني لم انتمي لكم بيوم ما، او حتى لعالمكم القذر...
قالها باتريك بصراخ غاضب عليه هو وديفيد وشعر ديفيد بالخزي لانه اذى حبيبته اما ألبرت كانت ملامحه جامدة وكأنه يخبره " ان كلامك لا يؤثر بلعنتي فوفره لنفسك افضل "..
عاد الهدوء بالمكان وكان باتريك يقوم بحراسه غرفة لونا وعقله مع تلك الراقده بالداخل تصارع الموت مع نزيفها، يتمنى ان تنجو من اجل طفلها المسكين الذي لا ذنب له ان يصبح يتيم الابوين، وكانت كلوي قد حملت الصغير لتساعده على النوم حتى غفى بحضنها، ورونالد وألبرت كانا كالوحوش يتناوبون من فترة لاخرى لتفقد الغرفه منتظرين الطبيبة على احر من الجمر لتبلغهم بحالتها وهل هي بخير ام لا؟!
خرجت الممرضات لينقلن كلوديا لغرفة عاديه بعد ان تم معالجتها وتبعتهم الطبيبة التي طالعت الجميع بنظرات هادئة قبل ان تسأل بنبرة هادئة..
_ من فعل بها هذا؟!
نظر الجميع نحو ديفيد الذي ظل صامتاً ولم يرد عليهم فقط طالعهم ببرود، فسأل ألبرت الطبيبة...
_ اخبرينا أهي بخير ام لا؟!
_ لقد عالجنا تهتك الرحم الناتج عن الايلاج العنيف، واجرينا اشعة على الرحم للتأكد من حالته الطبية، و وجدت شئ غريب، انها كانت تعاني من ورم وتم ازاله الجزء المصاب بأكمله..
صدم الجميع من حديث الطبيبه، شقيقته كانت لديها ورم بالرحم ولم تخبرهم، كيف تفعل هذا، كيف لا تخبرهم بما تعانيه أليس أشقائها، اما ديفيد كان شبه ميت تقريباً بعد ما سمعه من الطبيبة، لقد كاد يفقدها بسبب تهوره، انه لعين واحمق، نظر فيليب الصغير له بصمت واقترب من ديفيد ثم وضع قبضته الصغيره على ساقه فأزاحه ديفيد عنه بل ضربه وألقى به ارضاً وصرخ بوجه الجميع انه يكرههم حتى هذا الصغير الذي ليس له ذنب..
_ اكرهك ايها الفتى، انت السبب فيما حدث لحبيبتي، انا اكرهك ولولا انني اعرف انها تحبك لكنت تخلصت منك..
صرخ بها ديفيد بنبرة قاسيه واشتدت ملامحه حتى اصبحت مرعبة بوجه الصغير فيليب الذي لا ذنب له فيما حدث لامه، والتي هي حبيبته من الاساس..
اكتفى الصغير بالبكاء وهو يطالع ديفيد الذي بدى كشيطان خرج من الجحيم لا يمت للبشر بصله واقتربت منه كلوي لتحمله بينما الاخر كان يشد شعره من الغضب وفهم ان حبيبته لن تستطيع الانجاب مرة اخرى بعد ان تم استئصال جزء من الرحم، اقترب منه رونالد وبلا تردد رفع سلاحه عليهم جميعاً وكان رونالد يريد ان يهدئه ولكن الاخر كان في حالة لا وعي، عقله مشتت لا يصدق ان حبيبته لن تستطيع الانجاب منه بيوم ما، بلا يصدق ان كل شئ قد توقف عن مساره فجأة، كل ما خطط له ذهب ادراج الرياح...
حلمه ان يكونا معاً بصحبة اطفالهما قد تبدد للابد، ونظر لفيليب بغل وحقد، لقد حرم حبيبته من انجاب طفل له، بينما الصغير اختبئ بأحضان كلوي خوفاً منه، لقد اصبح يمقته، يكرهه لانه يخيفه ويرفضه وقد اذاه ايضاً..
< صباح يوم جديد >
كان ألبرت نائماً على مقعد امام فراش لونا التي كانت قد استيقظت مبكراً وخرجت تاركة اياه وحده تفقد الفراش الفارغ وبحث عنها بعيناه ثم نهض متجهاً للخارج ورائها جالسه بجانب كاليدا فأقترب يتفقدها فأنكمشت لونا على نفسها، تريد ان تبكي، خائفه منه، لا تريده ان يقترب منها انها تهابه وتكره اقترابه الذي اصبح يزيد من انهيارها وحالتها النفسيه السيئة...
امسك بيدها و وضع يده اسفل ذقنها ليجد انفاسها تعلو بخوف شديد وسحبت يدها منه بصعوبه وترقرت العبرات بعيناها، تريده ان يبتعد في الحال انه واللعنه مظهره يخيفها الا ينظر لنفسه بالمرآة، جثته الضخمه وهيئته المرعبه وهالته الخطيره، ملامحه الحادة، صوته الغاضب، كل شئ به يرهبها، وجدها تتنفس بصعوبه وابعدت يدها عنها وهبت واقفة لتهرب منه، انها لا تريده ان يقترب منها، انه يؤذيها، هذا ما عهدته منه منذ رأته، نظر لها بصمت وفهم انها لم تعد قادرة على تقبله ، بل غير قادرة على تجاوز اخطائه، لديها حق لقد تحملت الكثير...
اتجهت بعيداً عنه بمقدار كافي ليجعلها تتنفس براحه واخذت تحرك يدها بالهواء لتمنح لنفسها بعض الهواء المنعش ليملاء رئتيها وظلت تأخذ شهيق وزفير بشكل متكرر تحاول تنظيم انفاسها من هذا اللعين الذي يخيفها..
تابعها ألبرت بنظراته وعلم انها تتهرب من وجوده بجانبها، انها لا تتقبل لمسته، اقترابه منها وحديثه معها، وهذا جعله نوعاً ما يشعر بالضيق رغم ان تلك كانت رغبته منذ البدايه ان يجعلها تكرهه اذا لما يشعر بالضيق من خوفها منه الان، كانت نائمة على كتف كاليدا، مظهرها العام متعب ويبدو انها خائفه وربما تتألم ايضاً..
________________________________________________________
بعد مرور عدة ايام...
قد خرجت كلوديا من المشفى وما حدث معها افقدها النضج وساءت حالتها الصحية والنفسية، واصبحت تعاني من رهاب الرجال، تخشى الاقتراب من اشقائها رغماً عنها، تبكي وتأن بصمت وكانت كاليدا وكلوي ولونا هم بجانبها طوال الوقت، وكانت للاسف صامتة، تطالع الجميع بنظرات حزينة، لقد اذاها من احبته و وثقت فيه، تسمعه كل ليلة وهو يجلس امام باب غرفتها يعتذر لها طالباً السماح والغفران منها بينما هي لم ترد عليه...
انها فقط تكتفي بتناول الطعام وكاليدا تساعدها في الذهاب للمرحاض، حتى انها ابتعدت عن طفلها طوال تلك الفترة، كانت خائفه من كل رجل حرفياً الامر كان صعباً عليها ورغماً عنها، انها لا تعرف كيف عليها ان تعود كما كانت، هى تتأذى من الداخل، تعتصر من الالم لانها غير قادرة على انهاء عذابها وتعبها...
صباح يوم جديد...
استيقظت كلوديا من نومها وقد قررت الخروج من قوقعتها اليوم، لقد مر على خروجها من المشفى عشرة ايام او ربما اكثر لا تتذكر تحديداً، انتهت من استحمامها وارتدت ملابسها ونظرت لنفسها في المرآة قبل ان تخرج من الغرفة وتتجه للاسفل..
كانت ترتدي فستان طويل باكمام قصيرة نسبياً يغطي جسدها بالكامل، لم ترغب ان يراها احد او يطالعها وكأنها عاهرة، لا تريد ان تظهر بمظهر فاسقة، او تشعر وكأنها عارية امام الجميع، توجهت خارج غرفتها وتوجهت تهبط الدرج حتى وصلت لقاعة الطعام ودلفت للداخل...
ابتسم لها الجميع فور رؤيتها لاول مرة بعد حالتها التي اعتبرها انها ستكون مستعصيه لتقبل الامر وممارسة حياتها مجدداً، ونظرت نحو مقعد ديفيد و وجدته فارغ، ورغم راحتها انه لم يكن موجوداً الا انها تسائلت بداخلها عنه لتسمع كلوي تردف بنبرة مطمئنة اياها ..
_ لقد عزله الزعيم من القاعدة ليجعله احد الحرس، لم يعد احدى رجال الزعيم بعد الان سيدة كلوديا لا تقلقي..
نظرت لصحنها ولم تعلق فلقد نال جزاءه، عقاباً له على ما فعله به، تناولت لقيمات صغيره ونظرت للونا التي بدت حزينة وشاردة تلهو في صحنها، وتنظر له بصمت، لم تأكل فقط تتابع الطعام، وقبضتها البيضاء المسكينه قد تلونت بالزرقة القانية بسبب تلك الابر والمحاليل التي اصبحت تلازمها في الاوانة الاخيرة...
انها تشفق عليها كثيراً، انها لا تستحق ما تعانيه، لا تستحق ما تعايشه مع شقيقها، انها لم تذق الراحه والسعادة منذ دلفت للقصر، تبدو شاحبه وحزينة، ويبدو ايضاً انها نادمة على قرار زواجها باللعين شقيقها...
_ توقفِ عن العبث بالطعام..
صرخ عليها ألبرت بنبرة غاضبه من صوت الملعقة التي تتحرك بالصحن بلا هدف، لينتفض جسدها بذعر وتركت الطعام وانكمشت على نفسها من الخوف منه...
ورفعت قبضتها لتسد اذنها من صراخه عليها واخذت تبكي بصمت وتعالت انفاسها من شدة الخوف، انها تتألم بسببه كلما صرخ عليها اصبحت مريضة نفسية بسببه، انه تخافه وتخشاه الي اقصى حد رغم انها واللعنة تحبه، الا ان بقدر حبها تخشاه اضعاف هذا الحب...
نظر لها ألبرت بصدمة عندما وجدها تبكي ونهض من على الطاوله حتى يبتعد عنها، كما اخبرته طبيبتها النفسية التي تقوم بعلاجها، واضطر ان يبتعد عنها وصعد لغرفة مكتبه، اتجهت كاليدا وكلوي نحوها ليهدوئها من نوبتها اللعينة، كل مرة ينتهي الامر بحالتها تلك اما بتشنج عنيف او فقدان وعيها..
احتضنتها كاليدا تمسح على رأسها بهدوء وكلوي تربت على ظهرها حتى هدئت ونامت بأحضان كاليدا، اقترب باتريك ليحملها لغرفتها ولكن نظره كاليدا جعلته يتراجع، الفتاه ستبتلعه لانه سيلمس غيرها حتى وان كانت زوجه شقيقه وسينقلها لغرفتها فقد حدث الامر بدون ارادته...
_ فلتنادي ديفيد عمي العزيز..
قالتها كاليدا بأبتسامة صفراء مشددة على كلمة عمي ليعلم انها ستنفرد به في الغرفة لتمارس ألعايبها عليه وفي النهاية تتركه وترحل كما تفعل به كلما قام بخيانة صداقتهما...
_حسناً..
رد بنبرة هادئة واتجه نحو الخارج لينادي على ديفيد...
وجده يحبس سيجاره بين شفتيه، وقد كان اقلع عنها منذ وقت طويل، لما عاد لها، ربما بسبب ما حدث معه، نظر ديفيد له ببرود تام اردف باتريك بنبرة بارده..
_ نريدك ان تحمل لونا لغرفتها لقد فقدت وعيها منذ دقائق...
توجه ديفيد معه لداخل القصر وجهه للارضيه حتى رأى لونا واتجه نحوها يحملها ورفع وجهه لتقابله من بكى امام باب غرفتها لايام يتوسلها ان تسامحه كانت تنظر له ببرود تام ولم تعيره اي اهمية فأتجه بلونا نحو جناحها، وخرج لينضم لباقي الحرس مرة اخرى ما ان دثرها بالغطاء جيداً...
اتجه في طريقه نحو غرفة مكتب زعيمه اطفأ سيجاره بين قبضته وزفر سم سيجاره ثم طرق على باب الغرفة حتى سمح له الزعيم بالدخول، عليه ان ينهي مهزله زعيمه التي يعيش بها مع لونا وتلك الاوهام التي يحيا بها بشأن حبيبته المزعومة....
دلف للداخل و وجد زعيمه يتحدث عبر الهاتف مع كلاوس الذي على ما يبدو انه وجد الصبي الذي يدعى تومي، وهو في طريقه للقصر ويبدو ان الزعيم سعيد للغاية لان طفله آتٍ للقصر وسيعيش بينهم، ولكن يقسم انه لن يترك هذا الصبي حياً ان لم يكن ابن زعيمه جدياً، سيقوم بقتله لانه سأم آلاعيب تلك القذرة حتى بعد موتها لم يرتاح من حولها، ما ذنب لونا، ما ذنبها لا يفهم..
_ اذا كنت آتِ من اجل كلوديا فأنسْ الامر، ديفيد..
قالها ألبرت بنبرة باردة وهو يستند بظهره على المقعد براحه..
_ لست هنا من اجل كلوديا، فعلاقتنا انتهت على كل حال، انا هنا من اجل لونا..
تعمد ذكر اسم لونا حتى يجذب انتباهه ونجح بالامر عندما رأه ينصت بأهتمام وفضول خفي ادركه هو بسهولة...
اخرج من جيب بنطاله شريحة ذاكرة، و وضعها على مكتبه فنظر ألبرت نحو الشريحه واعاد بصره نحو الاخر ليسأله عنها..
_ ما هذا؟!
_ عندما ستفتحها ستفهم كل شئ زعيم، ولكن فقط تذكر ان تكن مستعداً جيداً لتقبل ما ستراه حتى لا تظلم احد بعد ذلك ولتفهم كل شئ بوضوح، واعتذر لك عما ستراه وربما لن يعجبك ولن تتقبله او تصدقه لهذا...
صمت ديفيد لوهلة قبل ان يكمل بنبرة هادئة..
_ ستجد ملفات سريه خطيرة للغايه من منظمة create، بها كل المعلومات التي ستكشف لك الحقيقة كامله...
انهى حديثه وقد نجح في اثارة انتباه وفضول زعيمه وطالعه لوهله قبل ان يمسك بالشريحه وقرر ان يضعها في جهاز اللاب الخاص به ليفتحها ويرى محتواها وما علاقته بلونا، خائف ان يجد شيئاً عنها يجعله يضطر لقتلها...
بينما ديفيد استأذن زعيمه وخرج تاركاً الاخر في حالة تشتت من تلك الملفات التي وجدها وبدأ يفتح احدى الملفات عشوائياً و وجد مقاطع فيديو قام بفتح احدهما ورأى جيرمي بالفيديو ولم يفهم ما علاقتها بلونا وبدا بمشاهدة الفيديو صوت وصورة...
وكان الفيديو يظهر جيرمي حبيبته، تطرق على باب غرفة باتريك ليفتح لها و وجدها امامه تطالعه بأعجاب واضح فدفعته للداخل واغلقت الباب وتوجهت به نحو الحائط تقبل عنقه وشفتيه ولم يكن الاخر يبادلها، بل كان جامداً بشكل اشعرها بالضيق، فوجدها تهبط نحو اسفله وفتحت بنطاله عنوة لتخرج عضوه وامسكته لتلتهمه وامسكت قبضته لتضعها على شعرها واخذت تتحرك ذهاباً واياباً تجبره على ايلاج فمها بالقوة وتطالع ملامحه..
لم يستطع ان يكمل باقي الفيديو وفتح اخر ليرى الفيديو الخاص بديفيد وكيف منعها من لمسه وعلم ايضاً انها تعمل لحساب كارولين اللعينة، لقد كانت جاسوسة لهم، لم يصدق ما سمعه، وجد فيديو اخر، الفيديو الذي من خلاله ادعت ان باتريك اغتصبها، وسمعها تهدد شقيقه بقتلها لكاليدا او تسليمها لجيرمين شقيقة كارولين، لم يتوقع ان حبيبته بهذا السوء ابداً وبعدها اجبرته على مضاجعتها، ويبدو ان الاخر يعاني، يغمض عينه معتصراً اياها لعله ينتهي من هذا الكابوس، يريد ان يحافظ على علاقته بكاليدا، لانه بأختصار يعشقها، عكس تلك العاهرة التي تقحم عضوه بها عنوة...
كاد يجن حرفياً مما رأه وخرج من هذا الملف ليفتح اخر و وجد ملف جيرمي بآكمله، وعلم انها جاسوسه كارولين ولديها شقيقه تدعى راسيل ولهم شقيقه اخرى ( التي حاولت قتل جيمس وعائلته مفجرة قصره)، لم يفهم كيف حدث كل هذا واين كان هو؟!، كيف ادعت حبها له، كيف كذبت عليه، ولما انجبت منه ان كانت لا تحبه وكانت بمهمة لعينة تهدف للقضاء عليه هو وعائلته، وجد ملف اخر به بعض تسجيلات فيديو لجيرمي لعدد من رجاله، حرسه الخاص تحديداً تقيم معهم علاقات ساخنة، فاغمض عيناه وهو يردف بنبرة غاضبه...
_ عاهرة لعينة...
ضرب جهاز اللاب الخاص به ليصطدم بالارض بعنف وضرب الملفات الخاصة بعمله لتتساقط جميع الملفات ارضاً وتناثرت الاوراق بالهواء والارضية وضرب المكتب بكل غضب وظل يكسر كل شئ يقابله حتى تحطم المكتب عن بكرة ابيه..
كان باتريك وديفيد يقفان امام باب غرفة مكتبه ومنعه ديفيد من الدخول حتى يفرغ الاخر كل شحنته وطاقته وغضبه، حتى يستنفذ كل طاقته وقتها فقط سيمكنهما الدخول والتعامل معه حتى لا يكن بطاقته ان يضربهما..
ولكنه راوه يخرج من الغرفه كالاعصار ونظر له بعينان حمرواتان من الغضب وهيئته مبعثرة للغايه، وشعره يبدو انه كان يحاول اقتلاعه من شده غضبه، وتوجه نحو الدرج يلتهمه حتى وصل لخارج القصر ودلف لسيارته ليتحرك نحو قبر الاخرى، تلك العاهرة التي تلاعبت به وبعائلته، انها تعمدت ان تظهره عاهرة، مجرد عاهرة يتحرك وفق قلبه، أهذا ما كانت ان تريد ان يكون عليه...
يا ترى ابن من تومي اذن؟! فهو لا يتوقع ان يكن ابنه بعد ما رأه، وصل امام قبرها ونظر نحو قبرها بغضب ونظر للورود المحاطة به واخرج قداحته، واشعل بها الورود المحاطة بقبرها، واردف بنبرة قاسيه حادة صارخاً بها وكأنه يراها ...
_ اتمنى ان تحترقي بالجحيم ايتها العاهرة، وان كان تومي ابني، لن اعترف به، وان لم يكن سأقتله، هل سمعتِ سأقتله او لن اعترف به، وصدقيني سأدمر منظمتكِ ايتها الساقطة....
وكم يود ان يراها الان ليحرق كيانها بنيران تعذيبه لها او ربما كان سيقيدها ويحرقها حية، او شوه ملامحها واحرق وجهها لتعيش حياتها بعاهة مستديمة لباقي حياتها، كان هذا سيكون افضل بكثير من ان يتركها تصارع مرض أرفق بها وجعلها تموت سريعاً...
جلس امام قبرها وطالع القبر بغضب، لا يعرف كيف احبها وخانته بهذه السهولة، أكان رخيصاً لهذه الدرجه لديها، لم تشفق على حالته وهي تراه متيماً بها ليصرخ بها بألم غاضب..
_ لقد احببتكِ يا عاهرة، احببتكِ وانتِ تقومين بخيانتي مع شقيقي ورجالي، انتِ ساقطة لعينة، انا اكرهكِ، فلتحترقي بنيران جهنم على افعالكِ ايتها الساقطة الداعرة..
صمت ملياً قبل ان يكمل...
_ لم يكن على ان اعذبها، لم يكن على ان اوصلها لهذه الحاله، لقد كانت انقى واطهر منكِ، لقد كانت ملاكاً حقاً، ليست مثلكِ ايتها الداعرة، هي من كانت تستحق فرصة وليس انتِ...
_ انتِ ميته بالنسبه لي ولن ينبض هذا القلب لكِ، ولن يفكر عقلي بلعنتكِ مجدداً، انتِ مجرد... انتِ لا شئ، نكرة...
انهى حديثه بنبرة حاول جعلها باردة ونهض من امام قبرها متجهاً نحو سيارته، وقادها بأقصى سرعته متجهاً للملهى الليلي ليقضي به ليلته بعيداً عن القصر...
_________________________________________________________
وصل كلاوس امام باب القصر ينظر لذلك الصغير الذي يدعى تومي الذي كان نائماً على الاريكة الخلفية للسيارة، كان يبدو ملاكاً حقاً، وجيد انه لا يشبه جيرمي، لقد اخذ ملامح جدته، بشرة بيضاء مع عينان عسلية وفك حاد كوالده، وكانت ملامحه تشبه ألبرت بدرجه كبيرة حتى انه ظن انه يرى زعيمه وهو صغير من شده التشابه بينهما...
هبط من السيارة ليجد مونيكا تطالعه بنظرات كالسهام لقد اخبرها انه سيأتي باكراً اليوم ليقضيا يومهما سوياً اين كان هذا اللعين كل هذا الوقت واقتربت منه لتردف بنبرة غاضبه..
_ اين كنت سيد كلاوس، لقد انتظرتك طويلاً..
_ لقد احضرت تومي اعتذر على التأخير حبيبتي ..
قالها كلاوس بنبرة هادئة واتجه ليفتح باب السيارة ليخرج الصغير من الداخل وايقظه بلطف فنظر نحوه الصغير بنظرات حادة، جيد انه لا يطيقه، وطالع مونيكا بعسليتاه ثم فتح باب السيارة الاخر ليخرج منه وتركهما خلفه، كان قصير، نحيل ذو نظرات حادة مشابهة لخاصة والده، ورأت مونيكا نظراته نحوهما لتردف سآلة بنبرة ساخرة وهي تشير على جسد الاخر الذي دلف للقصر واختفى اثره من امامهما ..
_ ما به ألبرت الصغير هذا...؟!
اخرج الاخر حقيبته الخاصه من حقيبة السيارة وامر الحارس ان يدخلها للقصر وتوجهت مونيكا لتجلس بالمقعد المجاور للسائق، وعاد هو الي السيارة ودلفها ليبدأ بالقياده متجهاً لوجتهما الخاصة..
مدينة احلامها التي تمنت ان تذهب اليها وهي صغير، الملاهي، انها حلم طفولتها وارادت ان تجرب الامر مع حبيبها لاول مرة في حياتها، هذا ما اتفقا عليه ليقوما به بعطلة نهاية الاسبوع قبل موعد امتحاناتها، حتى يعطي لها حافز للاستذكار جيداً..
اصطدم تومي بفيليب فنظر له تومي بحدة لم تكن معهودة من طفل وخاف منه فيليب كثيراً خاصه انه كان طفل طبيعي للغاية من قامت بتربيته سيده مسنة و والدته، اما ذلك الفتى كان يعيش مع عائله عاهرة تشبه والدته التي ماتت بل لم تفرق عنهما كثيراً واقترب تومي من فيليب ينوي صفعه على اهانة فيليب له، فلقد نعته بالاعمى، ولكن يد امسكت قبضته ولم يكن سوى ديفيد الذي منع هذا الصغير من لمس فيليب ونهض فيليب يختبئ خلف ديفيد من هذا الفتى اللعين، وسحب تومي قبضته من ديفيد واردف بغضب لم يلق بطفل ابداً..
_ ابعد هذا المخنث عن طريقي..
_ طفلي ليس مخنث ايها الحقير..
قالتها كلوديا وهي تحمل طفلها بين قبضتها وامسكت بملابس تومي المهترة وجذبته من ثيابه بطريقه عنيفه ثم هددته بقسوة لم يعهدها ديفيد منها ولكن اعجبه كونها كاللبؤة تدافع عن صغارها ...
_ اياك وطفلي والا لن ارحمك ولن يهمني انك ابن اخي سمعت...
نظر لها تومي بصمت ولم ينكر انه اجفل من نبرتها عندما صرخت به بتسائل..
_ سمعت؟!
واومأ لها هو لتتركه يسقط على مؤخرته واتجهت هي بصغيرها نحو غرفتها، تطالع تومي بنظرات حادة تخترقه بأرضه ولو كانت نظراتها حية لقتلته في الحال، لن تسمح لاحد بأن يشوه طفلها نفسياً او يؤذيه جسدياً، ستلتهم من سيقترب منه...
اتجه ديفيد نحو الخارج خلف الحديقه واشعل سيجاره ليحبسه بين شفتيه وشعر بها تقف خلفه، أولم تصعد لغرفتها ما الذي جعلها تتبعه الان، استدار ليواجهها ولكنه وجدها كلوي، انه اصبح يتخيلها بالنساء ايضاً، يظن انها ستعيره اهتمام تباً له ان فعلت، حتى انها لم تطالعه بنظرة واحدة منذ الحادث، بل زادت الفجوة بينهما كثيراً واصبح يشعر بتضائل علاقتهما بشكل كبير، انه يريدها، يريد ان يعتذر لها، عليه ان يحادثها ويعتذر لها...
ترك كلوي وتوجه لغرفة لعنة حياته وكارثته اللعينة، طرق الباب لتسمح للطارق بالدخول ففعل، طالعته ببرود واعادت نظرها لصغيرها القابع بأحضانها، كانت تعبث بشعره الناعم الاصهب وتقبل رأسه بلطف شديد، انه ملاكها الصغير..
رأت الاخر ساكن ينظر لها فقط، فأردفت ببرود..
_ اخرج، اريد ان ارتاح...
_ فقط سنتحدث لدقيقتين كلـ..
قالها بنبرة هادئة وكم ود ان لا يتحدث ويكتفي بعناق هو وهي فقط ولكنها قاطعتها مردفة بلهجة تحذيريه متعاليه...
_ سيده كلوديا، ديفيد لا تنسَ نفسك مع من تتحدث...
انها تضع فروق بينهما، طبقتهما الاجتماعيه، هو حارس وهي شقيقة زعيمه الذي يقوم بحارسته، ابتلع مرارة الاهانة التي تلقاها لتوه واردف بنبرة حزينة ..
_ اردت ان اعتذر لكِ عن ما حدث، لم اقصد ان اؤذيك ولكنني لم اتخيل انكِ تركتيني وذهبتي لتتزوجي من رجل اخر غيري، لتحيي معه في تركيا بينما انا هنا اتألم وحدي...
لم تشفق عليه بل طالعته بصمت تنتظر ان ينتهي من كل ما لديه حتى تصفعه بكل تخيلاته المريضه عرض الحائط وتخبره بالحقائق كلها واثبات كل حقيقة منها، وسمعته يكمل..
_ لم اتخيل انكِ انجبتِ من رجل غيري، لا انكر انني رغبتكِ، انني اردتكِ لي ولكنني حافظت عليكِ وعلى حبي لكِ، كان حبي لكِ طاهراً اقسم انه كان نقياً، ولكنه تلوث، تلوث بغضبي الذي اعماني عندما علمت ان لديك طفل، طفل من غيري كلوديا..
نبرته المقهورة وهو يتحدث وتلك العبرة التي غادرت عيناه جعلتها تنظر له وتتمعن بملامحه اللعينة ثم طالعت ابنها تتفحص ملامحه اللطيفة، وسمعته يكمل...
_ ارجوكِ سامحيني كلـ.. سيدة كلوديا، اعتذر لكِ، ارجو ان تقبلي اعتذاري...
_ انتهيت...؟!
سألته بنبرة بارده لتراه يومأ له برأسه...
_ اعتقد ان الطبيبه اخبرتك انني كنت مصابه بورم وتم استئصال جزء من رحمي اي انني لن انجب، لن اصبح اماً، لقد كنت خائفه ويائسه، لن احصل على عائلة انا وانت، لن نكون سوياً ديفيد، وفكرت بفكرة شيطانيه لعينة كانت هي السبب الان بما وصلت له، قمت بأعطائك حبة من حبوب الهلوسة عمداً وتعمدت ان اثير عضوك وحصلت على منيك في علبة بلاستيكية وتوجهت بها للمعمل، وقمت بعمل حقن مجهري لانجب طفلاً منك ديفيد، لم اتخيل حياتي بلا طفل منك صدقني، كنت مهووسة بأن اكون عائله انا وانت واطفال، كنت مهووسة بك، وعندما نجحت العملية وتكون الجنين برحمي، اخبرت طبيبي انني لن ازيل الورم الا عندما انجب طفلي و وافق، اضطررت ان اسافر حتي لا يعلم احد بحملي، او بمرضي، انجبت طفلي بتركيا هناك..
بترت حديثها تتنفس براحه بعد ان اخبرته بالحقيقة ثم اكملت بنبرة هادئة..
_ واسميته فيليب، واجريت عمليتي لازيل الورم، حتى اصبحت عقيم الان، فيليب يكون ابنك ديفيد، فيليب طفلك، يحمل صفات عائلة امي، عيناها ولون شعرها، الوحيد الذي حصل على صفات عائلتي..
انهت حديثها تطالع ملامح وجهه المنصدمة، لا يصدق ان فيليب طفله، عنفه بالمشفى وظن انه ابن رجل اخر، بالتأكيد سيكرهه، وهو ابنه !!، ابنه هو، منه هو، هذا الصغير طفله، لا يصدق انه طفله ومن لحمه ودمه، لا يصدق !!
فتحت درج الكومود وسحبت منها تقارير الـ DNA الخاص بطفلها، وكان اكثر من خمس تقارير قد قامت بأجرائهم حتى تتأكد انه طفله هو ومنه هو، وجميع النتائج كانت تؤكد حديثها، نظر للتحاليل بقهر، انه آذى حبيبته وطفله، لن تسامحه وهو يعلم..
_ لا تطلب السماح ديفيد علاقتنا انتهت، سأسمح لك برؤية طفلك ولكن لن اسمح له بالعيش معك ابداً...
قالتها كلوديا بنبرة جادة ونظرت لعيناه لتجده يطالعها بضياع، لا يعرف ماذا عليه ان يفعل حتى تسامحه، يعلم انها لن تفعل، كلوديا لديها الخيانه والخذلان ليس بهما رجعة وهو يعرف هذا وهو خذلها وخان ثقتها به بعد ان وثقت بلعنته فلن تسامحه ابداً...
اضطر ان يترك لها التقارير واعادهم للدرج مرة اخرى واقترب من طفله ليقبل رأسه واردف بأبتسامة حزينة...
_ احبك صغيري، والدك يعشقك فيليبي...
اضطر ان يبتعد عنه وعنها وطالع عيناها الجميلة البنية بنظراته قبل ان يستدير ليغادر وتوجه للخارج مردفاً بنبرة جادة..
_ ان احتجتي شيئاً فأنا خادمكِ سيدتي...
_ شكراً لك لقد قدمت لي خدمات اضافيه لم اراها سوى منك ..
قالتها كلوديا بنبرة ساخرة لقد فعل كل شئ لعين، لقد خدمها حقاً وكانت خدمته ان تقيم بالفراش لعشرة ايام، ان تخشى الرجال، ان تصبح غاضبة وتتعامل مع كل من يقترب من طفلها بوحشية حتى وان لم يكن سيؤذيه، لقد جعل الرهبة تتملك منها على نفسها وطفلها ...
علم انها تسخر منه لهذا فضل الصمت وألقى عليها نظرة اخيرة قبل ان يغادر، ولكن سمعها تردف بنبرة جادة ...
_ سأعود في خلال يومين لتركيا انا وطفلي يمكنك ان تأتي في اي وقت لزيارتنا لن امانع، وابلغتك حتى لا تظن انني هربت...
_ اتمنى ان تصلين سالمة..
قالها بنبرة هادئة واومأ لها بالايجاب قبل ان يخرج وتركها مع صغيرها النائم وحدها، وظلت تفكر كيف عليها ان تتركه خلفها وترحل، مازالت تحبه ولكنها لا يمكنها ان تتخطى ما فعله بها، لقد اذاها كثيراً ولم يعبأ بفعلته الشنيعه سوى الان، نادم وهي ترى هذا ولكن بماذا سينفع الندم ان كان القالب نفسه فارغ ومؤذي، بماذا سيفيد اعتذاره ان كان فقط يفعل حتى لا تبتعد، ليس عن اقتناع انه اذاها، ترى انه لم يهتم وقد رحل، لم يعترض على قرار سفرها، لم يعترض على ابعاد طفله عنه، وكأنه لا يهتم، حسناً وهي ايضاً عليها ان تدعي عدم الاهتمام كما يفعل هو، انها تكره اسلوبه البارد معها، وتكره حياته الغير مألوفة والغريبه عنها ورغم هذا احبته هو، وهو لا يستحق ذرة واحدة من حبها 💔...
_________________________________________________________
مساء نفس اليوم...
استيقظت لونا من نومها تطالع كل ما يحيطها بنظراتها، لا تعرف متى وصلت لهنا، ولكن تعتقد ان احدهم حملها لغرفتها، لقد حُل المساء وهي مازالت نائمة وهي بالعادة لا تنام كثيراً، شعرت بهاتفها يهتز عدة مرات، وقد تم تفعيل وضع الصامت سابقاً، وجدته رقم مجهول الهوية لا تعرف لمن يرن عليها وظنت في البدايه انه لوسيان فأرادت ان تعرف ماذا يريد...
_ من معي؟!
سسألته بأستفسار ناعس وهي تمسح وجهها بكفها بلطف، لتسمعه يرد عليها بنبرة ساخرة وصوت رجولي لم تألفه، فعلمت انه ليس لوسيان وهذا طمأنها قليلاً...
_ حسناً يمكنكِ اعتباري فاعل خير، يريد مساعدتكِ..
_وماذا تريد؟!
سألته مرة اخرى بأستفسار غاضب فهي ليست متفاجأة من كون احدهم يريد مساعدتها فالبتأكيد سيحتاج مقابل لهذه المساعدة...
_ عندما اقابلكِ ستعرفين، انه امر ضروري للغايه، لا تخبري زوجكِ بالامر، ساقابلك في **** انتظركِ يا جميلة...
قالها هذا المجهول بنبرة هادئة واغلق الخط حتى لا يعطي لها فرصة للرفض او الفرار من القدوم...
نهضت من مكانها وارتدت قميص اسود وبنطال اسود ضيق ورفعت شعرها الابيض في هيئة ذيل حصان وارتدت نظارتها الطبيه وساعتها مع قليل من عطرها على كلا عنقيها وتوجهت للخارج بحثت عن ألبرت بنظرها عندما وصلت لمكتبه وعلمت انه لم يأتي بعد، تنفست براحه وتوجهت نحو الاسفل راكضة نحو الخارج حتى وصلت للسيارة، وجدت ديفيد يطالعها بنظراته ولكنها لم تراه ودلفت للسيارة وادارتها لتتجه للمكان الذي ابلغها به هذا المجهول، لم تنكر انها خائفه ولكنها تريد ان تعرف ما هو الامر الضروري الذي يريدها به...
وصلت للمكان وكان يشبه الصحراء، خالِ من كل سبل الحياة عدا الهواء الذي كانت تتنفسه، انتظرت بسيارتها قليلاً حتى رأته يأتى من الاتجاه المعاكس وقد اطفئ اضاءه السيارة وهبطت هي من السيارة ونظرت نحوه ولم تتعرف عليه كونها المرة الاولى التي تراه بها ...
_ اهلاً بكِ يا جميلة...
قالها هذا المجهول بأبتسامة باردة ليسمعها ترد عليه بجمود وهي تضم ذراعيها اسفل نهديها، طالع حركاتها الانثوية، كانت لطيفه كما اخبره زعيمه عنها...
_ فلتقل ما تريد، اريد ان اعود للقصر فالطقس سئ..
اخرج شريحة ذاكرة ومد يده لها به ليعطيها اياها، فنظرت له بصمت حتى سمعته يردف بنبرة جادة ..
_ هذه الشريحه بها كل شئ عن لوسيان مارفييز، يمكن ان يدينه ويدمره..
_ ولما لم تعطيها للشرطة...؟! لما تعطيها لي؟!
سألته بنبرة مستفهمة لتسمعه يرد بمنطقيه وألتوى فمه بأبتسامة ساخرة..
_ لقد قتل عائلتكِ وانتى اولى بالانتقام من الشرطة...
_ لما تساعدني..؟!
سألته بنبرة مستفهمة تريد ان تعرف ماذا يخطط ليفعل بها، تعلم انه لن يخون زعيمه بهذه السهولة..
_ لانني اكرهه واريد ان ادمره مثلكِ...
قالها المجهول بنبرة حاقدة كارهة وهو يخرج سيجار ليشعله ونظرت للخاتم الذي بآصبعه وتذكرت شيئاً ولكن بدى مشوشاً لها، تشعر وكأنها رأت هذا الخاتم سابقاً...
_ ولما لم تفعل انت هذا لما تعطيني الشريحه لادمره انا...؟!
سألته بأستفسار تطالع هذا الخاتم من حين لاخر تحاول ان تتذكر اين رأته من قبل...
_ اعرف انكِ ستعطين الشريحة لألبرت وهو من سيتعامل مع الامر...
رد عليها هو بنبرة ساخرة واقترب منها حتى انعدمت المسافة بينهما وامسك بفكها الصغير وكاد يقول شيئاً لها بأذنها على ما تعتقد ولكنها لم تسمح له وابتعدت عنه..
اخذت الشريحه منه وسألته بنبرة هادئة..
_ هل يمكن ان اطلب منك طلباً يا.. ؟!
_ ثاندر اسمي ثاندر..
قالها ثاندر لها بنبرة هادئة لتكمل هي بنبرة هادئة..
_ سأعطيك ما تريده من مال، ولكن اريدك ان تبحث لي عن فتى، شاب انه شاب بنفس عمري الان، لقد حدث حريق في البنايه التي اقتطن بها ولكن لم اكن بها وقتها وكان هذا الشاب بها، هذا الحريق حدث منذ ثماني عشر عاماً ...
_ هل هو حبيبكِ؟!
سألها ثاندر بنبرة مستفسره عن هذا الشاب الذي تريده ان يبحث عنه من اجلها..
_ انه شقيقي التؤام..
قالتها لونا بنبرة هادئة موضحه الامر له..
_ ما اسمه..؟!
سألها بأستفسار وهو يتابع توترها الذي اتضح عليها وكأنها نادمة انها اخبرته بالامر ولكنها ردت بهمس بالكاد سمعه ..
_ ليام..
تسمر ثاندر بأرضه وطالعها بعدم تصديق وشعر ان هنالك شئ خاطئ، ولكن لم يظهر اي مشاعر نحو ما قالتها وفقط اومأ لها بالايجاب وتحرك نحو سيارته ليغادر، وهي ايضاً عادت لسيارتها لتعود للقصر، وشعرت بالحزن لانها مازالت تبحث عن شقيقها الذي اخبرها الجميع انه ميت ولم تقتنع هي ولم تصدق احد ممن اخبرها بموته المحتم من هذا الحريق ...
وصلت للقصر وعلمت انها كانت مراقبه من ديفيد ويبدو انه سيخبر الزعيم، هبطت من سيارتها و هبط ديفيد هو الاخر ونظر لها قبل ان يهدر فيها بنبرة غاضبة..
_ كيف تذهبين بساقيكِ لهذا العاهر، انستي؟!
_ اراد مساعدتي ديفيد..
قالتها لونا بنبرة هادئة ونظرت له بعدم اهتمام..
_ مساعدتكِ !!، انه مع عدو الزعيم انه الذراع اليمنى للوسيان آنستي..
قالها ديفيد بنبرة حادة وطالع ملامح وجهها الغير مبالية فهي سالمة لما يهول الامور هكذا...
_ انا بخير ديفيد، انه لم يؤذيني...
قالتها لونا بنبرة باردة وكادت تتركه وتغادر ولكنها سمعته يردف بنبرة غاضبة بسبب برودها، انها ذهبت لمقابله عدو زوجها بكل برود وكأن الامر عادياً...
_ لم يفعل لانه رأني، راني اقف خلف سيارتكِ بمسافة، كان يعلم اني سأفتك به ان لمس منكِ شعرة واحدة..
_ لا تصرخ علي، يكفي، لست طفلة ديفيد، اعلم الخطأ من الصواب، انت لست ابي ديفيد ولم اطلب حمايتك حتى ان زوجي العزيز لم يهتم بأموري كما تفعل انت، لهذا اهتم بشئونك ولا تتدخل فيما لا يعنيك..
صرخت بها لونا عليه فهي تشعر بخوفه عليها بطريقه تخنقها كونها لم تعتاد على هذا الاهتمام الخانق من احد حتى زوجها لم يهتم بها وتركته خلفها وكأنه غير موجود، تريد ان تفعل ما يحلو لها بينما الاخر يهتم بأمورها وتتبعها لحمايتها وهذا جعلها تشعر بالالم لانها ودّت ان يكن هذا الاهتمام من ألبرت وليس من ديفيد..
تعرف انه خائف عليها ولكن صراخه وغضبه عليها جعلها تشعر انها ترى نسخة اخرى من ألبرت لهذا انهت النقاش بينهما بطريقة غير مستحبة وغادرت لداخل القصر، تابعها هو بنظراته حتى اختفت من امامه، واخرج علبة سجائره ليسحب واحدة وحبسها بين شفتيه يدخنها بشراهة وينفث سمها من بين شفتيه بضيق غافلاً عن تلك التي تطالعه بصمت حزين ودلفت للداخل لتنهي اعداد حقائبها هو وصغيرها استعداداً للمغادرة والرحيل لتركيا هو وصغيرها والجدة ركيدة ...
_________________________________________________________
دقت الساعة الثانية عشر منتصف الليل..
وصلت السيارة التي أقلت ألبرت للقصر وكان الاخر واعياً ويقظاً يطالع ما يوجد امامه بصمت فقط، لا ينكر انه تألم لمعرفته بشأن خيانتها له فلقد كانت مميزة بالنسبة له، كانت عاهرة وضيعه وجاسوسة حقيرة، كم يود ان يذهب لقبرها ليخرج جثتها ويقوم بحرقها، لا يعرف لما تركها بالقبر كما هي ولم يفعل بها ما يدور بذهنه...
هبط من السياره واتجه نحو باب القصر وفتحه ودلف كان هادئ بشكل رهيب، جميع الاضواء مطفأة فأستغل الامر لصالحه حتى لا يزعجه احد ويصرع رأسه بالاحاديث واللغو والاسئلة ودلف للداخل واغلق الباب خلفه ثم صعد لغرفته وخلع ملابسه بالكامل وتوجه نحو المرحاض ليتحمم...
جلس بداخل حوض الاستحمام، يدخن سيجاره ويفكر بشرود، لما حدث معه كل هذا، لانه قسى على لونا؟! ام لانه لا يستحق لونا فعاقبه الرب بخطيئته التي ارتكبها في حق لونا، نفث سمه اعلى رأسه وظل شارداً وآتى بذهنه لونا، هل هي مثلها، ام انها بريئة كما تدعي، لا يعرف ولكن اصبح لا يميز من شده الشك...
خرج من حوض الاستحمام وتحمم يزيل اثار الصابون عن جسده العضلي وتوجه للخارج يلف تلك المنشفة حول خصره، وضع قدمه خارج الباب واستدار بجسده يخنق هذا الدخيل بقبضته وحاصره مع الحائط..
_ انه انا زعيم..
قالها ديفيد بنبرة هادئة فتركه الاخر وحرره من قبضته..
_ ما الامر؟!
سأله ألبرت بأستفهام مستفسر وهو يتجه نحو الفراش ليسحب بنطاله ليرتديه..
_ لقد خرجت الانسة لونا، ذهبت لمقابله ثاندر سيدي...
قالها ديفيد بنبرة هادئة موضحاً ما حدث في عدم وجوده...
_ كيف تتركها تخرج من القصر دون علمي؟! وكيف تسمح لها بمقابلة هذا القذر؟!
سأله آلبرت وقد بدأت ملامحه تشتد من الغضب ما ان سمع اسم هذا اللعين الذي اقترب من عائلته اكثر من اللازم...
_ ليست مهمتي منعها سيدي، ولكنني تتبعتها..
قالها ديفيد بنبره بدت هادئة رغم سخريته اللاذعة من سؤال زعيمه أليس هو من ألقى به بهذه اللعنه فليتحمل...
_ تستغل كونك حارس لتخلي مسؤليتك من كل ما سيحدث صحيح..؟!
سأله البرت بنبره مستفسرة ليجد الاخر يبتسم بجمود وكأنه يخبره " نعم افعل "
_ نوعاً ما سيدي..
قالها ديفيد ببرود تام ليجد الاخر ينهره بغضب من برودة حديثه التي تناسب الموقف..
_ توقف عن سيدي تلك لا تغضب لعنتي ديفيد...
صمت ألبرت لوهلة ثم اردف بأمر غاضب وهو يمسح وجهه بقبضته..
_ اذهب الان..
وبالفعل تحرك ديفيد ليخرج من الغرفة تاركاً الاخر وحده يفكر لما ذهبت الاخرى لمقابلته، أهي تخونه ام ماذا؟! لا يفهم بعد كيف عليه ان يحل هذا الامر الان، ولكن اولاً عليه ان يرتاح لانه لا يشعر بجسده من شدة التعب، وعندما يستيقظ سيجد حلاً...
< صباح يوم جديد >
اجتمع الجميع على طاولة الطعام، وهبطت لونا لتجلس على مقعدها على الطاولة، رأت ألبرت يطالعها بصمت قبل ان يسألها بنبرة مستفسرة ..
_ اين كنتِ ليلة امس لونا؟!
_ اووه زوجي العزيز يهتم بشئوني، انه لشئ جيد للغايه، فخورة بك ألبرت...
قالتها بنبرة ساخرة ليطالعها بصمت قبل ان يهبط على وجنتها بصفعة قاسيه جعلت وجهها يصطدم بطاولة الطعام بقوة وانسال خيط من الدماء بجانب شفتيها، ابتلعت الاهانه التي تعرضت لها وامتلئت زورقتاها بالعبرات مما فعله لتسمعه يعيد سؤاله بنبرة حادة غير قابلة للسخرية..
_ اين كنتِ ليلة امس ايتها العاهرة؟!
_ كنت مع ثاندر، اخبرنـ..
تلقت صفعه اخرى حال ما قالته ليرتد وجهها للجهة الاخرى وامسكها من شعرها بقبضته ساحباً اياها منه بقسوة وتحرك بها متجهاً لخارج القصر والقى بها بالخارج، امام باب القصر تحديداً..
_ افتحوا للعاهرة البوابة لتخرج..
هدر بها ألبرت بالحرس الذين يحيطون القصر والبوابة الخارجيه، واجتمع الجميع خلف ألبرت ينظرون للونا المسكينة التي تُطرد من هذا الشيطان...
_ اذهبِ له، هيا ماذا تنتظرين، فلتذهبِ للعنته، ليسلمكِ بقبضته لزعيمه الداعر، صدقيني لن يستمر بقائكِ حية لفترة طويله، سيمحي سلالتكِ ظناً انكِ نقطة ضعف لا يعرف انني لم اجعل امرأة بحياتي نقطة ضعف حياتي، سوى جيرمي، وقد ماتت..
وجه حديثه للونا التي تجرعت تلك المهانة امام رجاله وعائلته، لا تعرف ماذا عليها ان تفعل الان، ونهضت تحرك ساقيها بصعوبه ونظرت لألبرت للمرة الاخيرة قبل ان تتجه لخارج القصر بعد ان قام بطردها واذلالها واهانتها امام رجاله وكأنها عاهرة...
طالع حركاتها المتألمه وهي تتحرك بصعوبه حتى خرجت من البوابه ليردف بنبرة قاسية..
_ اغلقوها وان اقتربت من هنا اكسروا ساقيها واحضروها حية لانهي حياتها...
تركها وتحرك نحو الداخل ونظر لديفيد الذي شعر بالندم لانه افسد حياة المسكينة، لا يعرف كيف عليه ان يصلح الامر الان، عليه ان يتصرف، فلن يسامح نفسه على ما فعله بها..
_ لما فعلت هذا اخي...؟!
سألته كلوديا بنبرة حزينة على ما فعله بلونا، فنظر لها ألبرت بنبرة باردة ولم يرد عليها...
بنظره هو فعل الصواب ونظر لهاتف لونا المتمركز على الطاولة فألتقطه ليتفقده واستطاع فتحه بتاريخ زواجهما، ورأى رسائل من رقم ثاندر يخبرها فيه انه يود رؤيتها ضروري، فأبتسم بشر، سينهي امر هذا الداعر، ورد عليه ألبرت وكأنه لونا..
واخبره بمكان تقابلهما وتوجه نحو غرفة مكتبه واخذ هاتفها معه، وظل يفكر كيف سيعذب اللعين ويلتهم احشاءه وينهي امره بسهولة ولم يأتى بذهنه سوى ان يشل حركته بطلقة في ساقه ويقيده ويحضره لهنا حتى يقتله...
بحثت لونا عن مكان لتذهب له ولكن لا مأوى لها، منزلها وقد باعه العاهر بأبخس سعر مخبراً اياها انها لن تحتاجه وستعيش هنا كالملكات، واضح للغاية انها اصبحت ملكة، وسيارتها لم يعطيها اياها حتى هاتفها لم تأخذه معها، ليس لها مأوى اخر، لا تعرف احد هنا سواه، جلست على احدى الارصفه بالشارع وضمت ساقيها لصدرها تبكي بحزن، لا تعرف كيف عليها ان تتصرف في تلك الحالة..
انه ماهر في اذيتها منذ عرفته وهو لا يتفنن بشئ سوى انه يؤذيها بكل دم بارد، وها هي الان تنام كالشحاذين بالشوارع، لا تعرف احد يساعدها حتى...
صعد وقتها ألبرت لغرفتها وقلب الغرفة رأساً على عقب حتى وجد شريحة ذاكرة مرفق معها اسطوانه ألكترونيه اخذهما وتحرك بهما نحو جهاز الحاسوب خاصته، وقام بوضع الشريحه وتشغيل جهاز اللاب ليرى ما تحتويه هذه الشريحه..
" صفقات اسلحه فاسدة، تجارة مخدرات، وتجارة عذروات، مضاجعات ساخنة مع عاهرات ، غرف متعة، سحاق وعالم قذر من الشذوذ الجنسي، آثار، معاملات اختطاف، بيع اعضاء، تجارات غير شرعية، عبيد، وغرف ممارسة السادية الجنسية، قتلة مأجروين .. وغيرها من الامور الاكثر بشاعة "
ابتسم بآنتصار ، لقد وصل لما يدين مارفييز ولكنه لن يتركه حياً سيقتله بقبضتاه العاريتان، وتذكر لونا، انها لم تخونه، انها لم تفعل، هي بريئة من هذا الجرم القذر الذي اتهمها به، ونهض من مقعده متجهاً نحو الخارج، حتى يبحث عنها...
خرج من القصر وعلم انها لن تبعد كثيراً فهي لا تعرف احد سواه هنا على كل حال وصل للطريق الرئيسي ولم يجدها وقف يطالع الشارع الفارغ بحيرة وخوف لاول مرة بحياته، وبحث عنها بعينه حتى وجدها بنهايه الطريق متكومه على نفسها نائمه بالشارع واسندت رأسها على الحائط، وصل لعندها وتلمس شعرها ففزعت بخوف ورفعت عليه قطعة زجاج قد وجدتها لتدافع بها عن نفسها فأبتسم بخفه، انه نقية، خائفه ان يلوثها احد، لا تنكر انها اطمئنت كونه عاد اليها و وجدها...
احتضنها لصدره وكوب رأسها بين كفيه يتفقدها بخوف شديد عليها، ألقت قطعة الزجاج وابعدت شعرها عن عيناها، اقترب هو منها وقبل فروة رأسها وهنا انفجرت باكيه رغماً عنها فحملها بين قبضتيه وتوجه بها نحو القصر...
كانت تبكي وتنظر له بعتاب ورغم ما فعله لم يعتذر فقط اكتفى بعدم النظر لملامحها الباكية ، ورغم ملامحه التي ابدت عدم تأثره الا ان نظراتها اصابته بسهام مميتة كانت خجولة ورقيقه ولكن نظرات ألمها كانت تصيبه بمقتل حرفياً، وصل بها للقصر وقبل رأسها امام حرسه كأعتذار لها على ما فعله...
توجه بها نحو الداخل وصعد بها للجناح الذي اقيمت به و سلمها هاتفها مردفاً بنبرة هادئة...
_ لقد طلب مقابلتكِ مجدداً، سيذهب معكِ كلاوس وديفيد ، وان حاول ان يمسكِ بسوء سيقتلوه...
تركها ترتاح قليلاً وقبل فروة رأسها وتركها وتوجه للخارج، تصرف متهور ومتسرع لعين ما فعله، لم يكن عليه ان يشك بها هو يعلم انها انقى من ان تقوم بفعل عاهر كهذا، هي ليست من هذا النوع المقزز من النساء، ليست جيرمي، ولن تكون...
< في المساء >
تجهزت لونا للذهاب لنفس المكان، ستقابله هذه المرة بشأن ما تريده، جمعت ثلاث حزم من المال لتعطيه اياها، لم تفكر بحساب عدد تلك الاموال، عليها فقط ان تعطيه المال وتأخذ منه المعلومات التي تريدها، ستتقبل ما سيقوله حتى وان كان شقيقها قد مات فعلاً ، ولكن عليها فقط ان تصل للحقيقة...
انتهت من ارتداء كنزة صوفيه طويلة وبنطال اسود ضيق وتوجهت نحو الخارج بعد ان قامت بجمع شعرها على هيئة كعكة فوضوية زادتها انوثة، اضطرت ان تتقبل كلام العاهر زوجها بشأن ذهاب كلاً كلاوس وديفيد معها...
دلفت للسيارة وتولى ديفيد القياده لنفس المكان، وما ان وصل رأته واقف بجانب سيارته مستند عليها بيده ملف لم تتبينه، هبطت من السيارة وتوجهت نحوه تلتهم تلك المسافة بينهم فقط لتعرف الحقيقة، انها ستتقبل اي كان ما ستراه ولكنها عليها ان تفهم منه اولاً...
اعطاها الملف لتفتحه بسرعه وبدأت تبحث في السجل عن شقيقها، اسمه، سنه، تاريخ ميلاده، اجراءه للفحوص الطبية، المشفى الذي اقيم فيها فترة علاجه، انه لم يمت !!، لم يمت، شقيقها لم يمت، لقد كان بالمشفى، ابتسمت من بين عبراتها ونظرت له لتجده اخرج ورقة بدت كتقرير طبي، فتحته لترى اسم الاخ " ليام ديمتري"، اسم الاخت " لونا ديمتري"، اسم الأخت الغير شقيقة " ريموندا ديمتري"
اسم الاب " ديمتري جاليلو"، اسم الام " لينا دونالد"
قرأت باقي التفاصيل الخاصة بتقرير الـDNA وعلمت ان نسبة التطابق بينها وبين شقيقها (99.9%)، بينهما وبين الاب (99.9%)، لم تفهم بعض التفاصيل ولكنها سألته بنبرة متوترة مستفسرة عن الامر لا تعرف لما بعض الامور مشوشة لديها ..
_ اين هو لما لم يأتي معك ان كنت وصلت له؟!
نظر لها ثاندر بصمت واردف بنبرة هادئة جعلها تصدم وتتسمر مكانها حتى سقط كلاً من التقرير والملف من قبضتها من هول الصدمة...
_ انني اقف امامكِ لونا...
****
تعليقات
إرسال تعليق