Devil's baby girl (+21)
الفصل العشرون والاخير ...
نُقلت للمشفى، كانت فاقدة لوعيها تماماً، وركضت الممرضات بالمشفى يحاولن ايجاد فصيلة دم تطابق خاصة سيليفا، يحاولن ايقاف نزيفها اللعين، كانت ليا ونوالا خائفتان عليها للغايه يطالعون لوكاس بنظرات قاسية شرسة، يعلمون انه خلف ما حدث لها، وهو من اغتصبها بهذه الطريقة وسبب لها هذا النزيف..
اما لوكاس بدا لاول مرة كالطفل الصغير الذي فقد والدته، وكأنه يبحث عنها يطمئن عليها وبيراقبها لعلها تستيقظ وتخرج من هذه الغرفة سالمة معافاة، ولكن كل احلامه هدمت عندما سمع الاطباء يقومون بصعقها بجاز الصعق الكهربي فقط لتعود للحياة، كانت افكاره بشأن سيليفا وامر استيقاظها مجرد خيال لا اكثر، كاد يبكي من فرط خوفه عليها، نعم كان مرتعب ان يفقدها وهو يرى فريق الممرضات خائفات منه ان يحدث لها شيئاً فهي الان بين الحياة والموت..
نظر ليو له واردف بنبرة ساخرة...
_ انت لا تعرف سيليفا لوكاس، ستنهض وستندمك على فعلتك تلك ولكن بطريقتها لطالما كانت ذكيه...
ألتفت لوكاس على حديثه الساخر ونظر له بصمت، يعلم ان ليو محق، يعلم ان خرجت سيليفا ستندمه ولكنه لم يهتم، كل ما يريده هو رؤيتها، رؤية رماديتاها، ابتسامتها وعبوس ملامحها كالاطفال، براءتها، حتى غضبها، تفاصيل صغيرة يراها بها جعلته اسيراً لها وخطفت بها قلبه اللعين ولم تفعل سواها ما فعلته هي به، انه مُتيم بها ...
ولم يستطع الرد على ليو كونه محق وكون عقله متوقف عن التفكير الان بعد رؤية صغيرته غارقة بدمائها بهذه الطريقة البشعة، وما لم يعرفه للان ان سيليفا في غيبوبة، لا يعلم احد بهذا الامر...
فلقد رفض عقلها استيعاب فكرة اغتصابها وتلك كانت ردة فعل جسدها الهروب من الواقع، الي عالم اخر لا يوجد به لوكاس، عالم لا يوجد به هذا الالم الذي جنته من معاملته القاسية السيئة لها...
خرجت الطبيبه من غرفة العمليات بعد ايقافهم لنزيفها، ونظرت نحو لوكاس بنظرات بدت باردة مردفة بنبرة هادئة...
_ انها الان بخير، ولكنها بغيبوبة، لا نعرف لمتى ستستمر، ولكنها قد فقدت كثير من الدماء ولكننا استطاعنا انقاذها، ستظل اسفل الملاحظة لعدة ايام حتى تفق..
نظر لها لوكاس برعب كالطفل الصغير، وكم بدى كأحمق امامهم وهو خائف على تلك الصغيرة التي تسبب في اذيتها الي درجة كبرى هذه المرة، يعلم انها لن تسامحه، ولن تغفر له ما فعله لقد اغتصبها، انه نادم حقاً، طالعته روزيلا وشقيقتها لورا بصمت، وكانت لورا تحب لوكاس كثيراً رغم انه اذاها اكثر مما اعطى لها العطف والحب، فعلمت انه كان يفضل روزيلا عليها، يمنحها الحب والقبول، فخور بها واعترف بها كأبنة له عكسها تماماً كان يعاملها كالخرقة البالية، يتركها لأيام بلا طعام، وبالاشهر بلا استحمام، حتى تعفن جلدها اكثر من مرة ونحفت للغاية حتى برزت عظامها..
ظل لوكاس يراقب باب غرفتها املاً ان تخرج منه سالمه، تخبره انها بخير وتبتسم له تلك الابتسامة العذبة التي تجعله يجن جنونه منها ومن تصرفاتها، انها ساحرة كورية لم يرى مثلها سابقاً، وفي خضم كل هذا لاحظت ليا نظرات باري تجاه لورا، كانت متعجبه حقاً من نظراته المهتمه بها والتي تقوم بحمايتها وحراستها بشكل دائم وكآنه مكلف بهذا او ربما يراقبها لا احد يعرف، ولكنها لاحظت اكثر انه يراقب منحنيات جسدها، بيدوفيلي قذر حقاً..
لم تهتم فعلى كلاً هذه العائلة القذرة لم تحقق انتقامها منهم بعد شريط الفيديو بحوزتها ويمكنها ان تدمر تلك العائلة به، نظرت نوالا لمانويل الذي كان يعطي لهم ظهره ويدخن سيجاره ببرود يقف بعيداً بالقرب من الدرج المؤدي للطوابق الاخرى، واشاحت ببصرها بعيداً عنه ونظرت لروزيلا ولوثر الذي بدا بارداً للغاية غير متأثر بما حدث وكأنه كان على دراية بكل ما كان سيحدث بلا شك، ونظرت للورا تلك الفتاه الغريبة التي كانت جميلة بشكل خرافي، عينان بنيه، شعر بني ناعم وطويل، جسد ممشوق، بشرة اقرب للحليب في نصاعها كونها لم تتعرض لشمس بحياتها، وكونها مازالت صغيرة فلم ترى سوى انتفاخ تكويري صغير لنهديها، بصحبة مؤخرة مستديرة منتفخة مهلكة...
فأشاحت ببصرها عنها ونهضت لتقف مع اندرو الذي كان صامتاً واردفت سآله اياه بأهتمام اخوي ...
_ آنت بخير؟!
_ في الحقيقة، لا، اشعر ببراكين من النيران تحرق قلبي بعد كل ما سمعته اليوم..
اجابها اندرو بنبرة حزينة فنظرت له بصمت وشعرت بالشفقة عليه، كونها لم ترغب ان تجرح الاطراف الاخرى التي لا ذنب لها بهذه العلاقة..
_ نحن اسفون على ما حدث..
قالتها نوالا وربتت بخفه على ذراعه وعادت لتجلس مجدداً بجانب ليا وليو..
< عند لورا >
لاحظت لورا نظرات باري نحوها، وتذكرت ما حدث لها في الماضي، اول مرة تحرش بها، اعتياده على محاولة التقرب منها رغم انها تكرهه ولا تحب ان يقترب منها بهذه الطريقة، كان يهددها ان اخبرت لوكاس سيغتصبها للموت...
ولانها كانت تخافه ظلت صامتة كالبلهاء، شعرت بالاختناق من نظراته، واقتربت من شقيقتها لتجلس بجانبها، كانت سعيده ان لديها شقيقة و والدها هو لوكاس حتى وان لم يعترف بها يكفي انها علمت الحقيقة، رفعت بصرها ورأت باري مازال يطالعها، ما الذي يحاول فعله انها تختنق بأرضها من مراقبته لها، تشعر بالخوف من نظراته المتفحصة لجسدها الصغير...
ولم يتوقف الامر على مجرد نظرات، بل رأته يقبض على عضوه بقبضته فآنكمشت على نفسها بذعر ان يؤذيها كما اعتاد ان يفعل، وتواترت الذكريات عاصفة برأسها كأسوء الذكريات التي عانت منها بحياتها بأكملها ...
Flash back..
لقد وعت على هذا العالم القاسي ولم تكُ تعرف بأمر كونها ابنة لوكاس، كانت صاحبه السبع سنوات، صغيرة لادراك انها طفلة نتيجة الزنا، رأت هذا الجسد الضخم يقترب منها وانحنى ليجلس امامها القرفصاء بينما هي كانت خائفة منه كون حجم جسده اضعاف حجم جسدها الصغير الذي لا يظهر منه شيئاً مقارنة بخاصته ...
_ اسمعِ ايتها الصغيرة، انتِ هنا حبيسة لانك عاهرة صغيرة جاءت نتيجه الزنا، قد ماتت عائلتكِ القذرة وانتِ هنا تحت رحمتي سمعتِ..
نطقها لوكاس بنبرة حادة صارخاً في وجه تلك العصفورة البريئة بمنتهى القسوة والانانيه التي يمتلكها بداخله، قذر لعين لا يهتم بشئ سوى مصلحته...
_ باري سيكون مرافقكِ وحارسكِ الخاص، اذا ازعجتيه سيضربكِ للموت ..
اكمل لوكاس حديثه تزامناً مع تقدم باري منها فأنكمشت على نفسها بخوف واخذت تخبئ جسدها منه بتلك المنامة الصغيرة عليها والقصيرة على جسدها فهي تبرز مفاتن جسدها بوضوح كساقيها الحليبيتان، وجزء من كتفيها...
نهض لوكاس واعدل هندامة ملابسه ونظر لباري مردفاً له بأمر وتحذير ..
_ اهتم بها جيداً وقم براعيتها واياك ان تلمسها بقذارة باري...
اومأ الاخر لزعيمه بتفهم واستدار للاخرى التي كانت جميلة بشكل مهلك، وجلس امامها ليعرفها على نفسه...
_ انا باري، وانتي لورا صحيح..
اومأت له حتى لا تزعجه فنظر لها بصمت، وشعرت به يرفع ساقها على فخذه واخذ يدلك اصابع قدمها الصغيرة وقبل قدمها بخفة بشفتيه ونظر لها ليجدها تطالعه بصمت وعدم راحه لافعاله وما انتهى اقترب ليجلس خلف جسدها، وتعمد ان يلصق مؤخرتها بقضيبه واراح رأسها على صدره...
كانت خائفة الى درجة انها بكت وهي تشعر بشئ صلب يرغب ان يخترقها عنوة رغما عنها، كتمت تألمها وشهقاتها بقوة حتى شعرت به يقبل عنقها بخفة دون ان يترك علامات ملكيه لانه اذا علم لوكاس سيقتله...
_ ارجوك، لا تؤذيني..
نطقتها لورا بنبرة خائفة باكية فتوقف بالفعل عن ما كان يفعله فهو ايضاً لا يريد ان يؤذيها، هو يريد ان يستمتع معها فقط..
واعتادت كل يوم يأتي ليتحرش بها، يقبع بين ساقيها يلتهم عضوها بينما هي كانت تشمئز مما يفعله رغم استجابه جسدها، وكان باري ذكياً يؤهل جسدها ليكن عبداً له لا يستطيع ان يبتعد عنه ان ضاجعها، ولكنه لم يضاجعها، لم يفقدها عذريتها، لقد اكتفى بممارسة الجنس الفموي معها واجبرها مرة على لعق قضيبه ظلت تبكي ورفضت ان تفعل حتى تركها وغادر...
ومع نضوجها زادت انوثة وجمالاً حتى اتى اليها باري بيوم واراد ان يضاجع مؤخرتها ولكنها صرخت به انها ستخبر لوكاس بما يفعله معها، ولكن وقتها غضب باري وامسك عنقها بقبضته بقوة واردف بنبرة غليظة مهدداً اياها..
_ حاولِ فتح فمكِ اللعين وسأقتلكِ ايتها العاهرة الصغيره سمعتِ..
ولانها خافت منه وافقت على ما يريده وقتها هو اقترب منها ليقبل وجنتها بخفة تبعها شفتيها وكانت تبادله بشفتين مرتعشتين من الذعر خوفاً ان يؤذيها فلقد جُن تماماً بسبب تصرفاته معها تلك...
Back..
شكرت ربها ان عائلتها هنا سيحمونها من هذا الداعر القذر الذي كان يستغلها بطريقة جنسية طوال الوقت، يتعامل معها بشكل مقزز طوال النهار يضربها ويصفعها امام الحرس وفي المساء يأتي ليقبلها ويجلسها بحضنه ويلتهم اسفلها كأمراته، ولكن الان والدها و والدتها وكذلك شقيقتها سيحمونها من بطش هذا القذر وتحرشه بها طوال الوقت..
_________________________________________________________
بعد مرور اسبوع..
كانت ليا ونوالا جالستان بغرفة منفصله عن غرفة العناية المركزة، واردفت ليا بنبرة ساخرة ...
_ باري مهووس بأبنه زعيمه الصغيرة، انه لبيدوفيلي لعين...
_ انها عائلة قذرة حقاً كل منهما يضاجع الاخر، لا قوانين او قواعد تحكمهم، يفعلون محرمات بشعة ويرون الامر عادياً..
قالتها نوالا بنبرة متقززة ونظرت للوثر الذي كان صامتاً بشكل مريب فسألته نوالا بنبرة هادئة..
_ آنت بخير اخي؟!
همهم لها بالايجاب وطالعها لوهلة قبل ان يعود لشروده مجدداً وعلمت ليا انه اضطر ان ينفصل عن روزيلا ويكسر قلبها، ولكن لم تتوقع ان يكون قد احبها هو الاخر الي درجة انه يراها رفيقة دربه وليست مجرد صديقه سيبتعد عنها وينتهي الامر...
اما ليو فكان بالاسفل يحضر الافطار لعائلته فهو ايضاً شبه انفصل عن ترافيس واصبح وحيداً هو الاخر، عاد لما كان عليه قبل ان تدلف لحياته اللعينه، وصعد الدرج متجهاً للغرفة التي يقتن بها اشقاءه، دلف للداخل واعطى كل منهم شطيرة، وجلسوا اربعتهم في انتظار فحص الطبيبة واخبارهم بتحسن او بسوء حاله سيليفا التي لم تنهض من غيبوبتها بعد...
< بالقصر >
كان لوكاس جالس بحجرة مكتبه، اسبوع واحد كان كفيلاً بتحويله الي شخص لعين قذر، اصبح يغضب على اقل الاشياء، بشكل مستمر لا يستطيع احد ان يتعامل معه حتى باري نفسه اصبح يتحاشاه، كان لا يفكر سوى بسيليفا، كيف اصبحت وهل تعافت ام لا، استيقظت ام مازالت بغيبوبتها، نظر لوثيقة انفصالهما، انه في انتظار ان ترفض التوقيع ولكن على ما يبدو هي لن ترفض، بل ستوقع لتتخلص منه للابد...
يعلم ان تنفيذ رغبتها هو الخيار الامثل فهي عانت الكثير منه وتحملت اكثر الامور بشاعة، انه قويه حقاً لتظل معه كل تلك الفترة، تحرك من مكتبه للخارج وبحث عن باري حتى وجده يحادث الحرس بتأمين القصر جيداً وتعجب هو من تشديد الحراسة لهذه الدرجه، يتذكر انه تخلص من فابيو اهنالك اعداء آخرون وهو لا يعرف، نظر للورا التي كانت تقف على مقربة منهم تتفقده بصمت خائفة ان تقترب منه لانها تعرف انه سيؤذيها ولكن في الحقيقة هو يريد احتضانها، مواساتها والاعتذار لها على ما بدر منه طوال الاثنى عشر عاماً التي ظلت بها حبيسة هذا القبو..
ولكنه لم يقترب منه حتى لا يؤذيها اكثر مما حدث لها بالماضي واردف هو محادثاً باري سآلاً اياه بأستفسار ..
_ ألم تصلك اخبار من المشفى..؟!
_ مازالت بالغيبوبة زعيم..
قالها باري بنبرة هادئة وعيناه كانت تلتهم جسد تلك القابعة خلف والدها صامته وتراقب عن كثب، فأستدار لوكاس نحو ما ينظر لها واشار للورا بالتقدم نحوهما فترددت بالبدايه ولكنها وافقت في نهاية الامر واقتربت من كلاهما و وقفت بجانب والدها تحاول ان تستمد منه القوة لمواجهة هذا اللعين المتحرش زير النساء القذر....
ابتسم لها باري بلطف ولكنها لم تبادله انها تكرهه، تمقته ويتألم جسدها من لمسته القذرة عليه، شعرت بلوكاس يسحبها لحضنه واردف لباري بنبرة هادئة آمراً اياه ...
_ اريدك ان تراقب المشفى، ابلغني في حاله استيقاظها او خروجهما، يجب ان اتحدث معها قبل ان ترحل...
< اما عند اندرو وترافيس >
كانت ترافيس بغرفتها تقوم بتجهيز حقيبة سفرهم مستعدين للانتقال من القصر، لقد اكتفوا من تلك العائلة حقاً، لن يتوقف اندرو عن العمل معه ولكن لن يبقى بالقصر بسبب ما حدث بالاوانة الاخيرة فلم يعد يطيق قذارة زعيمه وعلاقته السابقة بكارن الذي يحبها من كل قلبه...
دلفت كارن على ترافيس ورأتها وهي تجمع اغراضها هي وشقيقها داخل الحقيبة وعلمت انهم سيتركون المنزل فحاولت ان تتحدث معه وتقنعها بالامر..
_ لما ستغادرون انه منزلكم انتم ايضاً..؟!
_ توقفِ عن محاولتكِ في اقناعنا، لقد اكتفينا من تمثيلكم، نحن لا نشبهكم حتى اخي لا يشبهكم ولكن ليس لديه عمل اخر، يقوم به سوى هذا لقد انتهى الامر..
نظرت لها كارن بصدمة امتزجت بالحزن والضيق، لا تصدق ان اندرو سيرحل هو الاخر، لن يبقى هنا امام عيناها، تملئ قلبها وعيناها منه، سيرحل ويتركها وحدها كما كانت بالسابق، سيكون القصر فارغاً بدونه هو وشقيقته، لقد كانت تعامل اندرو بوقاحه احياناً الا انه لا يمكنها ان تتخيل ان يتركها ويرحل بهذه الطريقة...
لا تجد ما تقوله لايقافهما عن تنفيذ مخططهما من اجل الذهاب من هنا، واضطرت ان تخرج وتتركها تفعل ما تريد، واتجهت الي الاسفل ورأت لوكاس يتحدث مع باري وابنتها بحضنه فأتجهت نحوه بهمجيه وسحبت لورا من بين ذراعه بقوة ألمت لورا ونظرت له كــلبؤة تدافع عن اطفالها مردفة بنبرة قاسية...
_ اياك ان تقترب من اطفالي لوكاس، هل سمعت، لا تلمس اطفالي او تحاول خداهما بألعايبك وقذارتك تلك...
_ انها طفلتي كما هي طفلتكِ..
قالها لوكاس بنبرة هادئة ونظر لصغيرته التي كانت خائفة من غضب والدتها وطريقتها في التعامل مع والدها...
_ انها ابنتي انا لوكاس، ابنتي انا وليست ابنتك، والدهما قد مات منذ وقت طويل..
وصل مانويل وباولو واندرو للداخل على صوت صراخ كارن على لوكاس الذي بدى هادئاً للغايه ونظر اندرو لكارن بصمت ساخر، وكأنه يخبرها تمثيلكِ رائع ايتها العاهرة الحقيرة التي قمتِ باختطاف رجل من زوجته سابقاً وتدعين انها صديقتكِ...
وتجاوز الجميع ليصعد لشقيقته ليرى ان كانت قد انتهت من ترتيب اغراضهم ام لا فلقد عقد النية للمغادرة اليوم، لن يتحمل ان يبقى يوم اخر بصحبة هؤلاء الحقراء وما يحيون به من فجور...
اما ريموندا فكانت تتابع ما يحدث من الطابق العلوي، تطالع باولو الذي بدى هادئاً ورأته يرفع وجهه تجاهها وابتسم لها بلطف وكأنه يخبرها انا هنا معكِ ولكِ ولن اترككِ كما فعلوا هم، ولكنها للاسف كانت خائفة، خائفة ان تتعرض لما حدث مع اي فرد بهذه العائلة، فلقد انفصلت نوالا عن مانويل، وباري انفصل عن ليا وعلمت ان هنالك شئ بينه وبين لورا ابنه زعيمه، ولوثر سيسافر ويترك روزيلا، وسيليفا بالمشفى بغيبوبة بسبب هذا القذر الذي يدعى لوكاس، واندرو سيغادر هو وشقيقته تاركاً كارن خلفه، وليو انفصل عن ترافيس...
الجميع اصبح في حاله من الهرج والمرج، كل شئ اصبح قاسٍ الي درجة مرعبة، اصبحت خائفة ان يتركها باولو هو الاخر، فلم تعد تشعر بالامان بين هذه العائلة خاصة بعد انكشاف اسرار وخبايا تلك العائلة، نظرت هي له وبادلته هي الابتسامه باخرى صغيرة وعادت ببصرها للوكاس وكارن وشجارهما المحتدم ومحاوله لوكاس لسحب صغيرته من قبضة كارن بينما كارن تجذب طفلتها منه وكانت لورا تتألم مما يفعلوه بها واخذت تبكي حتى دفعهما باري بقبضته عن لورا وحملها بين ذراعيه صارخاً بكلاهما غير عابئ بأنه يحادث زعيمه وربة هذا القصر كونها كانت زوجه والد زعيمه...
_ اياكما ان تلمساها، انتما تقومون بأذيتها..
نظر لوكاس لباري بصمت بينما كارن كانت في حاله شلل تام وصدمة لا تفهم ما يحدث وكيف للوكاس ان يسمح لهذا القذر بلمس طفلتها بهذه الطريقة وكأنها تخصه، فأردف لوكاس بنبرة هادئة...
_ اعدها لغرفتها باري ونفذ ما اتفقنا عليه...
_ ما الذي اتفقتما عليه، الي اين تاخذ ابنتي ايها القذر انت، اعدها الي...؟!
صرخت بها كارن عليه بنبرة غاضبة فأسكتها لوكاس وهو يهدئها ممسكاً بكتفها واردف..
_ انه يحميها، انه حارسها لهذا لا يمكنه ان يقف ويرانا ونحن نؤلمها..
_ انه واقع لها لوكاس الا ترى خوفه عليها ونظراته نحوها...
قالتها كارن بنبرة متسائلة وهي تشير على الاخر الذي توجه بصغيرتها نحو الدرج ليصعد بها لغرفتها..
_ لا تهمني مشاعر احد، كل ما يهمني ان يحمي ابنتي سمعتِ كارن...
صرخ بها لوكاس بغضب ونظر لها بحدة فصمتت كارن وبثقت على الارضيه مكان وقوفه وابتعدت عنه بتقزز وما ان كادت تغادر امسكها لوكاس من مؤخرة عنقها بقبضته وسحبها نحوه واردف بنبره غاضبه وهو يديرها لتواجهه ..
_ اياكِ محاولة اهانتي فلصبري حدود كارن..
تركها تغادر بعد ان ضغط على عنقها بقوة ألمتها وعادت هي الي المطبخ بينما هو استدار ليواجه رجاله ونظر لمانويل ثم اردف بنبرة امرة...
_ اذهب للمشفى التي تقبع بها سيليفا واخبرني بكل جديد، هل فاقت، هل غادرت، ماذا قالت الطبيبة؟! كل شئ يصلني..
اومأ له مانويل واتجه ليدلف داخل سيارته ليتجه نحو المشفى، بينما اتجه باولو الي ريموندا بالاعلى ليتحدث معها، ورائها جالسه تفرك اصابعها بتوتر، تشعر ان باولو سيتركها هو الاخر من كثر خلافات الانفصال التي رأتها بتلك العائلة هي تتوقع الاسوء، أقترب منها وجلس بجانبها وامسك قبضتها بين خاصته واردف بنبرة لطيفه وابتسامه هادئة...
_ لا اريدكِ ان تخافين، فكل ما يحدث بهذه العائلة لا يجب ان تتاثر به علاقتنا، انا وانتِ سنظل معاً دائماً مهما تعثرت خطواتنا او قابلتنا صعاب كثيرة، سنكون سوياً نتجاوز كل شئ معاً..
نظرت له ريموندا بابتسامة عذبه، شعرت بالراحه من حديثه كون يهتم بتأثير ما حدث على نفسيتها، يقدر خوفها ويحاول ان يتعامل معه، هذا ما تريده بزوجها المستقبلي، ما كانت تخشاه لم يعد يفرق معها كثيراً لانها قادرة على تجاوزه مع حبيبها الذي يعشقها...
________________________________________________________
انتهوا من افطارهم واستمعوا لصوت انذار الطوارئ، فنهض اربعتهم متجهين للخارج بقلق وعلموا من الممرضات ان الانذار قادم من غرفة سيليفا، وانطلقت الممرضات لغرفة العنايه، يحاولن انقاذ تلك المسكينه التي قلت بدمائها نسبه الاكسجين وكادوا يفقدوها اذ لم يقوموا بتغيير انبوب الاكسجين الذي فرغ بالفعل، وصدموا عندما رأوها تفتح عيناها ببطء وتعب تطالع ما يوجد حولها بأجهاد شديد وانطلقت احدهن للخارج لتخبر الطبيبه بما حدث وحاولت الممرضات داخل غرفة العنايه اجراء اللازم بدلاً من تفقد وعيها من شده الصدمة والتعب واتت الطبيبه لتتفقدها وسلطت الكشاف الطبي على كلتا عيناها للتأكد من سلامتها، وحركت اصبعها امام رماديتاها مخبرة اياها ان تتبع حركة اصبعها، فان فهمتها فلم يتأثر المخ بالغيبوبه..
وان لم تفهمها او تستوعب ما تقوله سيضطرون اجراء فحص طبي تشريحي للمخ واشاعات مقطعية على الجمجمة للتأكد من وجود خلل ناتج عن الغيبوبة ام لا، وبالفعل كانت سيليفا تحرك عيناها على حركة اصبع الطبيبة واردفت بنبرة هادئة..
_ ستكونين بخير...
قامت بكتابه بعض الادوية العلاجية لسيليفا لتناسب حالتها الصحية الحالية وتتلائم مع عمرها الحالي، واتجهت نحو الخارج وتلك الابتسامة تزين محياها، واردفت مخبرة عائلتها بالخبر السار...
_ لقد استيقظت سيليفا وهي بخير ولكنها مجهدة للغايه نشكر الرب على سلامتها...
ابتسمت نوالا وليا واحتضنا بعضهما بسعاده لقد استيقظت شقيقتهما، ابتسم ليو ولوثر واقتربا من غرفة العناية ليتفقدوها رأوها تطالع سقف الغرفة بصمت، لم يروا عبراتها الحزينة التي كانت تتساقط ببطء على كلا جانبي وجهها، لم يروا آلامها وحزنها من عندهما، كل ما كان يشغلهم هو انها استيقظت، بينما هي كل ما كان يشغلها هو فقدها لنفسها القديمة تلك البريئة الساذجه التي دلفت بعلاقة مع رجل يكبرها بعشرون عاماً لينتهي بها المطاف بعد كل علاقة بنزيف، او فقدانها لطفلها، كانت حزينة للغايه الي درجه انها ودت لو لم تظل حية، ارادت الهرب ولكن تلك المرة بطريقة آلهية، فليقبض الرب روحها افضل من البقاء في حياة تؤلمها لهذه الدرجة المقرفة..
شعرت بأشقاءها يراقبونها من فتحه الباب الزجاجيه الدائرية واشاروا لها بحماس سعداء انها عادت لهم وفكرت لوهله ان كانت قد فقدت حياتها كيف ستكون حياه عائلتها بدونها فهي عماد المنزل والسبب في حصولهم على حياة راقيه ومال وفير وعمل ومنزل وغيره، ابتسمت لهم بتعب وطالعت الممرضة التي كانت تضع لها محلول طبي اخر غير الفارغ واطمئنت على حالتها وتركتها وخرجت...
بينما سيليفا ظلت تفكر اين هو ولما لم يأتي ليواجهها كما فعل سابقاً ام انه هرب منها كالجرذ خائف من مواجهتها، انه لعين قذر حقاً، ستريه كيف يتعامل معها بهذه الطريقة المهينه مرة اخرى، تتذكر كل ما حدث تلك الليلة المشئومة بدايه من ذهابها الي منزل اولجا واخبار كلارك لها عن خيوط ستوصلها للحقيقة نهاية بفضيحته بين اهل القصر واعترافاته الصادمة، نهاية بطلبها للانفصال واغتصابه لها لانه غير مقتنع بفكرة ابتعادها عنه هذا المهووس المريض...
مرت عدة سويعات وقامت الممرضات بنقل سيليفا الي غرفة عادية واستطاع اشقاءها الدخول لها للجلوس معها، ولكن ما ان رأت ليو ولوثر على مشارف الدخول للغرفة كادت تبكي من فرط الخوف وانتفض جسدها بذعر وتفهمت ليا ما تمر به شقيقتها وطلبت من ليو ولوثر الخروج الان وستخبرهم بالسبب لاحقاً...
نظرت لها ليا بحزن ، لقد اصيبت سيليفا برهاب الرجال بسبب لوكاس لا تصدق ان شقيقتها تتألم لهذه الدرجه، احتضنتها لصدرها بينما نوالا ظلت تربت على ظهرها بحنو حتى هدئت واردفت سيليفا بنبرة متعبة خائفة ...
_ اريد الخروج من المشفى...
_ سيعرف هذا اللعين اننا غادرنا، لقد بعث مانويل ليراقبنا..
قالتها نوالا بنبرة امتلئت بالضيق من وجود هذا اللعين القابع بالاسفل وهو الان في انتظار رؤيتهم للابلاغ عنهم..
_ عليكِ مواجهته لتنفصلين عن لعنته...
قالتها ليا بنبرة بدت منطقيه لسيليفا فهذا هو الحل الوحيد، الانفصال، لا تريد رؤية تلك العائلة مجدداً مهما كان الثمن، لقد اكتفت من الالم والخذلان، لقد اذاقها كافه الوان العذاب بغرفه القذره، واوصلها الي مشارف الجنون كونها لا تبدو طبيعيه لانها لا نحب ما يفعله بها...
< عند مانويل >
اخبرته الممرضة بالمشفى ان السيدة سيليفا قد استيقظت وتم نقلها الي غرفة عادية فشكر الممرضة واعطاها مبلغ من المال، وامسك هاتفه ليتصل بزعيمه ويخبره بما اخبرته به الممرضة، واخبره لوكاس انه في خلال ساعة سيكون بالمشفى...
وصل لوكاس الي المشفى ولم يكن وحده بل مع كارن ولورا فلقد رفضت روزيلا مشاركتهم الذهاب لهناك كونها لم تعد تطيق لوكاس و والدتها، وريموندا وباولو وباري ومانويل الذي صعد معهم ورأى ليو لوكاس قادم نحوهم فأهانه ناعتاً اياه بابشع الالفاظ كونه السبب فيما حدث لشقيقته ولكن الاخر لم يهتم بما سمعه منه واتجه نحو غرفة سيليفا ليقتحمها واغلق الباب خلفه ونظر لشقيقتاها بصمت وامرهما بالخروج من الغرفة لرغبته في الحديث معها على انفراد...
_ سيليفا قد مرت بصدمة واصبحت مصابه برهاب الرجال، عليك ان تتفهم هذا كونها لن تستطيع ان تبقى معك وحدها دون وجود مرافق ودون خوف او صراخ او حتى رهبة نحوك...
قالتها ليا بنبرة تفصيلية عن حالة شقيقتها التي انكمشت على نفسها بذعر ما ان رأته امامها وانعدم الهواء من رئتيها حابسه انفاسها بخوف منه وطالعته بخوف وحذر لردة فعله القادمة ولاحظ هو ردة فعل جسدها منذ دلوفه للداخل، تعرقها، تشديد قبضتها على خاصة شقيقتها، خوفها الواضح برماديتاها، عيناها الزائغة وانكماشها على نفسها، اتخاذها لوضعيه الدفاع عن نفسها منه...
واضطر ان يوافق ان تكن ليا فقط بجانبها وخرجت نوالا للخارج واتجه هو ليجلس على مقعد وقربه من الفراش ليستطيع التحدث معها واردف بنبرة هادئة..
_ اشكر الرب انكِ بخير..
لم ترد عليه وشعرت بالاختناق من وجوده، تريد ان تقفز من النافذة او تركض خارج الغرفة بعيداً عنه، وظهر الضيق جلياً على ملامح وجهها من وجوده وعدم تقبلها له من بعد الحادث الذي كان هو المتسبب فيه..
_ اخبريني ما هي طلباتكِ سيليفا؟!
سألها بنبرة هادئة ونظر لملامحها الناعمة يحفظها داخل قلبه وعقله، يشعر بالحزن والعجز كونه يعرف انها ستطالبه بالانفصال...
_ اريد ان ننفصل...
قالتها سيليفا بنبرة هادئة ونظرت له بصمت لوهله قبل ان تسمعه يردف..
_ ساتنازل لكِ عن نصف ثروتي كتعويض عما حدث لكِ طوال فترة زواجنا...
_ يا لكرمك سيد لوكاس !!
قالتها سيليفا بنبرة ساخرة واحاطت بغطاء المشفى جسدها ونظرت له بحذر شديد وهي تراه يبتلع تلك الاهانة بصمت ولكن بالحقيقه هي لا تضمن صمته ايضاً، ولكن الاكثر جدية في الامر هو لا يستطيع ان يؤذيها، لانه اصبح يحبها، وبداخله هو نادم على ما فعله بها..
اخرج من جيب سترته دفتر الشيكات وكتب مبلغ " 500 مليار يورو" و وضع الشيك على طرف السرير ونهض ليحضر وثيقة الانفصال لتوقع عليها ومد قبضته لها بالقلم ورأته نقش حرفها الاول اسفل اصبع ابهام فنظرت له بصمت وجذبت منه القلم و وقعت مكان اسمها واعادت له القلم ليوقع هو الاخر وقلبه يؤلمه كونها ستفارقه ولن يراها مجدداً بينما هي لا تعرف لما ألمها قلبها الان، لانها سترحل ام لانها لن ترى عائلته مجدداً، ولكنها طردت تلك المشاعر من رأسها وركزت اهتمامها كونها تخلصت من جحيمه للابد، سعادة تملكت منها وهي تراه ينهض ليغادر من الغرفة حاملاً معه اذيال الخيبة والفراق الذي كان هو السبب به....
غادر لوكاس من الغرفة وامر عائلته ورجاله بنبرة هادئة...
_ دعونا نذهب لم يعد لدينا احد هنا..
كان يقصد سيليفا التي لم تعد زوجته، يقصد انها لم تعد له فليس هناك سبب لبقائهم هنا فحبيبته قد انفصلت عنه وانتهى الامر، لقد انتهت قصته بصحبة سيليفا، تلك الكورية الجميلة الذي تمنى ان تعرف بمشاعره قبل ان تفكر بالانفصال عنه...
بينما سيليفا ما ان اغلق الباب نظرت لشقيقتها ليا بصمت ثم اغمضت عيناها بحزن كون حياتها قد تدمرت وانفصلت عن زوجها اللعين الذي كان يعنفها، انتهت قصتها معه واصبحت الان وحدها بصحبه عائلتها كبدايه حياتها قبل ان تعرفه، والتقطت شقيقتها الشيك لتعطيها اياها واستنشقت سيليفا رائحه عطره بالشيك واخذت تتذكر علاقتهما منذ تعارفهما وحتى الزواج نهاية بما حدث منذ اسبوع وحتى الان...
مرت الذكريات عاصفة برأسها مسببه لها آلالاماً تفوق احتمالها وشعرت بالحزن لانها كانت تتمنى علاقة زوجية ناجحة ، حياه افضل وعلاقة قائمة على الود والاحترام وليست الخضوع والاهانة، علاقة لا تنتهي بإيلامها وخسارتها لنفسها واطفالها بهذه الطريقة المهينة...
لقد تحملت الكثير بهذه العلاقة السامة حتى نالت حريتها وان كان بعد فقدانها للكثير فلقد وعدت نفسها ان تتخلص من جحيمه حتى وان خسرت الكثير فلقد خسرت والدتها و والدها بسببه، فماذا ستخسر اكثر مما فقدت يا ترى..
تفككت عائلتها وانكسر قلوب اشقائها بسبب عائلته، ليو ولوثر حتى نوالا واخير ليا، ورغم انها تعرف جيداً انها تحب باولو وليس باري الا ان ليس في يدها شئ لفعله لتساعدها على تجاوز باولو والبحث عن اخر، وليس امامها شئ لتساعد به عائلتها لتجاوز ما حدث لهم بقصر عائله فالوريو كّاسيو..
حتى هي لقد انشطر قلبها لنصفين بعد علاقتها بلوكاس التي تدمرت في عده اشهر، واستطاع هو ان يحولها من فتاه مرحة لطيفه الي امرأة خائفة تبكي على الاطلال، حزينة وتعيسه بائسة، لا تعرف كيف تتصرف ، تخشى الرجال، وتريد الهرب من هذا العالم لاخر لا يوجد به لوكاس كّاسيو..
لا تعرف متى بدأت تبكي وساعدتها شقيقتها في ازالة تلك العبرات من عيناها وظنت ليا ان سيليفا تبكي لانها انفصلت عن لوكاس وتبكي لانها كانت تحبه ولم ترغب في دمار علاقتهما بهذه الطريقة وشعرت كونها كانت السبب فيما حدث لها هو ولوكاس وما ألت اليه الامور كانت هي السبب بها ولكن هي كانت لديها اسبابها في الانتقام من هذه العائلة، وهي ترى شقيقتها تدلف للمشفى بنزيف اكثر من بقائها بالقصر تعيش كالملكات، خسرت طفلين بسببه وعانت من تهتك بالرحم وغيرها الكثير من الامور التي دفعتها لابعاد هذا القذر عنها فهو لا يستحقها..
_ دعينا نعود لمنزلنا القديم، سنلملم اغراضنا ونسافر للصين موطن ابي..
قالتها سيليفا بنبرة هادئة فأبتسمت لها ليا واومأت لها بالايجاب والموافقة على اقتراحها وساعدت شقيقتها في النهوض وارتداء ثيابها ليتجهزا من اجل المغادرة من المشفى..
هبطوا الدرج جميعهم ورأوا مانويل جالس بالسيارة وهبط منها واخرج حقائب من السيارة بها ثيابهم واغراضهم الشخصية واعطاهم للوثر وليو فجذب ليو منه الحقائب بعنف واستدار ليغادروا سيراً على الاقدام وشعر مانويل بالشفقة عليهم كونهم كانوا افراداً من عائلتهم بيوم ما ولا يصح ان يعاملهم بهذه الطريقة ولكن بالنهاية لا يمكنه مخالفة اوامر زعيمه وظل يتابع حبيبته نوالا وهي تسير امامه، لم يتوقع ان تؤول الامور الي هذا الحد ابداً..
< بعد اسبوعين >
كانت نوالا وليا وسيليفا جالسات بالصاله الواسعة بمنزلهم الجديد بالصين، والذي قاموا بشرائه، يتكون من ثلاث طوابق، وساحه بالطابق الارضي واسعة، كانت الفتيات جالسات بالساحه يتناولن طعام الافطار كالمعتاد، وشعرت سيليفا بتوعك معدتها الي درجة اصابتها برغبة في القئ، ونهضت راكضه نحو المرحاض وتقيأت كل ما تناولته منذ الصباح وساعدتها ليا في تنظيف فمها وملابسها واعادتها الي الغرفة، واتجهت نوالا الي حكيمة القرية التي يقتنون بها لتساعدهم في علاج شقيقتهم، فلقد اصبح ليو هو رب الاسرة الخاصة بهم يعمل بالنهار كسائق توصيل طلبات وبالمساء يعمل كنادل في مقهى صغير، اما لوثر فأنضم لجيش الساموراي الخاص بالامبراطور الصيني...
وصلت الحكيمة الي منزل سيليفا ودلفت للداخل لتفحصها وانتظرت ليا ونوالا بالخارج حتى خرجت الحكيمة وتهللت اساريرها من السعادة مردفة..
_ مبارك لكم فسيليفا حامل...
نظرت ليا ونوالا لبعضهما بصدمه خفيفة فهم على درايه ان شقيقتهم لا يمكنها الانجاب بسبب التهتك الذي اصيبت به سابقاً كيف هي حامل الان انهم في حالة صدمه، لا يستطيعون استيعاب الامر حرفياً فلقد ظنوا انها لن تنجب مجدداً..
سمعت ليا طرقات على باب المنزل فاتجهت لتفتح وكان شاباً وسيماً للغايه، صينياً ولكنه يحمل وسامه الكوريين التي تشبه شقيقيها، كان يبدو في مثل عمرها او اكبر قليلاً...
_ هل امي هنا..؟!
تسائل الشاب بنبرة هادئة وابتسامة ودودة وجهها لليا التي ابتسمت له بدورها واردفت بنبرة لطيفة...
_ السيدة لي هنا تفضل...
دلف الشاب للداخل وحمحم بتوتر وتوجه ليجلس على الاريكة وخرجت الحكيمة لي ورأت ابنها جالس واقتربت منه لتتحدث له بدورها واردفت بابتسامة ..
_ جيد انك اتيت بني..
تعجب ابنها لوهله من حديثها فأكملت هي بنبرة هادئة..
_ ان سيليفا حامل..
تعجب چايو من حديث والدته كونه طبيب قد اجرى الفحوصات اللازمة لسيليفا من قبل وعلم انها لن تنجب لاسباب صحيه ولكن من حديث والدته يبدو ان للقدر رأي اخر ومشيئة الرب نافذة، فاردف بأبتسامة...
_ مبارك لكم ليا...
_ شكرا لك چايو..
شكرته ليا بأبتسامة صغيرة وتوجهت نحو المطبخ لتعد بعض المشروبات لتضايفهم، وكانت عيناها تتابع چايو هذا الطبيب الوقور والطموح بأن واحد، كونه كان رجلاً ذو اخلاق وقيم رفيعة، هادئ، وسيم ولطيف ايضاً...
تحركت نحو الخارج وهي تحمل اكواب مشروب البرتقال الطازج فأبتسم چايو لها وهو ياخذ كوبه ليتناوله سريعاً فلقد كان يعشق هذا المشروب وعلمت هي من طريقته الغريبه في تناوله ولكنه مازال لطيف...
ابتسمت نوالا على تصرفاته ورات انه ملائم لليا كثيراً كون كلاهما طبيبان محترفان كل منهما له مهنته الا انهما محترفان وكلاهما متفاهمان وهو شاب وقور ومهذب للغاية فهذا ما تحتاج اليه امرأة كـ ليا..
اقتربت ليا لتجلس على نفس الاريكة بجانبه وابتسم هو لها مردفاً..
_ سلمت يداكِ ايتها الطبيبة البرتقال رائع...
ابتسمت ليا له بود ورأت نوالا والحكيمة تلك الكمياء بينهما واردفت الحكيمة بنبرة هادئة...
_ حسناً بمناسبة البرتقال اعطي لها ترقية بمشفاك ايها الطبيب...
انفجر اربعتهم ضحكاً وابتسم چايو مردفاً..
_ ستحصلين على ترقيه اذا احضرتِ لي ثلاث اكواب اخرين من هذا العصير الرائع من يداكِ الرائعتان...
ابتسمت ليا ونهضت لتحضر له المزيد ليس رغبه في الترقيه بل لكون المشروب قد اعجبه، واتجهت لتضع امامه كوباً اخر فتناوله بخفة ونظر لها بنظرات لم تفهمها هي ولكن في الحقيقه هو معجب بها منذ وقت طويل وكان خجول ان يحادثها كونه خائف الا تقبله لانه صيني وهي كوريه، لا يعلم ان والدها هي الاخرى صيني ومن اصول وجذور صينيه ايضاً..
________________________________________________________
مرت عدة اشهر...
كانت ليا تعمل بالمشفى الخاصة بچايو كطبيبة نفسيه في مشفى متخصص لجميع التخصصات الطبية ورغم ان چايو كان المدير الا انه كان طبيب امراض نساء و ولادة بنفس المشفى ورأى چايو احد الاطباء يحاول التقرب من ليا، مما اشعره بالضيق..
وانتظر ان يرحل هذا الغبي ويتركها ليذهب للتحدث معها وما ان ابتعد عنها هذا الغبي، اتجه هو ليتحدث معها، وحمحم بخجل لا يعرف كيف يبدأ حديثه معها ولكن لا خيار اخر امامه سوى ان يخبرها بكونه معجب بها، عليه ان يتجرأ لاخبارها بهذا...
وصل امامها واردف بنبرة هادئة يحاول ان يشجع نفسه على اخبارها بما يوجد بجعبته..
_ اريد ان اتحدث معكِ...
همهمت له مردفة بنبرة هادئة..
_ اسمعك..
_ طبيبة ليا، انا احبكِ..
نطقها، ولا يعرف كيف اخرج تلك الكلمات من بين شفتيها فنظرت له ليا بصدمة خفيفة وورأت الاطباء والممرضين قد اجتمعوا حولهما يستمعون لما قاله مديرهم لطبيبتهم النفسيه الجميلة ليا...
وابتسمت ليا له ونظرت له بصدمه خفيفة منتظرة ان تعرف ما سيقوله بعد تلك الكلمة وكانت صدمتها الكبرى عندما انحنى على ساقه ارضاً يتقدم للزواج منها مردفاً..
_ طبيبتي الجميلة اتقبلين الزواج بي؟!
ابتسمت ليا بخجل من الموقف الذي قد وقعت به واحمرت وجنتيها خجلاً منه واومأت له بالموافقة فألبسها خاتم الخطبة واعتدل بوقفته وجذبها من خصرها ليقبل شفتيها اسفل تصفيق الجميع وصفير الاطباء السعداء بعلاقتهم الرائعة، هذه هي المثال المثالي للعلاقة الصحية الجيده، رجل سوي صالح وامرأة سوية جيدة استطاعت ان تحافظ على نفسها في خضم كل ما تعرضت له في قصر عائلة كّاسيو...
اما نوالا فعادت للذهاب لمدرستها لقد اصبحت بصفها الاخير بالمرحله الثانوية، اما سيليفا فلقد كانت باشهرها الاخيرة من الحمل، وليو كان في حالة من الضغط بين كلا عمليه بالمقهى والتوصيل، فلقد رفضوا ان يقوموا بصرف الشيك الذي اعطاه لوكاس لسيليفا وقرروا البدء بحياتهم بعيداً عنه وعن ماله القذر...
اما لوثر فمازال يتدرب كفرد من جيش الساكوراي، تبدل حاله بل تغير مائة وثمانون درجه، استطاع تحمل المسؤليه، لديه طموح ورغبه في العمل، قدرته على القيادة والتصرف، سرعة البديهة والقتال وغيرها من الامور التي تعلمها واتقنها بالفعل...
مرت عدة اشهر اخرى وقد وضعت سيليفا طفلتها والتي قد اسمتها سو، وكانت سعيده بهذا الاسم للغاية كون والدتها كانت تحبه ايضاً، وابتسمت بسعاده وهي تحتضن طفلتها لقد تعبت كثيراً حتى استطاعت انجابها سالمة دون ان تصاب بأي اذى تتذكر ماذا كانت ستفعل ان كانت قد استمرت في علاقتها بلوكاس للان، ربما قد مات طفلها الثالث بسببه ايضاً، شكرت ربها ان طفلتها ذات صحة جيده، بينما ليا وچايو قد قررا الزواج بعد اسبوع من ولادة سيليفا لطفلها، شعرت هي بالسعاده لكون شقيقتها قد وجدت نصفها الاخر اخيراً وان لم يكن من عائلة القذر الذي تزوجت به يوماً فلقد حصلت على من هو افضل منه، شاب لطيف وماهر وذكي ومهذب ومتقن لعمله...
وهو ايضاً من ساعدها في الانجاب، ولهذا هي ممتنة له كون طفلتها اتت سالمة دون اصابتها بأي خدش، وظلت ليا بجانبها طوال الليل ساهرة على كلتاهما هي وطفلتها تعتني بهما حتى الصباح واعتذرت من چايو كونها لن تستطيع القدوم بسبب ان شقيقتها كانت متعبة وتفهم هو الامر ولم يضغط عليها حتى تسترد سيليفا عافيتها...
مر اسبوع على ولادة سيليفا...
واتى يوم عرس ليا وچايو وكانت ليا ترتدي فستانها الابيض الجميل و وضعت القليل من ادوات التجميل، لتبرز جمالها الخلاب وبدت كأحدى ملكات الجمال، خاطفة للابصار والانفاس برقتها، حتى ان چايو لم يتحمل ان يراها امامه والا يقوم بتقبيلها قبل ان ينتهي القس من مراسم الزواج وانفجر الحضور ضحكاً على چايو الذي لم يستطع التحكم بنفسه امام الجميع ليقبل ليا قبل اتمام المراسم كلياً حتى ان سيليفا نفسها هي ونوالا صدموا، وكانت سيليفا تبحث عن لوثر بعيناها ظناً انه سيستطيع القدوم ولكنها لم تجده، وأتى ليو للحفل وادمعت عيناه وهو يرى شقيقته تطل بالابيض وكانت جميلة للغايه تؤامته اثبتت انها رائعة وحفل زفافها كان مثالياً للغايه وهادئاً والحضور مهذبين، لا خمر او مشروبات كحوليه...
< على جانب اخر >
لقد فرغ القصر من افراده لم يتبقى سوى لوكاس، وكلتا فتاتيه، روزيلا ولورا، باري، ومانويل وباولو وريموندا وكارن، التي كانت تحبس نفسها بعيداً عن الجميع لا تريد التعامل معهم او الالتقاء بهم، حتى فتياتها كانتا لا يعرفان كيف يساعدونها ولكن لوكاس اخبرهما ان يتركوها وشأنها وكان رد روزيلا وقتها صادم...
_ لا تظن ان بحديثك معي بعد ما فعلته بأمي سيجعلني اتقبل كونك والدي، اصبحت امقتك اكثر مما تظن، انت لست ابي، لقد مات ابي وانت من قتلته وضاجعت امي امامه...
وقتها علم ان روزيلا قد كرهته، حتى انها ترفض مشاركتهم الوجبات الاساسيه، حتى عيد مولدها رفضت ان تحضره ورفضت هديه لوكاس لها، يومها اخبرته عندما راته قد احضر لها عقد ألماسي..
_ انت قذر حقاً كيف تاتي بساقيك الي غرفتي بحجة اعطائي هديه حمقاء، من اخبرك انني انتظر منك شيئاً، اغرب عن وجهي، اتمنى ان تخرج من حياتي بأكملها، فلتتعفن بالجحيم..
اصبحت روزيلا اكثر عدائية، لا تذهب لمدرسة الا وتزداد جرائم القتل والاصابات، وتزداد شكوى المعلمين والطلبة منها كونها عنيفه لا تتعامل سوى بقبضتاها، تستخدم ابسط الاشياء كسلاح واخفهم ضرراً كسلاح مميت...
كانت ذكيه بشكل غير طبيعي وكان مانويل يقوم بتدريبها بشكل يومي، حتى انها انعزلت تماماً عن الجميع كان مانويل هو صديقها الوحيد والذي يقوم بتدريبها واقتصرت حياتها بداخل القصر علي شيئين، التدريب والاستذكار، تتناول طعامها بغرفتها وتتفقد والدتها من حين لاخر وتطمئن عليها، اما لورا فكانت تتفقدها من بعيد، لا تريد ان تؤذيها فكل من يقترب منها يتعرض للاذى وهي لا تريد هذا، لا تريد ان تؤذي شقيقتها او والدتها فلقد رأت ان الافضل ان تبقى بعيداً عنهم..
اصبحت وحشيه، تقتل بدم بارد وتفتك بضحاياها وتشترك بمهمات وتسليمات لبضائع واعمال غير مشروعة خاصة بوالدها، فقط لتستطيع ان تتولى مقعده عندما يسمح لها بهذا، كانت تتدرب لتكن تلك الابنه القويه التي لم يروا مثلها من قبل...
ورغم علاقتها السيئة بلوكاس الا ان من يراها هي و والدها كان يظن انها حبيبته وليست ابنته كان يعاملها كالاميرات، يدللها امام رجاله ويحميها من نظرات حرسه ومن يعمل معهم، ورغم هذا كانت ومازالت تكرهه، لانه كذب عليها اوهمها بشئ ليس له وجود، لم يخبرها ان لديها شقيقة، وانها ابنته هى من امها ولم يعترف بها لانها ابنه زنا وكذلك شقيقتها...
بأختصار كانت روزيلا هي سلاح مميت بالنسبة للمافيا الاوروبيه، كانت تنهي صفقات بعبقريتها وذكائها الى درجه انها اصبحت تتعامل مباشرة مع رجال المافيا نيابه عن والدها، بسبب نوبات غضبه بالاوانه الاخيرة وقسوته التي قد اصيب بها بعد انفصاله عن سيليفا وفراقهما عن بعضهما وانقطاع اخبارها تماماً عنه..
فأصبحت هي الوسيلة الوحيدة لاتمام وانجاز اعمال والدها ورأت بعيناها تقارب باري من شقيقتها ولكنها لم ترغب ان تصدق هذا وظنت انه مجرد يحميها كما اخبرهم والدها، ولكنها لم تقتنع بالامر بسبب خوف شقيقتها من نظرات الاخر نحوها....
حتى جاء هذا اليوم الذي تأكدت من كل شئ بين شقيقتها وبين باري، نهضت من اعلى فراشها وتوجهت للخارج وهبطت الدرج متجهة نحو المطبخ بسبب شعورها بالجوع، فقررت ان تعد شطيرة سريعه، وسمعت اصوات تاوهات مكتومه قادمة من المطبخ فاتجهت نحو مصدر الصوت ورأت باري يحاصر شقيقتها لورا مع الحائط يصمم على تقبيلها عنوة والتحرش بها، فشعرت بالغضب واتجهت نحوهم ليتضح لها الرؤية ورأته يضع ركبته بين ساقيها يضغط بها على انوثتها و هي تتألم بينما قبضته اللعينة قد وضعت على شفتيها لتمنع تأوهاتها والاخرى يثبت بها ذراعيها اعلى رأسها...
لا تعرف لما شعرت بالغضب الجام وركضت نحوه ودفعته بكل قوتها ليبتعد عن شقيقتها حتى استطاعت ان تحرر شقيقتها منه وصرخت عليها ان تهرب، ولكن لورا كانت خائفه على روزيلا ان يؤذيها باري ولكن ما لا تعرفه ان شقيقتها شيطانة لعينه قد خلقها الرب لتقبض ارواحاً عاهرة تؤذي غيرها...
اقترب منها باري وابتسامة صفراء زينت وجهه وامسك سكين بوضعية الهجوم فأبتسمت روزيلا وامرت شقيقتها ان تغادر صارخة عليها ولكن الاخرى رفضت ان تتركها وحدها هجم باري عليها ليصيبها ولكن روزيلا حملت بين قبضتها شوكة، كانت هذه هي ما وجدته فأبتسم هو عليها بسخرية وهاجمها بكل قوته ولكنه فشل في اصابتها وامسكت الشوكه بقوة وغرزتها في صدره ودفعته نحو الحائط وقفزت عليه لتسدد له عدة طعنات بالشوكه حتى جعلته ينزف بغزارة وحاول ان يبعدها ان يدفعها ولكن بلا فائده، لم تعد روزيلا التي كانت تضرب الفتيان بالمدرسة بل اصبحت روزيلا التي تشترك بأمور المافيا وتتدرب مع لوكاس نفسه، فوالدها اصبح يشرف على تدريبها ويعلمها اساليب جديدة للقتال...
كانت عنيفة الي درجة انها كسرت اطرف الشوكه الحديدية بجسد الاخر الذي صرخ بألم ولم تتوقف عند هذا بل بدأت تلكمه بكل عنف ناعته اياه بالفاسق والفاجر كونه يتحرش بشقيقتها الصغري هذا القذر البيدوفيلي..
ولم يوقفها عن هذا سوى لوكاس الذي اتى وحملها ليبعدها عن باري وامر باولو ومانويل بأخراج بقايا اطراف الشوكه من جسده ونقله للمشفى بينما الاخرى كانت تتحرك بين قبضة والدها بعشوائية ناعته الاخر بالقذر واللعين والبيدوفيلي الحقير حتى فهم لوكاس ما حدث من حديث روزيلا القاسي الموجه لباري، ان باري تحرش بطفلته لورا...
كانت روزيلا بداخلها طاقه لعينة من الغضب فحملها من خصرها وتوجه بها للصاله الرياضيه حتى تفرغ غضبها كما تشاء بعيد عن شقيقتها و والدتها فهو في غنى ان يتأذى احد بسببها...
دفعت والدها بغضب عنها وظلت تتنفس بقوة ونظرت لوالدها بغضب وصرخت عليه...
_ لقد كان يتحرش بها يريد ان يقبلها عنوة، لولا وجودي لكان اغتصبها، انت قذر لانك كنت تعلم بالامر ولم تمنعه...
_ انهما بعلاقة روزيلا وانا اعرف بالامر...
قالها لوكاس بنبرة هادئة حتى يهدْء الاخرى ولكن بالحقيقة هو لم يكن يعرف بالامر لم يكن يعرف ان باري على علاية بطفلته وظن ان تحرشه بها سابقاً كان بالخطأ، لم يتوقع ان يكن قد دلف معها بعلاقة حقاً...
_ لورا لا تريده، لقد رأيت لورا تدفعه وتمقته، خائفة منه...
صرخت بها روزيلا بنبرة غاضبه ودفعت والدها بغضب ولكنه لم يتحرك انشاً كونه يترك ابنته بقبضة قذر متحرش كهذا...
_ ساتعامل مع الامر...
قالها لوكاس بنبرة هادئة وتركها وغادر تاركاً اياها تفرغ غضبها هي وعاد هو الي القصر ورأى الاخر قد اصبح بخير بعد اخراج اطراف الشوكه من جسده وكانت لورا تقف بعيداً وتراقب ما يفعله مانويل وباولو به...
_ ماذا انجبت زعيم، شيطان...؟!
سأل باري بنبرة متألمه ونظر لزعيمه الصامت ليردف هو بلهجة تهديدية ..
_ فلتشكر الرب انها لم تقتلك، وان كنت من رأيتك تتحرش بطفلتي لبترت قضيبك ونحرت عنقك...
نظر باري لزعيمه بصدمة بينما باولو ومانويل طالعوه بصمت وتقزز مما فعله، انها مجرد طفله، نعم انثويه ولكن تبقى طفلة في النهاية كيف يحاول التحرش بها بهذه الطريقة التي تجعل شقيقتها تفعل به هذا بالتأكيد كان يتعدى عليها..
_ انا لم..
قالها باري بنبرة مدافعه ولكن لوكاس اخرسه بنبرة حاده غاضبه مهدداً اياه بنظرات لا تبشر بخير...
_ اخرس باري، واياك ان اراك بجوار طفلتي مجدداً، انت لست انا ولورا ليست كارن ولست مستعداً لرؤية الماضي يتكرر بسبب هوسك بأبنتي سمعت باري...
كانت لورا سعيدة لان والدها احضر لها حقها ومنعه من التقرب منها وسمعته ينادي عليها بنبرة هادئة فأقتربت منهم و وقفت امامهم فأردف سآلاً اياها...
_ ماذا فعل غير تحرشه بكِ..؟!
_ كان يداعب اسفلي بلسانه ويقرص حلمات نهداي عندما يغضب مني...
قالتها لورا بنبرة خائفة من والدها ومن نظرات باري نحوها وكأنه يخبرها قولي الحقيقة وسأدفنكِ حية...
_ لما لم تخبريني بما يفعله بكِ...؟!
سألها لوكاس بنبرة غاضبة فأجابته بخوف امتزج ببكائها وهي تتذكر تهديده لها كلما فعل بها شئ كهذا..
_ هددني ابي، هددني انه سيقتلني ان اخبرتك او اخبرت احد بما يفعله بي ...
جن جنونه ولم يتحمل ان يسمع المزيد وتحرك بهمجيه نحو اللعين وآخذ يلكمه بكل عنف حتى ادمى وجهه تماماً بل اختفت ملامحه من شده الضرب والدماء التي انفجرت من كل مكان بوجهه بينما هو لم يجد الفرصة للدفاع عن نفسه فقبضة لوكاس كانت اسرع من خاصته وانهى الامر بسهولة...
ابتعد عن جسده ونفض قبضتاه بتقزز واردف بنبره باردة وهو يطالع وجه الاخر المدمى...
_ انقلوه للمشفى واتركوه وعادوا لهنا...
كان الجميع متفاجئ من ردة فعل لوكاس ولكن للوكاس كان رأى اخر، هو لن يسمح لابنته ان تكون كارن بيوم ما، ولن يسمح لباري ان يكون نسخه منه ومن هوسه بطفلته، امسك قبضة صغيرته ليعيدها لغرفتها وترك مانويل وباولو يتولايان امر باري لينقلوه للمشفى...
________________________________________________________
بعد مرور اربع سنوات...
في خلال الاربع سنوات الماضيه قررت سيليفا واشقائها العودة الي ايطاليا مرة اخرى وتأسيس مشروع خاص بهم من مال لوكاس الذي كتبه لها كتعويض على ما عانته معه طوال فترة زواجهم واتفقت ليا مع چايو ان يسافرا سوياً لايطاليا ويأسس مشفاه الخاص هناك بماله الذي جناه من بيع بعض الممتلكات وبيعه للمشفى الخاص به في الصين...
وبالفعل انتقلت عائلة سيليفا الي منزل كبير بإيطاليا ليسع عائلتها التي زاد افرادها، فانضم فرداً اخر للعائله وكانت تيرا ابنه ليا وچايو، بصحبة طفلتها سو، ورغم عدم عودة لوثر بعد من انضمامه للجيش الصيني، الا انها مطمئنة كونه يراسلهم بآستمرار ويطمئن عليهم وعلى اطفالهم، وهذا فقط ما كان يجعلها سعيدة كون عائلتها بخير..
وتبدل حال سيليفا كثيراً اصبحت مدمنة على السجائر بشكل فظيع، ترتدي الملابس التي تزيدها فتنة، وقد اكتسبت ملامحها حدة وانوثة عن السابق، فأصبحت انثى يافعه صاحبه الاثنان والعشرون عاماً، كانت اغلب الوقت هادئة ولكنها لم تنقطع عن السجائر الا بوقت النوم، تنهي قرابه العلبتين في اليوم الواحد...
وكان كلما اعترض شقيقها ليو تخبره انه لم يعاني ما عانته هي، كانت تتخذ التدخين وسيلة للهروب من واقعها المؤلم ، حتى طبيبتها النفسية فشلت في جعلها تتوقف عن التدخين، وكان الامر اشبه معها بالمستحيل...
كانت واقفة بمطعهما التي تقوم بتجهيزه، فهذا هو مشروعها الخاص، مطعم ايطالي وكوري، وهذا ما لم يكن موجوداً بإيطاليا الا نادراً، كانت توجه العمال لما يقومون به وركضت تلك الصغيرة صاحبه الرماديتان التي تشبهان والدتها نحوها لتتمسك ببنطالها فحملتها سيليفا وتحدثت معها بالكورية سآله اياها بأهتمام ...
_ تناولتِ طعامكِ، سو؟!
اومأت لها الصغيرة صاحبة الوجنتين المنتفختين وقبلت وجه والدتها بخفة فبادلتها سيليفا وانزلتها ارضاً واقتربت منها ليا التي كانت تحمل صغيرتها تيرا بين قبضتيها واردفت بنبرة متحمسة وهي تمسك ببرقية قادمة من الصين...
_ سيليفا، انها من لوثر...
بدت كالطفله الصغيرة عندما سمعت اسم شقيقها وتخلت عن قناع المرأة الوقورة وركضت لعندها كطفلة احضروا لها الحلوى لتفتح الرسالة وتقرأها وتحمست كثيراً عندما علمت انه سيعود اليوم الي ايطاليا، لن يبقى بالصين بل سيأتي لهم...
_ ليو، اخي، لوثر قادم اليوم..
صرخت بها سيليفا بحماس غير مصدقة انها سترى شقيقها مرة اخرى، اخيراً ستراه وهو شاب يافع صاحب التسعة عشر عاماً تريد ان ترى كيف اصبح الان هذا الفتى الشاب...
اتى ليو وقد وصلت اليه الاخبار من صوتهما المرتفع والمتحمس لقدومه، انتهوا من حماسهم هذا وعادت سيليفا وليو ليقفن مع العمال لانهاء مطعمهم الخاص..
< بنفس التوقيت >
انتهى لوكاس من قهوته الصباحيه ونظر لابنته لورا صاحبه الستة عشر عاماً وروزيلا صاحبه السابعة عشر عاماً والتي اصبحا يافعتان للغايه، واكتسبت روزيلا انوثة وخطورة شابهت والدها كثيراً في اكثر تصرفاته، جلسته، قهوته ونوعها، برودها وغضبها، حدتها وهدوئها، تفكيرها السام وطريقتها الملتوية، تعاملها بالسلاح او الذراع، ابتسامتها الباردة، الميتة والقاسية ايضاً...
اما لورا فلقد اكتسبت انوثة ورقة خطفت بها قلوب رجال القصر كونها شابهت والدتها خاصة بعد ابتعاد باري عنها شعرت بالحرية والراحه، اما ريموندا وباولو فلقد تزوجا ولكنهما قرر تأجيل امر الحمل والانجاب بعد عام او اثنين حتى تستقر حياتهما قليلاً، اما كارن فظلت على حالها حزينه وحيدة بعد رحيل اندرو عنها ورفضه التام للعودة لها...
اما مانويل فظل على حاله يضاجع العاهرات كل ليله، يهمس من بين شفتيه بأسم نوالا حبيبته التي انفصل عنها هو بأرادته وهو نائم ، يصرخ بأسمها وهو يأتي برعشته داخل كل عاهرة، هذه كانت حياة ابطالنا على مدار اربع سنوات لعينة..
نهض لوكاس وتحرك باري الذي كان يقف خلفه مباشرة ليسير خلفه وتبعتهم روزيلا التي ارتدت نظارتها الشمسيه وامسكت بعلكتها لتضعها بين شفتيها تمضغها ببرود وتنظر لوالدها وباري ببرود اكبر، وقررت ان تقوم بالقيادة ولكن لوكاس رفض كونها متهورة وأمر باري بالقياده لمقر الشركة...
وصلوا ثلاثتهم للشركه وانتهوا من عقد لا بأس به من الصفقات، وقرروا العودة للقصر ولكن اردفت روزيلا بنبرة باردة..
_ انا جائعة...
_ سنعود للقصر الان ونتناول جميعنا الطعام سوياً...
قالها لوكاس بنبرة هادئة ليسمع روزيلا تتأفف وهي تتسطع على الاريكه الخلفيه ونظرت لسقف السيارة بملل مردفة بعناد واصرار على ما تريده
_ لقد سئمت من طعام القصر...
_ اوقف السيارة ساحضر لها بعض الفطائر..
امر لوكاس باري فوقف باري بالسيارة امام مطعم يبدو انه يتم افتتاحه او ما شابه، وهبط لوكاس من السيارة ولم يلاحظ ان المطعم لم يفتح بعد واتجه نحو الداخل، واصطدم به شئ صغير للغايه وكاد يسقط ولكنه لحق به وامسكه ولم تكن سوى طفلة صغيرة بعمر ثلاث او اربع اعوم تقريباً وانزلها ارضاً حتى لا تغضب والدتها واستدارت والدتها لتتفقد ابنتها ونظرت للوكاس بصدمه وكانت تدخن سيجاراً، ترك هو كل ما رأه عليها وركز على ملامحها الناعمة التي اصبحت جامدة، عيناها المسحوبه اكتسبت حدة وانوثة، شعيراتها الطويله قامت بقصهم الي كتفيها، تحمل سيجاراً في قبضتها اليمنى ولاحظ وشماً صغيراً على معصمها وتلك الملابس التي بدت بها وكأنها مديرة مجموعة شركات...
_ سو تعالِ هنا..
امرت سيليفا ابنتها بالقدوم نحوها باللغة الكوريه فنظر هو لابنتها التي تشبهها تحمل صفاتها هي وكأنها مستنسخة وليست طفله عادية...
نظر ليو له بغضب جام وكاد يقوم بطرده، ولكنه تفاجأ بروزيلا تدلف للمطعم هي الاخرى تتفقده وتبحث عن والدها وخلعت نظارتها ونظرت لهم بسخرية، عائلة العهرة قد اجتمعوا مجدداً، هذا ما قالته بداخلها كونها تراهم السبب فيما حدث بالسابق، ورأت ليا تخرج من الداخل وبصحبتها رجل لم تتبين ملامحه ولم تهتم...
_ عودى للسيارة روزيلا...
امرها لوكاس بنبرة تحذيرية وهو يمسك ذراعها قبل ان تتقدم نحوهم، فسألته روزيلا بحاجب مرفوع وابتسامة ساخرة...
_ لما، هل خائف عليهم مني...؟!
ثبت بصره عليها حتى وجدها تزفر بحنق وارتدت نظارتها وخرجت بينما سيليفا اتجهت نحو طفلتها وامرتها بالدخول لتلهو مع تيرا، اما لوكاس فحمحم باحراج كونها تتعامل وكأنه غير موجود، لا يعرف كيف هي باردة الي هذا الحد، هو لا يفهم..
لا ينكر انه مازال يفكر بها، لم يعد يراها تلك الفتاه صاحبه الثامنه العشر عاماً وهو ايضاً لم يعد شاب بالثامنه والثلاثين، بل انه بالاثنان والاربعين وهي بالثانيه والعشرين من عمريهما..
اتجه ليجلس على احد المقاعد في انتظارها كونه رائها مشغولة للغايه، رائها تتحدق مع العمال بصيغة الامر تلقي عليهم اوامرها لينفذوها كما تريد هي وابتسم وهو يراها تتحكم بزمام الامور عكسه تماماً قد ألقى اغلب اعماله على ابنته، ظل يتابع حركة جسدها الناعم ولاحظ تلك الصغيرة التي اصطدم بها تتابعه من خلف الباب خلسه وتبتسم له مشاكسة اياه، فأبتسم لها واشار لها ان تأتي لعنده..
وبالفعل نظرت الصغيرة تتأكد ان والدتها مشغولة وركضت لعند لوكاس وكانت تشبه البطريق الصغير فحملها لوكاس واجلسها على فخذه وسألها بنبرة هادئة..
_ ما اسمكِ؟!
_ سو..
نطقتها الصغيرة وهي تضم شفتيها بطفوليه جعلتها قابلة للالتهام، وعلم ان والدتها علمتها اللغة الايطاليه وليس الكورية فقط..
لم يشعر سوى بسيليفا تجذب طفلتها منه صارخه عليه بنبرة قاسية...
_ انها ملكاً لي، لا يحق لك لمسها...
نظر لها لوكاس بصمت وتحركت هي لتدخل ابنتها نفس الغرفة وعادت اليه وجلس امامه واشعلت سيجاراً ونظرت له بغضب تنتظر ان تعرف لما هو هنا بعد كل ما فعله بها، اولم تنتهي قصتهما الحزينه المقرفة وكل منهما يحيا بعيداً عن الاخر في سلام ...
_ اريد بعض الفطائر لروزيلا انها جائعة...
اردفها لوكاس بنبرة هادئة مشيراً للفطائر التي كانت موجوده بالصحن القابع على الطاولة الفاصله بين كلاهما، فضربت سيليفا الصحن بعنف ليسقط ارضاً وتناثرت الفطائر على الارضيه وتلوثت بالاتربة واردفت بنبرة باردة...
_ معذرة لقد انتهت الفطائر، اتمنى ان لا ارى وجهك هنا مرة أخرى ...
نظر لها لوكاس بصدمة نجح في خفيها انها تغيرت كثيراً، اتكرهه حقاً؟! ، تمقت وجوده بالقرب منهاالي هذه الدرجة؟! ، يبدو انه مخطئ لانه جاء ليتحدث معها، ويفكر بالعودة لها، ونهض من على مقعده يغلق زر سترته ليغادر وتابعته سيليفا بصمت حتى اختفى من امامها، ولاحظ ليو تعبيرات وجه شقيقته التي تحولت من الجمود والبرود للبكاء الصامت، عبرات تلطخ وجنتيها بصمت وعجز ونهضت تراقبه من خلف الستائر الداكنة وهي تراه يدلف للسيارة ليتحرك باري بهم ويغادرون وفهم ليو انها مازالت تفكر به وربما تحبه ولكنها نادمة كونها استمر بعلاقة مؤذية لهذه الدرجة لكل تلك الفترة، ولم يكُ يستحق، واستدارت لتنهي باقي تجهيزات المطعم الخاص بها هي وشقيقها ...
_________________________________________________________
شفرة حلاقة تسير ببطء على ذقنه الممتلئ بمعجون الحلاقة، نظر لذقنه الملساء بعد ازاله شعيراتها، وامسك مقص صغير وبدأ يرتب شعره ويصففه بشكل افضل، وبدا كأحدى فتيان الفرق الغنائية، ذو جسد عضلي اثر التدريبات الشاقة التي خضع لها وابتسم لنفسه بالمرآة، انه الان يمكن ان يعود لموطنه، جاء اليه فتى صديقه وابتسم له كونه انهى فترة تدريبه بالجيش وسيعود الي وطنه واحتضنه بخفة فلقد تعرف عليه واصبحا اصدقاء منذ ذلك الوقت...
جهز اغراضه وانتظر الحافلة التي ستقله الي مطار الصين، كون طائرته تعرف وجهتها الي ايطاليا، ابتسم بخفة وهو يتذكر اشقائه سيراهم عما قريب ولكن شئ واحد لعين يمنعه من رؤية عائلته اولاً، روزيلا، كيف اصبحت خاطفة قلبه تلك، يريد رؤيتها حقاً لقد اشتاق لها وقرر ان يذهب لرؤيتها هي اولاً...
وصلت الحافلة فودع كتيبته وقائده واصدقاءه متجهزاً للمغادرة حتى تحركت الحافلة ومازال يشير لاصدقائه ويرسل لهم السلام والوداع، وشعر بالحزن لانه سيتركهم لقد اصبحوا عائلته لاربع سنوات كاملين كانوا معه بكل مر وحلو...
بعد ساعات وصل الي ايطاليا وقرر ان يذهب لقصر عائلة كّاسيو اولاً، ليس اقتحاماً وانما يريد رؤية روزيلته، صغيرته التي تركها لاربع سنوات، وبالفعل استقل سيارة اجرة واعطى لها العنوان واوصله هو الي الشارع الرئيس المؤدي للقصر واعتذر السائق له كونه لن يخاطر بحياته للمرور بقصر هذه العائلة فتفهم هو واعطى له حقه وهبط من السيارة بحقائبه وتوجه لطريقه الي القصر ورأى الحرس من على بعد فأبتسم لانه اقترب من رؤيتها اخيراً...
حتى وصل امام الحارس واردف بنبرة هادئة..
_ اريد رؤية الانسة روزيلا لو سمحت...
_ سأبلغها اولاً سيدي..
قالها الحارس وضغط على زر بجانب البوابه وارسل اشارات اولاً لغرفة روزيلا ثم اخبرها عبر الجهاز انه هناك من يريد مقابلتها، شاب بالعشرين من عمره على ما يبدو..
وقرىت ان تهبط لتعرف امر هذا الفتى الذي بأنتظارها، وتوجهت لخارج القصر ورأته امامها، ألقى بالحقائب ونظر لها بأبتسامة لطيفة كونها نضجت كثيراً انثته اصبحت اجمل واشرس انثى رائها بحياته ولكن ما صدمه هو رده فعلها لانها اردفت..
_ اطردوه لا اعرفه..
نظر لها بصدمه، ما الذي تفعله، كاد يصرخ عليها لتخبره لما فعلت هذا ولكن الحارس بالفعل امره بالرحيل بدلاً من ان يستعمل معه القوة، ونظر لوثر للبوابه الحديدية، وعاد للخلف خطوات وركض نحو البوابه ليقفز عليها ومر من فوقها، رفع الحرس السلاح عليه متجهزين للاطلاق عليه فاستدارت روزيلا له وامرته بالرحيل بنبرة باردة ولم تهتم بأمر قدومه لرؤيتها ...
_ ارحل لوثر...
_ لقد اشتقت لكِ، روزي..
قالها لوثر بنبرة لطيفة، فهو الوحيد الذي كان يناديها بــروزي، نظرت له بتأثر افتقدته بعد رحيله كونها كانت تشبه الموتى الاحياة او اقرب للانسان الالي، واقترب منها وجذبها من خصرها ليقبلها مقتحماً شفتيها بخاصته وبادلته هي بحرمان دام لسنوات ورائهما لوكاس فاستدت روزيلا لوالدها الذي اقترب منهم ونظر للوثر الذي تغير كثيراً حتى طريقته، جرأته لقد شاهده من الكاميرات وهو يتخطى السور دون خوف من حرسه ان يطلقون عليه، كاد يفعل اي شئ من اجل روزيلا...
_ لا تؤذيه...
قالتها روزيلا بنبرة قلقه من ردة فعل والدها و وقفت امامه تحميه من بطشه فنظر لوكاس للوثر بصمت ثم امره بنبرة جافة..
_ ارحل من قصري ولا تأتي لهنا مجدداً..
_ ابي..
قالتها روزيلا بنبرة غاضبة من والدها ولكن هو لم يهتم برغبتها ونظر له لوكاس بتحدي فاردف لوثر بتسائل مستفسر..
_ ماذا على ان افعل لاحظى بها...؟!
_ قتال للموت...
نطقها لوكاس بنبرة باردة فحركت روزيلا رأسها بالرفض لانها تعرف هذا النوع من القتال القذر الذي يكون بلا قيود، يهشم كل منافس خصمه حتى يفقد احدهما حياته ويفوز الاخر ...
ولكن اصر لوكاس على طلبه وترك الاخر يفكر بالامر وانصرف، استدارت روزيلا تنظر للوثر بحزن، لا تريده ان يتأذى بسببها، احتضنته بقوة لصدرها ولفارق الطول بينهما بدت كأبنته وليست صديقته، وربت هو على رأسها بحنو، هي لا تريد ان تفقده وهو لا يريد ان يتركها لقد سئم الرحيل والهروب من حبها ...
شعرت روزيلا بالخوف على لوثر من والدها واستدارت لتواجهه مردفة..
_ لا يمكن ان تنفذ ما يريده والدي لوثر، انا لا اريد رؤيتك ميت صدقني...
_ ساحاول من اجلكِ، فلا ضرر ان انازل احد لاحظى بقربكِ...
اردفها لوثر بنبرة لطيفة وحاوط خصرها فدفعته بقوة واردفت بنبرة غاضبة...
_ فلتفهم، قتال للموت معي لوثر..
نظر لها لوثر بصدمة هل والدها يمزح معه، قتال للموت مع الفتاه التي يحبها، اضطر في النهاية ان يودعها ويرحل عنها، ليفكر بالامر ، لانه لا يريد ان يؤذيها بوجوده، فبدا له كم تغيرت، واستقل سيارة اجرى اخرى لتوصله لمطعم شقيقته الجديد...
ابتسم لوثر ونظر للمطعم من الخارج وشعر بشقيقاته يركض نحوه ليحتضنوه بسعادة كونهم رأوه اخيراً سالماً، واتى ليو هو الاخر ليحتضنه وتفاجئ هو بليا قد تزوجت وانجبت طفلة وسيليفا ايضاً انجبت طفلة هي الاخرى، تيرا وسو..
كان سعيد للغاية كونه عاد لهم وسيكون بينهم مجدداً، استنشقت سيليفا رائحه عطر انثوي غريب على ملابس شقيقها واستنتجت انه على علاقة بفتاة ولكن لم تعرف من كونهم لم يستخدموا هذا العطر سابقاً...
< بمكان اخر >
كانت نوالا بالجامعة جالسة وحدها وكانت ترسم بعض الرسومات اللطيفه على بعض الاوراق البيضاء الفارغة المتينة بلونها الابيض الناصع، كونها دلفت لكليه الفنون الجميلة، فكانت ذكيه للغايه وماهرة ايضاً، لاحظت انها الوحيدة التي تجلس وحدها وشعرت بالحزن يطغى عليها مما انعكس على لوحتها...
رأت مانويل يقف خارج ابواب الجامعة لا تعرف من ينتظر، لقد استطاعت التعرف عليه بصعوبة، لقد اصبح وسيم بشكل مهلك لقلبها، ورأت فتاه تقترب منه وتقبله ولكنها لم تتعرف عليه، فأنزلت عيناها عنهما واغمضتها بحزن، فمازالت تفكر به، تحبه وتشعر بالغضب من نفسها حقاً لانه انفصل عنها دون اسباب كافية وكأنه تعمد ان يريها جانبه القذر لتتركه...
لم تستطع البقاء اكثر من هذا وهي ترى كلاهما امامها يبتسمان ويقبلان بعضهما، فنهضت لتغادر من امامهما ومرت من البوابة لتخرج ورفعت وجهها نحوه ورأته طالعها بصمت، صدمه خفيفة تمكنت منه فهو لم يكن لديه علم بعودتها لايطاليا مجدداً..
ابتعد عن تلك الفتاة التي كان يقف معها ولحق بها ليتحدث معها هي ولكنه لم يستطع مواكبة خطواتها حتى امسك ذراعها بخفة لتقف فسقطت لوحاتها ارضاً وظهرت احداها بوضوح كانت قد رسمته، انحنت لتلملم لوحاتها وطالعته بغضب من فعلته ولكنه تأكد انها مازالت تفكر به كما يفعل هو...
_ كيف حالكِ؟!
سألها بأهتمام وابتسم لها بلطف فنظرت له بصمت ودحرجت بصرها للفتاة التي كان يقف معها وعادت له مجدداً..
_ بخير...
اربعه احرف كانوا كافيين لايصال احساسها بالغيرة له، كونها عندما تغار لا تتحدث كثيراً وتفضل الصمت والغضب..
_ ايمكننا الذهاب سوياً لمكان ما لنتحدث، كأصدقاء..؟!
سألها بنبرة مستفسرة وطالع ملامحها الناعمة منتظراً ان تجيبه بما يريده ولكنها اعتذرت له لترحل ولم تلتفت خلفها مجدداً، لديها اقتناع ان لا يمكن ان تعود علاقتهما كصديقين، انه يمزح، مازالت تحبه حتى بعد مرور سنوات على انفصالهما، وهو آتِ ليخبرها ان صديقها، لا يوجد صداقة بعد الحب هذا ما هي مقتنعة به...
ولكن هل سيتركها مانويل بالطبع لا، ركب على دراجته البخارية وسار بها بجانبها يحاول استمالتها بجميع الطرق ولكنه فشل حتى رائها توقف سيارة اجرة لتقلها لمطعم شقيقتها وألقت عليه نظرة اخيرة قبل ان يتحرك السائق بالسيارة...
< بمكان اخر >
كانت لورا جالسة بغرفة وبجانبة تاتيانا ابنه ريموندا وباولو الذي تزوجا بعد انفصال لوكاس عن سيليفا بعام وانجبا تاتيانا صاحبة الثلاث سنوات، وكانت تلهو معها بطفوليه رغم انها اصبحت انثى ناضجه صاحبة السته عشر عاماً، وابتسمت بخفة وهي تحمل تاتيانا لصدرها وفكرت هل ستكون اماً بيوم ما وكيف ستكون يا ترى، تريد ان تصبح مامي جميلة كريموندا، وتريد علاقة ناجه كريموندا وباولو، آتت ريموندا بعد قليل وقد كانت تصنع طعام الاطفال لصغيرتها واقتربت من لورا لتحمل منها تاتيانا واجلستها لتبدأ في اطعامها، اما لورا فكانت تريد ان تتحدث معها عن باري، فبعد ما فعله والدها منذ اربع سنوات وهو يتجاهلها كلياً، بل لا يراها...
_ اتعرفين شئ عن باري ريموندا...
نظرت لها ريموندا بأبتسامة ودودة واردفت بنبرة هادئة..
_ في الحقيقه هو لم يتحدث مع باولو في شئ، هل جد شئ جديد...؟!
سألتها ريموندا بنهاية حديثها فحركت لورا رأسها بالرفض وشعرت بالتوتر كونه اصبح يتجاهلها وهذا يضايقها فجسدها اللعين يشتعل من نظراته نحوها فقط فما بالك بلمسته، بعد فترة قصيرة خرجت ريموندا وابنتها ولم يتبقى سواها بالغرفة وظلت وحدها حتى سمعت طرقات على باب الغرفة فنهضت لتفتح وكان باري، يواجهها بظهره ويبلغها بأوامر الزعيم قبل ان يرحل وشعرت بالضيق من تصرفاته معها ولكنها تجاهلت الامر حتى لا يلاحظ هو كون هذا الامر يضايقها...
واغلقت الباب فور رحيله لتتجهز قبل ان تهبط للاسفل لتقابل والدها، لا تعرف ماذا يريد منها الان وفور انتهائها توجهت للاسفل ورأت والدها جالس، يقف باري خلفه ينتظر اوامره وكانت جالسه بنهاية الطاولة صامته كالمعتاد، و روزيلا كانت تتناول وجبة غدائها..
_ هناك رجلاً تقدم لخطبتكِ لورا...
نظرت لورا لوالدها بصدمة وطالعت باري الذي كان صامتاً بشكل مريب، لا تنكر انها كانت خائفة، لا تريد ان تتزوج الان، انها لا تريد رجلاً سوى هذا الاسمر صاحب الخضرواتان الرائعتان...
وطالعها هو بصمت ورائها تناجيه لعله ينقذها من هذا المأزق فاردف بنبرة هادئة...
_ سيدي الانسة لورا مازالت صغيرة يمكننا ان تتزوج بعد عامين على الاقل...
_ ماذا عن خطبة صغيرة، لعل الشاب يعجبها..؟!
قالها لوكاس بنبرة هادئة سآلاً باري وهو يلتفت له برأسه ثم حول بصره لطفلته التي كان يبدو على ملامحها الرفض وعدم القبول وحاول باري ان ينقذها من تلك الزيجه بأي طريقه بسبب خوفها ورفضها التام..
_ سيدي اتركها على راحتها فيبدو انها ترغب في استكمال دراستها، لا تفكر بأمور الزواج الان ..
قالها باري بنبرة هادئة فنظرت له لورا بأمتنان حقيقي، واكدت هي على حديث باري مردفة..
_ اؤيد رأي باري ابي، فلست مستعدة للزواج او الخطبة الان...
قالتها لورا بنبرة لطيفه فأبتسم لوكاس لها وهمهم لها بالموافقة فلن يضغط عليها وهي ترفض الامر برمته، وشعرت بالراحه اكثر من السابق ما ان رد والدها بنبرة هادئة...
_ كما تريد صغيرتي وما تريده سينفذ..
فهم لوكاس ان لورا على علاقة بباري او ربما سيدلفا بعلاقة ولكنهما ينتظران الوقت المناسب، لا احد منهم يمكنه فهم علاقتهما، حتى هو نفسه، فلقد فشل سابقاً في علاقته بسيليفا وكارن وزوجته السابقة نفسها لهذا هو لا يريد ان يرى ابنته في مكان كارن او سيليفا...
نظرت روزيلا لشقيقتها بصمت وشعرت انها تخفي امراً عنها، ربما خائفة ان تخبرها او ما شابه، انتهى الغداء واتجهت لورا لتصعد الدرج وامر لوكاس باري ان يحضر بعض اوراق الصفقات من مكتبه فاتجه نحو الدرج ليصعده هو الاخر ورأى لورا واقفة على الدرج وما وقف امامها نظرت خلفه لوهلة قبل ان تقترب منه وقبلت شفتيه بخفة وشكرته لانه انقذها من هذا الزواج وتحركت عائدة لغرفتها..
وابتسم باري على ما فعلته تلك الصغيرة واتجه نحو حجرة مكتب زعيمه ليحضر ما امره به، وعاد للاسفل مرة اخرى واجتمع الجميع لانهاء اوراق تلك الصفقة وقررت روزيلا ان تتولى امر تلك الصفقة و وافق لوكاس كونها اصبحت قويه كافيه لتولي امور العمل وان كانت بعمر صغير، فكان بمثل عمرها يلتهم لحوم اعدائه، ولكن جيد انها لم تعتاد ان تتناول اللحوم البشرية...
________________________________________________________
بعد مرور عدة ايام...
افتتحت سيليفا مطعمها وقد اغدقه الزبائن من كل حدب، كونه جديد يقدم طعام ليس من نوعه الكثير بايطاليا طعام ايطالي وكوري، كانت سيليفا تبتسم وهي ترى اعداد الزبائن بمطعمها الجديد وشعرت بالفخر بمجهودها الذي قامت به طوال الاشهر الماضيه...
حتى المساء لم يخلو المطعم من الزبائن، مرت السويعات سريعه حتى تجاوزت الساعة العاشرة مساءاً وكاد ليو يغلق الباب الخاص بالمطعم ولكنه تفاجئ بسيارة ضخمة تقف امام المطعم الخاص بهم وهبط منها لوكاس وعائلته، ونظر لليو بصمت وتجاوزه واتجه ليدلف للداخل ورأى سيليفا جالسه مع صغيرتها وشقيقتها وطفلتها ونهضت ما ان رأته هو وعائلته، روزيلا ولورا، وكارن التي كانت صامته كالمعتاد، وتفاجئ ليو برؤيته لترافيس وشقيقها آتيان بسيارة اندرو الخاصة، ونظرت له بصمت وتجاوزته، كونها تراه كاذب ومحتال وعدها بالزواج ولم ينفذ وعده، بدلاً عن ذلك هرب مع عائلته كالجرذ...
تجاوزته هي وشقيقها ودلفا للداخل دون ان يعيروا له اي اهتمام، نظرت لهم سيليفا بصمت ورأتهم يتجهون الي مقاعد العائلات ونظرت ليا لهم، باري ولورا، لقد فهمت ما يكنه هذا الداعر لتلك الصغيرة من نظراته لها، كان وكأنه يحميها وتفاجئ باولو وريموندا بليا وزوجها وابنتهما، ولم تقل مفاجئة ليا بريموندا وباولو وابنتهما هما الاخران وابتسمت ليا ببرود لهما وتوجهت بتيرا للداخل وتبعهم چايو الذي كان هادئ للغايه ولم يفهم من هؤلاء وماذا يفعلون هنا، كل ما فهمه انه يعرفونهم جيداً والدليل هو ملامحهم التي تبدلت فور رؤيتهم لهم، جلسوا جميعاً على طاولة عائلية، ونظر لوكاس لسيليفا التي كانت مهمتها هو ان تقوم بكتابة طلباتهم لتحضر لهم ما يريدونه، ونظر لها لوكاس مطولاً، كان بداخله نيران مستعرة تملأ قلبه بالغيرة من ثيابها التي لم تزيدها سوى فتنة...
لاحظ هو صمتها ونظراتها نحوه كانت في انتظار ان تسمع ما سيطلبه منها، ونظرت لاندرو الذي ابتسم لها بشرود وحزن، كانت تراه صديقاً جيداً فهو ساعدها كثيراً عندما رحلت من الصين وعادت لايطاليا، هو من ساعدها في اختيار مكان بناء المطعم، والترتيبات اللازمة...
ورغم هذا كانت ترافيس رافضة العودة لليو لانها تراه كذب عليها وخدعها، لاحظت روزيلا تلصق العلكة التي كانت تمضغها بالطاولة، فنظرت لها سيليفا بغضب من تصرفها وامرتها ان تنزع العلكه من الطاولة وتنظفها، فأبتسمت روزيلا واخرجت سلاحها من خصرها و وضعته على الطاولة وكأنها تهددها، فراى ما فعلته مع شقيقته وتدخل لينهي الامر، فأردفت بنبرة ساخرة...
_ سيدافع الاصغر عن شقيقته الكبرى...
_ روزيـــــلا...
صرخ عليها لوكاس لتتوقف عن تصرفاتها المتهورة وتعطشها للدماء بتلك الطريقة المقززة، وشعر انه يتعامل مع مصاصة دماء متعطشة لهذه القذارة...
نظر لها لوثر بصمت وشعر انه كان غبياً لمجرد ان يفكر في العودة لها انها لم تعد تلك الصغيرة التي كانت تبكي بحضنه منذ اربع سنوات لرحيله عنها وماذا كانت النتيجة، انه واللعنة خسرها للابد، تحولت هي لشخص بشع كاره وناقم ولعين ومتعطش للدماء كما يظن بها والدها ..
ابتعد عنهم وتوجه نحو شقيقته ليا ليقوموا بتحضير طلباتهم في انتظار سيليفا ان تدون ما سيأكلونه، وسمعت لوكاس يردف بنبرة هادئة..
_ اريد قليلاً من الحب..
نظرت له سيليفا بصمت واشاحت بوجهها عنه وشعرت بقلبها يتحطم كما حطمها من قبل، نظراته نحوها لا ترأف بها، يحملها ذنب انفصالهم رغم انه من دمر علاقتهما بما فعله بها، لم تجني سوى الالم والخذلان، بداخله شر قضى على اخر ذرة عقل بداخلها، دفعها للجنون والهرب، لقد كان هو السبب في كل ما حدث، وهي الان نادمة انها لم تقم بطرده هو وعائلته من مطعمها...
_ القليل من شرائح اللحم وصلصة الهالبينو الحارة..
نطقتها روزيلا بنبرة باردة ونظرت لسيليفا بأبتسامة باردة، فبدأت تدون طلباتهم وانصرفت لتحضر لهم ما يريدون والعجيب ان لوكاس كان مصراً على طلبه ولم يطلب شيئاً اخر، ولانها ام تجد عندها ما يريده لم تحضر له شئ، ورغم هذا كان هو يتابعها وهي تتعامل برسمية شديدة، وشكرت ربها ان تلك الليلة مضت بسلام ولم يحدث شئ اخر، واغلقت سيليفا وعائلتها مطعمهم وعادوا للمنزل..
ألقت سيليفا جسدها على الفراش ما ان عادت لمنزلها وتسطحت صغيرتها بجانبها لتنام وفكرت لما عاد مجدداً لحياتها الهانئة التي كانت تحيا بها مع طفلتها وعائلته الصغيرة، وشعرت بالضياع وهي تفكر في سبب عودته وشردت اكثر من اللازم حتى غفت دون ان تشعر...
________________________________________________________
عند اولجا وكلارك فلقد قرر كلارك الزواج من اولجا بعد ان انجبا طفلتهما الاولى نيكارجوا، واقام كلارك لها حفلاً ضخماًزحضره كبار رجال الدولة والشرطة والوزراء حتى لوكاس وعائلته قد حضروا الحفل وكان وحيداً بالحفل يطالع الجميع بصمت ويفكر بصغيرته التي عادت لتقتحم عالمه مرة اخرى ولكن تلك المرة بقوة، اصبح لا يفكر بأحد سواها، يهواها بشكل جنوني وتأكد ان ما كان بينه هو وكارن ما هو الا شهوة وهوس ليس الا، اما سيليفا فكانت مشاعره نحوها انقى واقوى من مجرد شهوة، كان حباً لم يختبره مع انثى اخرى سواها هي...
بعد مرور عدة ايام...
استطاعت روزيلا ان تتحدث مع والدها في امر لوثر ليصبحا على الاقل رفيقين ورغم رفضه التام الا انه وافق من اجلها، بشرط الا تقصر في دراستها وعملها مع باري في الشركة فوافقت، اما باري فاستطاع ان يتقرب من لورا بقدر كافِ، اما ليو فبدأت محاولاته في التقرب من ترافيس مرة اخرى على امل ان تسمح له بأن يعودا سوياً مرة اخرى، ان يكونا معاً، سيفعل ما تريده هي اي كان ما ترغبه سينفذه فقط من اجل ان تعود له..
اما كارن فبدأت محاولتها في التقرب من اندرو واعترفت له بحبها كونه اعترف لها بليله رأس العام وهي لم تخبره بردها ولكن في الحقيقة هي تحبه كما يفعل هو وتتمنى ان تحيا معه بعيداً عن لوكاس وشره..
اما ريموندا وباولو فهما يعيشان حياة هانئة مع طفلتهما الصغيرة، وچايو وليا كذلك، وقد وجد كل منهم نصفه الاخر الذي يكمله ويشعره بكيانه، مع مزيج من تلك الالفة بين كل ثنائي مما زادهم لطفاً وجمالاً ...
وحاول مانويل العودة لنوالا كثيراً حتى استطاع اقناعها ان يظلا اصدقاء على الاقل و وافقت فقط بشكل مبدئي كونها تريد ان تعرف ان كان قد تغير ام مازال هذا الغبي الغير مسوؤل عن تصرفاته، طائش ومتهور..
اما سيليفا ولوكاس، فكانت قصتهما هي الاكثر تأثيراً من بين تلك العلاقات الجيدة، كانت العلاقة الاكثر مرضاً منذ بدايتها وتحولت تدريجياً الي انفصال تام بين كلاهما، وكانت الضحيه هي طفلتهما الصغيرة سو وتحول هذا الزواج المقزز الي علاقة اخذت منحنى اخر اكثر صحيه ..
وقف هو على اعتاب باب مطعمها ينظر من خلف الباب الزجاجي ان كانت بالداخل ورائها جالسة وصغيرتها بحضنها تصنع لها جديله صغيرة ناعمة ورقيقه فطرق بخفة على باب الغرفة وتبعه اقتحامه للمكان فرفعت سو وجهها نحوه، بينما سيليفا ألقت عليه نظرة سريعة قبل ان تخبر طفلتها بأمكانيه مغاجرتها، ففعلت وظل لوكاس وسيليفا جالسان سوياً وحدهما..
حمحم الاخر بهدوء وابتسم لها وهو يجلس امامها واستراح بمقعده قبل ان يبدء في التحدث لها مردفاً بنبرة هادئة...
_ سيليفا انا لا احب العبث، لهذا انا هنا لاصارحكِ بما يجول بداخلي ويلتهم رأسي من التفكير طوال الوقت...
صمت ملياً ليثير ذههنا من الفضول فنظرت له بصمت وانتظرت ان يكمل هو من تبقاء نفسه ونجح في استرعاء انتباهها، واكمل هو بنفس نبرته السابقة...
_ اريد ان نعود سوياً سيليفا، اريد ان نكون معاً...
نظرت له سيليفا وكادت تنفجر ضحكاً على ما قاله لتوه ولكنها لم تعلق واكتفت بأبتسامة بسيطة لا تعبر عن اي مشاعر سوى انصاتها له ليكمل ما كان سيقوله، واردف هو بنبرة هادئة سآلاً اياها بأقتراح ..
_ ما رأيكِ ان نعود معاً؟! وسأفعل ما تريدينه...
_ لدي شروط من اجل العودة، لا مزيد من الخفايا عني، لا مزيد من غرف المتعة، لا مزيد من العنف، لا مزيد من الصفع واستخدام الاصفاد والقيود، اريد علاقة صحيه كأي رجل وامرأته...
قالتها سيليفا بنبرة امتلئت بالغرور والكبر، ذات مغزى وهي تشعل سيجارها لتدخنه امامه، واضعه ساقاً فوق الاخرى وفهم انها لم تعد تطيق البقاء صامته اكثر من هذا، ونظر لها هو بصمت وبداخله كان متقين انها ستطلب تلك الطلبات منه ولديها حق فتجاربها مع هذه الاشياء بتلك الغرفة سيئة ولكن لا يمكن ان ان يستغني عنها لفترة طويله ولكنه سيحاول من اجلها فقط ليعودا سوياً ..
_ موافق على جميع شروطكِ..
اجابها لوكاس بنبرة هادئة اراحتها للغايه ونظر هو لها ليسمعها تكمل دون ان تنظر له وابتسمت وهي تكمل..
_ حسناً جيد، واريد زفاف اخر غير الذي اقمته لي ببدايه زفافنا، اريده ملكي، فستان جديد ويليق بي، واريد ان تعاملني بشكل لائق فأي تصرف لن يعجبني سأفسد الحفل وساعود لتدمير عائلتك مجدداً كما فعلت من قبل ..
كانت متهوره للغايه لدرجه ان تقول له مثل هذا الحديث وتلك الشروط الخارقه للطبيعه، ونادت على طفلتها سو لتتعرف على والدها وكان سعيداً للغايه لانه اصبح اباً مرة اخرى ولكن تلك المرة من سيليفا حبيبته هو التي تمنى كثيراً ان يحظى منها على طفل..
واجلس طفلته بحضنه يقبلها ويتعامل معها بلطف، وقررت ان تعطيه فرصة لتراقبه بها ربما اربع او خمسة اشهر الي ان يثبت انه شخص جيد وليس هذا القذر الذي ما كلن عليه سابقاً، وابتسمت وهي تراه مندمج مع طفلتهما، وقررت اخيراً ان تعطيه تلك الفرصة، واحدة فقط يثبت بها انه يحبها وسيحافظ عليها وعلى مشاعرها، لن يعاملها كالكلبه او فتاة صغيرة تتلقى الاوامر والعقاب ان قامت بفعل شئ خاطئ وهذا ما تريده ان يحترمها ويعاملها كزوجته وليس عبدة او خاضعة لديه...
وانتهت قصتنا الرائعه بزواج ليو وترافيس اخيراً وقد انجبا تيفاني صغيرتهم، وتزوجت كارن من اندرو وانجبا طفلهما دونو، اما نوالا ومانويل فلقد تم عقد خطبتهما بحلول اجازتها الصيفيه وانتهاء فترة الدراسة، لورا وباري قد قرر الزواج عندما تتم الثامنه عشر من عمرها، اما روزيلا ولوثر فلقد عقد قرانهما واصبحا يعملان سوياً وقررا تأجيل امر الحمل والانجاب لبعد عام من الزواج، اما ليا وچايو فهما يعيشان سعداء بصحبه طفلتهما تيرا وطفاهما ماثيو صاحب العدة اشهر فقط، اما ريموندا وباولو فلقد انجبا شقيقاً لتاتيانا، وقامت ريموندا بتسميته بلاكسو، اما سيليفا ولوكاس فبعد عودتهما سوياً وبعد ان اقام لها حفل زفاف اسطوري وتأكدت انه تغير معها للافضل، واصبحت علاقتهما كأي رجل وزوجته، انجبت طفلاً اخر واسماه لوكاس بــكيتو..
وعاش ابطالنا في سعادة بعد عناء طويل بين الاسرتين وصبر دام لسنوات على امل التغيير من كلا الطرفين، لقد حصلوا على السعاده التي تمنوها يوماً، لقد وجدوها بالمودة والالفة، بالحب واللطف، المعامله الحسنة وحسن المعشر وليس بالقسوة والغلظة وفرض السيطرة وألقاء الاوامر، نالوا قسطاً من السعادة بعيداً عن التملك والهوس الذي تشبعت به قلوبهم، نالوا ما كانوا يستحقونه من البداية ولكنهم عاندوا قدرهم لهذا تأخرت سعادتهم، وقد وجد كل منهما نصفه الاخر الذي يشبهه، يعانقه ويملئ قلبه بالحب والسكينه، يشعره بالطمأنينه، يغمر قلب شريكه بالسعادة والدفء كونه مميز بطبيعته في نظره وكأن الرب لم يخلق مثله ♥️ ...
تمت بحمد الله
****
تعليقات
إرسال تعليق