in the fist of Lucifer (+18)
الفصل الثامن...
لا تعرف لما تشعر بشئ يتحرك على ذراعها، احدهما يتلمسها وهي نائمة، لا تعلم ولكن تشعر بشئ يتحسسها بشكل مبالغ به ولكنها غير قادرة على فتح عيناها والثورة على من يحاول التحرش بها، حاولت ان تستلهم القوة لتنهض واستدارت بجسدها للجهة المقابلة للفاعل ولكن والعجيب لم تجد احد...
فتحت عيناها على مصرعيها تطالع الفراغ بعيونها الزرقاء الزائغة وتحاول ان تتأكد ان النوافذ مغلقه ونهضت متجهة نحو الشرفة وكادت تغلقها ولكن وجدت سنتايغو جالس بالداخل مغمض العينان، يبدو مرتاحاً او ربما نائماً، تركته واتجهت نحو الفراش مرة اخرى ولم تصدق للان انها كانت تتوهم او تتخيل اشياء ليس لها وجود..
عادت للنوم مرة اخرى، ليفتح الاخر عينه ونهض من مكانه متجهاً نحوها وطالعها بصمت، بخاصة مؤخرتها التي كان يتلمسها منذ دقائق، واللعنة تلك المؤخرة تهلكه، وان علمت ان ما حدث كان حقيقة وليس مجرد خيال ستفتك به ولها كل الحق بعد ما فعله بها على مائده الافطار، يعلم انه مخطئ في تعنيفه لها امام عائلته ولكنها هي من دفعته لهذا وقادته لان يضربها امامهم بسبب اسلوبها معه، انه يكره الاوامر، ويكره تنفيذها ...
توجه نحو الفراش واراح جسده عليه ونظر للسقف بشرود شارد الذهن بها تلك القناصة صعبة المراس، شعر بها تلتفت جانبه موليه اياه ظهرها ليلعن بداخله لرؤيته مؤخرتها بارزة بوضوح وسروال الدانتيل خاصتها قد اتضح امام مقلتاه مما جعله يهتاج ليمزقه ويخترقها بأي طريقه، ولكنه طرد تلك الافكار عن رأسه وقرر ان يغلق عينه وينام، وشعر بها تتألم اثناء نومها، انه جانب رأسها الذي كاد يهشمه مع الطاوله بقبضته، آنت بألم رغماً عنها اثناء نومها، ودفنت وجهها بالوسادة حتى تكتم انينها حتى لا يصل لمسامعه ولكنه سمعها..
نهض من جانبها واتجه نحو البار الخاص به والذي كان بزاويه خاصه داخل غرفتهما وسحب زجاجه من التكيلا المركزة واتجه نحوها، جلس بجانبها واعدل وضعيه جسدها ليعرف ماذا حل بوجهها ورأى جرح صغير على جانب جبهتها ففتح زجاج التكيلا وسكب القليل منها على قطنة طبيه ثم وضعها على جرحها، تعالى آنينها اكثر وبدات في البكاء من شده الألم الذي تشعر به، سحب القطنة عن رأسها واحضر لها كريم للجروح واخذ القليل منه على اصبعه و وضعه على جرحها وبدأ آنينها يقل تدريجياً حتى نامت...
نظر لملامحها الناعمة الملائكيه، لا يعرف كيف تصبح متعجرفة تلقي الاوامر في حضوره وهي بهذه البراءة، لا يدري ولكنه رغب ان ينام من شده تعبه، ثلاث ايام لم يرف له جفن بسببها، يقضي يومه بأكمله بالمكتب ولم يراها سوى بوقت النوم، فقط اختلس بعض اللمسات منها وهي نائمة بعمق، اي شئ من هذا الجسد يصبره على محنته اللعينة، لا يعرف لما توقف عن مضاجعه النساء ومعاشرتهن لقد كان كالملك وهو يفعل هذا كل يوم بغرفته الخاصة، يلهو مع تلك ويعذب تلك..
لتأتي تلك النائمة مبدده جميع آماله اللعينة فوق رأسه جاعله اياه لا يرغب سوى بها، هي فقط رغم النساء اللواتي يلقين بأنفسهن عليه من اجل نظرة واحده منه ليهرولن اليه على ركبتيهن منتظرين اشارته لهن، لم يفخر بنفسه هو يتحدث جدياً، تلك الفتاة اصبحت خطر عليه حقاً...
ألقى بجسده على الفراش بجانبها ليرتاح قليلاً عناء تلك الايام التي لم يرف له فيها جفن، وسرعان ما حل عليه سلطان النوم اخذاً اياه الي عالم اخر، عالم لا يوجد به سواه هو وبيضائه الثلجيه...
صباح يوم جديد..
استيقظ هو قبل ان تفيق فقرر ان يسرق منها بعض اللمسات كالامس و وضع يده بداخل منامتها القصيرة نسبياً وخلع عنها سروالها الداخلي واخذ يستنشقه ويقربه من انفه بهوس وطريقه مريضة، ثم قام بتقبيله واحتفظ به بجيب بنطاله واقترب من عنقها الناعم ودفن وجهه بها يستنشق عبيرها بهوس اكبر واخذ يلثم عنقها بلطف لم يعهده على نفسه قط، ولكن لا يمكنه ان يكسر تلك الماسة الثمينة، لا يمكن ان يؤذيها، انه مدمن ويحتاج جرعته، مخدراته التي تحرمه منها...
رفع منامتها الي خصرها لتظهر مؤخرتها بوضوح له وكذلك مهبلها النظيف، انه يعشق المرأة النظيفة، يعشق المراة التي تهتم بجسدها وتعتني به يراها شخصيه منظمة ومرتبه ونظيفه للغاية مثله، دفع بقبضته اسفل منامتها حتى وصل لصدرها واخرج نهدها من حمالتها وما ان كاد يلمسه ويفركه بقبضته نهضت هي ونظرت له بغضب واستندت على قبضتاها وهي تعتدل بجلستها، ما الذي يفعله، لقد اهانها، وضربها امام عائلته، آتى للتحرش بها نظر لها برغبه فاقت الحد الطبيعي لا يعلم لما استيقظت لقد كاد ينتهي، كان فقط سيتخيل انه يضاجعها وهو يفرك نهدها ويستنشق عبيرها ويشعر بقضيبه داخل مهبلها الدافئ يحتوي عضوه ويمده بدفئة، كان سيتخيل بعض الحميمية معها فقط..
نظرت لنفسها لتجد انه خلع عنها سروالها، فطالعته بضيق وسترت اسفلها بالمنامة وطالعته بضيق ومدت قبضتها له وهي تردف بنبرة آمرة
_ اعطني سروالي...
نظر لها الاخر بصمت وطالع اناملها الزجاجيه المنبسطة امامه وبلا تردد ألتهم اصابعها بين شفتيه يمتصهم بجوع الواحد تلو الاخر، حاولت ان تبتعد عنه دفعته عنها ولكن اللعين كالصخر لم يتحرك، ابعدته عن اصابعها بأعجوبه لتجده عانق خصرها النحيل بقبضته ودفن وجهه بعنقها يستنشقها ويلعقها، شعرت برغبه في التقيؤ مما يفعله، ما تلك الرومانسيه القذرة التي يقوم بها معها ان اعتبرت انها رومانسيه من الاساس، انها تتقزز مما يفعله...
حاولت ان تدفعه اكثر من مرة ولكن اللعين همس بأذنها بنبرة راغبة ..
_ دعينا نتضاجع، هي لونتي دعينا نصبح جسداً واحداً ...
صفعة هبطت على وجهه منها جعلته يفق، نعم تنبه لما فعلته وابتعد عنها وارتخت قبضته عن خصرها وطالعها بصمت ليسمعها تردف..
_ لن اسمح لك ان تتعامل معي كالعاهرات سنتايغو انا لست عاهرتك...
فقط هو طالعها بصمت ونهض من جانبها تاركاً اياها تطالعه بحزن صامت واخذت العبرات طريقها على وجنتيها واحمرت جفونها وزاد توترها من ان يقوم بصفعها مثلاً او يضربها، او ما شبه ولكنه تجاهلها كلياً وكأنها غير مرئية واتجه نحو المرحاض ليفرغ شهوته بنفسه ويتحمم قبل التوجه لمقر شركته، ستار المافيا المخبأ خلفه جميع قذارة هذه العائلة..
_________________________________________________________
اجتمع الجميع على طاولة الافطار ونظرت كلوي التي كانت تجلس بجانب لونا علي رقبتها ورأت علامة ملكيه تبدو جديده لم تأخذ هيئة ارجوانيه فتعمدت ان تضرب بقدمها قدم لونا وابتسمت لها فنظرت لها لونا بعدم فهم واكملت تناول طعامها، بينما سنتايغو كان يرتشف من قهوته الصباحيه المرُة كمرارة ايامه التي عاشها، وتابع الاخبار بالجريدة كرجل مسن بالستين من عمره...
_ اريد من شحنات الاسلحه ان توزع بالتساوي بين الرجال وابعث لي بالتفاصيل، واخبر فينيس ان يحضر على وجه السرعه فلديه شحنات تحتاج للتسليم وان انكشف الامر ستذهب الشحنات هدراً، وارسل لي بأحداثيات التسليم واطلعني على التفاصيل فور الانتهاء كلاوس..
قالها سنتايغو كاسراً صمت تلك الطاولة الهادئة الهادئة خوفاً من هيبته وحضوره الطاغي وخوفاً مما فعله بلونا بالامس..
_ لا تنسَ ان تحضر ما اتفقنا عليه كلاوس، ايضاً لا تترك شحنات المخدرات بالمخازن فالطقس سئ يمكن ان تفسد، قم بتوزيعها على التجار وضاعف السعر كونها اتت مبكراً عن موعدها...
اكمل سنتايغو حديثه بنبرة بارده ورأى لونا تغمض عيناها بألم فنظر لها ببرود وتجاهلها كلياً ليجدها نهضت متجهة للمرحاض وسلطت الانظار جميعاً على الزعيم فنظر نحوهم بصمت ولم يسمعوا سوي صوت صرصور الحقل حتى كسر الصمت مردفاً بنبرة امتلئت بالضيق من نظراتهم التي تخترقه كــمتهم في نظرهم ...
_ بالتأكيد ليست حامل لقد تزوجنا قبل امس لا تنظروا للعنتي واكملوا فطوركم..
ونهض كلاوس لينفذ اوامر زعيمه وألقى لصغيرته قبلة بالهواء فبادلته بأخرى مشاكسه اياه بصحبة ابتسامته التي تفعل به العجائب واضطر ان يتركها ليذهب الي عمله، ونهض هو الاخر من على الطاولة ونهض الجميع خلفه فتلك هي القواعد يترك الطاولة فيتحرك الجميع خلفه وان لم يكمل احدهما طعامه..
توجه نحو سيارته المطفة امام باب القصر في انتظاره، دلف بداخلها ليغلق سائقه باب السيارة وتوجه ليقودها حيث مقر شركات عائلة سنتايغو، اما لونا فلقد شعرت بألم يفتك برأسها واتجهت لترى ذلك الجرح يؤلمها وهو من سبب لها هذا الالم عندما ضغطت عليه باصبعها فتاوهت بضعف وتحركت نحو الخارج لترى كاليدا وكلوي يقفان عند باب المرحاص ودمت كاليدا لها قبضتها ظناً منها انها كانت تجري اختبار حمل فنظرت لهما لونا ببلاهة ماذا ينتظران هاتان الغبياتان..؟!
_ اين اختبار الحمل..!!
سألتها كالليدا بنبرة مستفهمة رافعه حاجبها بأنتظار وهي تتابع نظراتها الغير مفهومة بالنسبه لها..
_ اي اختبار انا لم اقوم بأختبار حمل..؟!
سألت كلتاهما فنظرا نحوها بشك وسألتها كلوي بنبرة محققة امتلئت بالشك وشعرت بكونها تكذب على كلتاهما وتخفي حقيقة علاقتها بزعيمهم التي كانت قبل الزفاف بفترة فالبتأكيد هي حامل منه...
_ اذن لما ركضتِ نحو المرحاض..؟!
_ انه ألم رأسي بسبب ما فعله هذا الداعر..
قالتها لونا بنبرة مبررة وبدت صادقة ولكن كاليدا اشارت باصبعها على علامة عنقها مردفه بتسائل واضح بنبرة خبيثة وابتسامة لعوب..
_ وماذا تسمين تلك العلامة...؟!
_ انها... انها بعوضة... نعم بعوضة وقتلتها وانتهى الامر..
ردت لونا بتوتر وهي تتحسس عنقها بخوف من حديثهما مما يعنوه به..
_ حقاً !! بعوضة شقية..
قالتها كاليدا بنبرة ماكرة وهي تنظر لها بنظرات ذات مغزى غير مصدقة اياها...
_ هاااي توقفا عن هذا..
قالتها لونا بنبرة خجلة من كلتاهما لتنفجر كلوي وكاليدا ضحكاً عليها، بينما هي احمرت وجنتيها وتوجهت نحو غرفتها هرباً من كلتاهما ومن نظراتهما التي تخجلها...
اتجهت كاليدا نحو الحديقه لتستنشق الهواء العليل ورأت شقيقتها جالسه على الارجوحه مغمضة عيناها، ابتسمت وتوجهت نحوها وجلست بجانبها لتتحدث معها فلقد انشغلت عنها بالاوانه الاخيرة..
_ تذكرتِ ان لكِ شقيقة..
لامتها مونيكا وهي تنظر لها بنظرات معاتبة وقد شعرت بأقترابها من مكان وجودها فجلست بجانبها مردفة بنبرة محذرة ...
_ لقد حدث امراً اريدكِ اعتباره سراً والا تفصحي به لاحد حتى ابي مونيكا...
نظرت لها مونيكا بآهتمام لتستمع ما ستقوله شقيقتها واثارها الفضول نحو ما ستقوله حتى سمعت من شقيقتها الصاعقة التي لم تسمع بها سابقاً..
_ اللعنة عليكِ كاليدا كيف تتركيه يفعل هذا بكِ، لا اصدق باتريك يفعل هذا، اللعنة عليه، اللعنه عليه حقاً..
قالتها مونيكا بصدمة شديده وهي ترى عبرات شقيقتها تتساقط ببطء من بنيتيها اخذة طريقها على وجنتها...
_ لا اعرف مونيكا... صدقيني لقد قاومته ولكنه لم يتركني الا ترين ضخامته من ضآلتي، اكاد لا اذُكر بالنسبة لحجم جسده وضخامة بنيته وطول قامته اللعينة، صدقيني لقد حاولت الدفاع عن نفسي ولكنني فشلت، انه مصر على ما يريد...
قالتها كاليدا بنبرة باكيه، وانطلقت الكلمات من بين شفتيها بدون ترتيب، وغطت وجهها بكفيها لا تصدق ما حدث لها من قبضة من ظنته صديقها وعمها ومن سيخاف عليها...
_ لقد اوشك على اغتصابك كاليدا، اللعين اوشك على اخذكِ اسفله، لقد رأيته وهو يقبلكِ عنوة ولكن لم يخطر ببالي انه هو وظننته شاب من الحفل حاول ان يتحدث معكِ ورفضتيه حتى رأيتك تبكين، لا افهم كيف يفعل بكِ هذا، كيف هذا القذر تُسّول له نفسه الدنيئة على فعل خطيئة كتلك، انتِ محرمة عليه لانه عمكِ، كيف لا اصدق ان هذا القذر يراكِ عاهرة من عاهراته وستسعدين ان سلمتِ له جسدكِ..
نطقت بها مونيكا وهي تجز على اسنانها بغضب غير مصدقة ما قالته لها شقيقتها بشأن باتريك وراجعت ذكرى هذا اليوم الذي رأته يتحرش بها بقرب الشرفة في الظلام اسفل ضوء القمر..
اقتربت من شقيقتها تحتضنها لتواسيها وظلت تربت على ظهرها والاخرى دفنت وجهها في كتفها تبكي بحرقة من فكرة كونها عاهرته ليس الا كما ذكرت مونيكا، هذا ما ألم قلبها وعقلها، وصراع عقلها وقلبها من الاقتراب من باتريك والابتعاد عنه كان كلاهما يؤلمانها ويزعجها مجرد التفكير به...
_ ماذا بها مونيكا؟! كاليدا آنت بخير؟!
سألها باتريك الذي لم تعرف متى آتى ولما، هل آتى من العدم يا ترى لقد كانت الحديقه فارغة منذ دقائق...
اقترب منها ليتلمس ظهرها بحنو كعادته بأعتباره صديقها، فأمسكت مونيكا قبضته قبل ان تلمس ظهر شقيقتها مردفة من بين اسنانها التي تجز عليها من شده غضبها منه..
_ اياك ان تلمسها بقبضتك القذرة تلك...
وفهم باتريك انها اخبرت شقيقتها بما حدث بينهما وهذا جعله في اوج حالات غضبه من كاليدا وسحبها بعنف من احضان شقيقتها وامسكها من رسغها ليتجه بها نحو غرفته الخاصة بالطابق الارضي اسفل مقاومتها ومحاولتها في تحرير قبضتها منه ولكن اللعين كان يشدد من احكام قبضته حول رسغها حتى شعرت بأحتباس الدماء بها ونفرت دمائها وابيضت قبضتها من قله الدماء وسمعت صوت طقطقه عظامها اسفل قبضته، تألمت رغم انها تبكي بالفعل وزاد بكائها لعله يتركها لقد اصبح غريب وتصرفاته غير مفهومه منذ ليلة زفاف عمها ولونا...
اغلق الباب بساقه بأهمال ودفعها نحو الحائط وحاصرها بجسده وضيق عليها الخناق اكثر وقد عانق خصرها بقبضته حاولت تحرير جسدها، تخبره ان ما يفعله يزعجها، يؤلمها، تخبره ان ما يفعله محرم وخاطئ ولكنه لم يهتم، لم يهتم بأي شئ سوى بها هي، لعنته وكارثته التي جعلت تفكيره بها منحرف واباحي بشكل دائم رغماً عنه، هي من دفعته لفوهة تلك الحفرة وعليها تحمل نتائج هذا...
_ ما الذي تـ...؟!
قاطع سؤالها الذي لم يستمع اليه من الاساس بشفتيه التي اقتحمت خاصتها، زاد ألمها الضعف وشعرت برغبه في الموت حرفياً، انه لا يفعل شئ سوى ايلامها وجعلها تبدو كعاهرة يقضي معها بعض الوقت وبعدها سيتركها ليتسلى بغيرها..
انهارت رغماً عنها واحمرت عيناها من شده البكاء وخارت مقاومتها واستسلمت لقبلته الهمجيه التي لا تمت للبشر بصلة، كان يعتصر خصرها بقبضته وقبضته الاخرى تضغط على مؤخرتها مما جعلها تشهق بخوف وفزع رغماً عنها وارادت ان يبتعد عنها ولكن لا يوجد بداخلها ذرة قوة وحيده لمقاومته، وتركته يفعل ما يريد..
واكتفت بالبكاء والنحيب على حظها العثر، ابتعد عنها ولهث بعنف مردفاً بنبرة متهدجه مما فعله ومن شده رغبته بها، انها تنضج وتصبح انثويه بشكل خطير عليه وعلي وحشه القابع بالاسفل يحتاجها ويطالب بها...
_ ماذا تفعلين بي، كلما اركض بعيداً عنكِ اجد نفسي ألاحقكِ رغماً عني؟! انتِ كالمخدرات بالنسبة لي كاليدا..
_ لا اريد ان اكون عاهرة، ارجوك باتريك لا تعاملني هكذا..
قالتها كاليدا بنبرة باكيه ليكوب هو وجهها بين قبضتاه التي اشتدت بها عروقه بشكل مثير واظهرت وشمه الذي اخذ مساره الي باقي ذراعه المغطى ببدلته السوداء التي لم تزيده سوى رجولة و وسامة، هي لا تنكر وسامته الطاغية، الا انه لا يمكن، لا يمكن ان يكونا معاً..
شعرت به يلعق عبراتها المستقرة على وجنتيها وقبل شفتيها بسطحية قبل لطيفة رغماً عنها ارادت المزيد منها وظل يقبلها على هذا المنوال لفترة وبعدها سحبها لحضنه ليستقر رأسها على صدره الضخم...
_ انا لم اتغير كاليدا، فقط مشاعري مضطربة منذ فترة والعمل يضغط علي كلياً، لهذا ألجأ لكِ بطريقة خاطئة اعلم انني تجاوزت حدودي يوم عُرس اخي الا ان ما حدث كان تفريغاً لغضبي اللعين ولضغط العمل الذي لا ينتهي...
برر لها ما يحدث معه مخفياً نصف الحقيقة الباقيه عنها ونظر لها ليجدها اغمضت عيناها وتنفست بهدوء ويبدو انه راق لها هدوءه معها وتعامله بطبيعية..
_ من المفترض اننا اصدقاء باتريك لقد دمرت صداقتنا التي دامت لسنوات، لقد جئت لهذا العالم وانا اراك امامي صديقي المفضل واكثر شخص مقرب لي، احببتك رغماً عني ولكن من المستحيل ان ألجأ لاقامة علاقة معك بهدف مشاعري، لم اكن انانيه يوماً باتريك، لم اكن سوى تلك الطفلة التي دللتها لا اعلم ما الذي حدث معك لتتحول من ذلك الشاب الذي يخشى علي الهواء الي فتى احمق شهواني يريد مضاجعة صديقته ..
قالتها كاليدا بنبرة معاتبه اياه على ما فعله معها وليرى نتائج افعاله الي اي شئ اوصلته..
اغمض عينه من حديثها الذي اخجله فهي محقة، لم يكن عليه ان يكن اناني ويقوم بأخذ رأيها بشأن اقترابه منها وتطور علاقتهما ولكنه دعس عليها وعلى قلبها وكسر قوانيين المافيا ودمر كبريائها في سبيل ارضاء نفسه وغروره..
بكت بين احضانه وظل هو يحاول تهدئتها وربت بلطف على ظهرها واراح رأسها على كتفه وحملها بلطف من اسفل ركبتيها كالعروس وتوجه بها نحو فراشه ليتركها ترتاح لفترة وتهدء قليلاً وظل جالساً هو معها حتى استيقظت هي وحدها قبل ان يسدل الليل ستائره على السماء الصافية ...
________________________________________________________
انتهت من نقل الاسلحة مع الرجال، ورأت رونالد يخترقها بنظراته القاتلة كونه نبهها اكثر من مرة ان لا تقوم بأعمال الرجال او حتى تتواجد بينهم فهذا يزعجه ولكنها تتعمد ان تزعجه مستغلة كون شقيقها داعر امريكي يتولى المافيا الامريكية، يحصل على كل ما يريد بأمر منه، لن يستطيع الوقوف في وجهه لانه صديق ألبرت ..
تستغل سلطة شقيقها وقوته بأعتباره عضو ذو نفوذ وقوة بمجلس النواب والبرلمان الامريكي، لهذا تفعل ما يحلو لها، ظل صامتاً يطالعها بنظراته حتى وجدها تقترب منه بخطوات اشبه بالرجال في سيرهم، كانت عنيدة ذات رأس صلد صعبة المراس ورأته يزفر بضيق عندما جلست على سيارته لابد انها تعبت، او ربما آتت لتشاكسه...
ولكنه لم يهتم بها حتى شعر بها تتحرك على السيارة لتجلس بشكل صحيح، واحست بضيقه منها لهذا قررت ان تتحدث اليه، انها تتلذذ برؤيته ذليل امامها كما فعل بها متذكرة ما حدث معها منذ سنوات، سنوات شعرت وكأن ما مرت به كان بالامس...
Flash back..
خرجت من المرحاض بعد ليلة ماجنة بينها وبين رونالد تلف تلك المنشفة حول جسدها الانثوي وشعرها الطويل الذي يصل لبعد خصرها قد قامت بتجفيفه بمنشفة اخرى، وسمعت وصول رساله على هاتفها فاتجهت تمسك به وابتسمت ظناً انها من رونالد ولكن اختفت ابتسامتها عندما رات صورة لرونالد مع اخرى في وضع اقل ما يقال اباحي حميمي بشكل اهلك قلبها وارُسلت اليها رساله اخرى بعنوان المكان..
لا تعرف كيف ارتدت ثيابها كالصاروخ واتجهت نحو سيارتها وقادتها بأقصى سرعتها لتصل لهذا المكان الذي يخونها فيه هذا الداعر، و وصلت بالفعل لنفس العنوان المسجل بالرساله وكانت عبارة عن ڤيلا صغيرة على طريق نوعاً ما هادئ، تحيطه اسوار من الحديد وحديقه واسعة شملت جميع انواع والوان الازهار، دفعت باب البوابة بقبضتها ودلفت للداخل وقادتها ساقها لباب الفيلا الذي كان مفتوحاً، وشعرت بالغرابة والخوف، وشعرت انها مجرد مكيدة من احدهم، هناك من يتلاعب بها ليوقعها ويجعلها تأتي هنا وتنفصل عن رونالد...
واخرجت سلاحها وصوبته نحو الامام في حاله ان حاول احدهم اعتراض طريقها ستقتله وان كان رونالد نفسه، وشعرت بأحدهم يكمم فمها وشل حركة قبضتها ورغم مقاومتها الا انه استطاع اسقاط سلاحها منها وافقدها وعيها بجعلها تستنشق مخدر مركز...
ثم حملها هذا المجهول على كتفه وتوجه بها نحو احدى الغرف، لا تعلم ما الذي حدث بفترة فقدها للوعي ولكنها استيقظت لترى نفسها عارية تماماً وهناك رجل نائم بجانبها عارِ هو الاخر وهناك كاميرا لعينة تقوم بالتصوير ورأت ذلك اللعين الذي كان نائم بجانبها نهض ليعتليها ولكنها لا ارادياً امسكت بقبضتها اليسرى خلفيه رأسه والاخرى فكه وقامت بكسر رقبته قبل ان يمسها ونهضت بغضب تطالع تلك الكاميرة وسحبت قميص الداعر لترتديه ورأت كلوديا تقف عند باب الغرفة تصفق لها..
_ احسنتِ صنيعاً كلوي، لم اكن اعرف انكِ عاهرة جيده هكذا...
قالها كلوديا بأبتسامة ساخرة تزامناً مع انتهاء تصفيقها لها..
وسحبت هي الكاميرا لتريها شريط فيديو لاغتصابها من قبل ثلاث رجال احدهم اسمر البشر واخران ذو بشرة بيضاء كانت نائمة بأحضان احدهم ويضاجع مهبلها والاخر يضاجع موخرتها والاخر يمارس معها الجنس الفموي واضعاً عضوه بين شفتيها، بعد ان تم افاقتها من المخدر بشكل جزئي واعطائها حبتان من حبوب الهلوسة...
ومن يرى الفيديو لن يصدق انها مخدرة وتهلوس بل يظن انها عاهرة تريد المزيد وتعشق الرجال، نظرت لها كلوي والعبرات بعيناها، لقد انقذ الرب طفلها من ثلاث قاموا بمضاعجتها، تشعر ان طفلها بخير ولكنها تمزقت من فكرة اغتصابها بتلك الوحشية، اللعنة...
_ لما؟! ما الذي فعلته هااه؟!
سألتها كلوي وهي تستر جسدها بخوف من تلك الشيطانه التي تقف امامها وابتسمت لها بطريقة مريضة واردفت بنبرة ميتة باردة..
_ لقد اخبرتكِ لا احد يقف بطريقي ويبقى حياً كلوي...
دلف وقتها رونالد ليجدها واقفة وكان حاضراً لكل شئ، كل شئ رأه بعينه، رائها وهي بين قبضة ثلاث رجال يضاجعونها وهي تبتسم ببلاهة وكأنها بالنعيم، لم يعرف بالحقيقة، لم تخبره الشيطانه شقيقته بأنها كانت مخدرة واخذت حبوب للهلوسة..
وهبط بصفعة قاسية على وجنتها جعلت جسدها يرتطم بالارضيه وخرج قبل ان يقتلها، فقلبه اللعين لا يهتف سوى بأسمها، ودلف وقتها اطباء قد احضرتهم كلوديا، ولكن فجأة كلوديا قد خرجت وسمعت صوت امرأة مألوف لها تأمرهم بنزع الطفل من احشائها، صرخت كلوي وهي تتراجع نحو الخلف ولكن وجدت سيده اخرى تبدو طبيبه دلفت هي الاخرى معهم، وكانت تعرفها وتكرهها، كانت اللعينه تبتسم لكلوي بحقد وكأنها تخبرها لن ارحمكِ وساعدها الاطباء وخدرتها تلك الطبيبة اللعينه بحقنة وظلت الاخرى تردد بحزن واخذت العبرات طريقها على وجنتيها " طفلي، طفلي، رونالد سيأخذون طفلنا"
ولكن لا حياة لمن تناد حتى غابت عن الوعي واستيقظت لعدة سويعات لتجد نفسها جالسه على نفس الفراش تلك الجثة مازالت بجانبها، ونظرت لقطرات الدماء على الفراش وعلمت انهم انتزعوا طفلها من احشائها، نهضت بخطى متثاقلة تحاول ان توازن جسدها واتجهت للخارج ورأت المكان شبه ميت، لا يوجد سواها بالمكان، فهبطت الدرج واتجهت لخارج الفيلا حتى وصلت لسيارتها ودلفت داخلها وتوجهت عائدة للقصر، متوعده لكل من اشترك في هذه اللعبة القذرة بالجحيم واولهم من صدق تلك التمثيلية السخيفة وبدلاً من مواساتها ظلمها وقسى عليها وصفعها...
اغمضت عيناها تمنع عبراتها من الهبوط واوقفت السيارة على جانب الطريق واخذت تضرب بقبضتها المقود وتبكي وتصرخ بغضب لانها فقدت طفلها وحبيبها او من ظنت انه يحبها، صرخت كلوي بغضب ومازالت تضرب المقود بكل غضبها...
_ اللعنه عليكم ايها الوحوش..
هدءت بصعوبه بعد تنفيسها عن غضبها واخراج تلك الطاقه السلبية من داخلها وتحركت لوجهتها نحو قصر الزعيم ستبلغه بكل شئ، وما ان وصلت للقصر مرت بسيارتها وعبرت البوابة ودلفت لداخل القصر تبحث عن اللعينة التي قتلتها بدم بارد...
رأتها تجلس على الاريكة تأخذ دفعات قليلة من النبيذ بين شفتيها، وتنظر لكلوي بنظرات ماكرة فأتجهت نحوها واردفت بنبرة ارعبت الاخرى خوفاً..
_ سأندمكِ كلوديا واقسم بروح ابني الذي اخذتيه لاجعلنكِ تذُقين من نفس كأسي وسترين ولن اكون كلوي ان لم ارده لكِ، لنرى بماذا ستبررين لديفيد..
هددتها وابتعد عن نطاقها وتحركت بخطوات غير منتظمة نتيجه ما تعرضت له وتوجهت نحو غرفة الداعر وسحبت خاتمه الذي اهدائها اياه وسحبت سلساله من رقبتها بعنف لتفصله واتجهت نحو غرفته لتراه جالس بين حطام الغرفة، مظهره مبعثر، عيناه زائغة، متعرق، يبدو متعب، وقبضته تنزف، اذ كانت كلوي القديمة لركضت تفقدته ولكنها لم تفعل شئ سوى انها اشعلت فتيل الغضب من نحوه والكراهية من نحوها...
ألقت بكل دم بارد الخاتم والسلسال بوجهه المكوب بين قبضتاه رفع نظره لها ليجد دماء على ملابسها، نظر لها بصدمة، انها لم تنزف عندما كانا بالغرفة وصفعها ما الذي حدث اذن، وشعر بالخوف عليها، نعم شعر بالخوف لانه مازال يحبها ونهض يسير نحوها ليتفقدها ومع كل خطوة يخطوها كانت تزيد نيران غضبها منه لدرجه انها رفعت قبضتها لترد له الصفعه ولكنه بقى ساكناً يطالعها بصمت...
_ لقد قمتِ بخيانتي كلوي، لقد خنتيني، رأيتكِ كلوي..
_ كان مدبراً، كل شئ دبرته شقيقتك المصون لتفرقنا، وكانت فكرة زوجتك، وشقيقتك نفذت مقابل المال الذي دفعته لها زوجتك، وانا الضحيه رونالد، قامت بتخديري واعطائي حبوب للهلوسة، عرضت جسدي على رجال ليضاجعونني وانا بهذا الحالة واخيراً...
صمتت ملياً تلتقط انفاسها الغاضبه من بين حديثها الذي صدمه كلياً وجعله في حالة شلل تام...
_ انتزعت طفلنا من داخل رحمي، لقد قتلت طفلي، لن اسامحك على ما فعلته بي ما حييت ، لقد دمرتني هنيئاً لك ما فعلت سيد رونالد..
انهت حديثها وهي تطالعه بنظرات قاسيه لم يعتاد عليها منها، هذه ليست حبيبته كلوي، هذه امرأة لا يعرفها، هذه فتاة اكثر قوة وخشونة ورعباً...
اتجهت بخطواتها نحو غرفتها ولم يستطع ان يلحق بها، لقد قتلت شقيقته ابنه، اغمض عينه بألم واضطر ان يبتعد عنها، رغماً عنه، فلقد صدق شقيقته الوضيعة، وقسى على الضحية ترك الجاني ويلوم المجني عليه...
Back...
_ لقد قررت ان تسافر صحيح؟!
سألته كلوي بنبرة بارده مستفهمة لتسمعه يهمهم لها بالايجاب فأكملت بنبرة بارده تطالع ملامحه الصامتة...
_ اتمنى ان ترحل سريعاً فوجودك بالقصر اصبح يشعرني بالتقزز..
علق انظاره عليها ليجدها تطالعه بأشمئزاز مصطنع ولكنها ادعته ببراعة وابتعدت عنه وهبطت ارضاً عن سيارته واتجهت نحو الرجال لتتابع عملها معهم تاركة اياه في حالة من الندم الشديد لانه يحبها، ولو لم يصدق ما حدث، لم يكن احد شركاء هؤلاء العهرة في شئ كم يريد ان ينتقم من شقيقته التي اظهرتها كعاهرة امامه رغم ان ما حدث كان خارج ارادتها ورغماً عنها ...
_________________________________________________________
تململت بفراشها تنظر نحو النافذة المغلقة التي تسرب منها اشعة الشمس للداخل لتوقظها فنهضت تستند على كلا ذراعيها ونظرت نحو الساعة المعلقة على الحائط ورأتها قد شارفت على الثامنة صباحاً..
نهضت من فراشها واتجهت لتتحمم قبل ان تستعد ليومها الملئ بالمغامرات كالمعتاد، عليها اولاً ان تتجهز لتملاء حوض الاستحمام بالماء الدافئ والصابون وتلمست بأناملها المياة لترى مدي مناسبتها لبشرتها وتجردت من ثيابها ودلفت داخل حوض الاستحمام...
وجاء بتخيلها كلاوس عندما اغمضت عيناها وتذكرت بعض ذكرياتها الخاصة معه، ولكن بلحظة تبدل وجه كلاوس ليظهر مكانه ثاندر وكأنها عاشت معه هو وليس كلاوس، وفتحت عيناها بصدمه لم تتخيل ان يقتحم احلامها البسيطة ايضاً لقد ظنت انها تخلصت منه، ما الذي يذكرها به الان...
ونظرت بجانبها لتجده ماثل امامها، كادت تفرك عيناها من الصدمة غير مصدقه اقتحامه لغرفتها، لا تعلم ما به ولكن هيئتة مبعثرة، وقد رفع اكمام قميصه وسترة قميصه قد اخذت محلها عل كتفه العريض، وعيناه تبدو مرهقه، شعره غير مرتب، وقد نمت لحيته قليلاً بشكل عشوائي، وفتحت ازرار قميصة الاولى بشكل فوضوي، كان مظهره العام في حالة اضطراب وكأنه خرج من قتال لتوه...
اقترب منها واتضحت عليه اثار الثمالة فكان يترنح بخطواته تجاهها وجلس ارضاً بجانبها ورفع قبضته ببطء اخافها وازال غُرة شعرها التي سقطت على جبينها فأخفت ملامحها الجميلة بالنسبه له، واردف بنبرة اتضح بها الثمالة...
_ لم يكن عليكي ان تظهري الان.. على الاقـ ـل ليس الان، انتِ ملاك.. لا.. لا يمكن ان تعشين مع شيطان مثلي.. فحياتي سوداء ليزلي.. حياتي بشعة بطريقه مخيفة وستكـ ـرهينني...
نظرت له بنظرات هادئة، اقترب منها اكثر واستند برأسه على كتفها وغفى، اغمض عيناه وظل يتمتم بكلمات لم تفهمها، حتى شعرت به يردف بنبرة اصابت قلبها برجفة لعينة...
_ انا احبـ ـك ليزا..
رفعت قبضتها تربت على شعره الناعم لا تنكر دقات قلبها التي تقرع كالطبول خوفاً منه لا تعلم لما تشعر بأنه يعاني من شئ لا يريد الافصاح عنه، وابعد رأسه عن كتفها بصعبة لتجعله يستند على حافة الحوض ونهضت لتغسل جسدها من اثر الصابون واتجهت لترتدي رداء الاستحمام ثم اقتربت منه لتوقظه مره اخرى وساعدته على النهوض وتحركت معه نحو الحوض لتضع رأسه اسفل المياة لعله يفق من ثمالته وبالفعل بدا مفعول الخمر يذهب تدريجياً، وفتح عيناه بصعوبة يطالع وجهه بالمرآه وحاله الذي تبدل وكأنه اصبح كهل بالخمسين من عمره واتجه معها نحو الخارج وقد استرد وعيه جزئياً...
_ آنت بخير؟!
سألته بأهتمام حقيقي وهو يتجه نحو الخارج معها واعاد شعره للخلف من اثر المياة وكم بدى وسيماً وشعره مرتب للخلف، ابتسمت له ليهمهم لها هو بالايجاب وابتسم بدوره يبادلها ابتسامتها الجميله وتوجه نحو فراشها ليجلس عليه فأقتربت منه وجلست امامه...
_ اعتذر لكِ على اقتحامي لمنزلكِ واخافتكِ..
قالها ثاندر بنبرة معتذرة على ما قام به وشعر بالضيق من مجرد احساسة بأنه يخيفها..
_ لا يهم لم اخاف منك فقط تعجبت من مظهرك الفوضوي وظنتت انك تريد التحدث ولم تجد احد تحادثه ففكرت ان تثمل....
نفت بنبرة لطيفه ولم تعلق على امر اقتحامه لمنزلها، فالبتأكيد رجل مثله لن يصعب عليه امر تافه كهذا، بالتأكيد له طرقه الخاصة في الدخول لاي مكان ...
_ تعلمين، لقد اشتقت لرؤيتكِ، لهذا فضلت ان اقضي معكِ اليوم، اذ لم يكن لديكِ مانع بالتأكيد..
قالها ثاندر فأنتبهت لما قاله لانها كانت شاردة في عيناه المغطاة، يخفيها ويحجبها عن الجميع...
_ يمكنك..
اكتفت بكلمة واحده ونهضت لتسحب منامة لها لترتديها وتوجهت للمرحاض لترتدي ثيابها وتعود له، اما هو اكتفى بأبتسامة ارتسمت على شفتيه وهو يتابع اثرها حتى اختفت من امامه...
عادت بعد دقائق ليجدها قد ارتدت منامه زهرية، تيشرت بأكمام طويله وبنطال ملائم للمنامة، ابتسم على لطافتها وقرر ان يتجها سوياً للاسفل ليعدا الطعام سوياً، واقترحت ان تقوم بعمل بعض المخبوزات وبعض البيض وشرائح اللحم مع قليل من الفطائر المقرمشة..
كان يقف معها بالمطبخ شمر عن اكمامه ليساعدها ورأت طريقه تقطيعه للخضروات والفاكهة للاحتفاظ بها لحين الانتهاء من فطورهم، كان اقل ما يقال ماهر وظلت تتابعه بشرود حتى شعرت به يلوح بالسكين امام وجهها فانتبهت له وابتسمت على حركاته وكأنه مراهق بالرابعة عشر من عمره يلهو مع خليلته، واقتربت منه بتلقائية لتضع الخضروات التي تم تقطيعها في صحن خاص بها، واستغل الاخر الامر وحاوط خصرها بذراعه ونظر لها بعيناها فرفعت هي قبضتها لتسحب ذلك الغطاء عن عينه فامسك بكفها مانعاً اياها من لمسه، ولكنها اردفت..
_ فقط سأراه..
قالتها بلطف وهي تمسح بقبضتها الاخرى على فكه الرجولي...
_ ستكرهينني انني مشوه وسترينني بشع..
قالها ثاندر بنبرة مترددة من ان تكون المرأة الوحيده التي احبها تكرهه وتبتعد عنه بسبب مظهره وشكله خوفاً منه، خائف من فكرة ان يفقدها..
_ لن افعل..
قالتها بنبرة واثقه، تعلم جيداً ان الرجل الحقيقي ليس بشكله ابداً والاهم ان يكون حنوناً معها يحبها ويمنحها الحب ويبادلها مشاعرها اللطيفة، ان يكون شخص مسؤول تتمنى ان تحصل منه على طفل لتكون عائلة لها..
وازاحت الغطاء عن عينه لترى تشوه جلد عيناه نتيجه حريق والذي افقأ عيناه تماماً واصبح غير قادر على الرؤية بها مرة آخرى ونظرت هي له بحزن وشفقة فشعر بالاحراج من نظراتها واعاد الغطاء مرة أخرى ولكنها سحبته منه و وقفت على اطراف اصابعها لتقبل عيناه المفقأ بلونها الابيض الذي تكونت عليها...
_ اريد ان نصبح اصدقاء ثاندر، عدني الا تخلف بعهدك معي..
قالتها ليزلي بنبرة هادئة وشقت البسمة وجهها عندما رأت احراجه اندثر وتعامل بتلقائية دون تردد خوفاً عليها من مظهره المخيف..
_ ولكنني معجب بكِ..
قالها ثاندر بنبرة بدت حزينة لا يصدق انها ترفض ان يكونا معاً بعلاقة..
_ انه مجرد اعجاب، سيضمر عندما نعتاد على بعضنا صدقني...
قالتها ليزلي بأحراج كونها حقاً لا تريد الدخول معه بعلاقة، ففكرت باطفالها ماذا سيفعلون اذا رأوا والدهم مشوه ماذا سيحدث لهم، سيخافون وسيظلون يبكون كلما اقترب منهم وربما يكرهونه ويجعلونها تكرهه لانها اختارته كأب لهم..
زفر بضيق من حديثها لا يعرف فيما تفكر ولما قالت هذا، أتتجنبه، ام غير واثقة به، ام انها مازالت تحب عاهرها كلاوس وتفكر به، ام انها خافت منه ولا تريد ان يكونا بعلاقة سوياً حتى لا تجرحه، وتوصل في النهايه انه الاقتراح الاخير وقرر ان لا يعطي لقلبه فرصه معها سيرى غيرها، ان استطاع 💔..
كانت تراه وسيماً، وسيماً بدرجه بشعة، ولكن مظهر عيناه جعلها تعيد التفكير بأمر اعطاء فرصة لكلاهما ليكونا معاً بعلاقة حقيقية، لا تنكر انها تراه لطيفاً، يحتويها، يتفهمها، لا يضغط عليها، ابتسامته جذابه، شعره ناعم كما تحبه ان يكون، ولكن ماذا ان انجبت طفلاً وسألها طفلها عن تشوه والده، وما سببه؟! ولما مظهره مخيف هكذا؟! بماذا سترد عليه..؟! لا اجابه عندها بشأن هذا الامر..
_ حسناً على راحتكِ ليزلي اعدكِ...
قالها ثاندر بنبرة بدت عادية رغم تألمه ألف مرة وهو ينطق بتلك الكلمات التي تلهب قلبه وعقله بسببها..
_ وانا ايضاً اعدك، اصدقاء للابد..!
سألته ليزلي بنبرة هادئة مستفسرة وهي ترفع اصبع خنصرها ليشابك اصبعه المشابه لها مع خاصتها دليلاً على تمام الاتفاق لتنفيذ الوعد الذي قطعاه على انفسهما ..
وتوجهت معه لينهيا تحضير الطعام ويتناولا اياه، كان قلبه ينزف دماً وهو يراها تبتسم وكأنها سعيده لانها وضعت حدود لعلاقتهما، او الاصح انها حددت وجوده عندها حتى لا تجده يأتي بداعِ او بدون، سعيده بكونها لن تكون مع مشوه مثله في علاقة، سعيده لانها تخلصت من ثقله وألمه لتكن مجرد غريبة عنه وليسوا جسد واحد، هذا ما فكر به هو بشأن ابتسامتها التي اصابت قلبه بمقتل ...
اغمض عينه السليمة بقهر وفرت دمعة لعينه من عينه وترك السكين والطعام وخرج من المطبخ ولم تلاحظ هي اختفائه الا بخروجه من باب المنزل بأكمله وقتها فقط خرجت لتراه قد غادر بالفعل، غادر ويبدو انه لن يعود لها مجدداً، لا اصدقاء او غيره مجرد غريب عابر انقذها بالطريق قبل اصطدامها بالسيارة...
_________________________________________________________
بعد مرور اسبوعين...
لم يحدث شيئاً يذكر خلال الاسبوعين المنصرمين، فقط تجاهل كلوي لرونالد، وكاليدا لباتريك وبقائها بغرفتها تحاشياً للتعامل معه واصبحت تغلق غرفتها بالمفتاح وكذلك تتأكد من النوافذ، اما مونيكا وكلاوس فيعيشان قصه حبهم اللعينة فقط تلامسات بريئة، اما ليزلي وثاندر، فلقد انقطعت اخبار ثاندر عنها، لم يعد يزورها او يتحدث معها وكآنه اختفى كما جاء وكأنه يقصد تجاهلها ليعرف مدى اشتياقها له، اما لونا وألبرت فلقد قطع حديثه معها منذ اسبوعين ولم يعد يتحدث اليها عمداً، يتجاهلها ويقضي طوال الوقت اما في مقر الشركة او في غرفة مكتبه حتى انه يرسل الخدم لاحضار الملابس له ولم يذهب للغرفة حتى لا يراها...
في الحقيقة ان رائها سيرد لها الصفعه وسيضاجعها للموت، هو لم ينسَ اخطائها ولم ينسَ ما فعلته وطريقتها في ألقائها الاوامر ورفضها له، كل هذا سيحاسبها عليه ولكن صبراً فقط وسيحصل على كل ما يريد..
رفع رأسه من على سطح مكتبه يتفقد هاتفه الجوال لينظر لكم الرسائل التي وجدها على هاتفه، لم تكن سوى من المشفى، نعم انها المشفى التي كانت على تواصل به بشكل دائم وكانت الرسائل كالاتي..
" انها بصحه جيدة سيدي"
" لا تقلق انها بخير سيدي"
" انها لا تتحدث مع احد"
" لقد طلبت رؤيتك اكثر من مرة ولكن اخبرناها ان الزيارة ممنوعه "
" انها حزينة منذ ليلة امس "
" كل ليلة تنادي عليك بحزن حتى تنعس، لقد اصبحت اشفق عليها سيدي "
" سيدي حالتها مستقرة نوعاً ما"
كانت تلك هي نوعية الرسائل التي تصل له، نظر لهم بهدوء واغلق هاتفه وظل يفكر، لما المشفى لم تحادثه عنها منذ ثلاث ايام، ثلاث ايام لعينة لا يعلم عنها شيئاً، لم يشتاق لها على كل حال ولكن فقط يريد ان يعرف أهي بخير ام لا، لقد كانت مفضلته بيوماً من الايام قبل ان تقوم بخيانته مع شقيقه باتريك، لهذا هو وباتريك وكأنهما في منافسه او ساحه حرب، ليرى اي منهما سيفوز بتلك المعركه اللعينة...
ابتسم عندما اتى في ذهنه صغيرته البيضاء انها تتجنبه كما امرها من قبل، بينما هو تحاشى التعامل معها، تحاشى ان يقترب منها منذ تلك الليلة التي قامت فيها بصفعه على وجهه بحجه تحرشه بها، انها لعينة كما يقال...
لا تقلقي لونا سأحصل عليكِ شأتِ ام ابيتِ وانتِ من ستطلبين ان اضاجعكِ، وسنرى، قاله لنفسه بثقة ونهض ليتجه للغرفة، يكفيه اسبوعين ترك فراشه لينام على هذا المقعد او على الاريكه التي اصابت جسده بالعلة، واتجه نحو غرفته ليغير ثيابه قبل ان يتجه لمقر الشركات الخاصة بهم..
فتح باب الغرفة ليجدها جالسه على بطنها واضعه سماعات الرأس على آذنها ممسكة بهاتفها تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ولم تسمعه وهو يدلف ويبدو انها تستمع للموسيقى، ولم تهتم بمن يدلف او يخرج من الغرفة..
نظر لها ببرود واشاح ببصره عنها متجهاً نحو خزانه ملابسه لينتقي حُلة سوداء، قميص اسود وسترة سوداء مع بنطال اسود وابرز القميص عضلات صدره الضخمة ومنكبيه العريضين وهالته الرجوليه التي تحيطه جاعلة من ينظر للعنته يكاد يتبول من فرط الرعب الذي تدبه ملامحه في نفس من امامه، ناهيك عن وسامته الخطيرة بفكه الحاد وذقنه الحليقة نسبياً وشعره الذي رتبه نحو الخلف فبدا وسيماً بشكل خطير..
ارتدى ساعته الذهبية وظهر وشم قبضته الذي اخذ شكل فك جمجمة سوداء، واستدار ليراها تقف خلفه رافعة حاجبها وتطالعه بنظرات باردة، فقط الفضول يقتلها لتعلم اين كان طوال اسبوعين، لم يتفقدها ان كانت ميتة ام حية، تعلم انه يسأل رجاله وخدمه عنها ولكنه لم يسألها هي خصيصاً...
التجاهل، كان يتجاهلها لانه صفعته، كرامته وكبريائه يؤلمه كون انثى قامت بصفعه، هذا يجعلها تود ان تضحك بسخرية باعلى صوتها مخبرة اياه انها تكرهه وتكره الساعة التي رأته بها، طالعها هو بجمود وتجاوزها ليسحب زجاجه عطره ونثر القليل على رقبته وملابسه بعشوائية وابتعد عنها، وسار نحو الباب ليخرج..
_ الي متي ستتجاهلني يا ترى؟!
سألته لونا بنبرة ساخرة وهي تخلع سماعات الرأس عن اذنها وألقت بالهاتف على الفراش وشابكت ذراعيها اسفل مفاتنها ليظهر حجمهما بوضوح امامه...
تجاهلها ولم يرد عليها وكاد يفتح باب الغرفة ليسمعها تكمل حديثها محاولة استفزازه واثارة غضبه بنبرة مشمئزة متقززة ليتحدث..
_ كبريائك يؤلمك لانني صفعتك ام رفضتك، تعلم لقد كرهتك منذ الوهلة الاولى، امقت فكرة ان تقترب مني واتقزز من وجودك بجانبي، اتقزز من لمستك القذرة على جسدي..
نظر لها بصمت واقترب منها ليسمع ما عندها، يبدو ان اسبوعين جعلاها في حاله يرثى لها من الملل والضيق كونها وحيده لا تجد من تحادثه، فأسترسلت حديثها..
_ اريد ان ننفصل سنتايغو..
صمتت ملياً لترى تأثير ما قالته عليه لتجده يطالعها ببرود تام وكأنها لم تقل شيئاً فصرخت عليه بنبرة غاضبه..
_ أولم تسمعني، قلت اريد ان ننفصل..
وعادت تصرخ بنبرة اشد غضباً وقد ارتفع صوتها بشكل ملحوظ..
_ هل انت اصم، قلت اريد ان ننفصل...
تحركت في الغرفة عشوائيه وبدات تضرب بقبضتها كل شئ تقع عيناها عليه من شده غضبها منه، اللعين تذكر ان لديه زوجه قابعه بالغرفة، لا تصدق انه اشفق عليها لياتي للغرفة بساقيه، لا تعرف ماذا عليها ان تفعل لتفرغ كم غضبها فكلما كسرت شيئاً وصرخت عليه مع بروده وصمته ومتابعته لها لم يزد الوضع الا سوءاً لقد دمرت البار الخاص به، ألقت بجميع الزجاجات ارضاً لتنكسر وتغرق الارضيه بالمشروبات الكحلية والزجاج المتناثر بكل مكان، لقد ألقت بزجاجه برفانه وكل شئ كانت على التسريحه نظرت له بغضب جام..
وحاولت ان تسيطر على نفسها وانفاسها المتهدجة، وزفرت تقلل من غضبها ثم اردفت بنبرة جامدة..
_ تعلم شيئاً، لنستمر بتلك اللعبة ألبرت، لنرى نهايتك، ولن تتملكني ألبرت، لا تحاول وان حصلت على جسدي حتى، روحي وقلبي لن يكونا ملكاً لك..
ابتعدت عنه ودلفت للمرحاض صافعة الباب خلفها، بينما هو استمع لرنين هاتفه ليمسك به وكانت ممرضة من المشفى فأجابها بنبرة هادئة..
_ نعم معكِ سنتايغو...
تحولت نبرته من هادئة لاخرى قلقة لما سمعه منها وسألها بأستفسار غاضب ...
_ كيف يحدث هذا عليكِ اللعنة؟! ، سأقتلكم جميعاً ان حدث لها شئ، انا قادم..
اغلق الخط بوجهها واتجه للخارج بخطوات سريعاً يلتهم الدرج بساقيه القويتان واتجه لسيارته ليقودها حيث المشفى، لا يريد رؤيتها ولكن لن يسمح لها بالموت، لا يكرهها ولا يحبها، ولكنه لا يريد ان يراها تعاني وتتأذى...
تحرك بالسيارة حتى وصل امام المشفى بعد وقت ليس بكثير، وترجل عن السيارة متجهاً نحو الطابق الخاص بها، لقد قرر ان يجهز لها طابق خاص بها مجهز بأحدث الاساليب الطبية، دلف للممر حتى وصل لغرفتها، بابها اللعين فقط ما يحجبها عنه، صوت صرخاتها جعله في اوج حالات غضبه، انها تتألم، انها منذ سنوات تتألم على نفس الحال، ولكنها كانت تتقبل العلاج والان نفذت طاقتها ويأست واصبح العلاج بلا فائدة...
فتح الباب ودلف للداخل ليجدها ممسكة برأسها تأن وت بكي وليس على لسانها سوى اسمه هو، انها تناديه، امر الممرضات بلهجة خشنة...
_ ارجوا جميعاً، لا اريد رؤية احد منكم هنا الان...
وامتثلوا لاوامره فهو صاحب المشفى الذين يعملون بها وعقلهم لن يصور لهم ما يمكنه ان يفعله بهم ان عصوا آوامره، لهذا لم يبقى في الغرفة سوى تلك الراقدة على الفراش تصارع الموت، وهو فقط يطالعها بصمت، اقترب منها وامسك قبضتها الصغيرة، كانت جميلة، ملامح ملائكيه فقدت نضارتها نتيجه العلاج الكيميائي، فهي مصابه بسرطان الدم منذ ست سنوات، ست سنوات كانت تتلقى العلاج وكانت تتحسن حالتها، لا يعلم ما الذي جعل حالتها تسوء لهذه الدرجه..
استندت بصعوبة على قبضتها لتعتدل بجلستها وابتسمت له ما ان رأته، نظر لرأسها الذي اصبح خالٍ من الشعر واقتربت منه بأبتسامتها العذبة لترتمي بحضنه، ورغم خيانتها له سابقاً، ورغم انه يكره الخيانه والخائنين، الا انه لم يستطع قتلها، لانها ببساطه كانت" جيرمي" ، حبيبة فؤاده وروحه وعقله وكيانه منذ كان طفلاً وحتى اصبح رجلاً، ولكنها خانته، وقتها فقط انفصل عنها وقلبه وروحه يشعر بمغادرتهما لجسده فقط من اجلها...
بادلها الاحتضان وقبل رأسها بلطف ورائها تصارع وتأن من ألم رأسها فحاول ان يهدئها بطريقته حتى هدئت قليلاً، وسمعها تردف بصوتها الناعم الذي لم يعشق سواه..
_ ظننتك تركتني، ظننتك لن تأتي...
_ كان يجب ان آتي لاراكِ..
رد عليها الاخر بنبرة هادئة ومازال محاصراً اياها بين احضانه..
قبل اناملها بلطف شديد ونظر لملامح وجهها انها جميلة بشكل يهلك قلبه، رموش كثيفة مع عينان بنيه ولكنها خطفت قلبه منذ الوهلة الاولى، اقتربت منه حتى دفنت رأسها بصدره وطلبت منه بنبرة متألمه..
_ ارجوك ابقى معى اليوم، لقد اشتقت لك كثيراً وانت لم تأتي لزيارتي..
اومأ لها وقبل رأسها محتضناً اياها لصدره وربت على ظهرها حتى سكنت وسكنت آلالام كلاهما ولاول مرة يشعر بالراحه من زمن طويل، ظلت بحضنه طوال الليل كانت تفيق لتنظر له وتبتسم وتعود للنوم مرة اخرى...
حتى صباح اليوم التالي...
نهض من جلسته السيئة ليجدها نائمة على الفراش، وجهها شاحب عن ليلة امس، وعيناها مفتوحتان بشكل زلزل كيانه من مظهرها الذي اشعره لاول مرة بالخوف عليها، شفتيها قد اكتساها اللون الازرق الداكن، واصبحت فجأة كالاموات بلا روح ، بل ماتت بالفعل، ماتت من كانت تلهمه الصب على البقاء في هذه الحياة انها لعينة، لعينة لانها وعدته انها ستتمسك بهذه الحياة من اجله، اخبرته انها لن تتركه، اخبرته انهما ان ماتا سيموتا سوياً ها هي تركته ورحلت وحدها، رحلت بطريقة لم يتوقعها، لم يتوقع ان تموت بنفس الليلة التي آتى فيها إليها، كان يشعر انها لن تصمد طويلاً ولكن لم يتوقع ان تكن ضعيفه ويأسة لهذا الحد..
لم يتوقع ان تسلم نفسها للموت بهذه الطريقة، اقترب منها رافضاً فكرة موتها، بل لم يأتي بذهنه انها تركته وحرك رأسها بلطف غير مصدقاً انه فقدها للابد وصرخ بأعلى صوته بـ "لا، اتركها، ارجوك اتركها، ليس لها ذنب، انه اخي اللعين انه اخي من حاول اخذها مني، هي ليست خائنة، انا اعشقها ارجوك لا تأخذها مني...."
ظل يصرخ ويبكي كالاطفال جانبها وهو يراها بلا حراك، لا تتنفس لا تصدر اي فعل وظن انها احدى مقالبها السخيفه التي كانت تفتعلها وهي طفله ولكن للاسف كان الامر حقيقي نظر لقبضتها التي وجدها مغلقة وكأنها رافضة ان تكشف عن ما بها، وما ان فتحها وجد سلسالها الخاص الذي اهداها اياه في عامها الثامن عشر و ورقه، فتحها ليقرائها بصدمه واحتوت الرسالة على الآتى..
" حبيبي ألبرت عندما تقرأ هذه الرسالة سأكون قد غادرت هذا العالم المؤلم لقد تألمت كثيراً سواء بالحياة، او من المرض، ارجوك لا تظن انني قمت بخيانتك، لقد اغتصبني شقيقك القذر، واريد ان اخبرك امراً هام، لديك ابن سنتايغو، لديك طفل مني انا وانت، واقسم انه ابنك، ارجوك عندما تجده لا تؤذيه، لقد اسميته " تومي" كما رغبت، كنت اعلم انك تحب هذا الاسم لهذا اسميته لطفلنا، يمكنك اجراء فحص DAN له للتأكد انه طفلك، اسفه انني لم اخبرك ولكنني كنت خائفة ان ترفضه او تقتله، ولاني موتي مقدر كان يجب ان اخبرك لتهتم به وترعاه لانه مازال صغيراً، لقد اكمل عامه الخامس منذ شهر فقط، ارجوك لا تؤذيه سنتايغو ليس له احد سواك الان، انه يشبهك كثيراً، حتى بتصرفاتك..
احبك
جيرمي "
نظر لها مرة اخرى واحتضن جسدها لصدره لم يتوقع ان شقيقه الداعر يغتصب حبيبته مستغلاً برائتها وعفتها طهارتها ونقائها لحساب قذارته، سينتقم منه على ما فعله بحبيبته، دفن رأسه بعنقها يستنشق عبيرها لاخر مرة، رادفاً بنبرة متوعدة...
_ اعدكِ انني سأنتقم لكِ شر انتقام جيرمي، احبك ملاكِ، احبكِ يا انقى فتاة بالوجود، وسأهتم بأمر ابننا، سأبحث عنه وارعاه جيداً، سترتاحين يا حبيبتي...
****
تعليقات
إرسال تعليق