in the fist of Lucifer (+18)
الفصل الاول...
استيقظت من نومها على صوت والدتها تناديها لعلها تنهض من فراشها الحبيب الذي تظنها والدتها انها قد تزوجته، انها لا تفعل شيئاً مفيداً سوى النوم، كونها تذهب لعملها بأيام محدده في الاسبوع وهي من وضعت الايام التي تعمل بها بالتنسيق مع ادارة المكان...
_ حسناً قد استيقظت ما بالكم وكأنني بقرة حلوب تريدون اخذ لبنها الطازج منها..
قالتها صاحبة تلك الزورقتان المشابهتان للحجر الكريم في جماله وعيناها تتحرك بعشوائية رغماً عنها كونها مصابه متلازمة الالبينو اللطيفه التي تميزها عن افراد العائلة بجمالها المميز...
وصوتها الناعس بصحبه قبضتاها الصغيريتين التي تمسح بهما وجهها برقة جعلت شقيقتها تطالعها بأستهجان كونها كسوله فاشلة، لا تفعل شئ هام في حياتها البائسة سوى النوم والعمل الذي لا تعرف متى تذهب اليه من الاساس...
_ كفاكِ تدليلاً وانهضِ..
قالتها شقيقتها بنبرة بارده قبل ان تتحرك للخارج تاركه اياها وحدها لتبعد الاخرى الغطاء عن جسدها ونهضت من فراشها واتجهت نحو المرحاض لتتحمم قبل ان تتوجه لصالة ألعابها الرياضية، فهي ذات جسد انثوي رياضي ومثالي، خلعت ثيابها ليظهر جسدها الصغير، بأنحنائته البارزة بشكل لطيف، ونوعاً ما مهلك، مؤخرة ممتلئة نتيجه التدريبات ونهدين متوسطتين وممتلئين بشكل جيد مناسب للالتهام ...
رفعت شعرها للاعلى في هيئة كعكة وحركت يدها اسفل المياه قبل ان تدلف اسفلها وكانت بشرتها نوعاً ما تكره الحرارة والشمس لهذا دائماً بجميع فصول العام تتحمم بمياة فاترة او بارده، كون بشرتها لا تتحمل السخونة ...
انتهت من استحمامها وخرجت تجفف جسدها جيداً ثم تحركت تبحث عن نظارتها الطبيه لترتديها وبعدها تحركت لترتدي تيشرت ابيض اللون بصحبه بنطال اسود مطاطي ملتصق بأتقان على كلا ساقيها وتحركت نحو الاسفل ورأت صديقتها جالسه في انتظارها تطالع شقيقتها بكراهيه، نعم جميع اصدقائها لا يطيقون شقيقتها لانها لا تحبها ودائماً تتعامل معها بأستحقار وكأنها نكرة لا تساوي شيئاً وكأن حياتها تلك بلا قيمة...
لم تهتم هي على كل حال واتجهت نحو صديقتها لتصافحها بحرارة واحتضنتها لصدرها لتغيظ شقيقتها كونها قد كونت صداقات ام هي فلم يطيقها زملائها بالعمل حتى الي الان كونها حقوده وتفتعل المشاكل وطباعها حاده وصعبه المراس..
ولكن شقيقتها لم تهتم على كل حال وطالعتها بأشمئزاز، حتى غادر كلتاهما من امامها، ابتسمت صديقه الاخرى وهي تردف بنبرة محفزة اياها وابتسامة مشرقه لتدعم صديقتها ...
_ انها تشتعل لونا، لا تتركيها تضايقكِ تلك الحرباء..
_ اكره تصرفاتها كثيراً انها دائماً تظن نفسها اهم كائن بالحياة، لا اعلم ما بها حقاً، أهذا مرض ام ماذا..؟!
قالتها لونا بنبرة هادئة والالاف التساؤلات تدور داخل عقلها بسبب شقيقتها الحرباء التي لا تهدء ابداً عن تصرفاتها الحمقاء معها...
_ شقيقتكِ نرجسية لونا، النرجسي لا يحب احد، لا يتمنى الخير لاحد، لا يتعاطف مع احد، مريض لا يمكن ان تعاتبيه على كل حال ...
قالتها صديقتها بنبرة هادئة صادمه الاخرى بحديثها عن شقيقتها فهي تعلم ان شقيقتها تكرهها ولكن لم تتوصل لهذا الامر من قبل ربما لانها لم تفكر بالامر كما فكرت به صديقتها...
تحركا للصالة الرياضيه ورأت باقي فريقها يتدربن، يقومن ببعض الحركات الاستعراضيه من اجل المتابعين على احد مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت هي احد اعضاء الفرقة ناهيك عن عملها الاخر الاساسي ، ولكن هنا بهذا المكان يتنازل الجميع عن حقيقته، يصبح شئ سئ لم يرغب يوماً ما ان يكون عليه، نظرت لاحد اصدقائها، كانا شابين يتسامران سوياً وفهمت انهما بعلاقه سوياً، وكم هذا شئ مقرف ومقزز والحق يقال هي تريد ان تتقيئ من كثرة علاقات صديقها الغير متزن جنسياً بأي شكل من الاشكال...
ألتفتت لصديقتها ليبدا بالتدريب سوياً واشاحت بزورقتاها عنهما، فهي لا تتقبل معايير المجتمع الاسباني الذي يحلل تلك الافعال الماجنة هنا، وقررت ان تكظم بداخلها ما تعيشه وتراه وتصمت لان فضح امر كهذا سيخفيها اسفل سابع ارض، او سيخفيها عن الحياة بأكملها، وقتها سيتم اعلان نبأ بأختفائها، ثم مقتلها وهذا ما تتوقعه ان يحدث...
كونها ترفض الشـ ـذوذ الجنـ ـسي والعلاقات المضطربة، كونها لا تدعم مثل تلك الامور تصبح هي الشاذه بين حفنة العهرة هؤلاء، لا تصدق حقاً بأي مكان جاءت لتعيش، فهي ليست اسبانيه على كل حال وانما هي من اب اسباني وام اوكرانية وهذا كان افضل لانها قضت حياتها تقريباً بأوكرانيا وانتقلت للعيش بأسبانيا تنفيذاً لرغبة والدها قبل ان يموت...
اتجهت لتفتح بث مباشر وبدأت تتحرك بحركات خفيفة بدأت بها كون جسدها مرن ولديها قدرة رياضية وحركية عاليه للغايه، كانت تبتسم للمتابعين الذين يدونون لها تعليقات لطيفه، يتغزلون بجمالها اللطيف، وداعمين لمتلازمتها التي زادتها جمالاً، وشعرت بالحيويه والنشاط وامسكت هاتفها لتبدأ في الحديث عبر البث المباشر...
" لم تكن الامور جيده للغاية، حاولت التأقلم على حياتي الجديده كوني لست اسبانية، ولكني اتحدثها بطلاقه الا انني لم اولُد بها ولم اُعش بها، فالامر صعب معي كثيراً لتقبله، ولكنني سأحاول من اجل ابي، احبكم يا اصدقائي"
انهت حديثها تزامناً مع تحركيها لشاشه هاتفها بعيداً لتزيل اثر تلك العبرة الحبيسة بين زورقتاها وظهر بالكاميرا صديقها الساقط وهو يقبل حبيبه المقزز ولاحظت هي الامر فأبعدت الكاميرا سريعاً واغلقت البث سريعاً وقررت الا تقوم بنشره واكتفت بالاحتفاظ به في الارشيف بشكل مؤقت حتى تجد له طريقه لتقص ذلك المقطع المقزز منه...
ألتفتت لكلاهما ونظرت نحوهما بتقزز وامسك احد الالات الخاصة بالاثقال والقت بها نحوهم بغضب، فأبتعدا عن بعضهما ونهض صديقها ليصرخ عليها وعلى فعلتها سآلاً اياها بتعجب مما قامت بها ...
_ ما الذي دهاكِ؟!
_ لن اسمح لك بنشر فسقك في مكان عملي هل سمعت ايها المقزز، فلتأخذ عاهرك وارحلا، او تجلسا بأدبكما؟!
صرخت بها لونا بنبرة غاضبه وقد خيرتهما بين امرين علمت انهما سيختارا الرحيل وهذا ما كانت تريده منذ البدايه وبالفعل وجدتهما تحركا ليغادرا..
زفرت بنفاذ صبر لم يكن ينقصها سوى مختلان، على الارجح سينفصلان قريباً وستجلس لتضحك على ما ألت به علاقتهما المحرمة والشا ذة في وقت واحد...
___________________________________________________________
نظرت له من بعيد تتفقد ملامحه التي لم تتغير منذ وقت طويل، كانت تعلم انه وسيم محاطاً بالنساء، كانت تعلم انه لا يراها، لطالما كان الاخ الاكبر والانضج والاكثر حكمة ناهيك عن اعماله العاهرة من سفك الدماء وغيره ولكن كل هذا بعيداً عن عائلته..
رأت ديفيد يقترب منها فأشاحت ببصرها عن الاخر قبل ان يلاحظ نظراتها نحو زعيمهم فهم في غنى عن صراعات منتصف الليل مع السيد سنتايغو الذي سيظل يستفسر عن كل شئ حتى يصل لاجابة ترضيه..
نظرت لديفيد، كان الاكثر صمتاً، بل الاكثر رعباً في تلك العائلة كان عاهر بسبع ارواح كما يقال، لقد نجا من تفجير قنبلة بسيارته ونجا من حادث مريع بعد ان سقط من اعلى مبني مكون من ست طوابق، ونجا من قطع حاد في جانب عنقه ونجا من طفوله سيئة للغايه كان يعمل كمتسول وشحاذ بالشوارع...
وكان يدعونه "بالابكم " كونه لا يتحدث اطلاقاً رغم انه غير مصاباً بأحباله الصوتيه، هو سليم معافى ولكنه لا يتعامل بالحديث اطلاقاً، يشبه الموت في حضوره، نوعاً ما كان رجال سنتايغو يخافونه اكثر منه ومن كلاوس نفسه..
وقف بقربها وظل صامتاً يطالع الجميع بصمت، سودايتاه يدققان في اصغر التفاصيل، يكاد يرى الذباب وهو يطير بالجو، استند بظهره على الشجرة بجانبها وتابع صمتها حتى لاحظ سيده يقف بالقرب منهما ويطالعهما ثم اشار لكلاهما بالقدوم نحوه...
وما ان فعلوا وتوجهوا نحوه اردف سنتايغو بنبرة غاضبه للغايه...
_ لقد حاول مارفييز ان يسرق شحناتي وهدد عاهرات كادي بالسلاح واقتحم قصر العاهرات وحاول اخذ فتاه بالقوة، كيف يبقى حياً بعد كل هذا اخبراني؟!
_ سيدي لم نكن نعرف بأمره..
ردت عليه كلوي بنبره مبررة، وشعرت بالتوتر من نظراته الغاضبه ونبرته التي كانت في حالة لا تحتمل النقاش..
_ لانكما لستما متفرغان لعملكما، كل منكما هائم على وجهه بأعمال تافهة تاركين اعمال متراكمه اقوم انا بفعلها....
صرخ بها ألبرت بنبرة غاضبه وهو يلقي بكأس الماء الزجاجي من اعلى المنضده الصغيرة وتابع صمت الاخر وخوف كلوي التي تراجعت للخلف، كونه يتحدث عن ديفيد وتفكيره بحبيبته السابقه وكلوي التي تفكر بشقيقه ...
_ اسمعاني جيداً، سأذهب لانهي تلك المهمة اللعينة مهمتكما احضار عائلته احياء اريدهم احياء ديفيد، هل سمعتني، اقسم ان لم تنفذ طلبي سأخترق احشائك بقبضتي واتلذذ بتذوقها...
اكمل ألبرت بنبرة غاضبه وتحفز حاد وهو يهدد الاخر رافعاً اصبع سبابته بوجهه دليل على جديته ليجد الاخر اومأ بصمت وتحرك من امامه وتبعته كلوي التي قررت ان تساعده في الامر...
اما هو فصعد لغرفته ليبدل ثيابه بأخرى تناسب ما سيفعله بعد سويعات، ارتدى قميص اسود مع بنطال اسود وسترة جلديه سوداء وساعته ونظارته الشمسيه الخاصه باللون الاسود و وضع قليل من العطر الرجولي الجذاب قبل الخروج من غرفته والتوجه نحو الاسفل، ورأى سائقه الشخصي يفتح له باب السيارة ليدلف هو للداخل وتحرك السائق الي حيث اراد سيده...
< بنفس التوقيت >
خرجت لونا من صاله الالعاب الرياضيه وقررت ان تقوم بفتح بث مباشر لها وهي بطريقها نحو الغابة، مكانها الوحيد الذي تحب الجلوس به وتبعها بعد فترة فريقها ليقومون ببعض العروض الاستعراضيه لحركات لطيفه من اجل زياده المشاهدات على البث وزياده نسب المتابعين على القناة والصفحه الخاصة بهم..
جلست لونا بعد فترة تستريح وهي تتناول من زجاجه المياه الخاصة بها وخلعت نظارتها الطبيه لتقوم بوضعها اعلى رأسها ونظرت لصديقتاها اللواتي ابتسمن لها قبل ان يجلسا بجانبها وفعلوا مثلها لترطيب حلقهما من شده التمارين اللواتي يقومن بأجرائها...
_ لا تخبراني ان البث حصل على ثلاثة ملايين متابعه في اقل من ساعه...
قالتها لونا بنبرة هادئة وهي تبتسم لكلتاهما ليبتسما لها بدورهما قبل ان يردن عليها بنبرة لطيفه..
_ صدقيني الجميع يسأل عنكِ وعن حالتكِ الصحيه، كونكِ قد اختفيتِ لفترة، يريدون معرفه كيف تجري الامور معكِ وكيف تتأقلمين مع متلازمة الالبينو...؟!
_ حسناً دعيني اقوم بعمل فيديو لهما لاشرح لهم حالتي...
قالتها لونها بأبتسامة ودودة وهي تهم بالنهوض من اسفل الشجرة لتمسك هاتفهما وقامت بفتح تسجيل الفيديو لتبدأ بالتسجيل، وضعت هاتفها على حقيبتها وجلست امامها واعدلت وضعيه الكاميرا ليظهر وجهها بالهاتف بشكل واضح...
ثم قامت بالتسجيل وهي تتحدث بنبرة هادئة وابتسامة لطيفه ارتسمت على شفتيها...
" حسناً، اشكر الجميع الذين ارادوا معرفه حالتي الصحيه في الحقيقة انا بخير وسعيده لرؤية محبتكم لي، فأنا ايضاً احبكم كثيراً، اممم حسناً، متلازمة الالبينو او المهق هي حاله صحيه غير وراثيه اي ان ابي وامي طبيعيان للغايه، لقد ولدت بهذه الحاله ولان لون بشرتي وشعري بلون القمر في ليلته البدريه المكتملة اطلقوا علي اسم لونا والذي يعني القمر المضئ، حالتي لا تسبب لي اي اذى سوى في ضوء الشمس لهذا اتجنب الخروج صباحاً، احب الخروج في الرابعه او الخامسه قرب الغروب، ولكنني خرجت اليوم باكراً، كون لدي تدريب هام في الصاله الرياضيه الخاصه، وهذا امر جيد كوني اعتاد الامر، واحاول التأقلم، سعيده للغايه كون لدي اصدقاء يساعدوني، يدعمونني وسعيده بوجودكم في حياتي يا اصدقاء و اريد ان اخبركم بشئ جيد للغايه وهو... "
قطع حديثها صوت قوي لسيارات ضخمه ذات الدفع الرباعي المقاومة للرصاص تقترب من مكان تخيميها هي واصدقائها، اسفل التل الجالسون عليه وفأضطرت ان تنهض وقامت بحفظ الفيديو كما هو ولم تكمل ما كانت ستقوله واتجهت لاعلى التل بتخفى لترى ما الذي يحدث ورأت اربع سيارات ضخمه سوداء تقف بالاسفل وخرج منها رجل وامرأة واتجهوا لخلفية السيارة واخرجوا منها احد وألقوا به ارضاً يتضح عليه اثار الضرب والتعذيب واتجهت صديقتاها لينظروا معها لما تنظر له وتفاجئوا مما يرون ولم يتوقعوا رؤيتهم لهكذا منظر بحياتهم ابداً...
وتلى ما يفعلونه اخراجهم لاربع افراد مقيدون واثار التعذيب اتضحت على ملامح وجههم وجسدهم يبدو انهم لا يمزحون، لهذا قررت لونا اسوء قرار اتخذته بحياتها، ولم تكن تعلم ان قرارها هذا سيجعلها تندم لباقي حياتها، وقامت بأخراج هاتفها وفتحت تسجيل الفيديو لتسجل كل ما تراه امامها بكاميرا هاتفها الذي قامت بتكبير الصورة لتزداد دقه الصورة المسجلة، ونظرت لما يقومون به حتى رأت رجل اخر يهبط من سيارة انيقة سوداء، كان يبدو من هيئه هذا الرجل انه ذو سلطة ونفوذ، ذو هيبة جعلتها تشعر بالخوف منه، ملامحه غير ظاهرة تخفيها نظارة سوداء، وكل ما اتى بذهنها ان هذا الرجل خطر ، ورغم هذا لم تعرف بعد من هو هذا اللعين الذي امر بتقييد هؤلاء الابرياء كالدجاج هكذا...
اتجه هذا الغريب نحو الرجل والمرأة المشاركون معه بفعلته الشنعاء وسحب منهم شيئاً لم تتبينه واتجه نحو الاربع افراد اولاً وامسك اولهم وقام بذبحه بطريقه بشعه اسفل صدمه لونا واصدقائها الذين كان يتابعون الامر بخوف لم يعرفن بعد ان صديقتهم المتهورة التي ستؤدي لمقتلهما تسجل كل ما يحدث صوت وصورة...
واتجه لثانيهم وقام بطعنه برقبته عده طعنات بنفس المكان لعدة مرات حتى خر صريعاً، وملامحه المرعبه كانت مرتكزة على الراقد ارضاً يطالعه بعجز وهو يشاهد عائلته تتحطم بأكملها ولم يسعفه احد او ينجده للتخلص من هذا الوحش البشري...
_ ارجوك يكفي، ارجوك لا تقتلهم...
صرخ با مارفييز بنبرة امتلئت بالحزن واليأس والندم، بعد رؤيه عائلته تُقتل بتلك الطريقه الوحشيه على يد هذا الكائن...
ولكن الاخر لم يكتفي واتجه نحو الثالث وغرز ذلك السكين في عموده الفقري وحرك النصل بداخله بحركات دائريه اسفل صرخات الاخر المتألمه بينما هو كان يبتسم بشكل مرضي مقزز، وكأنه ظفر في الحرب لتوه، ثم حرك السكين ليشق ظهره من اعلاه لاسفله حتى صمت صراخ الاخر وعلم انه مات، ولم يتبقى سوى شقيقته الصغرى التى اخرج من اجلها سلاحه وظل يطلق عليها حتى فجر رأسها بفعل طلقاته المدمية...
كل هذا قامت لونا بتسجيله وهي في حاله انهيار وعدم استيعاب لهذه الجثة البشريه التي نزُعت منه الرحمة، ويقبل على قتل البشر دون ان يرف له جفن واحد حتى، واتجه بعدها هذا الغريب الذي لا تعرفه نحو هذا الملقى ارضاً وابتسم له ابتسامه شيطانيه سوداء وكأنه يخبره تحَضر لجحيمك وامسك بالسكين وغرزه في مواضع تشل حركة اللعين وبعدها اتجه ديفيد ليعطيه بيدون البنزين ليسكبه فوق جسد المقيد ارضاً واخرج قداحته واشعلها وألقى بها على جسد الاخر ليشتعل بالكامل تزامناً مع صرخاته الخائفه من الموت بهذه الطريقه البشعه ولكن للاسف كل هذا قامت الاخرى بتسجيله بدقه و وضوح عاليان للغايه....
ارادت لونا ان تتعرف على وجه هذا الغريب صاحب الملامح الحاده الواجمه والنظارة الشمسيه، وما ان انتهت الجريمة بالفعل، حاولت ان تلتقط له بعض الصور ولكن للاسف لم تستطع كون الهاتف قد اضاء الكشاف بتلقائية نتيجه تغيير الاستخدام من الفيديو للتصوير الفوتوغرافي وقتها فقط رفع الاخر نظره نحو الفاعل وحاولت لونا ان تعود للخلف قبل ان يراها، ولكن للاسف قد تم كشف امرها هي واصدقائها...
_ احضروها حية، لا تلمسوها بسوء...
قالها بنبرة جهورية دبت الرعب بأوصالها كونه رجل لا يبدو عليه المزاح ورغم بعد المسافه بينهما الا انها سمعته وشهقت برعب وهي تكتم انفاسها قبل ان يحدد رجاله مكانها وسحبت من هاتفها كارت الذاكرة وألقت بالهاتف بعيداً واخذت تركض بالغابة بأقصى سرعتها وانطلق خلفهم كلاوس وكلوي وديفيد لتنفيذ اوامر زعيمهم دون مناقشه وبينما هو ظل واقفاً بمكانه يمسح اثار الدماء عن قبضته وطالع بسواديتاه ملامح تلك الفتاه التي لم يتبين عمرها بنظرات قاتله مميته ولم يابه بأحد منهن، سينهي امرهن على كل حال..
وانطلقت كل فتاه منهن في اتجاه مختلف ليس تشتيتاً لهم وانما هرباً منهم في محاوله للابتعاد عن الغابة قبل ان يمسكهن احدهم، ومازاد الامر سوء هو وصول ديفيد لتلك البيضاء بعد ان ألتوى كاحلها وسقطت ارضاً فكانت فريسة سهلة للاصطياد، وهجم عليها ممسكاً اياها ثم سحبها من شعرها ليدير جسدها وكمم فمها ومنعها من مقاومته بتقييد كلا ذراعيها الناعمين حتى شل حركتها بالكامل اخذت تصرخ بصوت مكتوم ان يتركها ، تتوسل له انها لم تفعل شيئاً وانها كانت هنا بمحض الصدفة ليس الا ولكن لا حياة لمن تنادى، لم يهتم بما قالته، وكل تركيزه كان لامساكها هي، ودفعها بغلظه لتسير امامه رغماً عنها وهي تصرخ بضعف من غلظه قبضته الممسكه بشعيراتها التي تشعر بأقتلاعهم من جذورهم حتى وصل بها لزعيمه وألقى بها امامه اسفل قدمه تحديداً ....
نظر لها ألبرت بأستعلاء وكّبر ثم نظر لصديقتاها اللتان قد سقطا في يد كلاوس وكلوي بالفعل وابتسم ألبرت لهم بسخرية على سذاجتهن، لا يعرفن مع من عبثن حقاً، والاسوء ان تلك الثلجية تطالعه بتحفز مضيقة عيناها نحوه وتبدو على ملامحها الغضب، ولم يلاحظ جمالها من ذلك الارتفاع الذي كانت عليه ولكن الان، هو يرى كتلة انثوية ساحقة الجمال والانوثة بجسد صغير لا يتعدى صدره تقريباً، جميلة بشكل يهلك اعتى الرجال، شعر ابيض كالحليب وعينان زرقاء كالحجر الكريم حجبتهما نظارة طبية دائرية لائمت ملامحها اللطيفة، شفاة ممتلئة صغيرة اقل ما يقال قابلة للالتهام، احمرار طفيف غزا كلتا وجنتيها ...
انحنى لمستواها يطالع ملامحها وامسك بفكها بلطف فأبعدت وجهها عنه مما جعله يمسكها عنوة وضغط على فكها بقسوة تلك المرة ليسألها بنبرة مستفهمة هادئة كالموت اصابتها بالرعب ..
_ ما الذي تفعله مراهقة بعمر الخامسة عشر في غابة برية كتلك مع اثنتين من صديقتاها سوا انكن تمارسن نوعاً من الشذوذ..؟!
_ اولا انا لست مراهقة، ثانياً انا هنا لاتدرب مع صديقاتي، ثالثاً ما دخلك انت لتسأل من الاساس؟!
ألقت لونا بحديثها في وجهه بنبرة حاده غاضبه من سخريته من صغر حجم جسدها مقارنة بتلك الفتاه الانثويه التي تقف بجانبه وتقصد كلوي..
_ لا اريد ان اصدمكِ ولكنكِ ارتكبتِ خطيئة لا تغتفر، ما الذي كنتِ تصوريه يا ترى، مقتل هولاء الملاعين، تريدين ان تبلغي عني..
صمت ملياً قبل ان يطالعها بنظرات ثاقبه يخترق بها روحها وتابع ملامحها التي تزداد ضيقاً واحمراراً من اشعه الشمس التي تستحل بشرتها البيضاء المائلة للوردي الطفيف...
لم يفهم بعد من هذه الفتاه ولما هي مختلفه عنهن ولكنه لم يعلق، واسترسل حديثه بنبرة بارده..
_ اخبريني ايتها الصغيرة اين هاتفكِ الذي ألتقطي الصور عليه...؟!
سؤاله المستفسر جعلها تلقائياً تحاول حجب الحقيقه عنه مردفه بنبرة اتضح بها التوتر...
_ لقد سقط من اعلى التل...
_ اجابة خاطئة...
قالها ألبرت وقد فهم انها تكذب لتنجو بنفسها حتى لا تعطيه الهاتف ورأت صاحب البنية الجسمانيه الضخمه الذي امسك بها يعطي زعيمه هاتفها فنظرت لهما بصدمه، وشكرت ربها انها ازالت كارت الذاكرة الخاص بها منه قبل ان تلقي به...
اما ألبرت ففتح هاتفها بكل سهولة وتفحص الصور الفوتوغرافيه التي ألتقطتها ولكن وجد المجلد الخاص بالصور فارغ وهذا جعله يستشيط غضباً ونظر لها بسودايتان احمرتا غضباً قبل ان يمسك بفكها وضغط عليه بقسوة حتى اخترقت اظافره جلد وجهها الناعم...
_ اسمعيني ايتها العاهرة الصغيره، انتِ لست نداً لي، فلتخبريني اين الصور التي ألتقطيها او سأقوم بما لا يحمد عقباه...
صرخ بها ألبرت بجانب اذنها بنبرة غاضبه جعلت جسدها يرتعش بين قبضته من شده الخوف ومن نبرته الفظة الغليظة التي اصابتها بالرهبة...
_ لن اخبرك بشئ..
خرجت الكلمات من بين شفتيها بطريقه جعلته يود ألتهام تلك القطعتين الحمرواتين القطنيتين الممتلئتين ببراعة، ورغم خوفها منه الا انها ادعت الشجاعه وعدم الخوف امامه الا انها كادت تتبول بثيابها كالاطفال من شده الرعب ...
_ حسناً، مرحباً بكِ يا فتاة الالبينو، لقد اصبحتِ اسيرتي منذ اليوم والي ان تخبرينني بما اريده..
قالها هو بنبرة جامدة وربت بخفة على رأسها بأستحقار واضح كونه يراه طفلة مراهقة حمقاء سيتخلص منها ما ان تعطيه ما يريده...
وهذا كان استمتاعه الوحيد ان يرى رهينته او فريسته في حاله يرثى لها من الالم والخوف منه وهذا ما كان يراه داخل كريستالتيها بزرقتهما النادرة، اما هي فحاولت استجماع شجاعتها لتبثق عليه بمنتصف وجهه بكل قوتها مما جعل غضبه يشتد الضعف وصفعها على وجهها بقوة ومن شده الصفعة اصتطدم جسدها على اثرها بالارض الصلبه وضغط بحذائه على وجهها بكل قوته وغضبه جاعلاً اياها تصرخ بألم واصبحت كالعصفور الذي سقط في قدر ممتلئ بالماء، لا تستطيع التنفس، وجهها يؤلمها من شده الصفعه التي اطاحت بفكها، ومن شده دعسه بحذائه على وجهها، تلك الاهانة التي تتعرض لها منه جعلت بحور زورقتاها تأخذ مجراها على وجنتيها، وتأكدت انها حقاً ليست نداً له..
توسلته صديقتها ان يتركها، الا يؤذيها ولكن كلاوس نهرهم بغلظه وهو يسحب سلاحه من خصره ليهددهن به مما جعلهم يخرسن رغماً عنهن وهن يرون صديقتهما في مأزق، ويبدو ان هذا الرجل خطير، راق له مظهرها الذليل اسفل قدمه وشعر بالانتصار والفخر كون تلك الصغيرة التي حاولت ان تتعدى حدودها معه قد نالت جزءاً من العقاب الذي تستحقه، ولكن بقى القليل...
ابعد حذائه عن وجهها الذي تلطخ بالاتربة و ورق الشجر وانحنى يلتقط شعرها بين قبضته ليردف بنبرة حادة موجهاً حديثه لصديقتاها سآلاً كلتاهما بأستفهام مستفسر ...
_ اذ كانت غاليه عندكما فلتخبراني ما كانت تفعله والا رأسها ستكون الثمن...؟!
_ كانت تحاول ان... كانت تحاول ان تسجـ... كانت تسجل فيديو لك وانت تقتل هؤلاء الغرباء..
قالتها احدهن بنبرة خائفه ونظرت لصديقتها بأعتذار على ما قالته كونها افشت سرها امام هذا الوحش، فألتفت برأسه نحوها وطالع ملامحها الناعمة التي تشبه الاطفال ليردف بنبرة حادة سآلاً اياها ولم تترك قبضته شعيراتها البيضاء...
_ اين كارت الذاكرة الخاص بالهاتف...؟!
_ لن اعطيك اياه...
قالتها لونا بنبرة متحفزة ورغم ادعاء القوة الا ان رده فعل جسدها وارتعاشه الواضح كان خير دليل على خوفها من العاهر الممسك بها...
_ اقتلا تلك اللعينتين، اما تلك فهي لي...
قالها ألبرت بنبرة آمرة حادة وابتعد هو عنها بينما كلاوس وديفيد اتجها نحو الفتاتين لينهوا امرهما، اسفل صدمه لونا التي رأت صديقتاها احدهما تقتل بالرصاص والاخرى قد تم ذبحها وألُقيت جسد كلتاهما وتم حرقهما، واقترب منها اللعين وابتسم بسخرية قبل ان يردف وكأنه ضميرها اللعين الذي يؤنبها..
_ انتِ السبب، لقد ماتا بسببكِ وعليكِ تحمل الامر كونكِ المتسببه في مقتلهما...
هبطت العبرات من عيناها كالشلال، لا تدري كيف عليها ان تستوعب ما حدث معها، ولوهلة ظنت ان ما تقبع به مجرد كابوس او ربما احد المقالب التي كانت تقوم بها مع اصدقائها ولكن ما جعلها تقتنع ان كل هذا حقيقي وليست مجرد خدع او مشهد تمثيلي يُقام امامها، هو قبضته التي امسكت بشعرها مره اخرى لترفعها عن الارض مجبره جسدها على النهوض وحاولت ان تقاومه وتمنعه ولكن لم يكن عليها ان تقاوم فأستغل موضع ذراعيها المرفعوتان وقام بحملها ككيس القمامه على كتفه وتوجه بها لسيارته وادخلها عنوة وقام بتقييدها بقيود حديديه كالسجناء اسفل مقاومتها له حتى امسك علبة من سائل لاصق وامسك فكها ليثبت وجهها ويمنعها من مقاومته وسكب القليل من تلك المادة السائلة على شفتيها وضغط على كلتاهما حتى اغلقهما، ونفخ بخفه على شفتيها ليتماسك ذلك السائل مجبراً شفتيها على التخشب مكمماً اياها بأحكام..
_ كنت اود ان اقوم بتخييط فمكِ ولكن هكذا افضل حتى لا اشوه تلك الكرزيتان الصغيرتان...
قالها ألبرت بنبرة بارده ثم ابتعد عنها واغلق باب السيارة واتجه ليدلف لمركز القياده ليتحرك بالسيارة نحو القصر الخاص به، طالع ملامحها المتألمة التي تبكي بصمت..
وابتسامة متشفية ارتسمت على شفتيه سعيداً بما فعله اليوم، لقد حصد عدداً كافياً من ارواح البشر، يكفيه هذا العدد اليوم وليكمل في الغد، انهارت هي بالفعل في صمت رغم عنها كون فمها مكمم بهذه المادة الغريبة التي لم تتبينها للان ولكن رائحتها الحارقة لانفها نبأتها ان هذه المادة ليست شيئاً يسهل ازالته باللعق وستضطر للبقاء هادئة حتى يزيلها هو كما وضعها...
وصلا امام القصر وهبط هو اولاً ثم ابتسم لها بسخرية وكأنه يخبرها ان تتحضر لما سيفعله بها وفتح باب السيارة وسحبها منها وحملها على كتفه واتجه بها نحو الداخل، رأى باقي العائله جالسون في انتظاره حتى ان ادم نفسه كان جالساً يطالعه بصمت وهو يراه ممسك بطفله بعمر ابنة شقيقه مقيداً اياها ينوي تعذيبها على ما يظن قد قام بخطفها ونهض متجهاً نحوه ليسأله بنبرة مستفسرة...
_ ما الذي تفعله سنتايغو، انها مجرد طفلة..؟!
_ تلك الطفلة بحوزتها شريط تسجيل لي وانا اقتل واحرق عائلة مارفييز..
قالها سنتايغو وهو يحاوط خصر لونا النحيل وكأنه يخبر الاخر انها ملكاً لي ولن اسمح لاحد بالعبث معها سواي، عذابها وهلاكها سيكون على قبضتي انا...
_ انها لن تفعل شيئاً بهذا الفيديو سنتايغو لا تصعد الامور للدون...
قالها آدم وهو يرى حاله تلك الصغيرة التي تذكره بحبيبته التي اخذوها منه..
_ انا لا اثق بها، كما ان لا أحد سيخبر الدون صحيح...
قالها ألبرت بنبرة بارده وهو يحذرهما رافعاً سبابته في وجهه وألتفت ليرحل من امامه، ولكن نظرات الاخر لا تتوقف عن متابعته ونظر نحو الصغيرة المحموله على كتفه والتي كانت تستنجد به ولكن هو لا يمكنه ان يتدخل خاصه وان تعلق الامر بأمرأة...
_ سأرى بشأن هذا الامر...
قالها آدم بنبرة هادئة وهو يهم بالرحيل وتوجه نحو الخارج تاركاً الاخر يفعل ما يحلو له مع تلك البيضاء..
وصل بها للقبو وانزلها لتقف امامه ونظر لملامحها المتألمة بسخرية قبل ان يتجه ليبحث عن شيئاً حاداً ليفصل ألتصاق شفتيها عن بعضهما، حتى وجد مشرط ملوث بالدماء، فسحبه وتوجه نحوها فذعرت مما هي مقبله عليه وظنت انه آتِ نحوها ليقتلها فظلت تقاوم وتصرخ بصوت مكتوم حتى وصل امامها وسحبها من رقبتها نحوه حتى اصبح لا يفصله عن شفتيها سوى انشاً واحداً وهمس امام شفتيها بنبرة بارده تتنافى مع ما يقوله تماماً...
_ Bellezza affascinante
" ساحرة الجمال"
ولانها لم تفهم ما يقوله ظنت انه يهددها بالقتل ان قاومته فحاولت ان تتماسك وتهدء حتى لا تصاب بأي اذى، رفع هو المشرط قرب وجهها وغرزه بين شفتيها لتبكي وتأن بألم وعلمت انه يقصد ايلامها ليس الا وان هنالك طرق اخرى يمكنه ان يزيل بها اثار هذا الشئ المقرف الا انه فضل الطريقة الصعبة كالمعتاد فقط ليؤلمها ...
تأوهت بألم مما تشعر به ومما يفعله هو بها كونه يقطع الجزء الملتحم ما بين شفتيها غير عابئاً بشفتيها التي تشوهت بسبب فعلته والدماء الغزيرة التي اغرقت فكها وثيابها ورغم هذا لم يزيده هو سوى استمتاعاً وكأنه سعيد بما فعلته قبضتاه بها، حاولت التملص من قبضته التي تخنقها ولكنها فشلت وظلت على حالها تتألم فقط حتى فصل شفتيها عن بعضها..
وضعت يدها على شفتيها تمنع تدفق الدماء الغزيرة ولكن بلا فائده وكان هو يتابعها بصمت لم يفكر بمساعدتها حتى، اناني، او ربما متبلد المشاعر، اقترب منها مجدداً ليعطيها محرم قماشي خاص طُبع عليه اسم العائلة الخاصه به سنتايغو...
وعلمت اسم عائلته وقتها فقط علمت مع اي وحش قد وقعت، مسحت فمها الملطخ بالدماء حتى استطاعت وقف نزيفها واستدارت لتجلس على تلك الصناديق الخشبية لتريح ساقيها المتألمتان لتسمعه يسألها بأستفهام ...
_ ما اسمكِ؟!
_ لونا ديمتري..
قالتها لونا بنبرة اتضح بها التألم من ألتقاء شفتيها مع بعضها البعض نتيجه التحدث...
_ امممم، اذن انتِ تلك البيضاء التي تقوم بفيديوهات عن الصحه والجمال، تلك الامور التافهة صحيح...؟!
اردفها ألبرت بنبرة ساخرة بعد ان استطاع الكشف عن هويتها بسهولة...
_ ليست امور تافهه، لان هذا الامر لا يعنيك على كل حال، كونك رياضي لا يعطيك الحق ان تقول عن عملي امر تافه...
قالتها لونا بنبرة غاضبه ونهضت من اعلى الصندوق بتحفز وطالعت ابتسامته المستفزة بشئ من الكراهية والغيظ وارادت ان تصفعه على وجهه كما فعل بها بسبب بروده ومحاولته الناجحه في استفزازها...
_ اذن بما انكِ خبيرة بالصحه والجمال، الي اي درجه انا رياضي سيده لونا؟!
سألها ألبرت مرة اخرى وقد اتضحت السخرية بنبرته...
_ تمزح معي صحيح، هل تسخر مني..؟!
سألته لونا بنبرة غاضبه وقد رفعت حاجبها من محاوله استفزازه لها انه بارع حقاً...
_ اسمعيني جيداً لونا، ليس من مصحتكِ البقاء هنا طويلاً، لهذا فلتعقلِ وتعطيني كارت الذاكرة وبعدها سأتركك ترحلين من هنا دون ان يتأذى احد...
صمت ملياً قبل ان تجده يكمل بنبرة جدية وهو يطالع هيئة المكان الغير ادمية وغير صالحه للبقاء فيها حتى...
_ بأحلامك...
قالتها لونا بنبرة بارده وشعرت بالانتصار كونه يحتاجها ولن يستطيع قتلها من اجل كارت الذاكرة الذي خبئته عنه وعن رجاله...
امسك فكها وضغط عليه بقسوة ألمتها وطالع ملامحها الناعمة التي تنهار بين قبضته الغليظة، الا انه لم يهتم، لم يهتم سوى ان يسحق جمجمتها اسفل قبضته لتتعلم كيفيه الرد على اسيادها تلك المعتوهة بالنسبه له....
_ انتِ ستكونين في عداد القتلى، ستكونين ضحيه مثاليه ايتها المؤثرة، كون مواقعكم التافهه ستتحدث عنكِ وعن مقتلكِ ولكن لن يعلم احد بهذا الكون سوانا من الذي قتلكِ، لهذا فكرى قبل ان تكونين وجبتي القادمة...
قالها ألبرت بنبرة شرسة ونظر لملامحها التي تتألم برضا عن ما يقوم به، ودفعها بقسوة لتسقط مرتطمة بالارضية وابتعد عنها وخرج من القبو بعد ان اغلق بابه الحديدي عليها تاركاً اياها وحدها بهذا المكان اللعين.....
نهضت بألم وحاولت ان تتماسك ونظرت لاطراف اصابعها ذات الحمرة الطبيعيه واظافرها التي تشبه الزجاج من نظافتهم ورقتها وزفرت بتعب وهي تسحب المحرم القماشي لتجفف به الدماء عن شفتيها وجلست على تلك الصناديق الخشبية، لا تعرف الي متى ستمكث في هذا المكان الغير آدمي، وهل من سبيل للخروج او الهرب، لا تعتقد هذا ولكنها لن تبقى هكذا تنتظر القدر ان يغير ترتيبه فيما سيحدث لها، ولعل القدر يخبئ لها آلاماً لن تتحملها...
___________________________________________________________
سحبت لنفسها سيجاراً لتدخنه ونظرت للجالس بالخارج على تلك الارجوحه القابعه بالحديقه مغمض العينان يبدو انه مرهق من العمل بالامس، بالتأكيد سيكون مرهق من علاقاته المقززة التي يقيمها مع النساء، رأت ابنته البكر تقترب منها واردفت بنبرة ساخرة..
_ لم اكن اعرف ان ابي وسيماً لدرجه تحديقكِ به بهذه الطريقة..
_ والدكِ ليس وسيماً والدكِ عاهر سلبني كل ما املك، امقته..
قالتها كلوي بنبرة جاده وهي تبتعد عن ابنته التي طالعت تحركها بصمت قبل ان تكمل بنبرة هادئة سآله اياها ..
_ اخبريني ما الذي كان بينكِ وبين ابي، مجرد جنس خالص ام علاقة حب؟!
_ لا هذا ولا ذاك، ما كان بيننا لن تفهميه مهما بلغتِ من العمر القدر الكافي لاستيعاب ما كان بيننا..
قالتها كلوي وهي تنفث دخان سمها اللعين في الهواء وطالعت الاخرى بعيون ثاقبه قبل ان تسمعها تردف بنبرة ساخرة...
_ حسناً، دعيني اخمن ان علاقتكِ بأبي كانت كأي حبيبين ثم انتهت بزواج امي منه، اي اخذته امي منكِ..
_ ليس هذا ما حدث بالحقيقة ولكن بالفعل والدتكِ السارقة اخذت والدكِ، او لنقل انها اسقطته في حفرتها...
ردت كلوي بنبرة ساخرة قاصده استفزاز الاخرى بأهانة والدتها المتوفاة مما جعل كاليدا تطالعها بنظرات حاده مغتاظة من حديثها...
_ والدتي احبت والدي، لم تقم بخيانته، ولم تتركه وترحل بل حاولت ان تجعل والدي يتجاوز ما مر به معكِ...
قالتها كاليدا بنبرة حاده دفاعاً عن والدتها واتجهت نحوها واكملت بنبرة مهدده اياها..
_ ولن اسمح لاحد بأن ينظر لوالدتي كسارقه رجال، ولن اسمح لاحد بأن يتحدث عنها بطريقه غير لائقة...
تركتها كاليدا واتجهت للخارج لتطالع هي هذا الاربعيني الذي يستمتع بقيلولته بعيداً عن هرج القصر ومرجه، واتجهت نحو الخارج سارت نحوه حتى وصلت امامه وجلست بجانبه، ثم نادت عليه بنبرة هادئة...
_ سيد رونالد..
ألتفت اثر صوتها العذب ونظر لملامحها اللطيفه قبل ان يهمهم لها لتتابع هي حديثها بجديه مبالغ بها حتى هو نفسه تعجب من رسميتها وتلك الحدود التي تضعها بلا داعِ..
_ ابعد كاليدا عني، فهي ليست نداً لي سيد رونالد، وانا لا احبذ اذية الاخرين خاصه وان تعلق الامر بالعائلة...
نظر له بتعجب من حديثها وضيق ما بين حاجبيه وتابعها وهي تطالعه بصمت قبل ان تكمل بنبره مستهزئه به وبزوجته...
_ كحال الكسلان عندما صعد فوق الشجرة فأبتسم كالابله ظناً انه انتصر على باقي حيوانات الغابة...
نعم هو الكسلان وزوجته هي الشجرة وهم باقي حيوانات الغابة ولكن حيوانات مفترسة برية، اما هو فزفر بحنق من اسلوبها الذي لا يتغير ابداً بل ويزداد سوءاً كل مرة يحدث بينهما نقاشاً ينتهي بطريقه كارثيه...
_ ما الذي تريدينه كلوي، لا افهم...؟!
سألها رونالد بنبرة مستفهمة وطالع ملامحها التي حملت السخرية اللاذعة من تسائله ونهضت من مكانها تبتعد عن نطاقه فنهض خلفها وجذبها من ذراعها نحوه وطالعها بملامح صامته يريد ان يفهمها، يفهم ما يدور بداخل جمجمتها الصغيرة، لما كل هذا العناد والضيق والغضب نحوه، ثلاثه وعشرون عاماً من الاذى النفسي الذي يتعرض له منها، كل يوم وكل دقيقه، حتى بعد وفاة زوجته آتت تشمت به وتسخر منه وكأنها سعيده بحاله بعد موت زوجته، التي لم يكن يحبها من الاساس ولكنها كانت نوره في وقت ظلمته...
نظر لملامح وجهها الساخرة من قبضته التي تحوى ذراعها قابضه عليها بشكل مبالغ به، انه خائف، خائف ان تتركه دون ان تجيب على سؤاله التافه، وردت على سؤاله الساذج بنظرها بنبرة هادئة للغايه..
_ ما الذي سآريده من رجل بعمر والدي بنظرك سيد رونالد...؟!
نعم هي قاصده السخرية منه ومن شعيراته السوداء الناعمه التي خالطها بعض الشيب نظراً لتقدمه في العمر، رأته يطالعها بصدمه طفيفة مما قالته لتكمل هي بسخرية اكبر منه..
_ اوبس، اسفة سيد رونالد، لم اقصد ان اقل عنك انك بعمر والدي بالمعنى الحرفي...
لا يستطيع ان يصفعها على سخريتها، بل لا يستطيع ان يؤذيها من الاساس، لا يمكن ان يفعل هذا، فهي بالنسبه له شئ فريد، شئ خاص للغايه يحرم عليه اذيته، لما هي تتعمد ان تؤلمه بهذه الطريقه، طريقتها حقاً تؤذي نفسيته، تشعره بكم هو ساذج لانه يركض خلفها كالابله بينما هي تراه رجل بعمر والدها...
_ لما تفعلين هذا بي، كلوي، ما الذي فعلته لكل هذا؟! لقد اعتذرت لكِ على ما حدث بالماضي، لقد ندمت كثيراً، ماذا على ان افعل حتى تسامحين؟!
سألها بحيرة من طريقتها واسلوبها الجامد معه في الحديث وطريقتها الساخرة التي دائماً تتعمد ان تؤلمه بها، ليسمعها ترد عليه بنبرة جامده وقد اختلفت ملامح وجهها من السخرية للجدية...
_ اسمح لي ان افعل بك ما فعلته بي وقتها ساسامحك سيد رونالد...
_ كفاكِ تعذيباً لي كلوي، لقد ندمت، اقسم انني نادماً على ما حدث، ماذا على ان افعل فقط لتغفري لي، ارجوكِ يكفي، يكفي ما تفعلينه بي، لقد شاب شعر رأسي من حديثكِ القاسي...
رد عليها رونالد بنبرة نادمة متوسلاً لها بأن تقبل اعتذاره للمرة المائة ولكن للاسف بلا فائده مع متحجرة القلب تلك ونظر لملامحها الصامته ليجدها حررت ذراعها من قبضته وابتسمت له بسخرية قبل ان ترد عليه بنبرة بارده..
_ صدقني، الاعتذار ليس كافِ...
ثم ابعدت قبضته عنها بقسوة وابتعدت عن نطاقه تماماً وتابعها هو بنظرات حزينة على ما وصلت اليه علاقتهما، وشعر بالحسرة والالم كونها لن تسامحه مهما حدث، ولها كل الحق ان تكرهه وترفض اعتذاره والحديث معه حتى، لقد دمر حياتها بالفعل...
__________________________________________________________
نظر كلاوس من نافذته و وقع بصره على سيده وكلوي وتقاربهما الغريب وانتهاء الحديث بينهما بطريقه مريبه لم تطمئنه ويبدو انهما بعلاقه ولم يخبرا احد للان، ولكن على كلا هو لن يتدخل ولن يخبر زعيمه، فالسيد ألبرت وشقيقه رونالد كالماء والنار حرفياً او هذا ما يبدو لكلاوس، ربما لا يعرف جانب رونالد الاخر بعد...
وقع بصره على تلك الجنية الصغيرة صاحبه الخامسه عشر عاماً وهي تلهو مع كلب الزعيم المفترس، وتركض معه وتمزح وتضحك بشكل جنوني غير طبيعي، وابتسم بسخرية حقاً هذه العائلة حفنة من المجانين والحمقى، وشعر بأحدهم يحتضن ظهره من الخلف متلمساً عضلات بطنه...
ولم تكن سوى زوجته ليزا التي ابتسمت ضد بشرته الحنطيه وقبلت ظهره فأغمض عينه بضيق من نفسه، كونه لا يحبها، يخونها كل ليلة ورغم هذا هي متمسكه به لابعد الحدود، وتذكر العام الماضي شجارهما الذي وصل لاعترافه لها بكونه لا يحبها...
Flash back..
كانت ليزا تسير نحوه وطالعت ملامحه التي كانت تتابعها بصمت وعلمت انه يريد ان يخبرها بشئ ولكنه ينتظر الوقت المناسب فأتجهت نحوه وجلست امامه وابتسمت له وامسكت بكف يده تقبله فسحب قبضته منها ونظر لها ليردف بنبرة هادئة وكأن ما يقولها شئ عادي...
_ ليزا يجب ان ننفصل، انا لا اشعر بالراحه، علاقتنا فاترة، لا اشعر سوى بفتور وبرود وجمود سواء بالحياة معكِ او بعلاقتنا الحميمية...
نظرت له بصدمه لما قاله فهي تحبه للغايه بل تكاد تشعل اصابعها العشر فقط ليرضى عنها ولو قليلاً ليخبرها فقط ان يرتاح معها وليس يحبها، هي لم تطلب حبه، فقط تطلب ان يكون مرتاحاً معها ليس اكثر او اقل...
_ ولكني احبك كلاوس...
قالتها ليزا بنبرة حزينة وطالعت ملامحه البارده الغير مكترثه بحزنها وضيقها مما يقوله...
_ وانا لا احبكِ ليزا...
قالها كلاوس بنبرة بارده ولم يهتم بتحطيم قلبها بحديثه المؤذي لها...
_ هناك فتاه اخرى كلاوس صحيح...؟!
سألته ليزا بنبرة مستفهمه وهي تزيل عبراتها العالقة بأهدابها قبل ان تتساقط وتظهر ضعفها امامه...
_ نعم هناك فتاه اخرى ليزا..
رده كان بمثابه طعنه شقت صدرها وقلبها وجعلتها غير قادرة على فهمه، لا تعرف ما الذي قصرت به حتى يخونها بقلبه ايضاً، كانت تعلم انه يخونها بجسده ولكن لم تتوقع ان يخونها بقلبه ايضاً، لم تتوقع ان تكون رخيصه لهذه الدرجه... 💔
_ يمكنك ان تخونني ولكن ارجوك لا تتركني، ليس لي مأوى اخر، ان انفصلنا سأضطر للرحيل، سأعود للضرب والاهانه، للصفع وللعمل كخادمه في دار الايتام...
قالتها ليزا بنبرة حزينه وبدأت عبراتها تتساقط من عيناها بألم من حديث الاخر معها والذي لم يهتم بمشاعرها حتى...
نظر لها بصمت ليردف بنبرة بارده قاسيه على قلبها ومشاعرها...
_ حسناً موافق ولكن لن تطالبينني بحقوقكِ كزوجة، ولن تسألينني عن اي شئ يخص حياتي الشخصيه، سأفعل ما يحلو لي وقتما يحلو لي، هل سمعتِ؟!
اومأت له بصمت ولم ترد عليه ونهضت من مكانها واتجهت للمرحاض واغلقت الباب خلفها لتبكي بصمت وظلت تصفع نفسها وتضرب بقبضتاها على ساقيها وتشد بشعيراتها، ورغم انها اقتلعت الكثير حتى نزفت فروة رأسها الا ان ألم فؤادها كان اشد من ألم جسدها..
لقد خسرت حبيبها منذ الطفوله، فاشله غبية، حتى انها زوجه فاشلة وساذجه، وعلمت بعد دقائق من هي الفتاه الاخرى التي سرقت قلب زوجها، وشعرت بالغيرة رغماً عنها وتألمت اكثر كون تلك الفتاة تعيش معهم اسفل سقف منزل واحد، اي انها امامه طيلة الوقت...
شعرت بالتعب مما فعلته بنفسها واراحت جسدها على ارضيه المرحاض حتى غابت عن الوعي، وشعر كلاوس بوجود شئ خاطئ من تآخير الاخرى بالداخل حتى نهض من مكانه واتجه نحو المرحاض ليفتحه وشعر بشئ صلب اصطدك بالباب اثناء فتحه فحاول ان يدلف للداخل حتى استطاع ان يبعد جسدها عن الباب ودلف للداخل وجدها فاقدة لوعيها، شعيراتها قد نُزعت من مكانها بشكل وحشي واثار ضرب عنيف على وجهها وصدم اكثر عندما علم انها هي من فعلت هذا تأنيباً لنفسها على ما ألت اليه الامور بينهما...
وحملها بين ذراعيه وخرج بها من المرحاض و وضع جسدها على الفراش حتى يتصل لها بالطبيب لعلاجها، وبعد ان فحصها الطيب وعالج حالتها الصحيه السيئة، تأكد كلاوس ان تلك المجنونه ستنتحر ان تركها او ابتعد عنها لسببين الاول انها تحبه، الثاني انها لا تريد العوده لدار الايتام...
Back...
_ كيف حالك؟!
سألته بنبرة مستفهمه وملامح مشرقه وابتسامه عذبة بينما هو لم يهتم بالنظر لها من الاساس وكانت سودايتاه مرنكزتان على تلك التي تعبث مع كلب عمها...
_ بخير وانتِ؟!
سؤاله واجابته الفاترتان جعلها تنهي الحديث قبل ان يصيبها برغبه في البكاء من اسلوبه الجاف معها وفقط اكتفت بردها عليه بنبرة هادئة..
_ بخير..
لم يحاول ان يفتح اي نوع من الحديث، بل لم يحاول ان يطالعها ولو بنظرة واحده، انه يتعمد كسر قلبها، وايلامها بشكل غير معقول، لما يفعل هذا هي لا تفهم للاسف، اغمضت عيناها بألم عندما نظرت لما ينظر له وعلمت انه يتابع حبيبته السريه في خفيه، فهو يحبها منذ عام ولم يخبرها، عام كامل وهي تعيش في هذا الجحيم، ترى حبيبها ينظر لاخرى ويراقبها ويهتم بها، اما هي فلا شئ، لم يحادثها حتى، بل لا يراها من الاساس...
اتجهت نحو الداخل لتتركه، او لنقل لتبتعد عن نطاقه الذي يؤذيها ونظرت لملامح وجهها بالمرآة، لم تكن فائقه الجمال، كانت عادية ، عيون بنيه، بشرة قمحيه وشعر اسود طويل، وجسد ممتلئ قليلاً وهذا اكثر شئ يكرهه كلاوس بها، كونها بالنسبه له سمينه، ولكن سمنتها تلك بسبب اضطراب هروموناتها التي رفض كلاوس جعلها تذهب للطبيب لعلاجها، متحججاً انهما سينفصلان قريباً و هما لا يتضاجعان من الاساس فلا داعي لان تهتم بنفسها...
اغمضت عيناها بألم وشعرت بكلاوس يقف خلفها وعندما فتحت عيناها واستدارت لتواجهه صفعها على وجهها، ولم تفهم ما الذي فعلته لتتلقى تلك الصفعه ولكنها فهمت ما ان وضعت يدها على وجهها ورأت انها كانت تبكي ولقد حذرها اكثر من مرة من امر بكائها الذي يشعره بالاشمئزاز منها ومن ملامحها...
ترنحت للخلف اثر الصفعه وتقهقرت نحو الخلف خوفاً منه حتى لا يصفعها مرة اخرى، وابتعد عنها قبل ان تسمعه يردف بنبرة قاسيه غير مهتماً بقسوة حديثه واثره السئ عليها كأنثى...
_ اولم اخبركِ ان لا تبكي، اشمئز من ملامحكِ وانتِ تبكين، مظهركِ مقرف الا تفهمين...
اومأت له بالايجاب على حديثه كونها سمعت منه هذا الحديث من قبل ولن تكرره مرة اخرى وهذا فقط جعله يبتعد عنها ويزفر بحنق، في الحقيقه هو صفعها حتى لا تحاول التقرب منه مجدداً متعمداً جعلها تكرهه لتطلب الانفصال عنه...
ثم تركها وخرج من الغرفه بينما هي جلست على الارض تبكي بصمت حتى تعبت ونامت على حالها من شده تألم قلبها وجسدها من اسلوبه معها واذيته الشديده لها طوال الوقت واستغلاله لطيبه قلبها وحبها له 💔...
بينما هو هبط الدرج واتجه نحو الخارج ليجد تلك الصغيرة تلهو مع الكلب وتعبث معه فأقترب منها ليردف بنبرة هادئة...
_ كفاكِ عبثاً معه انه مفترس...
_ انه لطيف، على الاقل ألطف من رجال ابي...
قالتها مونيكا بنبرة ساخرة وهي تعبث بأناملها في فراء الكلب...
_ لهذه الدرجه لسنا لطفاء ..!!
قالها كلاوس سآلاً اياها بنبرة ساخرة...
_ في الحقيقة انتم حفنى من العهرة اسفل ستار الزعيم، وان لم يكن موجوداً لازداد فجركم...
قالتها مونيكا بنبرة مستهزئة ونظرت له بغرور ثم ابتعدت عن الكلب وتحركت نحو الداخل تاركه اياه يقف وحده وصدم من حديثها الذي يقلل منهم، بل منه هو كونه ذراع الزعيم اليمنى وهذا يعني انها تقصده بحديثه كونه خبيث ولئيم ولا يجب ان يؤتمن على شئ...
اتجه ليصعد الدرج مرة اخرى واتجه لغرفته وفتح الباب وبحث عن ليزا بعينه فلم يجدها حتى وصل امام المرآة و وجدها نائمه على الارض، بوضعيه الجنين، واثار الصفعه قد اخذت لونها الازرق على وجهها مسببه لها مظهراً غير لطيفاً...
فأتجه نحوها وحملها من على الارض فنهضت منتفضه من بين ذراعيه تنظر له بذعر وتفاجأ من رده فعلها، هذه المرة الاولى التي تخشاه وتفزع بهذه الطريقه من اقترابه منها، وفهم انها بدأت تكرهه على ما يظن وهذا مؤشر جيد ولكنه حاول تهدئتها...
_ اهدئي فقط سأحملكِ للفراش...
قالها بنبرة هادئة مطمئنة ليجدها ترد عليه دون ان تنظر له وعلقت نظراتها بالارضيه...
_ لا، اريد ان ابقى هنا...
_ لا يمكن ان تبقين على الارض، ستمرضين...
رد عليها كلاوس بنبرة هادئة وبنبرة منطقيه حتى يهدئها من خوفها المبالغ فيه، ليسمعها تصرخ به سآله اياه بنبرة غاضبه من حديثه وطريقته التي تتبدل كل دقيقه حتى انها ظنت ان لديه انفصام في شخصيته من شده تغيير مزاجه في الدقيقة الواحده...
_ لما تهتم هااه؟! هل هذا سيعنيك ان مرضت، لا تقلق لن انقل لك العدوى سأذهب لغرفة اخرى وقتها...
_ ليزا، اهدئي ودعيني احملكِ للفراش..
قالها كلاوس بنبرة هادئة وهو يضع يده اسفل ركبتيها ولكن وجدها ابتعدت عنه رافضه اياه ان يلمسها...
ففهم انها اصبحت تهابه وتكره لمسته وهذا جيد بالنسبه له فنهض مبتعداً عنها وتركها على حالها تلك واتجه للمرحاض بينما هي ظلت تبكي مجدداً على اذيته لها واختلاف مزاجيته كل دقيقة، وشعرت بالحسرة كونها كانت تريد قليلاً من هذا الاهتمام والحب الذي يهديه لتلك الصغيرة التي لا تراه ولا تهتم به حتى بل وتعامله بغرور وكبر...
****
تعليقات
إرسال تعليق