Obsessed with Donna (+18)
الفصل السابع عشر...
بعد مرور اسبوع...
عاد الزعيم ورجاله للقصر بعد ان خرجت ريما من المشفى واصبحت بصحه جيده، وعادت ماتلدا لمنزلها هي ايضاً، وما ان وصلت لمنزلها، وهبطت من السياره متجهة نحو البوابة لتفتح لنفسها الباب وجدت طرد وصل لها اثناء غيابها انحنت لتلتقطه وفتحته وشعرت بالخوف ما ان رأت ما يحتوي داخله، لقد كانت صورة لكايلي وتم وضع دائرة حمراء حول رأسه..
انهم سيقتلونه، لن يتركونه حياً انه التهديد الثاني لها بواسطة هذا المجهول، يهددها بكايلي، انه سيقتله في مقابل ماذا، هي لا تفهم بعد..
امسكت هاتفها لتتصل بإليكساندر لتعرف منه اين كايلي الذي يتجاهل مكالماتها، رغم تعبها من السفر الا انها تريد الاطمئنان عليه اولاً...
حتى سمعت صوت إليكساندر يرد عليها سآلاً اياها بنبرة متعبه من السفر هو الاخر..
_ ما الامر ماتلدا؟!
_ اين كايلي...؟!
سألته بنبرة متوترة نوعاً ما ومسدت جبينها بقبضتها بتعب، تشعر بالتعب، تعب لعين يحتل كيانها...
_ لا اعرف عندما عدت لم اجده بالقصر، وآنا لا تعرف هي ايضاً اخبرتني انه جاء له اتصالاً بالصباح ولم يعد للان...
رد عليها إليكساندر بنبرة هادئة ولم يفهم بعد لما هي متوترة لهذه الدرجه، فالامر ليس به داعي لكل هذا الخوف على ما يظن...
_ كيف لا تعرف مكانه ولم يعد للقصر الي الان ؟!، هناك من يهددني بقتله لكايلي، لا اعرف من هو وماذا يريد، كل ما اعرفه انه عاهر، عدو قديم لكايلي او لي ربما يحاول استفزاز كلانا، لقد وصل لي طرد ونحن بروسيا، يحتوي على صورة كايلي وعلامة حمراء تحيط برأسه، اعتقد انهم سيحاولون قتله...
قالتها ماتلدا بنبرة خائفه، لن تستطيع ان تفقده بل لن تتحمل ان تفقده، تشعر بالرعب بمجرد ان تتخيل انه قُتل على يد مجهول، فهي وإليكساندر اعدائهم بأعداد شعرات رؤوسهم...
ناهيك عن اعداء كايلي نفسهم، فالامر يمكن ان يخرج عن السيطرة ان اجتمع ثلاث انواع من الاعداء للانتقام من كايلي وعائلته عن طريقه هو، ألقت بالطرد وارتدت ثيابها، عليها ان تتجهز لتراه، انه هو، نعم جحيمها عليه ان تراه تعلم ان علاقته واسعه ويمكنه ان ينقذه...
سحبت سلاحها لتضعه بخصرها للاحتياط فهي لا تضمن ما هي رده فعله ما ان يراها بعد تلك السنوات، اتجهت لسيارتها مجدداً لتدلف لداخلها وقادتها حيث منزله، فهو لا يبعد كثيراً عن العاصمة مكسيكو..
وصلت بعد فترة ليست بطويله تقف امام منزله الضخم او لنقل قصره الفخم الذي يقف امامه آلالاف الحرس يطالعون الجميع كالصقور دون كلل او ملل، فهذه مهمتهم في النهايه، حمايه عاهرها اللعين، او لنقل والدها الداعر...
اخرجت سيجارة لتشعلها عليها ان تجد طريقة لتدلف لقصره، فحيلة تخطى هذه الحشود الغفيرة من الحرس فكرة غير جيدة ولن تجدي نفعاً مع هولاء الوحوش...
هبطت من سيارتها وغطت عيناها بنظارتها الشمسيه لتتجه نحو البوابه فرأت الحارس ينظر نحوها وتعجب انها الدون، ماذا تفعل الدون هنا يا ترى...
_ تحتاجين لمساعده سيدتي؟!
سألها الحارس بنبرة رسميه محترمه فهو لا يتعامل مع اي امرأة بل الاسوء على الاطلاق..
_ اريد رؤية الداعر الذي يقبع بالداخل...
قالتها ماتلدا وهي تطفئ السيجار حارقه به حواف حديد البوابة الذي يفصل بينها وبين الحارس...
_ من تقصدين سيدتي يبدو انكِ اخطئتي بالعنوان؟!
قالها الحارس بنبرة مرتعبه من ملامحها ما ان رائها تخلع نظارتها رافعه اياها اعلى شعرها لتطالعه بنظرات حاده صارخه به بغضب...
_ دع كارلوس سليفادور يقابلني، اريد رؤيته..
ضغط الحارس على الانذار ليبلغ زعيمه بأن الدون تود رؤيته، واتى صوت سيلفادور ساخراً للغايه ما ان عرف انها ماتلدا، قادمه بنفسها لتراه يا لحسن حظه حقاً...
_ دعها تدلف ...
قالها سيلفادور بنبرة آمرة ميته واغلق الخط سريعاً دون نقاش اخر...
دلفت الدون من البوابه بخطوات متزنه تطالع الحرس الذي يملئ القصر بكل مكان، تكاد تجزم ان هناك حارسان بالمرحاض واحدهم بالغساله واخر بالصحون واخر في اكياس الطعام واخر بخزانه الطعام...
سخرت بداخلها انه يخشى على نفسه من الموت لهذه الدرجه يؤمن نفسه من الدابه ان مرت من امام قصره حتى، مريض حقاً، وصلت لباب المنزل وقبل ان تطرق رأته يفتح لها الباب فطالعته بصمت قبل ان يحرك رأسه لها بمعنى ان تدلف وما ان فعلت تحركت لتخلع معطفها لتضعه على الاريكه وتبعها هو ليجلس امامها...
_ اعلم انكِ لست هنا من اجلي ماتلدا فلتقولي ما عندك وترحلي قبل ان يعود بناتي ويروكِ...
قالها كارولوس بنبرة بارده وطالعها بزومرديتاه بنظرات حادة نوعاً ما، لا يطيق رؤيتها حتى..
_ وهل انا عاهرة آتيه لتضاجعني، فليتأتي من يريد انا لا اهتم، اسمعني جيداً سيلفادور، لست هنا بالفعل لحل الماضي انا هنا من اجل كايلي...
قالتها ماتلدا بنبرة ساخرة غير عائة بنظراته الجحيميه نحوها فهذا سيكون اخر اهتمامها ان تتشاجر مع والدها المزعوم الان تحديداً...
هي في حاجه لمساعدته ليس الا، وما ان ينتهي كل هذا لا تريد رؤيته مجدداً، فأردف سيلفادور بنبرة ساخرة..
_ حبيبكِ الجديد في مشكلة بسببكِ...
_ انه ليس حبيبي...
قالتها ماتلدا بنبرة مشمئزة من سخريته اللاذعة عنها وعن كايلي، لا تعرف كيف ستتحمل تلك الدقائق دون ان تنهض وتفتك به وتنهي كوابيسها اللعينه بشأن ما فعله بها وهي صغيرة للابد..
_ اريد ان اعرف اين هو؟! لديك علاقات كثيرة بكل بقاع العالم، هل يمكنك ان تساعدني؟!
سألته ماتلدا بنبرة ميتفسرة مطالعه ملامح وجهه التي لا تكره سواها رغماً عنها...
_ وما المقابل ايتها الدون، مال، جاه ام سلطة وقوه؟!
سألها سيلفادور بنبره ساخرة من طلبها، اتأتي اليه ليساعدها في البحث عن عشيقها السري، تباً لقد قام بتربية عاهرة مثل والدتها التي انجبتها تماماً لم يختلافا عن بعضهما...
_ انت...
صرخت بها ماتلدا وكادت تسبه وتلعنه على استغلاله لكل فرصه متاحه امامه، انه لا يفعل شئ بلا مقابل حقاً، لتسمعه يهددها بنبرة بارده وهو يشير للحرس الذين يقفون خلف نافذة التي تجلس امامها مباشرة، وكان يقف امامها ما لا يقل عن عشر حراس فقط بأشارة منه سيقومون بأبادتها تماماً...
_ اترين الحرس ماتلدا، يمكن بأشارة واحده مني ان اجعلهم يقومون بتصفيتكِ وقتها فقط ستعرفين جيداً من هو سيلفادور...
تهديده لها جعله تتراجع عما كانت ستقوله و وجدته ينهض ليجري اتصالاته اللعينه لعله يصل الي هذا المدعو كايلي وسألها بنبرة هادئة...
_ ألديكِ صورة له؟!
وقتها اخرجت الطرد الذي وصل لها لتعطيه له ونظر لملامح الاخر انه يشبه احدهم قد رائه مسبقاً ولكن ذاكرته لا تسعفه على تذكره، تباً تلك العينان الحادتان، والفك الحاد والجسد العضلي انه يشبه احد يعرفه جيداً، بل يشبهه تماماً ما هذا واللعنه...
اعاد نظره لماتلدا ولكنها لم تمنحه رداً بشآن ما رأه، ولكن يبدو ان هذا الشاب مهماً للغايه والا لم يكن ليرى ماتلدا امامه تريد مساعدته لتعرف اين هو..
انهى اتصالاته لتعاود هي جلوسها وكأنها جالسه على الجمر، تريد ان تعرف اين كايلي؟! وهل هو بخير ام لا؟! ولما لم يتصل بها إليكساندر ان عاد سالماً لما لم يطمئنها حتي ان عاد للقصر؟!
جلس سيلفادور امامها ليردف بنبرة حاده سآلاً اياها عن ماهية الشاب ومن اين تعرفه ..
_ من هذا الشاب ماتلدا..؟!
_ لما تسأل...؟!
فردت عليه بآستفسار مشابه لخاصته، لن تريحه كما لم يريحها عندما كانت طفله، لن تعطيه اجابات ترضيه، لن تفعل وان اصبحت جثة حتى..
_ لانه يشبه احداً اعرفه جيداً..
قالها سيلفادور بنبرة مفكرة وبدا شارداً في ملامح كايلي لتقاطعه ماتلدا رادفه بنبرة بارده لانهاء هذا الحديث المشحون بالتوتر ..
_ لا تتدخل فيما لا يعنيك سيلفادور الاتفاق بيننا ان تعيد كايلي سالماً وفي المقابل سأرحل قبل ان يراني بناتك او لنقل شقيقاتي ..
طالعها سيلفادور بنظرات غاضبه، فهو لم يساومها على موعد رحيلها في مقابل احضاره لهذا الفتى ولكن ليكن اذن حتى يتخلص منها سريعاً فهو لا يريدها ان تقترب من فتياته على كل حال...
بعد عده سويعات وصل رجال سيلفادور لمكان كايلي اخيراً كان مصاباً اصابات عميقه ببطنه وصدره واخرى بعنقه كادت تؤدي بحياته، وصلوا به لقصر سيلفادور وركضت ماتلدا لتتفقده بسرعه تحاول ان تعرف ما الذي ألم به...
ولكنه كان شبه فاقداً للوعي، رؤيته مشوشه ولسانه ثقيل لا يستطيع ان يشكل كلمة واحده مفهومة وقررت ان تأخذه وتعيده الي منزلها لانه الاقرب من قصر الاخر وبعدها ستعيده لزعيمه مجدداً...
اما سيلفادور فتعجب من اهتمام ماتلدا بهذا الشاب كثيراً، وخوفها عليه ازاد شكه نحوهما، ولكنه لم يهتم، هو فقط ارادها ان ترحل من هنا وهذا ما فعلته ماتلدا دون ان تسمعه منه ونهضت تسند كايلي ليرحلا من هذا المكان الذي عاشت به اسوء طفوله بحياتها كلها...
لاعنة تشتتها لمجرد رؤيه سيلفادور الذي كان يبث الرعب في نفسها وهي طفله، ولاعنة حظها العاهر الذي اوقعها مع عائلة مقرفه كتلك، وصلت لسيارتها وادخلت كايلي بحذر واتجهت لمقعد القيادة لتقود سيارتها عائدة لمنزلها لتطيب جرحه..
عليها ان تعرف من خلف هذا الامر ولن ترحمه ان عرفته، فلم يصاب كايلي بحياته سوى مرة واحده عندما اُختطف وكان وقتها صغير السن غير مدرباً او مؤهلاً له بينما الان الامر اختلف، فهو رغم تدريباته القاسيه الا انه اصيب بطعنات مختلفه ومتفرقة وهذا لا يعني سوى شيئاً واحد، انهم كتائب من الاعداء وليس فرقة او مجموعه او ربما حتى ثلاث او اربعه، لان بهذا العدد كان كايلي كفء ليقضي عليهم، وليسوا اي اعداء ايضاً بل اعداء مدربين جيداً...
وصلت به لمنزلها اخيراً و اوقفت السيارة لتهبط منها بسرعه واتجهت لتفتح باب السيارة من الناحيه الاخرى لتساعد كايلي على الترجل منها ليدلفا لداخل منزلها...
اجلسته على الاريكه بحذر واتجهت نحو مطبخها تحضر علبه أسعافتها الاوليه، فلقد وضعت بكل ركن علبه خاصه من تلك الاسعافات لربما تحتاجها وها هي كانت ذات فائده...
اتجهت لتجلس بجانبه وخلعت عنه سترته وقميصه لتبدأ في تضميد جرحه جيداً، وامسكت منشفة نظيفة مبتله لتضعها على رأسه، فلقد ضرب جسده الحمى من تأخيرها في تطهير جرحه ويبدو انه تعرض للتلوث ايضاً، كشفت عن عضلات بطنه التي اصيبت بطعنات متفرقة، لا تصدق انها تراه يحتضر امامها عاجزة عن مساعدته، اللعنه، هذا ما قالته وبدأت تحاول ان توقف نزيفه بكل الطرق ولكن بلا فائده، عليها ان تخيط جروحه واحضرت ابرة نظيفه وامسكت قداحتها تشعلها لتحرك سن الابرة عليها حتى تلون طرفها بالحمرة واخذت ذلك السلك الطبي لتبدأ في تخييط جرحه وهنا شعرت بتأوهاته المتألمه اثر ذلك الخيط الذي ينغرز بلحمه ويخرج من الجهة الاخرى...
لا تنكر خوفها، نعم هي خائفه للغايه ولكن ليس مما تقوم به بل عليه هو، هي خائفه ان تفقده، لن تتحمل ان تخسره ابداً، اخذت تخيط جروحه بمهارة رغم ارتعاشه اطرافها التي اصبحت غارقة بدمائه، ولم تتحمل ان تراه على هذه الهيئة ابداً ورغماً عنها هبطت العبرات من بنيتاها ولكنها مسحتهم سريعاً لتنجز ما تقوم به وتنقذه قبل ان يفقد المزيد من الدماء..
انهت تضميد جميع جراحه عدا عنقه كان من الصعب ان تقوم بتخييطه فجلد رقبته نحيل لقله دهونه، فكان الامر شاق عليها وهي تخيط جروح بطنه، وسيكون الامر اصعب في عنقه فنهضت تغسل يدها سريعاً تحاول ان تفكر في طريقه لتضميد جرح رقبته، ولم تجد سوى حل واحد كريم مطهر ومضاد حيوي قوي، بالاضافه لبعض كريمات الجروح وقطن وشاش طبي كثيف، هذا هو الحل واتجهت للخارج مره اخرى وحملت سلاحها ومعطفها واتجهت لخارج المنزل ستحضر ما ستحتاجه من الصيدليه المجاورة لمنزلها وبعدها سترى ما يمكنها ان تقوم به...
_ اريد كريم مطهر، ومخدر موضوي، ومضاد حيوي ذو مفعول قوي، وكريم للجروح وقطن وشاش طبي..
امرت ماتلدا الممرضة التي تقف امامها تطالعها بصدمه خفيفة من كل تلك الطلبات التي تريدها..
ولكنها في النهاية امتثلت لها لتحضر لها ما تريده واتجهت نحوها تضع ما طلبته امامها واردفت بنبرة هادئة...
_ هذا المضاد الحيوي يأخذ مرتين بموعد محدد كل 12 ساعة، وهذا كريم مطهر يوضع مرتين فقط لان كثرته تسبب الالتهابات، اما هذا الكريم فهو مخدر موضعي يخفف من الالم بشكل مؤقت يوضع ثلاث مرات في اليوم، كل 8 ساعات، وهذا القطن والشاش الطبي، واخيراً هذا كريم الجروح يوضع مرتين ويمكن استخدامه مع المطهر والمخدر ليس به ضرر ويمكن ان تخلطي الثلاث معاً ايضاً وتلطيف المنطقه المصابه بها لدقائق حتى يبدأ في التخلل لاعماق الجلد، لا تقلقي لن يسبب اي حرق او حكه، هو فقط منعش قليلاً وبارداً..
ابتسمت ماتلدا لها و وضعت الممرضة لها الاشياء بحقيبة كبيرة لتأخذها ماتلدا ودفعت حساب طلباتها وخرجت تدلف لسيارتها لتعود للمنزل سريعاً لتنقذ حياة الراقد هناك بين الحياة والموت..
وصلت للمنزل ودلفت للداخل حامله تلك الاغراض التي احضرتها لتجده نائم وقد ازال المنشفة المبتله عن رأسه، اللعنه، هذا ما قالته وتوجهت نحوه تتفقد حرارته لتجدها عالية نسبياً، فأعادت المنشفة على رأسه وسحبت الكريمات لتخلطهم كما اخبرتها الممرضة وبدات تضع كميه مناسبه على عنقه مكان اصابته بها ودلكت المنطقه حول الاصابه برفق حتى تخلل الكريم لجلده وامسكت القطن والشاش الطبي لتضعه علي مكان الاصابه وسحبت الشريط اللاصق الطبي لتقص جزء منه وثبتت به القطن والشاش حتى لا يتلوث جرحه...
نظرت لملامحه التي كانت تعاني منذ سويعات، لتلك الملامح المرتاحه قليلاً وامسكت بقبضته تقبلها، لا تصدق انها كادت تفقده، لن تتحمل هذا ابداً...
ونهضت من جانبه لتصنع له بعض الحساء ليتناوله ما ان يستيقظ، فهو في النهايه نباتي يكره اللحوم فلن تضع له لحم وستستبدلها ببعض المرق والجبن..
ولكن قبل ان تذهب وجدته امسك بقبضتها لتسمعه يهلوس ربما او ربما عنى ما قاله...
_ ابقي بجانبي امي...
فأضطرت ان تمتثل له وتجلس بجانبه حتى يفق وبعدها ستعد له الحساء، وظلت جالسة بجانبه تتأمل ملامحه الوسيمه، لا تصدق انه نادها بماما بعد كل تلك السنوات، فدائماً ما يتجاهل كونها والدته ويتعامل معها كماتلدا او الدون او ربما صديق قريب منها...
تحسست قبضته لتشعر به يضغط عليها بخفة لتعرف انه استيقظ وقد نجحت في انقاذه بالفعل فأقتربت منه تقبل جبينه وتلمست شعيراته الناعمه السوداء براحه قبضتها حتى شعرت به يفتح عينه ببطء وطالعها لدقائق في صمت ثم ابتسم لها بلطف قبل ان يردف بنبرة متعبة ...
_ اين انا؟!
_ لا تقلق انت في مكان آمن لقد انقذك سيلفادور...
قالتها ماتلدا بنبرة هادئة وهي تطمئنه انه بأمان الان...
_ هل اخبرتي ابي بالامر؟!
سألها بنفس نبرته المتعبه وهو يتحسس حرارته التي شعر بأرتفاعها فجأة بدون سبب...
اتجهت ماتلدا لتمسك بالمضاد الحيوي وسحبت منه قرص لتمد بقبضته له ليتناوله وناولته كوب المياه ليبتلع الحبة واعاد لها الكوب لتضعه مجدداً...
_ لم اخبر احد بعد بما حدث لك، اخشى ان يفقد إليكساندر سيطرته ويحرق العالم فوق رأس الجميع ان علم بما حدث لك...
قالتها ماتلدا بنبرة متردجه نوعاً ما ورأت ان الافضل الان ان تبقيه بأمان الي ان يتعافى...
_ لا تخبري ابي اتركيه الان وانا سأتعامل مع الامر، والداعر الذي فعل هذا، هو تو يونج ذلك الياباني اللعين الذي يظن نفسه بأحد افلام النينجا خاصتهم يقفز ويطير كالفتيات البالية..
ورغم ما قاله كايلي مع نبرته المتعبه الا انها ابتسمت، فتو يونج امره بسيط ستمحي سلالته وسلاله عائلته من اليابان بأكملها وجيد انها توصلت لطرف الخيط الذي سيقودها له...
قبلت جبينه مجدداً وقامت بتدثيره جيداً بفراشها الخاص واتجهت نحو المطبخ بعد ان سحبت سلاحها استعداداً لاي هجوم طارئ عليها هو وابنها في تلك الليلة، وسحبت هاتفها لتحادث آدم، الاقرب لليابان بالنسبه لها، لا تعرف كيف ستخبره بهذا الامر ولكن عليها فعل هذا...
_ اريد منك خدمة...
قالتها ماتلدا لتسمع ادم يتحدث عبر الهاتف معها مهمهماً بالايجاب لتكمل هي...
_ اريدك ان تقتل زعيم المافيا اليابانيه ذلك اللعين الذي يدعو تو يونج...
_ ماذا فعل...؟!
سألها آدم بنبرة هادئة ليفهم منها سبب قرارها الغريب فهو يعرف ان تو يونج طائش احياناً ولكنه ليس نداُ لماتلدا، لما تريد قتله اذن ...
_ كاد يقتل طفلي آدم...
صرخت بها ماتلدا عبر الهاتف بغضب فأبعد آدم الهاتف عن اذنه من صراخها ثم اعاده لاذنه مجدداً ما ان توقفت عن الصراخ ليسألها بأهتمام عن كايلي ففي النهايه هو ابن شقيقه اي هو عمه...
_ هل كايلي بخير...؟!
_ لا اعرف لقد حاولت انقاذه، تحدث معي قليلاً قبل ان ينام مجدداً من التعب...
قالتها ماتلدا بنبرة مرتبكه وعيناها تتابع كايلي من داخل المطبخ وجيد انها لم تنسى تفعيل نظام الحمايه الذاتي الخاص بالمنزل..
_ لكِ هذا سأنهي امره..
قالها آدم بهدوء ففي النهايه هو لا يحبذ ان يرى شاباً بقرب عمره يتأذى بلا سبب معرف بعد وليس اي شاب بل بينهم صلة قرابه بالدم...
_ اريده حياً بعد ان تقتل عائلته، فأنا من سأتعامل معه آدم...
قالتها ماتلدا بنبرة آمرة وشعر ادم بالصدمه كونها تريده حياً، هذا الداعر لن يخرج حياً من اسفل قبضتها...
همهم لها بالايجاب لتغلق الخط بعدها واتجهت لتعد الطعام لصغيرها، فمهما كبر مازال صغيرها، انتهت من اعداد الطعام له بعد بعض الوقت وخرجت لتضعه على الطاولة ثم اتجهت لتوقظه لتجده يطالعها بتعب واسندته ليجلس بأريحية واضعه خلفه وسادة ناعمة حتى لا تؤذي جسده الذي هو في فترة التعافي...
_ كايلي، كايلي هل انت بخير؟!
سألته ماتلدا عندما رأت التعب والارهاق واضحان على معالم وجهه....
_ بخير امي، فقط انه اثر الدواء..
قالها كايلي وقد بدأ يشعر بمفعول المضاد الحيوي واثره على جسده فهو من سيجعله يصمد خلال تلك الفترة، سيشعره بالتعب ولكن سيحسن حالته سريعاً بسبب تلوث جرحه وعدم تطهيره على الفور...
همهمت له ماتلدا وبدأت تساعده وتطعمه بنفسها حتى شبع وبلا مقدمات ألقى برأسه على ساقها فأبتسمت بخجل فهي لم تعتاد على هذا الامر، او ربما لم تسمح لاحد بفعل هذا، ولكن في النهايه هذا ابنها فوضعت صحن الطعام الفارغ على الطاوله وخللت اصابعها بشعيراته السوداء حتى نعس وعاد للنوم مجدداً...
___________________________________________________________
صباح يوم جديد...
لم يعرف اين هو منذ الامس وانقطعت اخبار ماتلدا هي الاخرى، يشعر ان هناك شيئاً حدث له او ربما لكلاهما وهو لا يعرف، ولكن رجاله اكجوا له انهم لم يجدوهم بأي مشفى او حتى مكان اخر، ولكنه يشعر بالخوف على كلاهما، لا يشعر بالامان خاصه بكون كايلي مستهدف من احدهم يريد قتله او انهاء حياته، يبدو له الامر صعباً قليلاً ان يتقبله...
نهض من فراشه وامسك هاتفه ليتصل بماتلدا واتاه ردها الناعس بهمهمة مجيبة من شده تعبها ويبدو انها كانت نائمه...
_ لما لم تتصلين بي لتخبريني بما وصلتي له...؟!
سألها بنبرة هادئة مهتمة لعله يعرف اين هو شبله الذي لم يعود للقصر بالامس..
_ عدت متعبه، وكان يجب علي ان انام والا فقدت وعيي...
قالتها ماتلدا بنبرة متعبه وهي تحاول ان تسترد جزءاً من وعيها لتكون معه...
_ اعتذر لكِ، خذي راحتكِ وعندما تفيقِ حادثيني..
اعتذر لها بنبرة هادئة بدأ لها وقاره واحترامه من خلالها وشعرت بأهتمامه بتعبها حتى ولو بطريقه غير مباشرة الا انها شعرت بهذا..
فأغلق معها الخط ما ان سمع همهمتها الموافقة و اتجه نحو الخارج ليبحث عن آنا لعلها تعرف مكانه، او على الاقل وصلت له، ولكنه وجدها جالسه وحدها تبدو حزينه فعلم ان كايلي لم يعد بعد ولم تعرف عنه شيئاً للان...
فأضطر ان ينتظر ماتلدا ان تفيق وتحادثه لعله يعرف اخر ما توصلت اليه من خلالها هي، واجتمع الجميع على طاوله طعام الافطار كانت آنا تبدو حزينه وشارده على غير العاده، فلم يفضل ان يسألها لانه بالفعل يعرف سبب حزنها، بالتأكيد تفتقد كايلي مثله تماماً...
ورأى كاسبر يطالع الجميع بشرود يبدو في حاله لا وعي او شارد نوعاً ما يفكر بصوفيا او ربما بخسارته لابريل، وروبرتو يبتسم لناتلي ويبدوان انهما بعلاقه منذ فترة ليست طويله، اما خواسيه وآكيارا فهما يشبهان القط والفأر يتشاجران احياناً ويصبحان بخير احياناً اخرى...
ورغم ان آكيارا علمت ان شقيقتها قد قتلت الا انها لم تصدر اي ردة فعل بشأن هذا الامر بالتحديد، لكونها كانت تكره احياناً تصرفات شقيقتها، ولكن لم تتوقع ان تقتل بتلك الطريقة البشعة ابداً...
< بعد ساعة.. >
استمعوا لطرق على باب القصر لينهض إليكساندر ليفتح وتفاجأ بماتلدا تمسك بكايلي وتحاول ان تسنده حتى لا يقع، بينما وقع قلب إليكساندر لرؤية حالته الغير مطمئنة بالنسبة له، فهو لم يعتاد عليه بهذه الهيئة ابداً واقترب منه ليساعد ماتلدا في حمله ودلفوا به للداخل...
انصدم الجميع من هيئة كايلي فتلك اول مرة يروا كايلي على تلك الحاله فهو لم يكن بهذا الضعف من قبل، ما الذي حدث له يا ترى، ساعده إليكساندر ليجلس على الاريكه واضعاً بعض الوسائد المريحه خلف ظهره ليغمض كايلي عيناه بتعب...
بينما اقتربت منه آنا تطالعه بحزن وانفجرت باكيه رغماً عنها ما ان رأت حالته التي يبدو عليها التعب والارهاق بالاضافه لاصاباته التي تقبع بجسده العضلي وارادت ان تجلس بجانبه ولكن ماتلدا سبقتها لتطمئن على حالته وتحسست جبينه بأهتمام وشعرت آنا بوجود شئ خاطئ بتلك المرأة التي تتقرب من حبيبها بلا وجه حق...
ورغماً عنها شعرت بالغيرة الشديده من تقربها منه لهذا الحد وزفرت بحنق، تتمنى ان ترحل تلك المرأة حتى تجلس بجانبه وتطمئن على حالته بنفسها، لتسمع ماتلدا تردف...
_ انه تو يونج الذي قتلت زوجته منذ عام، كان يحضر كتائبه ليهجموا عليك ولكن وجودا كايلي هو نقطة ضعفك فقرروا ان يقتلوه...
_ ومن انقذه..؟!
سأله بأستفسار وهو يطالعهما بنظرات مهتمة...
_ سيلفادور...
قالتها ماتلدا بنبرة بارده، لا تصدق انها تقول اسمه بشكل تلقائي كباقي البشر ولا تتعامل على انه وحشها المخيف الذي يؤرق احلامها كل ليلة...
تفهم إليكساندر ما حدث ولم يعلق على الامر على الاقل بالوقت الحاضر حتى لا تكون مشكله بسبب لجوئها لهذا الداعر الذي كان سبباً في ألقائها بقبضة كوسكا اللعين...
_ لنا حديث اخر بشأن هذا..
قالها إليكساندر بنبرة هادئة قاصداً بحديثه على تدخل سيلفادور بشأن كايلي ....
تحسست ماتلدا حرارة كايلي بشفتيها التي وضعتها على جبينه وتعجبت آنا من تقاربهما لهذا الحد، مما اشعرها بالغيرة الشديده، ولكنها لم تعلق، و وجدتها تتحرك نحو المطبخ لتعد لكايلي بعض الحساء، بينما آنا اقتربت من كايلي وسحبت رأسه بلطف لتستقر على صدرها وظلت تمسد جبينه وفكه بأناملها وتعجب إليكساندر من تقاربهما، هل تصالحا وهم بروسيا؟!، سيعلم التفاصيل لاحقاً...
< بالمطبخ >
_ اتريدين مساعده دون ماتلدا؟!
سألتها ناتلي بنبرة محترمة هادئة مستفسرة عن كيفية مساعدتها...
_ لا، فقط سأعد لكايلي بعض الحساء..
قالتها ماتلدا بنبرة هادئة وألتفتت تبحث عن المكونات التي تحتاجها..
_ يمكنني ان اساعدكِ سيدتي..
قالتها ناتلي بنبرة هادئة وهي تحاول ان تبحث معها عن ما تريده..
_ فقط احضري لي جبن، ومرق، وبصلة صغيرة وبعض الطماطم، ومياه ساخنة وبعض الخضروات الطازجه...
قالتها ماتلدا بنبرة هادئة وهي تملي عليها ما يجب عليها احضاره بينما الاخرى هزت رأسها بالايجاب وهي تتجه نحو خزانه الطعام لاحضار ما تريده...
وقفت ناتلي تطالع ما تقوم به ماتلدا، كانت محترفة وطريقه تقطيعها لخضروات كانت هائلة، اين تعلمت هذا؟!، كيف لم تصبح تلك المرأة طاهية مثلاً او ربة منزل لطيفه،ولكنها نفضت افكارها وهي ترى ماتلدا تنهي وضع مكونات الحساء بالطنجرة التي وضعتها على النار ورأت إليكساندر يأتي نحوها واهداها الهاتف الخاص بها...
_ انه آدم...
قالها إليكساندر بنبرة هادئة وهي يعطيها الهاتف لتجيب عليه..
وهمهمت بالايجاب لتسمع آدم يردف بنبرة بارده...
_ لقد انتهى الامر دون...
_ فلتحضره للمكسيك وألقي به بمخزن عائلة ابرهام الي ان اتفرغ له، وشدد الحراسه عليه جيداً آدم لا تترك حارس يغفل عن لعنته ذلك الطائر المحلق...
قالتها ماتلدا بنبرة آمرة وانهت حديثها واغلقت الهاتف دون سماع رده ويبدو انها غاضبه...
_ كيف لك ان تكون بارداً هكذا، وكايلي بهذه الحاله؟!
صرخت بها ماتلدا بإليكساندر الذي لم يبدي اي رده فعل منذ دخول كايلي للقصر على حالته تلك...
_ كيف لكِ ان تلجأين لهذا الداعر الذي يدعى كارلوس سليفادور؟!، كيف تفعلين هذا؟!
صرخ بها هو الاخر بنبره غاضبه فهو يراها مخطئة لانها تهورت وتصرفت بطريقه غير صحيحه حين لجأت لهذا العاهر لينقذ كايلي...
_ لم يكن ليستطيع احد انقاذه سواه..
قالتها ماتلدا بنبرة غاضبه غير عابئة بالوضع الذي هم به، واضطرت ناتلي ان تخرج من باب المطبخ المؤدي للحديقه قبل ان ترى كلاهما يتشاجران وقد يصل الامر للدماء..
_ انتِ متهورة، غير ناضجه وتصرفاتكِ غير عقلانيه، كان يجب ان تخبريني وانا من كنت سأتصرف...
لامها إليكساندر بنبرة قاسيه حاده هادراً بها بكل ما لديه من غضب بسبب عنادها وتصرفاتها المتهورة...
_ لم اكن لانتظرك انت ورجالك لتبحث عن ابني...
قالتها ماتلدا بنبرة غاضبه ولم تعبئ بصوتها الذي ارتفعت حدته وقتها فقط اوقفا الشجار تزامناً مع دخول آنا للمطبخ وقد سمعت حديثهما...
تلك المرأة هي والده حبيبها، تباً لي، هذا ما قالته وتابعتها ماتلدا بنظراتها وهي ترى آنا تنظر بينهما في صمت ولم تصدق ان تلك البربرية هي والدة كايلي، صاحبه ذلك الشعر الاحمر الناري والفك الحاد الانثوي والبنيتان القاسيتان، والجسد الممشوق وكأنها مانيكان مع منحنيات اخذت مساراتها في المكان الصحيح...
أهذه أماً ؟! كيف ؟! لا يعقل ان تكون هذه المرأة اماً ابداً !!!، وسمعت إليكساندر يردف بنبرة حاده ولم يرى آنا التي تقف خلفه بعد ما قالته ماتلدا...
_ لا تنسين انه ابني انا ايضاً ماتلدا، انا والده وانا من يحميه و يرعاه وليس سيلفادور...
كادت تفقد وعيها بسبب تلك الصدمات التي تتلقاها، اللعنة، انها لا تصدق ما سمعته، والده هو إليكساندر الذي اعتبرها كأبنته، لا، لا لا لا، هي لا تصدق ما سمعته من كلاهما، لما لم يخبرها كايلي بالامر، لما لم يخبرها ان والديه احياء، والدته هي الدون ماتلدا و والده هو إليكساندر ابرهام، ورغماً عنها تساقطت العبرات من عيناها من عدم قدرتها على تصديق كل ما سمعته من كلاهما اليوم...
ألتفت إليكساندر لما تنظر له ماتلدا ورأى آنا وصدم من وجودها وتأكد انها سمعت حديثهما ولابد انها الان غاضبه منه، غاضبه للغايه لدرجه انها لن تسامحه ولن تسامح كايلي على تخبئته لهذا الامر عنها بالتحديد...
_ آنا...
قالها إليكساندر ليجد آنا تحرك رأسها بالرفض نحوه غير متقبله لكل ما سمعته وركضت مبتعده عنه واتجهت لكايلي لتجلس بجانبه ورغم غضبها منه الا انها يجب ان تكون بجانبه بهذا الوقت تحديداً فهو مريض ويجب ان تهتم به وترعاه...
_ أهذا ما كنتِ تريديه؟!
سألها إليكساندر بنبرة غاضبه ليرى ابتسامه ماتلدا تعلو ثغرها الوردي واتجهت لتضع الحساء في الصحن وفهم انها كانت قاصده ان تجعله يعترف بالامر بعد ان رأت الاخرى تقف خلفه، لتعرف ان إليكساندر هو والد كايلي رغماً عن انفها وانف الجميع...
تحركت بالحساء للخارج تاركه الاخر خلفها يحرك رأسه بقلة حيله على تصرفاتها المجنونة انه لا يصدق انها كانت تقصد ان تجعله يفقد سيطرته ويعترف بالامر عن عمد فقط لتسمع الاخرى، اتجهت هي لتجلس بجانب كايلي ورأت آنا في حاله صمت تام، تبدو شارده في حيرة من امرها، او ربما تفكر فيما سمعته بالمطبخ...
ابعدت كايلي عن آنا لتسحبه لحضنها لتوقظه وتبدأ في اطعامه، طالعتها آنا بغيظ من حركاتها، ما بها تلك المرأة هل هي زوجته وهي لا تعرف، آتغار على ابنها منها !!، حقاً امرأة سيئة، هذا ما قالته آنا بداخلها وطالعتها بضيق رغماً عنها بسبب تصرفاتها ورأت كايلي وهو نائم بحضنها تطعمه وتبتسم له وشعرت برغبه عارمه في صفعها وابعاد قبضتها التي تلمسه عنه، ولكنها كظمت غيظها وبقت على حالها كما هي...
__________________________________________________________
صباح يوم جديد...
استيقظت صوفيا على شجار بين والدها وزوجته للمرة الالف يتشاجران بنفس الاسبوع ولنفس السبب، والدها يخونها مع سكرتيرته الشخصيه، نهضت بتكاسل من فراشها لتتجه نحو الخارج لتجد والدها قد رحل بالفعل صافعاً الباب خلفه وتوجهت هي نحو زوجه والدها التي كانت تبكي، لا تعرف ما الذي حدث بينهما..
ولاحظت اثار اصابع والدها قد اخذت محلها على وجنتها، هل ضربها والدها؟!، اقتربت منها صوفيا لتهدء من حاله بكائها ولكنها وجدت الاخرى تصرخ بها بغضب..
_ ابتعدِ عني، اتركيني وشأني انتِ السبب في كل هذا، انا آكرهكِ هل تسمعين انا اكرهكِ صوفيا؟!
صدمت حرفياً من غضبها الغير مبرر به، فما ذنبها هي على كل حال، ولما تكرهها وصدمت اكثر من بشاعة ما قالته الاخرى انها تصدق الان ما قاله كاسبر عنها، وقد سخر منها كونها وحيده لم تجد من يحبها، هو محق، فمن احبتها بصدق قد رحلت عن عالمها تاركه اياها تعاني وحدها بهذا العالم القذر...
تساقطت العبرات من بندقيتاها وابتعدت عن تلك المرأة انها لن تتغير، وستظل تكرهها مهما حدث، هي لا تظهر وجهها الخبيث معها الا بغياب والدها عن المنزل، وتظهر المرأة الحنونه المهتمة بها عندما ترى والدها امامها...
اتجهت صوفيا نحو المطبخ تبحث عن شئ لتتناوله ورأت السكين امامها، نظرت لها مطولاً وهي تتخيل نفسها تقطع شراينها لتنهي حياتها البائسة ففكرة الانتحار لا تفارقها على كل حال، ولكنها هدئت من تلك الافكار التي تعبث برأسها متذكرة تمسكها بهذه الحياة فهو من اجل كاسبر الذي تخلى عنها ليس الا...
اغمضت عيناها وسحبت قطع الجبن وخبز التوست لتضع القليل منه عليه وسحبت علبة المربى لتصنع لنفسها القليل، واعدت شطيرتين واتجهت للخارج ورأت زوجه والدها قد هدئت ونهضت نحوها لتتحدث معها ولكن صوفيا تجاهلتها فشعرت بها صوفيا تمسك بقبضتها لتوقفها، فوقفت لتسمعها تعتذر بنبرة هادئة ...
_ انا اسفة صوفيا، لم اقصد...
_ لا عليكِ فشعور الكراهية متبادل زوجه ابي...
قالتها صوفيا رداً على حديثها معها الذي اشعرها بالضعف والوحدة...
فهذه المرأة تتفنن في كسر خاطرها واهانتها كلما سنحت لها الفرصة، ولم تجد لها رادع، فوالدها لا يهتم ان كانت تلك المراة تعاملها جيداً ام لا، فقط يكفيه انها حية امامه..
_ صدقيني صوفيا، انا لم اقصد ما قولته، انا اسفه حقاً، اعتذر لكِ واتمنى ان تسامحيني...
قالتها الاخرى بنبرة معتذرة خجلة من نفسها لانها اهانتها بلا ذنب او داعِ لما فعلته، ففي النهاية قد افرغت عليها كم غضبها من زوجها، وهي لم تفعل شيئاً...
_ لم يعد يفرق ان كنت اسامحكِ ام لا، ولكن انت تحققين رقماً قياسياً في اهانتي كلما سنحت لكِ الفرصة، تعلمين شيئاً كدت افقدت عقلي من برائتكِ معي بالايام السابقه وهدوئكِ الزائد عن الحد ولكن عندما عادت تلك المرأة التي تكرهني عرفت انها لم تختفي قط وانها فقط تنتظر الوقت المناسب للنيل مني كما تفعل دائماً...
قالتها صوفيا بنبرة مشمئزة من اسلوب الافاعي الذي تتبعه معها منذ كانت طفله ورأت شريط ذكرياتها السئ بداخل رأسها والذي يتلخص في معاناتها مع هذه المرأة...
_ صوفيا، اقسم لكِ... حسناً لم يكن علي ان اخرج عليكِ غضبي، انا اسفة صدقيني...
قالتها الاخرى بنبرة مترجيه، لانها حقاً بدأت تحبها، فهي لن تحصل على طفل وبنفس الوقت لا تريد خسارة صوفيا ايضاً...
_ فقط ابقي بعيده عني لقد طفح الكيل بي من اسلوبكِ معي، كفاكِ كراهية لي انا لم اؤذيكِ حتى لكل هذه الكراهية..
قالتها صوفيا بنبرة حزينه وابتعدت عن نطاقها وتشعر بقلبها يؤلمها للغايه بسبب ما قالته، تعلم ان حديثها قاسي للغايه ولكنها هي الاخرى تعاني من معاملتها معها كل دقيقة وكأنها حرباء تتلون كما تشاء لتظهر بمظهر الحقيرة والبريئة والعاهرة وقتما تريد...
تخطتها صوفيا وسارت بخطواتها نحو الدرج فشعرت بالاخرى تركض نحوها لتعانقها، فأبتعدت عنها صوفيا مقاومه اياها حتى سقط صحن طعامها على الدرج، نظرت نحوها صوفيا بغضب جام واجتمعت العبرات ببندقيتاها معلنة عن هبوطهم بينما الاخرى نظرت لها بصدمة من رده فعلها ألهذا الحد تكرهها...
وتوجهت صوفيا نحو غرفتها صافعه الباب خلفها وجلست على فراشها تبكي بضعف، وكل امالها بالحياة قد تبددت وسيطرت فكرة الانتحار على رأسها بشكل كلي، تريد ان تنهي حياتها، ستفعل اي شئ فقط لتتخلص من حياتها بصحبه تلك المرأة التي لا تطيقها...
اغمضت عيناها بقوة وذكريات لها مع كاسبر لاحت امامها وكأنها تشاعدها في شكل فيديو قصير، احداث لطيفه ومشاعر ألطف، محادثات بالساعات وعبارات غزل صريح لها، ولكنها فاقت على ارض الواقع، انه تركها 💔، لقد جعلها تقع بحبه ثم اختفى من حياتها، هذا ما كان يريده منذ البدايه...
نهضت من فراشها واتجهت نحو الشرفة ليضرب هذا الهواء المنعش بشرتها البيضاء التي لا تنتمي للاصل المكسيكي العريق، وتخلل هذا الهواء شعيراتها المموجه ونظرت للمسافه بين شرفتها والارض تحاول ان تقدرها، هل يمكن ان تؤدي بحياتها ام انها يمكن ان تسبب جروح بسيطة فقط وينتهي الامر...
ولكن تعلم انها ضعيفة وجبانه لن تستطيع ان تنتحر وتقتل نفسها، ولكن عليها ان تجد حلاً، لم يتبقَ احد بجانبها، لا والدها، لا والدتها، لا كاسبر، لا آنا او حتى بيانكا، لا احد معها، بضعفها ومحنتها، هي وحيده لدرجه لا يتخيلها احد، طالعت السماء وهي تستند برأسها على السور وحدقت ببندقيتاها نحو الشمس، وتمنت ان كانت مثلها، على الاقل لها فائده، تنير حياة الجميع، بدلاً من ان تكون عبئاً ثقيلاً يتمنى والدها ان يتخلص منها..
ومجرد الفكرة فقط جعلتها تبكي وتشهق بقوة لا تعرف لما عليها ان تعاني، وهل ستظل تعاني هكذا طويلاً ام انها ستجد الخلاص قريباً، وصلت لها رساله على هاتفها فأتجهت للداخل لتتفقده، ورأت رساله من ابريل، من اين احضرت رقم هاتفها وماذا تريد؟!
وكان محتوى الرساله كالآتي...
" اعلم انكِ متعجبه من ارسالي لهذه الرساله لكِ، ولكن ارجوكِ صوفيا، ارجوكِ سامحيني لانني كنت السبب في ابعادكِ عن كاسبر سابقاً وكنت السبب في ابعادكِ عنه الآن"
حقاً العاهرة كانت تعرف بمشاعرها نحو زوجها، ام انها تقصد على صداقتهم؟! لا تعرف في الحقيقة ولم تهتم لتعرف ولكن رأت رساله اخرى يبدو انها تكتبها الان، وعندما ارسلتها قرأتها صوفيا من الاشعارات ولم تدلف للتطبيق الخاص بالرساله حتى لا تظهر علامة القراءة للاخرى..
" لقد ارسل لي كاسبر عقد الطلاق، لقد انتهت قصتنا صوفيا، اتمنى ان تكوني سعيده بهذا الخبر"
ولم تتوقف الاخرى عن الكتابه لتجدها تكمل في رساله اخرى كانت محتواها..
" كاسبر يخفي الكثير عنكِ صوفيا، وان اكتشفتِ اسراره ستكرهينه للابد"
ابتسمت صوفيا بأستخفاف على حديث العاهرة، انها تحذرها من كاسبر حتى لا تقترب منه متحججه بوجد اسرار لديه هي في غنى عن معرفتها، والمطلوب ان تصدقها وتأخذ بنصيحتها، كم هي تحبها وتهتم بشأنها، وتهتم بمصلحتها تلك العاهرة الفاجرة التي تنتقل بين رجلين، لم يكن ينقصها سواها...
وتركت هاتفها على الفراش واتجهت لتقف بالشرفة مرة اخرى تفكر بكاسبر، عليها ان تعرف اولاً ان كان حديث الاخرى صحيح ام لا بشأن عقد الطلاق، ثم سترى ما يخفيه السيد كاسبر عنها ولم يخبرها به مطلقاً...
متعجبه من اخر جمله قرأتها برساله ابريل وشعرت برجفة غريبه بقلبها من تلك الرساله تحديداً..
"... وأن اكتشفتِ اسراره ستكرهينه للابد"، هل يمكن ان يكون كاسبر لديه اسرار يخفيها عنها ولم يخبرها بها، ماذا ان كان حديثها صحيح ومنطقي؟! وماذا ستفعل ان اكتشفت اسراره وكرهته بالفعل؟! ولكنها وضعت احتماليه ان كاسبر لا يخفي عنها شيئاً وان تلك حيلة من العاهرة لتعرف ان كانت على علاقة بزوجها ام لا، ولكن انقباضة قلبها لا تشعرها بالراحه ابداً واضعه احتماليه انه اما لا يخفي عنها شيئاً او حديث الاخرى صحيح و وقتها لا تعرف كيف ستتصرف، زفرت الهواء من رئتيها وحاولت الا تفكر بالامر على الاقل الان ....
< في المساء >
كانت جالسه معهم على مائده الطعام والدها يبدو هادئ ظاهرياً ولكنه في الحقيقة يبدو عكس هذا، ألتفتت برأسها لزوجه والدها لتجدها ضمدت يدها يبدو انها انجرحت اثناء جمع الزجاج الذي كانت السبب في كسره، والغريب ان والدها لم يسألها عن اصابتها...
صمته مريب ويقلقها نوعاً ما هي لا تفهم هل هو غاضب ام لا ولكنها على يقين ان والدها لا يكون هادئاً هكذا الا ان طرا امر بالشركه لديه او ربما هو في مأزق...
_ ابي سأذهب للمدرسة في الغد...
قالتها صوفيا بنبرة هادئة لتجد والدها يومأ لها ببرود وكأنها لم تقل شيئاً وهذا ما حدث بالفعل فظلت صامته ولم تتحدث مجدداً، يبدو ان والدها لديه مشكله حقاً...
_ صوفيا، سيوصلكِ السائق في الصباح ثم سيُقلكِ بعد دوامكِ الي الشركه عندي..
قالها والدها بعد تفكير دام لدقائق وتعجبت هي لانها لم تزوره ولا مرة واحده بمكتبه الخاص ولا حتى شركته، لم يريدها ان تأتي اليه بالغد..
_ آكل شئ بخير ابي..؟!
سألته صوفيا بنبرة هادئة مستفسرة عن سبب ذهابها لهناك...
همهم بالرفض ولم يعطيها اجابه واحده ترضيها وجدته طالع زوجته ببرود ونظرة تحدي ملئت عسليتاه وكأنه يخبرها " ها انا افعل ما يحلو لي فلنرى ما لديكِ اذن "
طالعته هي بصمت وادارت وجهها عنه، دقائق و رأتها تنهض تاركه طاولة الطعام وغادرتهما للاعلى، فنظرت لوالدها بصمت قبل ان تردف بنبرة معاتبة حزينة قد شارفت على البكاء ..
_ انا اتحمل نتائج افعالك ابي، عندما تخرج انت من باب هذا المنزل تخرج هي غضبها علي، تجرحني وتهينني ...
فهم ما تقصده فتاته فنهض يحتضنها يواسيها على ما تشعر به من زوجته المزعومه التي تتلون كالحرباء، انها تفتقد والدتها وهو ايضاً يفتقدها ولكن عليه ان يعوضها احساس الفقد هذا والا يزيد الامر سوءاً...
_ تريديننا ان نغادرها، نتركها ونرحل من هنا...
قالها والدها بنبرة مقترحه سآلاً اياها عن رأيها ليجدها صمتت ملياً تطالعه بعدم فهم، ايريد ان يتركها خلفه ويرحل عنها، هل سينفصلا..؟!
_ هل ستتركها..؟!
سألته صوفيا بنبرة مستفهمة تحدقه ببندقيتاها بعدم فهم لاقتراحه الذي لم تفهم لما عرضه عليها...
_ اذا وافقتِ، سأجعلها ترحل وانا وانتِ نعيش وحدنا سوياً ما رأيكِ؟!
اقترح عليها الامر مرة اخرى جاعلاً اياها في حيرة من امرها، وطالعته بصمت قبل ان تردف بتلقائية...
_ ولكنها تحبكِ..
قالتها صوفيا بنبره مبرره لعدم رغبتها في ان تجعل والدها يبتعد عنها رغم انها لا تحبذ وجودها الذي يؤذيها دائماً...
_ وجودها يسبب لكِ الاهانة والالم، فلتذهب للجحيم حبيبتي...
قالها رسلان بنبرة بارده غير مهتماً بمشاعر الاخرى التي كانت تقف على الدرج بالفعل وتستمع لحديثهما سوياً وذلك الالم ينهش فؤادها لانه يفكر بالتخلي عنها وتركه لها ليحضر عاهرته الاخرى، لا تصدق انه يمكن ان يفعل هذا بها...
_ سأتزوج من اخرى..
سمعت صوفيا يقولها بنبرة هادئة لتطالعه هي بهدوء قبل ان تجهز رداً مناسباً لعبارته التي لم تروقها...
يريد الزواج من امرأة ابشع مما هما يعيشا معها، اختيارات والدها موفقه حقاً حتى يقوم بالانفصال عن تلك للزواج من اخرى قد تكون ابشع منها واسوء في المعامله بل يمكن ان تعاملها معامله الخادمه ايضاً...
_ انا لن اقبل ان تفعل هذا بي، انا لست دميه حتى تقوم بتغيير زوجاتك على حسابي، انت لا تهتم بي من الاساس، لتحضر لي زوجه اب جديده تكرهني، وتعاملني كالخرقة الباليه...
صرخت بها صوفيا بوجهه لا تعلم كيف اخرجت تلك الكلمات القاسيه من بين شفتيها الناعمتين ولكن لقد طفح بها الكيل من افعال والدها التي يبدو لها وكأنه متصابي حقاً، او ربما مراهق يعاني من النكوص...
_ ألديك ادنى فكرة عن احتماليه ان تكون زوجتك القادمه اسوء من سابقتها...؟!
سألته صوفيا بنبرة مستفسره لعله يعطيها اجابه ترضيها وتقنعها ولكنها وجدته صامت يتابع حديثها في هدوء وكأن ما قالته لم يهز شعرة واحده من رأسه، حسناً والدها بارد كقطع الثلج ولكن لم تتوقع ان تصرخ عليه هكذا ويظل صامتاً ولم يتخذ رد فعل سريع نحوها، لم يصفعها او يخرسها بحديثه القاسي، لم يفعل شئ نهائياً...
_ انت فقط تغير زوجاتك كما تغير ساعتك الشخصيه وملابسك، هل تظن ان ما تفعله في صالحي، انا لن اقبل ان تتزوج من اخرى..
اكملت صوفيا حديثها وهي تطالع بروده ببندقيتاها الحزينتان من حديثه الذي لا يهتم في النهايه سوى به هو...
_ انا فقط كنت ابلغكِ لانني قررت بالفعل وكنت ففقط اريدكِ ان تعرفين، ففي النهايه هذه حياتي صوفيا...
قالها والدها بنبرة بارده رداً على كل حديثها الذي لم يأخذه بعين الاعتبار لتطالعه صوفيا بعينان دامعتان، ونهضت من مقعدها لتبتعد عنه تريد ان تهرب من امام هذا الرجل الذي لا يهتم سوى بنفسه وليحترق العالم من حوله، اناني لدرجه مقرفة تتقزز منها حقاً...
_ سيكون لديكِ اخاً، عما قريب، من زوجتي التي سأتزوجها...
قالها رسلان بنبرة هادئة ليجد صوفيا قد توقفت عن الحركه واستدارت لتطالع ظهره المواجه لها لا تصدق، انه يخون زوجته مع سكرتيرته الشخصيه وها هي حامل منه وستنجب طفلاً وسيكون لديها اخ غير شقيق...
هذا الرجل الذي يدعى والدها من المستحيل ان يكون بشراً، انه شيطان مجسد في هيئة بشريه، خائن و سـ ـادي لعين، واغلب تصرفاته تتميز بالبشاعه عن جدارة وتجربه، ولم تصدق انه يتحدث عن الامر وكأنه شئ عادي ولكنها افاقت على شئ قد ارتطم بعنف على الدرج جعلها تشهق بفزع من هول الصدمه وقوة الصوت الناتج عن الارتطام ولم تكن سوى زوجها والدها التي سقطت عن الدرج، وركضت هي و ورسلان نحوها في محاوله انقاذها قبل ان تفقد حياتها، ولكن في الحقيقة صوفيا ادركت ان الاخرى كانت تتنصت علي حديثهما، وهي لا تعرف هل هي سقطت عن غير قصد نتيجه اختلال توازنها وفقدانها لوعيها ام انها فعلت الامر عمداً كنوع من الانتحار لرفضها فكره ان يتخلى عنها رسلان....
****
تعليقات
إرسال تعليق