Obsessed with Donna (+18)


الفصل السادس عشر..

لم يتغير الحال الذي اصبحت عليه صوفيا مؤخراً، اصبحت منعزلة بشكل كلي بعد سماعها لتسجيل كاسبر الذي يسخر منها كلياً ويتنمر عليها كونها وحيده لا يحبها احد، هو محق ولكن لم يكن عليه ان يقل هذا عنها، ألهذه الدرجه يكرهها 💔، هذا ما قالته لنفسها لانه خذلها كثيراً بحديثه عنها امام والد وانكر محاولة اقترابه منها، ما الذي فعلاه عندما احضر لها الشيكولا وألتهم بشرتها قرب شفتيها لاعقاً اياها ببطء وعندما امسك قبضتها بين خاصته مخللاً اصابعه بين خاصتها وهي من المفترض مجرد صديقته، وعندما ارتدى نصف القلب الذي اهدته اياه بعد ان علمت انه وقع بحوزته اثناء رؤيته لزوجته تُضاجع من رجل اخر غيره...

اشياء يفعلها لا تدل على ما قاله بهذا التسجيل ابداً ولكن في النهايه هو غير اصلي كما اخبرها خافيير، انها حزينه للغايه لانها حقاً خسرته، هي وحيده وحزينة وبائسة وفاشله..

ولم تتوقع منه هذا الرد ابداً، لم تتوقع ان لا يهتم بها كونه فقط يريد الابتعاد لا يهم كيف؟! ومن سيدفع ثمن هذا الرحيل والابتعاد؟!، هي من تدفع ثمنه لانها رفضت ان تتخلى عنه ورغم هذا هو فعل، هو اهانها وسخر منها وانتهى الامر في النهاية بكونها اصبحت وحيده..

طرقت زوجه والدها لتدخل لها الطعام فهي تعلم انها متعبه لا تستطيع النهوض والهبوط لتتناول معهم بالاسفل، ألمها النفسي مما سمعته اثر على جسدها كثيراً وكأن العلة ضربت جسدها مجدداً جاعلة اياها تبدو كالغبية الساذجه التي تلهث خلف الرجال، وهو ليس اي رجل بل من حلمت به يضاجعها لطوال سنتان، سنتان هو يضاجع زوجته بهما بينما هي تحصل على شهوته بطرق مقززة لعينه تجعلها تلعن نفسها وتتقزز من ضعفها فقط لانها تحلم به يضاجعها هي بدل من زوجته...

_ استظلين نائمة هكذا؟! لقد بدأت الدراسة بينما انتِ هنا لا تستطعين النهوض والذهاب لرؤية مستقبلكِ وتركِ من ذلك البغل البربري الذي لا يهتم بشأنكِ...
قالتها زوجه والدتها بنبرة هادئة لتنفجر صوفيا ضحكاً على اهانتها لكاسبر و وصفه بالبغل البربري...

ونهضت بتكاسل تعتدل بجلستها في الفراش لتتناول طعامها، اووه انها معكرونه  بصوص البشاميل وقطع الدجاج المقرمش، انها طعامها المفضل وهذه المرأة بارعه في اعدادها....

_ شكراً لكِ رائحتها طيبة..

ابتسمت لها الاخرى وقبلت رأسها بخفة تتمنى ان تكافح ان لم يكن من اجل اللعين فمن اجل حلمها فهي تهوى الرسم بل تعشقه وعليها ان تساعدها لتسلك ضروب علمها بشكل جيد لتكون فنانه ورسامة عظيمة...

بدأت صوفيا تتناولها طعامها متلذذة بطعمه الرائع انه طيب كالعاده وستكون كاذبه ان قالت ان تلك المرأة فاشلة بالطهي بلا انها محترفة، طباخه ماهرة وهذا ما تحبه بها، شعرت بهاتفه يهتز كونها فعلت وضع الصامت ورأت المتصل آنا فزفرت بضيق، انها لا تريد التحدث مع احد، لا تريد ان تتعامل مع هؤلاء البشر الملاعين، حتى من ظنت انه جيد قد طعن بشرفها وسخر منها انها لن تأمن لاحد مجدداً يكيفها طيبه قلبها المبالغ بها تلك انهم لا يستحقون معاملتها الطيبه، هم يحبون القوي الذي يلقي بأوامره وليس من يقول سمعاً وطاعه...

نهضت بعد ان انهت صحنها لتتجه للطابق السفلي لتعيد الصحون الخاصه بها والتي قد انهتها بالكامل للمطبخ، ولمحت والدها يحاول ان يتحدث مع زوجته ولكنها لم تهتم به ولم تعيره انتباه، انها مازالت غاضبه لخيانته، لها كل الحق ابي لا تلومها...

انهما لا يتضاجعان، لا يحتويها، يشعرها بالحنين وعدم الاهتمام وشعور الفقدان الذي يعاني منه معظم البشر وليس زوجته فقط حتى هي نفسها تكره شعور الفقدان الذي يتسلل رويداً رويداً لقلبها كلما فكرت ببغلها البربري كما اخبرتها زوجته..

وصلت للمطبخ و وضعت الصحون وعادت لغرفتها مجدداً كما جاءت وكانت كالشبح حتى والدها لم يشعر بها وهي تمر من جانبه، صعدت لغرفتها لتنعم بالراحه التي تهرب اليها من مواجهه هذا العالم الذي لم يرأف بها ابداً 💔...

___________________________________________________________

_ انها لا تجيب علي ابداً، لا اعلم هل هي تتجاهلني ام انها لا تجيب لانها متعبه...؟!
قالتها آناستازيا بنبرة حزينة على صديقتها التي حاولت ان تتصل بها منذ بدايه الاسبوع وهي تتجاهل مكالماتها...

نظر لها كايلي بصمت ولم يتدخل لان علاقتهما قد انتهت منذ وقت طويل وهو بالنسبة لها سائقها الشخصي ليس الا بينما كاسبر طالعها بحزن لانه علم انه السبب فيما حدث معها لابد ان والدها اخبرها بشأن مقابلتهما وهي الان نادمه على معرفتها كونه اصبح قذر بنظرها بعد ما قاله في حقها من حديث غير حقيقي لم يكن عليه ان يقوله...

نظرت لها بيانكا بأسى فهي صديقتها ايضاً لكنها الوحيده التي تعلم بحقيقة مشاعرها نحو كاسبر ثم اردفت...

_ لابد انها متعبه لهذا لا تتحدث مع احد..

_ او ربما والدها اكتشف الحقيقة وقام بعقابها..
قالتها آناستازيا بنبرة هادئة وهي تفكر باحتماليه حدوث شئ ما لها بسبب بطش والدها وعدم تفاهمه، وانضم خافيير لهم بتلك الجلسه وطالع كاسبر بصمت قبل ان يردف...

_ ما الذي قولته على المسكينه، ما الذي فعلته لك حتى تكرهها لهذه الدرجه؟!

_ هل تحدثت معها؟! ماذا اخبرتك؟!
سألته آنا بنبرة متلهفة وهي تلتفت له لتسأله عن حالتها..

اخرج خافيير هاتفه ليشغل مسجل الصوت على ما ارسلته له صوفيا منذ يومين، وصدم الجميع مما سمعه بشأن ما قاله كاسبر عن صوفيا وبحقها...

_ اتعلم شيئاً انها اطهر من تلك العاهرة التي ذهبت للزواج منها كاسبر ورأيتها في النهاية مع رجل اخر بفراشه، اتعلم شيئاً انت لا تستحقها، انـ...
صرخت بها بيانكا بوجه كاسبر وشعرت انها كادت تفصح امر مشاعر صديقتها نحو الاخر فأضطرت ان تصمت من تلقاء نفسها...

الغضب، كان الغضب قد استحوذ على آنا ونهضت من مكانها تطالع البغل، لقد دمر حياه صديقتها واهانها وشوه سمعتها ويراها عاهرة ترتدي ثوب الفضيله وها هو جالس بينهم وكأن شيئاً لم يحدث ويدعي عدم معرفته بما اصيبت الاخرى، بالتأكيد ستبتعد عنهما هي وبيانكا بعد ما سمعته من هذا الداعر...

_ انت مريض كاسبر، انت لا تستحق شعرة واحده منها، ما الذي فعلته لك حتى تؤذيها هكذا، الا ترى انها يتيمة قد فقدت والدتها، امانها بهذه الحياة اللعينه، الا ترى انها وحيده، بل انت تشعرها بالامر بدلاً من ان تكون بجانبها تدعمها وتكن صديقاً مخلصاً لها، فقط ابتعد عنها انت لا تستحقها...
هذا ما قالته آناستازيا بنبرة غاضبه صارخه به لعدم تأثره بكل ما قالوه له، لم يظهر عليه حتى مشاعر الندم...

_ انتم لا تعرفون شيئاً، انا لا ارى صوفيا كما ترونها، انا لا اريدها ان تتأذى بسببي فوجودي بجانبها سيأذيها...
قالها كاسبر بنبرة هادئة يفسر لهما صعوبه بقائهما معاً..

_ انت هكذا ايضاً تؤذيها كاسبر...
قالتها بيانكا بنبرة غاضبه من دفاعه عن نفسه دون وجود تبرير مفيد...

_ حسناً اخبراني هكذا، كيف ستتحمل رجل مافيا تعيش معه تحت سقف واحد، دعيني اخبركم انني اعاني من مشكلات لا يعرف احد بشآنها، وهذا هو تبريري للابتعاد...
صمت كاسبر بعد ان انهى جملته يحاول ان يستجمع قواه فيما سيخبرهم به ليردف بنبرة هادئة...

_ انا عنيف في العلاقة الجنسية، عنيف لدرجه قد تكون قاتله، وهي لن تتحمل امر كهذا، انها كالعصفور بالنسبة لي، كما انني عقيم اي انني لن استطيع ان امنحها الامومه، واخيراً لدي وحش لعين قابع بداخلي، هو هادئ الان نوعاً ما، يمكننا قول انه في حاله سبات عميق، عن طريق الادويه، لدي شخصيه اخرى تحيا بداخل جسدي، يدعى فابيان..

نظرت آنا وبيانكا لكاسبر الذي بدا عليه الصدق بشأن ما قاله، لقد ظنوا انه ربما يمزح ولكنه لا يفعل في الحقيقه، وكيف سيمزح بأمر كهذا، اهو يعاني من كل هذا في صمت، لما لم يخبرها بالحقيقة، كان ناقشها على الاقل، يرى رأيها ان تقبلته على وضعه هذا ..؟!

__________________________________________________________

_ كيف حالها الان؟! اهي بخير؟!
سألت ماتلدا ادم بأستفهام مستفسر ..

اومأ لها ادم ببرود ثم اتجه ليجلس علي احدي المقاعد القريبه من غرفتها، ولاحظت ماتلدا هدوءه المريب بصحبة ملامحه الواجمه فسألته مرة اخرى...

_ ما الامر؟!
سألته ماتلدا مجدداً بقلق من ملامحه الهادئه وظنت انه فعل بها شئ اخر اخاف المسكينه..

_ لا شئ ماتلدا، انها بخير ونائمه الان..
اردفها ادم بنبرة بارده وهو يغمض عيناه..

اتجهت ماتلدا نحو إليكساندر الجالس امام سميث وكأنها ساحه من الحرب، هذه هي الحرب البارده التي سمعت عنها من الروس التي كانت بينهم وبين الولايات المتحدة، وكانت نظرات كل منهما قاتله يوجهها كل واحد منهما للاخر مع انتظار الوقت المناسب لقتل احدهما للاخر..

ارتسمت ابتسامه ساخره علي وجهها وهي تجلس امام سميث بجانب إليكساندر الذي كان يدخن سيجاره ببرود نافثاً دخانها من جانب فمه، اووه يبدو ان سميث مازال يغار حسناً فعليه ان يعتاد الامر، ان يعتاد انها لم تعد له بعد الان، انها لن تكون تلك العاهرة التي ستفتح ساقيها له بعد الان، وان ما بينهم قد دفنته بجحيم قلبها ولن تعاود فتح آلامها مجدداً ... 

تتمني ان يكون كل شئ علي ما يرام بعد تلك النظرات والا انقلبت لساحه حرب وخاصه بسبب العداوه بين ادم وإليكساندر منذ وقت طويل...

اثناء ذلك الوقت دلف دانيال يحمل علبه كرتونيه مربعه الشكل تشبه علب الهدايا ثم اتجه بها نحو إليكساندر، رفع إليكساندر رأسه نحو دانيال بأستعلاء ثم اخفضهما ببرود ليقدم العلبه لماتلدا..

_ انها هديه للسيد إليكساندر، اتمنى ان تنال اعجابه..
قالها دانيال بأبتسامه صغيرة بدت ساخره مرتسمه علي شفتيه..

فتحتها ماتلدا بأبتسامه بدت سعيده ولكن اختفت ابتسامتها وهي تنظر لإليكساندر الذي ابتسم ببرود وقد عرف لمن ينتمي ذلك الشئ...

حسناً لم يكن شيئاً مفجعاً فقط قطعه جلد تبدو وكأنها تنتمي لبشري مرسوم عليها وشم لثعبان ملتف حول نفسه...

لقد قتل احد رجاله المفضلون، آكارا، اووه لو فقط تعلم تؤامتها ان دانيال قتلها لمثلت بجثته اللطيفه تلك، رغم ان الامر كان اتفاق، الا انه لا يريد ان يظهر بمظهر قاتل عائلته وخاصه اذ كانت الافعي تفشي سمها بين عائلته فكان يجب ان يقطع لها رأسها لتفقد قدرتها على افراز سمها...

وهو قد فعل ولكنه لطالما كان الاذكى في تمثيل البرود والتفاجئ كما لو انه لم يدبر للامر برمته، وطالع دانيال بهدوء وكأنه يخبره جيد انك اتممت المهمة، ولكنه لم يعكس اي رده فعل تدل على راحته من انهاء امر تلك العاهرة، والافضل الان ان يعبر عن عدم اكتراثه بالامر كثيراً..

_ لو تعلم شقيقتها بما فعلته بها لصنعت منك حلوى للاطفال دانيال...
قالها إليكساندر ببرود وهو يطالع ملامح دانيال التي لم تتغير ولو انشاً واحداً..

_ كان سهل علي قتلها، بالتأكيد ستكون لطيفه كشقيقتها التوأم، آكيارا..
قالها دانيال بملامح بارده ونبره جافه اثلجت صدر سميث الذي ابتسم بدوره علي ما قاله صديقه..

_ اووه عزيزي كم كنت قاسياً وانت تقتلني...
قالها دين الماثل بجانب دانيال بنبره ساخرة مقلداً صوت آكارا الانثوي جاعلاً من دانيال وسميث واميل يبتسمون بسخريه...

بينما إليكساندر لم يبدي اي رده فعل رغم تحفز رجاله لاطلاق النار علي رجال ادم الا انه هو بقى ساكناً، ولكنه احب ان يتلاعب بأميل قليلاً..

_ اخبرني اميل لما ابقيت علي ادم رغم انه اخ غير شرعي لك وجعلته يتولي الاداره رغم انك افضل منه...
قالها إليكساندر بنبره بارده يطالع ملامح اميل التي تهجمت وبدأت شياطينه تتصارع للخروج... انه يستفزه.. بل يحاول استفزاز الجميع هنا هذا المسخ الجالس بجانب ماتلدا..

_ لما ابقيت علي الدون ماتلدا رغم انها كانت بأحضان رجل اخر سيد إليكساندر...
ولم يكن سوى صوت تشاد ذلك المجنون الذي اشعل فتيل حرب ضاريه ليهجم رجاله علي رجال ادم ولكن ادم اوقفهم بنبره بارده..

_ زوجتي مرهقه يمكنكم انهاء عهركم بالخارج، والا سيندم الجميع وانا اعني ما اقول...
قالها ادم بنبره بارده حملت في طيئتها غموض مغلف بتحذير صريح..

نظر نحو إليكساندر بنبره بارده ثم اكمل حديثه بنبره ساخره...

_ وقد بدا لي ان هنالك اخان غير شرعيان هنا وليس واحد سيد إليكساندر...

نعم هذا ما اوقف الجميع عن الحديث والشجار الذي كاد يُقام، جميعهم يطالعون ادم بصدمه وكذلك ماتلدا التي نقلت بصرها بينهما تحاول ان تفهم ما معني كلامه ولكن ادم ألتفت وغادر بكل دم بارد بعد ان اشعل غضب إليكساندر الذي نهض خلفه يحاول ان يمسك بذراعه ليدفعه ادم خانقاً اياه بقبضته مع الجدار يطالع كل منهما الاخر، ادم بأستمتاع لاشعال غضب اخيه بينما الجميع يطالعونهم بصدمه وعدم فهم...

_ كم ان الحقيقه حارقة اخي العزيز!!
قالها ادم بنبره بارده هامساً بأذن إليكساندر الذي اشتدت ملامح وجهه غضباً ليهجم على ادم ولكن الاخر تفاداه بمهاره...

حاول إليكساندر ان يهاجمه مره ولكن ادم تفاداها ودفع بإليكساندر بعيداً فهو لا يريد ان يأذي اخاه وفي نفس الوقت يريد الدفاع عن نفسه من قبضه شقيقه المختل...

إليكساندر هو الاخ الاكبر لادم وكل منهما من اب مختلف وام واحده بينما اميل وسوليفان من والد ادم ومن ام آخرى ..

_ توقـ.. ـفوا..
همس ناعم خرج من شفتيها جعل الجميع ينظر نحو مصدر الصوت ولم تكن سوى ريما التي وصل لها صوت شجارهما... ابتعد ادم عن اخيه متجه نحو ريما بينما إليكساندر كان يعدل من هندامه ملابسه واتجه نحو ماتلدا..

_ ما الذي اخرجكِ من الغرفه...؟!
سألها ادم بنبره هادئه بعد ان هدء من وتيره انفاسه المتسارعه...

_ صوتكما.. وانتما... تتشا.. جرا...
قالتها ريما بصوت ناعم هادئ جعل الاخر يهدء تلقائياً ثم انحنى لطولها...

_ تمسكِ بي..
قالها ادم بنبره هادئه..

نظرت له ريما بترقب وكأنها تستشعر من نظراته هل سيؤذيها ام سيبقي مسالماً فهي حقاً اصبحت تخافه من تصرفاته الغريبه...

_ هيا ريما..
قالها ادم بنبره حملت الملل من الانتظار..

اقتربت منه ريما رافعه قبضتها بتعب لتتمسك بأحد اكتافه ليتصلب جسده اثر لمستها ولكنه تحمل من اجل تعبها فهو المتسبب به في النهايه وضع هو قبضتيه اسفل ظهرها ليرفعها عن الارض مجبراً ساقيها علي محاوطه خصره واتجه بها لغرفتها.. تبدو متعبه للغايه... مازالت تحتاج لفترة راحه اطول.. عيناها مرهقه وملامحها وجسدها ايضاً..

_ لقد كرهت إليكساندر كثيراً...
قالتها ريما وهي تنظر نحو عيناه النعسه...

سمعها إليكساندر وألتفت يطالعها بنظرات قاتله ليجدها دفنت وجهها بأحضان زوجها خوفاً من نظراته، ليردف إليكساندر لنفسه، عاهرة صغيره...

ثم اتجه ليجلس على مقعده مرة اخر ليرى ماتلدا قد احضرت الطعام من المشفى لكلاهما واتجهت نحوه وهي تطالعه بغضب، انه يخبئ عليها الكثير، اذن واللعنه هي ابنه عمه و هو لديه شقيق من الام يدعى ادم، يا ترى ماذا هناك ايضاً غير تلك الروابط المقرفة التي تربطهم ببعضهم هكذا..

_ لما لم تخبرني بأن ادم شقيقك ولكن من اب اخر..؟!
انطلق لسانها تسأله بنبرة حاده وكانت نظراتها قاتلة نوعاً ما بصحبه ملامح وجهها الغاضبه ..

_ هذه حياتي ماتلدا كما لم اسألك عن عذريتكِ التي قدمتيها لسميث...
قالها إليكساندر بنبىه بارده وكأنه لم يجرحها للتو..

حسناً هي من بدأت فلتتحمل اذن، رغم انه لم ينسى ما حدث الا انه مرر الامر حتى لا يأخذ مساحه اكبر من اللازم، فلقد انتهت علاقتها به ولا يريد ان يربط اسمها مع خاصتها بجملة واحده، فهو مكتفياً بها وانتهي الامر...

_ هذه ليست اجابه سؤالي إليكساندر.. ولكن لتعرف انا وددت هذا كثيراً، لقد كنت مع سميث كنت ملكه وهو ملكاً لي ما العيب بهذا، عذريتي قدمتها له لانني وثقت به، هل يمكنك ان تبرر لي كما بررت لك، لا اعتقد هذا، اتعلم لما، لانك لا تثق بي، وتخبئ عني الكثير ..!!
قالتها ماتلدا بنبره محتجه غاضبه علي كلماته التي جرحتها في الصميم..

نظر لها إليكساندر نظره اخرستها وتلمس اثار عضتها على عنقه وكأنه يخبرها " كيف اثق بقاتلة دموية مثلكِ " ثم نهض من مقعده متجهاً بعيداً عنها يتجول بطرقات المشفى بصمت حتى لا يعود لها ويكسر جمجمتها اللعينه، اما هي زفرت الهواء بحنق لتشرد بعيداً تفكيرها..

وجد ادم يجلس بخارج الغرفة وحده فأتجه نحوه يجلس امامه كان الاخر مغمض العينان يبدو متعباً ...

_ لما اخبرتهم بهكذا امر ادم..؟!
سأله إليكساندر بنبره هادئه يطالع ملامحه التي بدت متعبه من قله النوم لايام..

_ أخجل ان تكون ابن زنا؟!
سأله ادم بأبتسامه ساخرة ومازال مغمضاً عيناه..

_ لا تستفز شياطيني ادم تعرف العواقب جيداً..
قالها إليكساندر وهو يجز علي اسنانه بغضب من اسلوبه وطريقه حديثه..

_ كم استمتع وانا اراك غاضب اخي ...!! انت لا تعرف مقدار تلك اللذه بالتأكيد..
قالها ادم بنبره ماكره بدت مستمتعه حملت بطياتها سخريه لاذعه...

_ توقف ادم، لا اريد ان اؤذيك حقاً..
صرخ به إليكساندر بغضب من سخريته اللاذعه تلك..

_ لا تستطيع ان تؤذيني، اخي العزيز...
قالها ادم بنبره بارده ضاغطاً علي حروف كلماته مؤكداً اياها بأبتسامه ماكره..

_ حسناً كف عن المجادله واخبرني بالتفاصيل، لما فعلت هذا بريما...؟!
سأله إليكساندر بنبره هادئه وهو يتابع تعبيرات وجه اخيه بهدوء...

_ لا شئ فقط كذبت..
قالها ادم بنبره بارده وملامح لا مباليه..

_ تمزح معي ادم صحيح...؟!
سأله إليكساندر بنبره غير مصدقه وهو يطالع ملامح وجهه البارده..

من صمته المبالغ فيه فهم ان ما قاله له حقيقي ولا مزاح في هذا التبرير السخيف، اذن فعل كل هذا بها لانها كذبت عليه ولكنه رأى ايما بنفس حالتها او ربما اسوء بمراحل لما اذن، وبدا له ان تلك الاجهزة هي من تبقيها حية ...

_ وايما ادم؟!
سأله إليكساندر بهدوء لعله يصل لحل لهذا اللغز...

_ فعلت بها المثل لانها كذبت بشأن ريما... اخبرتني اشياء لم تحدث عن ريما وهي المتسببه فيما حدث لها، لذا عليها ان تتذوق من نفس كأسها...
قالها ادم ببرود ثم نظر بأتجاه غرفه ريما بهدوء ليغمض عيناه بتعب مره اخرى...

_ولكنك دمرت ايما بل حالتها اسوء بكثير من ريما ادم...
برر إليكساندر لادم الذي لم يعطيه رداً علي تبرير موقفه..

بعد صمت لعده دقائق، انفجر ادم بالحديث غاضباً لما فعله بريما...

_ تستحق لانها كاذبه، كدت اقتل امرأتي بسببها، كادت تموت بين يداي لولا مادنس انقذها، كانت السبب ولا اريد سماع تبريرات..
قالها ادم بنبرة حاده وملامح وجهه اظهرت كم كان غاضباً مما فعله بقطة النوتيلا خاصته..

كانت الاخر صامتاً يستمع لنبرته الغاضبه في حديثه عن زوجته، واردف بنبرة هادئة قبل ان ينهض ويتركه..

_ احذر ادم فأنت بدأت تقع لها...

نهض إليكساندر بعدها بدقائق مبتعداً عنه بعد ان وجد الاخر يطالعه بصمت وبدا شارداً يفكر بحديثه واتجه ليجلس مع رجاله الذين ما ان رأوه قادماً شددوا الحراسه حوله خوفاً عليه وخاصه بعد ما فعله دانيل بـآكارا، والافضل في هذا الامر ان لا احد يعرف بما خططه بشأن تلك الافعى وحدث الامر وكأنه حادث ..

__________________________________________________________

تعجبت ان الجميع قد رحل عن القصر عدا خافيير وكاسبر وكايلي، رغم ان كايلي في العادة لا يترك الزعيم ابداً الا انه بقى بالقصر بأوامر من الزعيم، هي تفتقد روبرتو كثيراً لقد ذهب لروسيا مع الزعيم ومعه آكيارا وخواسيه وتايلور ايضاً، في حقيقة الامر هم لا يعرفون شيئاً عن ابريل من وقت رحيلها عن القصر..

لا تعرف عنها شيئاً ولا تتمنى ان تعرف في الحقيقة، شعرت بأحدهم خلفها فأستدارت لتجده كاسبر يبحث عن شئ ما، ربما شئ يتناوله او يشربه، فأرادت مساعدته ولكنه منعها بأشارة اصبعه وتوجه بعد ان حصل على التكيلا من خزانه الطعام وخرج بها من المطبخ...

انها يشرب التكيلا !!، نوعاً ما هذا المشروب يشبه المخدر الذي ينتهي مفعوله بعد ساعه او اثنين، كانت حركة جسده غير متوازنه، يبدو انه ثمل، تباً لك كاسبر، ما ذنب صوفيا اذ كنت تحبها، لما تفعل بها هذا كاسبر...

انه يؤذي كلاهما وليس هي فقط، الجميع يشعر بكون مشاعره نحوها لم تكن صداقة يوماً، يرون نظراته نحوها واهتمامه بها، تصرفاته الطائشة بحضورها، يبدو كالحمل الوديع كلما رائها، انها تهدء من غضبه...

اما كاسبر نفسه فصعد لغرفته و وضع زجاجه التكيلا بجانبه وجلس على الفراش وتذكر اتفاقه مع السيد رسلان بأول مره رأى بها صوفيا عندما كادت السيارة تصطدمها وتحطم جسدها الصغير..

Flash back...

شعر بها تتحرك بحضنه ما ان حاول الاقتراب منها وتقبيلها على شفتيها الممتلئتين فحمحم بأحراج وزجر نفسه لانه كاد يقوم بفعل بشع مع طفلة اصغر منه بتسع اعوام كاملة، فتحت بندقيتاها لتطالعه بأبتسامه، انها اجمل فتاة رائها بحياته وابتسامتها، كانت كالبلسم بالنسبة له، ودفنت وجهها بصدره كالقطط تتمسح به ليضع اصابعه بين شعرها البني المموج، تباً لي، قالها لنفسه ما ان شعر بها تتأوه كالاطفال بفعل اصابعه التي تدلك فروة رأسها المتألمة...

انه يثار، انها تثيره، هذا ما قاله وقرر ان ينهي تلك المهزلة قبل ان تزيد عن حدها وربما يأخذها على تلك الاريكه الخلفية، وسألها بنبرة هادئة..

_ اين منزلكِ ايتها الصغيرة؟!

_ انه بالقرب.. لا انه.. عليك ان تستدير من هذا الاتجاه ثم تسير مباشراً حتى تصل لتلك المنازل الكبيرة نسبياً انها بشارع *** ، تقاطع طريق ***
قالتها صوفيا وهي تحاول ان تعرف اين هم اولاً فلقد ابتعدا كثيراً عن مدرستها وهي لا تعي من اي اتجاه عليهما العوده، حتى تذكرت الطريق الرئيسي..

_ لقد عرفته..
قالها الاخر وهو يدير محرك السيارة ليوصلها لمنزلها...

حتى وصلا بالفعل واشارت له وهي جالسه بحضنه على منزلها بأبتسامه لطيفه فأقترب يقبل وجنتها التي تشبه الاطفال فلمست ذقنه بأطراف اصابعها وشعرت بنغز طفيف بهما نتيجه شعيراته الحاده..

مما جعلها تزيل اصابعها بتألم طفيف وشعر هو بما حدث فنظر لاصابعها، كانت بشرتها حليبية تميل اطرافها للاحمرار ذو اظافر طويلة نسبياً تشبه الزجاج من لمعانها ورقتها..

_ يبدو انه ألمكِ صحيح، انا اعتذر لكِ...
اعتذر لها بنبرة لطيفه ليجدها ابتسمت له وألقت رأسها بحضنه ليحاوط هو جسدها مستمتعاً بكتلة اللطافه القابعه بحضنه..

شعرت به يضع قبضته اسفل ساقيها، اووه سيحملها كالاميرة، ودفع باب السياره ليترجلا منه وهو حاملاً اياها لتحاوط هي عنقه حتى وصل الي بوابة منزلها، كان يقبع امامها حارسان ضخام البنيه، ما ان رأوه يحمل صوفيا فتحوا له البوابه ليدلف للداخل بها واعدل من وضعيه جسدها ليجعلها تحاوط خصره بساقيها وجهها مقابل خاصته وتعمد ان يخفي مفاتنها جيداً بردائه الذي كانت ترتديه حتى لا يظهر من جسدها شيئاً...

طرق بلطف على باب المنزل الخاص بها، وفتح لهما والدها وتفاجأ بها، لقد قلق عليها بل اصيب بالذعر لتأخرها عن المنزل لكل هذا الوقت واقترب رسلان منه ليأخذ ابنته محتضناً اياها بلطف لقد ظن انه فقدها كوالدتها..

_ لما تأخرتِ صوفي؟!
سألها والدها بنبرة لطيفه حتى لا يشعرها بالرعب الذي تملك منه بسبب شعوره السئ كونه فقدها...

_ لقد رفضت زوجتك الشريرة ان تعطيني مصروفي، ومال اضافي للمواصلات، وامرت سائقك ان لا يتحرك من امام القصر لانها ذاهبه للتسوق اليوم وتركتني اعود سيراً على الاقدام وكادت تصدمني سيارة لولا كاس انقذني..
قالت صوفيا كل ما حدث معها بنبرة حزينه لانها تعيش مع تلك المرأة التي تكرهها دون ان تعرف السبب الذي يدفعها لكراهيتها..

_ سأتعامل معها، المهم انكِ بخير...
قالها رسلان بنبرة هادئة واعتدل بوقفته ليصافح كاسبر برسميه شديده...

_ اعتذر لك على تعطيل ابنتي لمصالحك، لابد انه كان لديك عملاً لتنجزه...
قالها رسلان بنبرة هادئة بدت جاده ورسمية للغايه فأبتسم كاسبر ونفى برأسه كونه لم يكن لديه شئ لانجازه من الاساس فهو كان هنا من اجل آنا ولكن جاء كايلي ليقلها وقتها قرر العوده ورأى تلك الحورية بطريقه..

_ لا سيدي، لقد كنت في طريق عودتي للقصر الذي اقطن به بشكل مؤقت، وقتها رأيت صوفيا وكادت تصدمها شاحنه...
قالها كاسبر بنبرة هادئة فصدم اكثر لكونها لم تكن سيارة بل شاحنه من كانت ستدعس ابنته، تباً لكِ ايتها العاهرة سأوريكِ عندما تعودين...

_ اذهبي لحجرة مكتبي واحضري دفتر الشيكات الخاص بي..
همس بها رسلان لابنته بآذنها ولاحظ ان الاخر يطالع ابنته بنظرات لم يفهمها حتى وهي تصعد الدرج كان يتابعها بعيناها حتى اختفت تماماً من امامه وقتها فقط اردف رسلان بنبرة مستفسرة ..

_ لدي اتفاق سيد كاسبر، كاسبر صحيح؟!

اومأ له كاسبر بالايجاب ليكمل رسلان...

_ اريدك انت تكون ظل لابنتي، تحميها وتهتم بها، وان اصبحت صديقها ستكون افضل رجلاً في هذا العالم بنظري ونظرها، وبالمقابل سأعطيك ما تشاء من الاموال..

_ في الحقيقة هذا الامر سيكون صعباً علي ربما يكون عبئاً ايضاً...
اجابه كاسبر بنبرة متردده نوعاً ما من هذا الاتفاق الغريب، ولما يتفق معه على شئ كهذا...

_ لما اختارتني انا بالتحديد؟!
سأله كاسبر بنبرة هادئة ولكن الاخر رأى فضوله من خلالها فرد عليه بأريحية ونبرة واثقه بعد ما رأى عيناه تلتهم صغيرته كما لو انه اعجب بها...

_ رأيت بك ما لم اراه بغيرك، فلدي نظرة بالرجال سيد كاسبر...

جاءت الصغيرة واعطت والدها دفتر الشيكات وظلت ماكثة بجانبه لا تدري أكاسبر سيرحل ولن تراه مجدداً ام انه سيعود من اجل ان يراها مرة اخرى...

_ هل سأراك مجدداً..؟!
سألته بنبرة مستفسره وعينان تتشوق لسماع كلمه نعم سأتي من اجل رؤيتك وايحترق هذا العالم الذي يحيط بنا ان حاول احد ان يبعدكِ عني ولكنها تفاجأت برده فعله الخاليه من المشاعر، والتي لم تعطيها اجابه محددة ترضيها..

_ لا اعرف صوفي، ربما..

ومن هنا انهى رسلان كتابه الشيك وسلمه لكاسبر الذي انصدم من عدد الاصفار المكتوبه، لقد كتب له اربعة مليون دولار فقط لانه انقذ ابنته من الموت واعادها سالمه، يبدو ان ابنته غاليه عنده كثيراً وسمع رسلان يردف بنبرة بارده ما ان وجد الاخر يتهرب من اتفاقه معه...

_ لقد شرفتنا سيد كاسبر كنت اتمنى ان تتناول معنا الغداء ولكن زوجتي تتسوق...

وفهم كاسبر انه يطرده بطريقه لائقه فنظر لصوفيا التي يبدو وكأنها تريد البكاء لانه سيرحل، انها تتعلق بالاشخاص بسرعة، كاد يقترب منها ليودعها فسمع رسلان يردف بنبرة آمرة لابنته..

_ صوفي اصعدي لغرفتكِ...

وبالفعل تحركت صوفيا لتصعد الدرج رغم بندقيتاها المعلقه على الاخر وهو يتابعها بنظرات متلهفة لرؤيتها تبتعد عنه وما ان اختفت عن انظاره شعر بالعجز، أهو لن يراها مجدداً، تباً لي، واستدار يردف بنبرة غاضبه لوالدها...

_ لا يمكنك ان تمنعني من رؤيتها...

_ بل يمكنني انها ابنتي...
قالها رسلان بنبرة تلقائيه وعلم الان نقطة ضعف الاخر، انها ابنته، ابنته تشكل ضغط كامل عليه، يري ملامحه المتأثره بأبتعاد صغيرته عنه وتوتره وملاحقته بعيناها بحثاً عنها على الدرج، لا يدري اين ذهبت..؟!

_ حسناً، حسناً انا موافق، موافق على الاتفاق، ولكن لا تمنعني من رؤيتها...
قالها كاسبر بنبرة شبه مترجيه عندما وجدها اختفت وشعر بفابيان ينهار بداخله صارخاً بعلو صوته بداخله ان يذهب خلفها ويحتضنها لنهايه العالم، والا يتركها تبتعد عنه شبراً واحداً ولكن للاسف كان كاسبر من يتولى السيطرة على هذا الجسد وليس الاخر...

ابتسم رسلان ونظر لكاسبر بنظرات ثابته وكشر عن انيابه بغضب وهو يردف بتهديد مباشر قاصداً اياه..

_ اياك ان تحاول مضاجعه ابنتي، سألتهم لحمك حي كاسبر، انا لا امزح..

صمت ملياً قبل ان يبتسم بوجهه وكأن المعتوه الذي كان هنا امامه يهدده منذ دقائق قد اختفى وحل اخر مكانه يبدو لطيفاً..

_ مبارك لك العمل الجديد، اتمنى ان تستمتع في ضيافتنا، سأعزمك على الغداء بالغد، بالساعه الرابعه والنصف، لا تتأخر...

انه مختل هذا ما قاله كاسبر لنفسه ليعطيه والدها رقم هاتفها ليتواصل معها كما يريد، واخبره الا يتصل بها بعد منتصف الليل لان هذا الامر سيزعجه للغايه ورسلان هو اخر شخص يجب ان يزعجه فهو ليس نداً له ولنفوذه وعلى ذكر نفوذه فهو احد اقارب جيمس سبياستيان، ودائماً يقف بظهره ويدعمه، لهذا يكرهه إليكساندر...

Back..

ابتسم لنفسه بسخرية، لقد فعل اشياء حمقاء كثيرة، ولكن اكثرهم هو ابتعاده عنها، لم يكن عليه فعل هذا، لقد قام بالكثير فقط ليكونا سوياً، كانا اصدقاء حقيقيان، يتحدثان سوياً ويتعاملان بشكل لطيف، يعرفان كل شئ عن بعضهما البعض، يعرف بتعبها وامراضها المزمنه والغريب منها ايضاً..

وهي تعرف بالكثير عنه عدا عنفه بالعلاقات الحميمية، وعقمه الذي فضحه تايلور امامها واخيراً وجود فابيان القابع بداخله، هناك الكثير لا تعرفه عنه، يحجبه عنها حتى لا تكرهه او تبتعد عنه...

لن يتحمل خسارتها هي الاخرى، يكفيه ابريل وخيانتها له، سحب بقبضته زجاجه التكيلا ليشربها دفعه واحده غير عابئاً بلاذعة طعمها الذي حرق حنجرته ورئتيه..

ابعد الزجاجه عن شفتيه وألتقط انفاسه يحاول الا يفكر بتلك النيران التي تلتهم احشائه من الداخل واعاد الزجاجه على الكومود وألقى برأسها للخلف ليسقط جسده بمنتصف الفراش، ومن كثرة انواع الخمر التي قام بتجربتها وقد اثرت عليه، نعس وذهب لثبات عميق..

__________________________________________________________

_ استظلين هكذا تتجاهلين وجودي..؟!
سألها صاحب هذا الصوت الذي تعرفه جيداً بينما هي كانت صامته تجلس بتلك الحديقة تلهو بتلك الزهرة بين انامها برقه وطالعت ملامحه التي تنتظر اجابة على سؤالها..

_ اجلس كايلي، دعنا نتحدث لاسمع ما عندك، ربما انا مخطئة وانت الصحيح وربما العكس، ولكن صدقني ان لم نصل لحل، واعطيتني اجابات ترضيني وتقنعني، لا اريدك ان تحاول الاقتراب مني مجدداً لانني وقتها لن اتفاهم معك..
قالتها آناستازيا بنبرة هادئة نوعاً ما بدت مهددة ونظرت له لتجده جلس امامها القرفصاء وطالع ملامحها الصامته التي تنتظر ما سيقوله...

_ حسناً، لنبدأ بأمري انا وآكارا، للعلم فقط ان آكارا قُتلت صباح هذا اليوم بحادث، كما انني وآكارا كنا فقط اصدقاء، لم اكن اراها اكثر من هذا آنا فأنتِ تعرفينني لست هذا النوع اللعوب الذي يحب ملاحقه النساء والتقرب منهن، وعندما اكتشفت ان آكارا تحبني انصدمت حرفيا شعرت ان جسدي قد توقف عن الحركه وانعدم احساسي بكل ما هو حولي، حتى انني ظننت ان روحي غادرت جسدي لان آكارا تكبرني بأربع اعوام كاملين، فأنا بالنسبه لها طفلاً، او لنقل صديق، كيف تحب احد يصغرها بكل هذه الاعوام...

نهى حديثه ليهدء من وتيره تنفسه ثم صمت ملياً لتسمعه يكمل..

_ لم اصدق في البدايه ما قالته ولكن عندما شعرت بها تقبلني هنا لقد افقت على تلك الصفعه التي لم اتوقعها ابداً وهي انها تقبلني وانا غير قادر على الحراك ابدو كالتمثال، لم يفيقني شيئاً سوى وجودكِ، صدقيني انني حتى لم ابادلها...

وهذا حقاً ما رأته، كان يبدو كالصنم وهي تقبله محاوله ان تجعله يبادلها بينما هو كان جامداً وبارداً للغايه، تباً، انه محق في هذا الامر تبرير قد ارضاها للاسف، 1 له و 0 لها..

_ حسناً كايلي، 1 _ 0
قالتها آناستازيا بنبرة هادئة بدت ممازحه للغايه فأبتسم على ما قالته وقرر ان يتحدث بالامر الاخر وهو مقتل والديها...

_ حسناً اما بالنسبه لامر والدكِ اقسم لكِ الامر تم رغماً عني، اختطفني والدكِ وانا بعمر الثالثه عشر ليعذبني لاسابيع، كان يقطع من لحم جسدي ويبعثه لزعيمي وعندما علمت ماتلدا بالامر، فهي الدون ولن تقبل ان ترى احد رجالها مختطف في حوزة احدهم يقوم بتعذيبه كل يوم دون ان تعلم مكانه، وعندما علم إليكساندر بمكانه اخبر ماتلدا وطلبت هي ان ينهي امره هو وزوجته عما قاموا به في حقي، واضطر إليكساندر ان ينفذ الاوامر ليس جبراً ولكن لان اللعين قد حاول ان يقتلني في الليلة التي هجم إليكساندر على منزلكم لينقذني، حاول ان يطعنني الي الموت ولكنني لم اموت ونقلني للمشفى وقتها، بقيت بها اشهر اتعالج حتى تعافيت، وقتها ماتلدا جن جنونها عندما علمت ببقاء والداكِ على قيد الحياة وانهما مازالا يخططان للانتقام منا، فقررت ان تتعامل مع الامر بنفسها وذهبت وهددتهم ورأتكِ وقتها وعلمت ان لديهم طفله، فلم ترغب ان تؤذيهم من اجلكِ ولكن بعد اسبوع واحد بعث والدكِ رجلاً ليحقنني بسم من خلال المحلول الذي يبقيني حياً وعلمت ماتلدا بالامر وقتلت هذا الرجل بعد ان جعلته يعترف من الذي قام بتأجيره لقتلي ولم يكن سوى والدكِ...

صمت ملياً ليستجمع قواه مجدداً ليخبرها بباقي القصه التي حدثت بالماضي وهي لا تتذكر احداثها لصغر سنها، ثم اكمل بنبرة هادئة...

_ وقتها عرفت ان والدتكِ كانت تحاول التقرب من إليكساندر وهو رفضها فذهبت لتخبر والدكِ ان إليكساندر اغتصبها بمخزنه الخاص بعد ان صفعت نفسها وخدشت باظافرها جسدها وقطعت مقدمه ثيابها ليظهر الامر وكأن احدهم حاول اغتصابها بالفعل وصدق والدكِ حيلتها المقرفه لهذا هو اختطفني ليضغط بي على إليكساندر حتى يعود اليه ويتوسله الا يؤذيني ولكن إليكساندر كان الاذكى، لم يفعل ما ظن والدكِ انه سيحصل عليه منه، وانتهي الامر بي بالمشفى كما اخبرتك، اول امرأة رأيتها كانت ماتلدا، ملاكِ الحارس كما ادعوها، انها حياتي التي لم اجدها بينكم هنا، هي ملاذي من هموم العالم، شعرت بالسعاده لكوني مازالت حياً وبدأت بتجنيدي كأحد رجالها بعد ان استرددت عافيتي، وامرتني انا وزعيمي بأنهاء حياة عائلتكِ حتى لا يتأذى احد منا مجدداً...

صمت ملياً لا يعرف كيف سيخبرها بحقيقة والدتها العاهرة التي يخشى ان سمعتها لا تصدقه او ربما تصفعه وتنعته بالكاذب كعادتها ولكن عليها ان تعرف على كل حال ...

_ كانت المهمة ان اهجم انا وزعيمي وباقي رجاله على منزلكم، سنتقتل والداكِ فقط وينتهي الامر ولكن للاسف الشديد لم اتوقع دناءة والدتكِ التي اوصلتها لهذا الحال حقاً، كانت تستخدمكِ كطعم، مصدر إلهاء وتشتت لي حتى لا اقتلها، كانت تحملكِ بين قبضتيها وسلاحي مصوب نحوها، فقط حتى لا اطلق عليكما النار، وقتها اضطررت الا اقتلها بحضوركِ وانزلت سلاحي لاجدها رفعت سلاحاً عليكِ تريد ان تقتلكِ على ان امسها بضرر، كانت تساومني علي حياتكِ مقابل ان اتركها حية لانها كانت تعرف بحبي لكِ، لم اعرف وقتها ماذا يجب علي ان افعل ولكن ما كنت اعرفه ان تلك المرأة التي لا اقتنع بتاتاً انها والدتكِ، ما هي الا عاهرة لا تهتم بحياتكِ وحياتها اهم لديها من سلامتكِ...

صمت ملياً ليجدها بدأت تبكي فهي كانت تتذكر ما يقوله وتفاصيل ليلة مقتلهما محفورة بذاكرتها، وكل ما يقوله حقيقي، انها تتذكر ما حُجب سابقاً من ذاكرتها حتى انها تأكدت مما كان يقوله وانه محق، اللعنه حقاً لم تتوقع ان تكون والدتها بهذه الانانيه ابداً بيوم ما، بل وتريدها ان تدفع ثمن اخطائها المقرفه، ترفع عليها السلاح وتساوم كايلي بحياتها امام حياة ابنتها، اي ام تلك التي تريد قتل ابنتها لتبقى هي حية...

وجدت نفسها تلقي بالزهرة من يدها واقتربت من كايلي لتحتضنه ليبادلها وهو يكمل لها الجزء الاخير من القصه التي اصبحت هي علي علم بها...

_ لم استطع ان ألقي بسلاحي وانا اراها تصوب نحو عنقكِ بسلاح ذو نصل حاد لعين يكاد ينحر عنقكِ، لم اتوقع ان تفعل شئ كهذا بكِ من الاساس اسفل صدمتكِ وخوفكِ ونظراتكِ المترجيه لي ان انقذكِ كان علي ان افعل ولكن بالطريقه التي لن تتقبليها ابداً ويمكن ان تكرهيني بسببها ايضاً، كان يجب ان اقتلها على ان اراها تؤذيكِ، لم اكن لاتحمل ان اراها تذبحكِ امام ناظري واقف انا كالعاجز الساذج امامها اتوسلها الا تفعل، وكنت اعرف انكِ ستكرهيني لما فعلته بعائلتكِ انا وزعيمي ولكن هذا كان هو الحل الوحيد لانهاء خراب عائلتكِ الذي حولني لمسخ يكره ويقتل ويفتك دون رحمه فقط ليذيق كل واحداً من نفس الكأس الذي تذوقت انا منه مسبقاً، كان على ان انقذكِ من تلك العائلة آنا مهما كان الثمن، واي كانت الطريقه، سامحيني...

انفجرت باكيه بأحضانه وهي تشدد بقبضتها على سترته من الخلف ليبادلها وظل يمسد ظهرها بحنو يحاول تهدئتها، انه محق بشأن كل ما قاله، عائلتها كانت مختلة، ولكنها لم تتوقع انهم قاموا بأحتجاز طفل وقاموا بتعذيبه لمجرد ان يكون وسيله ضغط على إليكساندر، وليس هذا فقط بل كان يشوهونه ويقطعون من لحم جسده غير عائبين بكونه طفل يتعرض لهذا النوع المقزز من التعذيب، ولم يهتموا بكونهم يحفرون له ذكريات مؤلمه يحاول الي الان اخفائها بالوشوم..

_ بل انا ما يجب ان يعتذر لك، انا اسفه على ما حدث لكِ من عائلتي، سامحني وسامحهم ارجوك كايلي..
قالتها آناستازيا بنبرة باكيه وهي تبتعد عنه ليري عبراتها قد اغرقت فيروزتاها ليخرج محرمه القماشي وبدأ في مسح عبراتها واهداها ابتسامه جذابه جعلتها تبتسم له بخجل وشعرت به يقبل شفتيها لتبادله قبلته المجنونه...

وما ان ابتعد عنها اردف بنبرة هادئة امتلئت بالعاطفة وطالع بزومرديتاه فيروزتاها النادرتان كخاصته ..

_ انتِ ليس لكِ ذنباً بل هم السبب فيما حدث لي، انا احبكِ آنا ولا اريد ان تبتعدين عني مهما يحدث...

_ انا اسامحك، واحبك كثيراً كايلي..

انهت جملتها تزامناً مع اعادته لتقبيلها مجدداً ملتهما ثغرها الممتلئ، واخيراً قد عادا سوياً، اخيراً عادت له تلك المجنونه العنيده، ابتعد عنها قليلاً وقبل فروة رأسها لينهض عن الارض الممتلئة بالعشب الاخضر ليمسك بكفها ليجعلها تنهض هي الاخرى وقادها الي حيث الداخل بعيداً عن انظار حرس القصر الذي كان يتابعون ما يحدث بينهم بنظراتهم المتحاذقه التي اشعرته بالضيق...

بعد ان دلف كلاهما للداخل سمعا صوت تكسير بل تدمير وصراخ جهوري قادم من غرفة كاسبر، فخرج خافيير على اثر صوته يطالع باب الغرفة بصدمه وصعد كايلي هو الاخر، هو الوحيد الذي يستطيع ان يقف امام تلك الجثه البشريه، هو وإليكساندر وماتلدا، لا احد سواهم بتلك العائلة ولكن بطبيعه الحال فجيمس وآدم كفء لانهاء حياته بضربة واحدة، فديريك غضبه حار، اما جيمس واسلوبه البربري الذي نازل به ديثاليا من قبل كان سبباً في جعلها تعاني لاسابيع وتتعالج لاشهر بسبب تحطم فكها ..

وصل كايلي امام باب الغرفة وفتحه ليرى فابيان وليس كاسبر يقف امامه بهيته الضخمه وصدره الذي يعلو ويهبط من فرط حركته، عيناه حمراء كالدم، وقبضتيه مدميتان تقطر منها الدماء، وبدا كشيطان خرج من الجحيم لتوه ليحرق كل من يقترب منه، نظر كلاهما للغرفه انها مدمرة بالكامل، وكأن اعصاراً قد اطاح بها، لا يصدقانه هو من فعل هذا وقف كايلي امامه كانت بنيتهما الجسديه متقاربه للغايه ومن يراهما يظن انهما متماثلتان بأختلاف بعض الفرق بين كلاهما فكان كايلي ذو كتفان عريضان على عكس كاسبر الذي كان اقل عرضاً منه بقليل، وهذا يمنح كايلي تحكم اكبر في كلا ذراعيه...

_ انا احتضر كايلي...
قالها فابيان بنبرة ميته بالفعل، هل يشعر انه يحتضر ام ماذا به؟! يبدو انه يعاني بسبب الاخرى التي ابتعد عنها بسبب غباءه، فهو كان على علم مسبق بعلاقه فابيان وصوفيا التي اخبره بها فابيان عندما تحكم بجسد الاخر...

وعلم انهما بعلاقة صداقه رغم هوسه بها، اقترب منه كايلي ليحضنه، لطالما كان فابيان صديقه ولم يرغب يوماً ان يؤذيه على عكس كاسبر الذي كان دائماً يراه عدوه لمجرد اوهامه التي كانت تقبع بداخل رأسه لحديث زوجته بشأن انتهاكه لها، ظل فابيان ساكناً وهو بحضن الاخر لا يعرف ما يجب عليه ان يقوله او يفعله، فهو غبي وفاشل بمواساة احدهم للاسف لا يعرف ما يجب ان يقول له بمثل هذه المواقف، اما خافيير فتعجب من تألفهما ويبدو ان كايلي صديق تلك الشخصية اكثر من كاسبر نفسه...

اتجه ليجلس به على حطام الفراش او ما تبقى منه وظل يربت على كتفه يخبره ان كل شئ سيكون على ما يرام وان كل هذا سيمر ولن يكون هناك ألم مرة اخرى...

_ انا لا اريد ان ابتعد عنها كايلي، حياتي اللعينه ان لم تكن هي بها سأنتحر كايلي...
قالها كاسبر بنبرة ميته ويبدو من نبرة صوته وكأنه تائه يبحث عن ملاذه ومأواه...

_ اهدء فابيان، لا عليك صدقني سيكون كل شئ على ما يرام فقط..
قالها كايلي بنبرة هادئة ليسمع الاخر يقاطعه بنبرة معترضه...

_ لا تقل فقط تلك كايلي ارجوك، انت لا تعرف ما الذي سيحدث للعنتي ان ابتعدت عنها، انا لا استطيع ان اتركها، ولا استطيع ان اقترب من، انا سأذيها...

_ انت لن تؤذيها لانكما اصدقاء مقربون، لا تقلق لن يحدث هذا صدقني..
قالها كايلي بنبرة مطمئنة ليسمع زمجرة فابيان بأعتراض على اول جمله اردفها...

_ نحن لسنا اصدقاء، هي ليست مجرد صديقة بالنسبة لي، انا اراها امرأتي كايلي...
قالها فابيان بنبرة غاضبه من نفسه كونه تخلى عنها وسخر منها بالاضافة الي طعنه بشرفها كونها تدعي الفضيلة وربما هي مجرد عاهرة وضيعه قاصداً ان يفعل هذا حتى تكرهه وتبتعد عنه حتى لا يؤذيها بتلك الشخصيه المريضه التي تحتل جسده الان والتي اذا رائها لن يخرجها حيه من اسفله، لانه لن يتوقف عن مضاجعتها لنهايه هذا العالم...

ولم يصدم كايلي مما قاله فابيان بشأن صوفيا فهو شعر بتطور مشاعره نحو صوفيا بشكل ملحوظ اكثر من مرة ولكنه كذب نفسه مرات ولم يتدخل مرات اخرى حتى لا يسبب مشاكل بينه وبين زوجته السابقة...

وقبل ان ينهض كايلي من جانبه ربت على قبضته بخفه واردف بنبرة هادئة...

_ ستعودا كما كنتما صدقني فابيان، اتمنى عندما تستيقظ ان تكون بحال افضل، فهي لن تكون سعيده برؤيتك على هذه الحاله ابداً...

وقبل ان يتجه للخارج شعر بقبضه فابيان تمسك معصمه واردف بنبرة حزينه قد اوشكت على البكاء من شده حنينه وشوقه لها وشعر بفؤاده يعتصر بين اضلعه وهو يقول تلك الكلمات...

_ انا احبها كايلي، بل اعشقها، مهووس بها ولا استطيع ان اتركها...

لم يصدم من تصريحه بحبه لها ولكن هل هي تبادله؟!، ربما، سيحاول ان يستفسر بشأن هذا الامر من آنا لعلها تخبره بالحقيقه، او بما تعرفه بشأن هذا الامر على الاقل، حتي يستطيع ان يخطط لتقريبهما من بعضهما من جديد، فهو لن يسمح ان يراهما محطمان هكذا بسبب اسبابه اللعينه التي تمنعه عن ان يكونا معاً...

                      ****

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Devil's baby girl (+21)

Demon's Nun (+18)

in the fist of Lucifer (+18)