Obsessed with Donna (+18)
الفصل الخامس عشر...
كان جالساً بغرفته بعد ان تم تضميد جرحه فلقد امر كايلي بأن يجعل فابيان يتولى السيطرة على جسد كاسبر، الوحيد الذي يستطيع ان يتصدي لها خاصه بعد ان راى ارتعاشه اطراف كايلي وخوفه من ماتلدا، لم يصدق بيوم ما ان يرى تلك المرأة بهذه الحاله ابداً..
وبالفعل اضطر ان يغضب كاسبر حتى تولى فابيان السيطرة على جسده واطاح بماتلدا ارضاً ثم لكمها بجبهته فيما بين انفها وجبهتها لتفقد وعيها، وقتها فقط استعاد كايلي سيطرته على نفسه واقترب ليحمل ماتلدا لغرفتها ولكن وجد كاسبر يمنعه وسحب الدون من قدميها ثم رفعها و وضعها على كتفه وصعد بها الي غرفتها بالجناح الغربي وألقى بها على فراشها وخرج صافعاً الباب خلفه بالمفتاح..
الي الان يسمح صوت تكسير اثاث الغرفة انها في حاله سيئة للغايه يجب عليه ان يردع الوحش القابع بداخلها، لقد ألتهمت لحمه وكأنها حيوان مفترس، انها غير طبيعيه، كانت انيابها كأنياب مصاصي الدماء من مظهرهم الحاد جداً..
عليه ان يروضها، انها خطر عليه وعلى عائلته، لا يستطيع احد ان يقف امامها حتى هو لم يستطع ان يفعل، انها مرنه، قويه، وغير طبيعية...
ألتفتت لكايلي الذي نظر نحو زعيمه الواقف بالشرفة، واقترب منه ليردف..
_ انها تصرخ ولم تتوقف عن السب واللعن منذ استيقظت..
_ اتركها حتى تتعب..
قالها إليكساندر بنبرة هادئة ليتحسس مكان اصابته من اعلى الشاش والقطن الطبي، لا يصدق بعد ان يلتهم احد من لحمه..
ومن شده علمه بكراهيتها الشديده له يتوقع ان تقتله وتلتهم لحمه بيوم ما، ولكنه لم يتوقع ان فعل كهذا يخرج من امرأة مثلها، هو لم يؤذيها ذلك الاذى البدني اللعين الذي سببته له...
وشعر بتولد مشاعر اخرى نحوها مشاعر التقزز والسخط، يشعر بالغضب من فعلتها، يشعر برغبة عارمه في الابتعاد عنها، ويبدو ان مشاعر الكراهية بدأت تتسلل نحوه تجاهها...
يجب ان يواجهها، يجب ان تعرف ما سببته له من ألم، لتكن واعيه ان بدأ يكرهها ويمقتها هو الاخر كما تفعل هي، وبالفعل قرر ان يتجه نحو غرفتها بالجناح الغربي القابعه به، فتح الباب ليجدها ركضت نحوه بأندفاع تريد ان تلكمه ولكنه امسك قبضتها قبل ان تلمس وجهه ودفعها بقبضته الاخرى بكتفها لتتراجع للخلف عدة خطوات ودلف هو للداخل واغلق الباب خلفه وتابعها بنظراته وهي تتحرك بعشوائيه ويبدو ان غضبها يتحكم بها، وفمها مازال ملطخ بالدماء منذ الصباح..
اقترب منها عدة خطوات لتطالعه بغضب غير عابئة بأقترابه ونظرت لعنقه المزين بالشاش الطبي لتبتسم بسخرية وشعرت بالفخر لنتاج فعل يداها، اقصد اسنانها..
اما هو كان صامتاً بشكل مريب، لم يرغب ان يؤذيها يوماً الا انها فعلت به وها هي تفتخر بفعل الدنيئ، انها حقيرة كما توقع فعلاً لتسمعه يردف بنبرة هادئة سآلاً اياها ..
_ يمكنكِ المغادرة، أليس هذا ما تريدينه..؟!
ابتسمت له بسخريه لترد عليه بنبرة ساخرة..
_ اريد ان ألتهم لحمك، هذا ما اريده حقاً...
_ انتِ حقيرة ماتلدا وخائنة، ولست طبيعيه..
قالها إليكساندر بنبرة مشمئزة منها ومن تصرفاتها ولكنها لم تصمت بل ردت عليه بمنتهى السخرية..
_ وهل انت الطبيعي بيبي؟! جميعكم حفنة من المرضى، عائلة العهرة كما يقال، جيد انك خرجت من اسفل حمايتي فكما يبدو ان امثالك لا يمكن اعتباره رجلاً ان ترفع يدك على امرأة بالاساس، فلا تنْس انك من بدأت..
_ ارحلي..
قالها هذا الصوت من خلف إليكساندر ولم يكن سوى كايلي الذي ولاول مره يرى ماتلدا بهيئة الشياطين الذي رائها بالصباح، وتتحدث وكأنها لم تفعل شيئاً متفاخرة بنتاج يدها..
_ اتطردني في حضرة زعيمك يا ولد؟!
سألته ماتلدا وهي تضع قبضتيها بجانبي خصرها بتحفز مصطنع..
انها مريضه حقاً هذا ما قاله إليكساندر، أهنالك وقتاً للسخريه وألقاء الدعابات انها مجنونة، ليسمعها تردف بنبرة هادئة..
_ هذا هو جانبي المظلم إليكساندر ولا اتمنى ان تراه مجدداً..
_ لا اتمنى ان اراكِ مجدداً ماتلدا..
قالها إليكساندر بنبرة حزينه على ما وصلت له الامور وتركها ليغادر ولكنها امسكت قبضته، اللعنة على قلبه اللعين الذي ينبض لها وسمعها تردف بنبرة هادئة..
_ اعرف انك تحبني ولن تتخلى عني بهذه السهولة..
نزع قبضته من خاصتها ليبتعد عنها قبل ان يرق قلبه لها متذكراً فعلها المشين في حقه، وكايلي طالعها بلوم وعتاب على ما فعلته، هو لا يستحق ما فعلته به لقد شوهت عنقه وكأن وحشاً، ذئباً او فهداً قد هاجمه..
تركها وغادر هو الاخر ولم يتحدث معها مجدداً فتحركت ماتلدا نحو الفراش لتنام، ستغادر في الغد على كل حال لا مكان لها هنا، وايقنت انها فاشلة، اغمضت عيناها بقوة واحداث طفولتها المأسوية داهمت رأسها بشده تاركه اثارها في نفسيتها وجسدها حتى الان ونهضت من الفراش ورفعت شعرها للاعلى ليظهر ندبة كبيرة اسفل شعرها جهة عنقها، كان يبدو وكأن احدهم قد طعنها بسكين حاد او جرحها بهذا المكان تحديداً..
انها عانت كثيراً وفي النهاية تكون هي الملامة وحدها، هي ليست وحشاً، هي انثى، تقسم انها فتاه حمقاء كانت فقط تريد ان تلهو بالدمى وهي طفلة ولكن للاسف كانت هي تلك الدميه، دمية والدها القذر..
توجهت لتنام فهي سترحل في الغد حتى لا تفعل شئ اخر لتلك العائلة المترابطة، حتى كايلي اصبح يكرهها، حسناً سترحل كما قال ولن يراها مجدداً حتى لا تدمر حياته هو وفتاته..
__________________________________________________________
صباح يوم جديد...
استيقظت ماتلدا من نومها نظرت حولها بنعاس قبل ان تستوعب بشكل كلي انه وجب عليها الرحيل اليوم ونهضت من فراشها لتلملم اغرضها متجهزة للرحيل ورأت إليكساندر قد دلف لغرفتها فأكملت ما كانت تفعله بصمت ليمسك قبضتها ثم اردف بنبرة حانيه...
_ لا ترحلي، يمكنكِ البقاء ولكن ستحتاجين لعلاج نفسي ماتلدا..
نظرت له بصمت وادمعت بنيتاها، جيد اصبحت مجنونه بنظره، ورفعت شعرها للاعلى قليلاً برابطة شعر صغيرة ليظهر امامه ندبتها فمد يده ليتحسسها ولكنها منعته مبتعده عنه، انها لا تريد شفقة من احد خاصه منه هو...
_ كيف حصلتِ عليها؟!
سألها بنبرة مستفهمة ليجدها تطالعه بصمت قبل ان تردف بنبرة مليئه بالقهر والحزن بآنٍ واحد..
_ لقد حصلت عليها من رجل لا يرحم يدعى كارلوس سليفادور، قام بمعاقبتي اسوء عقاب رأيته بحياتي وقتها فقط عرفت انني ابنة زنا...
صمتت لتكمل بنفس النبرة وقد تساقطت عبراتها من بنيتاها بصمت...
_ كان يميزني بتلك العلامة فقط ليشوهني كما شوهت صورته انه كان على علاقة مع خادمه، وكنت انا نتاج هذه العلاقة الغير شرعيه...
صمتت ملياً لتكمل بنبرة غاضبه من فعل والدها ..
_ وفي النهايه ذهب ليضاجع والده سميث، كان مهووس بالنساء، قررت امي وقتها ان تنتحر وعندما حاولت انقذها وعذبها لانها حاولت ان تتركه...
اقترب منها إليكساندر ليحتضنها لابد انها عانت كثيراً مع هذا الرجل الذي سمع عنه اقاويل عديده عن طغيانه وقوته وجبروته وتمرده وعصيانه للاوامر وعدم قدرة الشرطة على امساك دليل واحد عليه لعله يتعفن بالسجن..
رغماً عنها ابتعدت عنه، انه فقط يشفق عليها، لا ترى نظرة حبه المعهودة، ابتسامته الدافئة التي تشعرها بكينونتها، لا تشعر سوى بفراغ يسكن روحها وشفقه تجاه ما قالته...
_ اهدئي ماتلدا، اهدئي...
قالها إليكساندر بنبرة هادئة حاول اجعلها لطيفه حتى لا تبكي مجدداً، فوحش الامس الذي رأه قد اختفى وحلت مكانها انثى دمرها الماضي ليحولها لانثى ضعيفه وهشه، وربما بقايا امرأة...
لها كل الحق ان لا تكون سويه فوالدها لا يخرج احد من اسفل قبضته حياً من الاساس فما بالك بطفله لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات، بالتأكيد تعرضت لما هو ابشع من التعذيب على يد هذا القاتل ...
_ لما تقولين انني اشبه؟!
سألها إليكساندر بأستفهام فضولي نوعاً ما لانها دائماً تكرر له هذه الجمله فيريد ان يعرف لما تقولها؟!
_ عيناك، شعرك، ولون بشرتك وتصرفاتك الحمقاء، انت هو لا فرق بينكما...
قالتها ماتلدا وهي تطالع كلامحها بقهر للاسف هو يشبهه بعض الشئ في لون العين والشعر ولون البشرة والتصرفات الشيطانيه التي يسلكها في العادة...
_ تباً لي...
قالها إليكساندر لا يصدق انها تكرهه لانه يشبه والدها لهذه الدرجه، ماذا ستفعل او ستقول ان اخبرها ان والده هو شقيق والدها...
عليها ان تعرف على كل حال اي انهما ابناء عم فحاول ان يمهد لها الامر بهدوء ليردف بنبرة هادئة...
_ كارولوس كان لديه شقيق يدعى انطونيو سيلفادور..
همهمت له بالايجاب فهي تتذكر عمها هذا لم تراه سوى مرتين وقتها كان يحاول حمايتها من بطش والدها لتسمعه يكمل بنفس النبرة محاولاً ان يفسر لها الامر حتى لا تنزعج او تتفاجئ..
_ انطونيو سيلفادور ابرهام هو والدي ماتلدا...
نظرت له ماتلدا بصدمه لا تستوعب ما قاله واخذت تطالعه في حاله لا وعي ثم ابتسمت بخفه لا تصدق انه ابن عمها، بل لا تصدق انها ضاجعت ابن عمها، هل كان يعلم بصلة قرابتهما وكان يحبها؟!، ام انه استغلها ليصل لمنصبها لطالما كان يحلم ان يكون هو الدون...
_ تمزح صحيح...؟!
سألته ماتلدا بنبرة ساخرة لا تصدق ما تسمعه منه، انه يتوهم ام انها هي من تتوهم، ربما هناك تشابه اسماء ليس اكثر...
_ والدكِ هو عمي اللعين الذي لا اكره في حياتي سواه، هو من سلمني لكوسكا كلاوني والد كارولين وجيرين دون علم ابي، واتمنى ان ارد له الدين..
قالها إليكساندر بنبرة هادئة ليجدها ماثلة كالصنم لا تدري كيف تكذبه؟! فهي ايضاً كانت ضحيه افعال والدها كانت معه...
ورغماً عنها بكت بقوة واضعه قبضتيها على وجهها تخفي بكائها حتى اقترب منها إليكساندر ليحتضنها لتبكي بحضنه رغماً عنها متمسكه به وكأنه حبل نجاتها..
لقد كان هو، انه نفس المراهق الذي يزور كوابيسها واحلامها كلما اغلقت عيناها، تتذكره بنفس الزورقتان المائلتان للزومرد، انه هو من اخُذ منه الحيوانات المنويه لتلقيح بويضتها لجعلها تنجب...
ابتعدت عنه بعد دقائق وجففت عيناها من اثار العبرات لتتجه نحو ملابسها لتضعهم بالحقيبة وتستعد للمغادرة، لم يتوقع تصميمها على الرحيل وطالعها بصمت حتى وجدها قد انتهت بالكامل من وضع اغراضها داخل الحقيبه وتوجهت نحو المرحاض لتغير ثيابها فأضطر ان يتركها ويغادر مدعياً عدم الاهتمام والتأثر..
__________________________________________________________
استيقظت صوفيا من نومها على صوت والدها يتشاجر مع زوجته ويبدو ان الامر يحتوي على امرأة على ما تظن نهضت بتكاسل ومسحت وجهها بكفها والغريب ان تشممت رائحه رجوليه لعطر تعرفه عن ظهر قلب ملتصق رائحته بيدها، انه لكاسبر، تباً لي اصبحت اتوهمه ايضاً..
هكذا سأحتاج لطبيب نفسي ليخلصني من لعنه حبه، ربما ستسأل آنا اذا اكنت تعرف طبيب نفسي كون عائلات المافيا مترابطة ويكون فيما بينهم على الاقل طبيب يتولى امور العائلة في حالة القتال..
نهضت من فراشها بتكاسل انها موعد دورتها الشهريه على كل حال، فأمسكت ببطنها من شده الالم الذي شعرت به ونهضت تسير على اطراف اصابعها من شده ألم كعبيها، انها لا تستطيع حتى ملامسه الارضيه الصلبه لقدميها الناعمه التي تؤلمها، جلست مرة اخرى وفكرت ما الذي حدث معها هي لم تتناول شئ غير صحي لطوال اكثر من اسبوعين، عدا تلك المقرمشات التي اخذتها من ثلاجه عائلة ابرهام قبل ان ترحل بليلتين...
تباً انها المقرمشات، لقد اثرت على عضلاتها واعصابها بالسلب لطالما كانت المقرمشات نقطة ضعف جسدها الصغير وكذلك المؤكلات البحريه، لديها تحسس منها، مجرد ان تشم رائحه السمك تفقد وعيها ويملا جسدها حبوب تشبه الطفح الجلدي..
انها تعاني في صمت كما يقال، حاولت النهوض مره اخرى لقد قل الالم على ما يبدو، حركت قدميها ضد الارضيه حتى تستطيع السير واستطاعت اخيراً الوصول لخزانتها، فتحتها لتسحب منها علبه فوطها الصحيه وألقت بالعلبه بعد ان اخذت ما تحتاجه ودلفت للمرحاض، انتهت من حمامها وخرجت لتتجه نحو الخارج تريد ان تعرف ما الذي حدث بين والدها وزوجته...
وقفت امام باب الغرفه ورات والدها هادئ بشكل مريب بينما الاخرى تصرخ عليه قائلة بغضب قد اعمى بصيرته بهوية الجالس امامها والذي هو في الحقيقة زوجها..
" انت مريض سـ ـادي، هل تتلذذ بتعذيبي، تتركني بالاسابيع دون اهتمام دون احتواء هل علي ان اطلب منك ان تهتم بي، هل على ان اطلب منك علاقه كأي رجل وامرأته، قل لي من اللعينه التي رأيت صورها على هاتفك وتتصل بك من حين لاخر وان اجبت انا تصمت وتغلق الخط"
وجاء رد والدها بارداً وهو يشعل سيجاره وطالعها بعدم اهتمام..
" انها سكيرتيرتي الشخصيه وعشيقتي، هل لديكِ مانع "
" اريد ان ننفصل، يكفي الي هنا تحملي لقذارتك انت لن تتغير " كان هذا ردها الذي اتضح به القهر والخذلان...
" مخطئة انا اتغير، ولكن للاسوء " قالها والدها بنبرة بارده ونهض من على مقعده ليقترب منها ثم اردف بنبره نوعاً ما هادئة..
" لم تعجبكِ لمساتي العنيفة بالسابق، ام انني الان اصبحت دادي رائع بالنسبه لكِ "
فزعت صوفيا من كلمة دادي فهذه الكلمه سمعت عنها من الانترنت تقال للسيد او الماستر بالعلاقة السا ديه بين السا دي والخا ضعة..
ابتعدت عن الباب بخوف وعرفت انها والدها رجل قذر مدعي للمثاليه، رجل تتمنى موته على ان تراه يهينها ويصدق ما قيل عنها كونها عاهرة، رجل يضربها ويصفعها حتى آدمى وجهها، رجل سا دي...
رأت والدها يخرج من باب الغرفة يغلق زر سترته الرسميه، كان والدها رغم سنه الذي تجاوز الثامنه والثلاثون الا انه كان يبدو شاباً يافعاً بعمر كايلي مثلاً بالاضافه لجسده الرياضي اللعين، وكان وسيماً للغايه لديه شعر بني ناعم للغايه وعينان بلون العسل الصافي...
كان مثالي بدرجه مقززة اقترب من صوفيا ليطمئن عليها ولكنها ابتعدت عنه تلقائياً اصبحت تخافه وتكرهه، الاثنان معاً وفي النهايه هو السبب، استغرب قليلاً من فعلها وامسكها من معصمها بقوة قبل ان تسقط من على الدرج ولكنها صرخت من الالم فعظامها اللعينه تؤلمها وها هو يعيد إيلامها مجدداً..
لهذا اقترب منها والدها واحتضنها بلطف وسحبها برقة من اعلى الدرج قبل ان تقع، وتلقائياً دفنت وجهها بحضنه، لما يؤذيها ان كان يحبها ويخشى عليها الهواء، يعرف بحالتها وبأمراضها اللعينة يعرف ما تفعله بها مناعتها وتحسسها من الاطعمة البحريه، يعلم بحالتها الصحيه كونها مصابه ايضاً بحساسيه الانف المزمنة ولديها حساسية صدر ايضاً متعلقه بها...
_ اسف، لم اقصد، لم اكن اعرف ان دورتكِ قد جاءت، صغيرتي اعذريني...
قالها والدها بنبرة لطيفه وهو يربت على ظهرها بحنو، انه حقاً يحبها وليس فقط هذا انعكاس لمشاعرها هي، انه يعشقها لانه تشبه والدتها، يخشى عليها الهواء لانها قطعة منه ومن حبيبة فؤاده التي تركتهما...
_ لا بأس انا بخير ابي..
ابتسم لها رغم انها لم تراه ولكنه اقترب يقبل رأسها بحنو، انها حبيبة فؤاده ولن يضرها مجدداً انها هشة وضعيفة للغاية، يتمنى ان يراها في حال افضل مما هي عليه...
_ سأجهز لكِ بعض الاعشاب الدافئة، اذهبي واستريحي بغرفتكِ..
قالتها زوجه والدها بنبرة هادئة لتسمع صوفيا تردف بنبرة متألمه محاوله كبح رغبتها في البكاء ولكنها فشلت..
_ لا استطيع السير...
لهذا اضطر والدها ان ينحني ليحملها من اسفل ركبتيها حتى وصل بها لفراشها ودثرها بالغطاء جيداً وجلس بجانبها يمسك لها قدميها، كانت تتأوه من شده الالم الذي تشعر به ولكن للاسف كان هذا هو الحل الوحيد لتستطيع السير بطريقه طبيعيه...
شعرت بعده طرقعات متتاليه بعظام ساقيها وبعدها ابتسمت بخفه لقد انتهت من اول ألم على الاقل ستذهب للمرحاض بحرية، وصلت زوجه والدها اليها لتعطيها مشروب الاعشاب فوضعته صوفيا بجانبها حتى يبرد قليلاً، وبدأت هي تساعد زوجها حتى ينهوا عذاب تلك المسكينه....
وبدون قصد من زوجه والدها سقطت قلادة صوفيا من رقبتها وانفتحت لتكشف عن محتواها، انحنى والدها ليلتقطها وارتعبت ان يصفعها لانها تضع صورة رجل غريب بقلادتها ولكنها وجدته ابتسم بخفه وهو يطالع صورة كاسبر ليردف والدها..
_ لدينا عاشقة صغيرة هنا..
_ صدقني لم يقترب مني لم يلمسني ابي اقسـ..
قالتها صوفيا بنبرة خائفه ان يضربها وظهر الارتباك جلياً على ملامحها وظلت تعبث بأصابعها النحيلة الناعمه بخوف...
هدئها والدها وانحنى امامها ليصل لمستواها وابتسم لها قبل ان يردف...
_ ليس عيباً ان تحبين صوفي، ولكن هل هو يبادلكِ؟!
سؤاله المستفسر جعل العبرات تجتمع بعيناها فعلم انه لا يبادلها ليسمعها تقول بنبرة مهتزة من الضعف وقلة الحيلة ومشاعر البكاء التي تطفي عليها..
_ لقد قطع علاقة صداقتنا بالامس..
لم يصدق ما سمعه منها لقد ابتعد عن ابنته، اللعين كان يؤمنه على حياتها ان حدث له شيئاً، لقد خذله وخذلها وكسر بأتفاقهما معاً، وامسك هاتفها لتفتحه صوفيا له ليرى اخر رسالة بعثها لها والتي كان محتواها..
" لا تتحدثين مع لعنتي مجدداً صوفيا ولا تحاولين ان تراسليني مرة اخرى، لان الامر يخرج عن نطاق السيطره في كل مرة اراكِ بها وغضبي يزداد كلما رايتكِ"
وفكر في كيف يخرج عن نطاق السيطرة كلما يراها؟! هل يقصد انه يريد ضربها ام مضاجعتها؟!، عليه ان يستدعيه لمنزله ليفهم منه ما الذي يقصده بتلك الرساله الحقيرة التي ليس لها سوى هذان المعنيان ليس الا...
اوصل هاتفها بالانترنت لعله يرى رسائل اخرى منه ولكن لا رد كانت كالصحراء فعلم انه محق انه كان يريد ضربها وليس مضاجعتها ان يكره طفلته ولا يريد ان يقترب منها، ولا يعرف السبب بعد...
_ ما الذي حدث بقصر إليكساندر صوفي؟!
سألها والدها ليراها طالعته بأرتباك وابعدت بندقيتاها عنه فعلم انه يكرهها لسبب هي تخبئه فأمسك فكها بلطف ليجبرها تطالع عسليتاها...
_ لقد كذبت عليه بشأن ان زوجته تجهز له هديه ولكن في الحقيقة هي كانت تخونه...
قالتها صوفيا بنبرة متردده وهي ترى ملامح والدها الثابته كما هي ليسألها..
_ لما يكرهكِ انتِ ما دخلكِ فليكره العاهرة التي خانته ؟!
قالتها زوجه ابيها بنبرة منزعجه من اسلوب كاسبر نحوها وهي تمسك كتف صوفيا بلطف...
_ هذا ما حدث ابي لهذا قررت ان اعود لهنا...
قالتها صوفيا بنبرة حزينه لتسمع والدها يردف...
_ لا تتعاملين معه مجدداً وسألتهم لحمه حياً ان حاول ان يؤذيكِ...
قالها والدها بنبرة جاده وقبل رأسها قبل ان ينهض ويتجه للخارج...
_ مع من يخونكِ ابي..؟!
سألتها صوفيا وهي تلتفت لها ببطء نصف ألتفاتة..
_ مع سكريتريته...
صمتت زوجه والدها ملياً ثم اجابتها بنبرة منزعجه من سؤالها الفضولي..
_ ما دخلكِ ايتها الصغيرة...؟!
استدارت لها صوفيا ببطء وألقت نفسها بحضنها وكانت الاخرى لا تعرف ماذا تفعل في هذا الموقف فهي لم تجرب احساس الامومه من قبل ولكنها احتوتها انها لطيفه، لا تعرف لما كانت تعاملها في الماضي معامله سيئة، ربما لانها ظنت انها السبب في رفض والدها للانجاب مرة اخرى..
_ شكراً انكِ بجانبي...
قالتها صوفيا بنبرة هادئة وهي تغمض عيناها بنعاس...
وشعرت الاخرى بقلبها تضطرب نبضاته وتتسارع من فرط تلك المشاعر الجديده عليها مع صوفيا، وكم ودت ان تكون هي والدتها، كم ترغب بهذا لعل آلامها تزول، وسقطت دمعه حارة من عيناها ومسحتها سريعاً حتى لا تظهر ضعفها واعدلت الاخرى لتنام بشكل صحيح، ودثرتها جيداً ونهضت تتجه للخارج..
__________________________________________________________
كان رسلان جالس بسيارته في انتظار الاخر ان يصل اليه، يطالع ساعته كل دقيقه تمر عليه وساقه يهزها بعنف من شده الملل وطول الانتظار، حتى سمع باب السيارة يفتح ودلف بجانب مقعد القياده..
_ ما الامر؟!
سأله كاسبر بنبرة بارده من طلبه ان يأتي ليراه بأمر ضروري..
_ اخبرني ما الامر مع لعنتك، لما اردت الابتعاد عن صوفيا؟!
سأله رسلان بنبرة مستفسره من بروده الذي لاحظه على ملامح وجهه..
_ لا اريد ان اراها امامي طوال الوقت الامر يغضبني، وجودها يغضبني، ينهش شيئاً لعيناً بداخلي، جاعلاً اياي اخرج عن سيطرتي...
اجابه بمنتهى الهدوء وكأن الامر لا يشكل فارقاً معه..
_ لقد امنتك على ابنتي، كان بيننا اتفاق كاسبر...
قالها رسلان بنبرة هادئة من تصميمه على الابتعاد عن ابنته دون سبب واضح، هو لا يفهم لما يريد الابتعاد الي ابان، لم يعطيه اجابه واضحه تجعله ينهي الامر ويوقف تساؤلاته له...
_ وانا انهيته، وسأعيد إليك مالك، وفي المقابل لا اريد رؤيتها..
قالها كاسبر بنبره حاول جعلها بارده بقدر الامكان، وفابيان ينهار بداخله يود الخروج وابسيطرة على جسد اللعين الذي يبعده عن معشوقة فؤاده بحديثه السام هذا...
لم يصدق رسلان ما يسمعه من الاخر آكل هذا فقط لانها كذبت عليه بشئ تافه كهذا، اللعنه، لا يصدق هناك امراً اخر، فسأله بأستفسار متعجب من تصميمه..
_ ما الذي حدث لكل هذا كاسبر؟!
_ لقد اخبرتني بأن زوجتي تجهز لي هديه لاتفاجئ بها تخونني..
رد عليه كاسبر بنفس الاجابه التي اجابتها ابنته مسبقاً وعلم ان ابنته صادقه هو من لديه خلل ما في رأسه، يجعله يرى الامور غير واضحه على ما يظن..
_ وما ذنب ابنتي كاسبر لقد علمت بالامر وكان كايلي هو من اخبرها...
فرد عليه رسلان بنبرة غاضبه من تفاهة اسبابه وعدم منطقيتها، هذه الاجابه اذ قالها لطفل لبثق عليه في منتصف وجهه..
_ لا يهمني، انا لا يهمني سوى كذبها على لعنتي، فقط ابعدها عني لانني لم اعد اطيق رؤيتها، حتى انت نفسك لا تهتم بها ولا تحبها وتلك الشمطاء الذي تعيش معك ايضاً تكرهها وتعاملها بأحتقار وكأنها عاهرة...
قالها كاسبر بنبرة غاضبه وشعر الاخر انه يكره ابنته حقاً وليس مجرد سبب ليس له اساس من الصحه...
_ هل حاولت ان تلمسها؟!
سأله رسلان لاخر مرة عن ما يدور برأسه لعله يكون سبباً حقاً ولكن الاخر رد عليه بنبرة ساخرة وابتسامه مشمئزة ارتسمت على وجهه...
_ لا انها تلعب دور الراهبة بأتقان...
اغمض رسلان عينه بتعب، لقد فهم الان انه فقط يكره فتاته لمجرد انها ليست ابريل ولانه كانت السبب في كشف حقيقة عاهرته، وسمع الاخر يهبط من السياره فأدار محركها وانطلق عائداً لمنزله...
لا يعرف كيف عليه ان يعطي صوفيا هذا التسجيل لتسمعه، اخرج هاتفه من جيبه ليحفظ ما سجله من حديث بينه وبين الاخر ليجعل ابنته تسمعه، لا يصدق بعد ان الامر يسير في هذا النطاق وهناك حلقه مفقوده بين هذه النطاقات التي اوصلها ببعضها البعض، هو او ابنته يخبئان شيئاً لم يقولنه...
___________________________________________________________
صباح يوم جديد...
فقد عادت ماتلدا لمنزلها الذي دمرته لتعيد ترتيبه مرة اخرى، وبعدها استراحت قليلاً ونظرت لجدول اعمالها الذي ستقوم به بشكل إليكتروني الي ان تستطيع العوده لروسيا، فهي في حاله اشبه ما يمكن قوله خمول تام...
انها تطالع شاشه الحاسوب بملل وتحذف بعض المهام المطلوب انجازها، طاقتها لن تتحمل كل هذه الاعمال، ابتسمت بخفه وهي ترى صورة كايلي من بين مهامتها ولكنها تفاجأت بأنه مستهدف، ماذا؟!
ماذا يعني انه مستهدف اللعنة؟!، نهضت من مكانها تبحث عن هاتفها، لقد وصلت لها هذه الاخبار من رجال سياسيون ذو مكانه ومركز بالسلك الدبلوماسي المكسيكي..
وجدت هاتفها لتتصل على كايلي عدة مرات ولكن بلا رد، لم تعرف بعد ممن هو مستهدف، من الذي يريد قتله ويخطط له، له اعداء لا تنكر ولكن اي واحد منهم يريد الانتقام منه؟!
كانت تتصل به ولكن لا فائده لا شئ يجدي نفعاً، واضطرت في النهايه ان تغلق الخط، فهو لا يرد على اتصالاتها، ربما عمداً، او انه مشغول وينهي بعض الاعمال او لا يسمعه من الاساس...
دقائق وسمعت رنين هاتفها بقبضته فنظرت للمتصل واذ به إليكساندر لابد انه يعرف اين كايلي، ردت عليه ماتلدا ولم تكد تسأله حتى اردف هو بنبره هادئة...
_ كايلي بخير ماتلدا، ولكن هناك اخبار غير جيده ساوافيكِ بتفاصيلها، انه آدم، لقد ضرب ريما ونُقلت للمشفى وحالتها حرجة بين الحياة والموت..
_ تباً لي، آنا آتيه للقصر سأغير ثيابي وسأتي..
قالتها ماتلدا بنبرة قلقة خوفاً على ريما من بطش ادم واغلقت الخط سريعاً ونهضت ترتدي ثيابها بسرعه على عجالة من امرها، ولامت نفسها كثيراً فهي المخطئه لانها امنته علي ريما وتركت مهمه جلبها وحمايتها مهمه ادم، اللعنه عليك ادم، هذا ما قالته لنفسها، يجب ان تظهر يجب ان تفعل لقد انقلب العالم الان رأساً وقد وصلت لها خبر اصابه ريما علي يد ادم وها هي بين الحياة والموت..
ارتدت ملابسها ونظارتها الكبيره ومعطف اسود طويل واضعه اسلحتها بخصرها وعلي جانبي ساقيها لتتحرك نحو قصر إليكساندر ليذهبا سوياً لتلك المشفى التي توجد بها ريما، لا تهتم بما ابلغها ادم به بشأن وجوب اختفائها عن انظار سميث لحين اشعار اخر منه..
وصلت للقصر لتجد الاخر في انتظارها بطائرته الخاصة ليدلفا سوياً للداخل وحلقت الطائرة بالسماء متجهه نحو روسيا وجلس بجانبها إليكساندر الذي يربت علي يدها محاولاً تهدئتها لحين وصولهم..
حتى وصلا اخيراً في مساء اليوم التالي الي روسيا بصحبه إليكساندر وبعض رجاله هبطت من الطائره خلفها إليكساندر وباقي رجاله ليتجهوا نحو السياره لتأمر السائق بالتوجه نحو المشفى التى توجد بها ريما...
وصلت بعد وقت ليس بكثير الي المشفى هبطت منها متجهه نحو الداخل حيث غرفه العمليات التي عرفت انها في الطابق الاول من الاستقبال...
صعدت الي هناك وكان إليكساندر يسير بجانبها وخلفه رجاله الي ان وجدوا الجميع يقفون امام باب الغرفه لتتجه نحو ادم الذي مازال ينظر من تلك الدائره الزجاجيه التي توجد بباب غرفه العمليات يطالع ريما التي لم تستيقظ من سباتها...
_ ما الذي فعلته سيد ادم...؟!
سأبته ماتلدا بنبره غاضبه تزامناً مع خلع نظراتها الكبيره عن عيناها..
كان الجميع في حاله صدمه خاصه سميث الذي لم يستوعب حتى الان من الذي طلب من إليكساندر الحضور، كان ينظر لماتلدا بصدمه بينما ادم استدار لها ببرود يطالعها وكأنها لا شئ ثم وجه نظره قاتله لإليكساندر الذي كان يضع يداه بجيب بنطاله بغرور ونظر نحو ادم بتعجرف حابساً سيجارته بين شفتيه..
_ انها حيه، مازالت حيه لا تقلقي بشأنها كثيراً...
قالها ادم بنبره بارده وعيناه لم تغادر وجه إليكساندر الساقط...
_ اكنت تنوي قتلها حقاً.. أكنت تريد قتلها ادم؟!
سألته ماتلدا وهي تصر علي اسنانها بغضب لتجد ادم يطالعها ببرود وكأنه لم يفعل شئ، فبعد ان تأكد انها حيه عاد لما كان عليه وكأنه لم يحاول قتلها امس، والي الان هي بغيبوبه حالتها مستقره نوعاً ما..
_ لا لم ارد هذا..
نفي ببرود ليتجه نحو احد مقاعد المشفى وجلس عليها..
بينما اخترقتها نظرات حارقه من سميث وريانا الواقفان بجانب بعضهما وقد لعنتها ريانا لظهورها مجدداً بينما سميث كان غاضباً من ادم لانه اخفى عنه كون ماتلدا مازالت حيه...
والاسوء من هذا انها بجانب إليكساندر عدو زعيمه اللدود، ولكنه لم يقُل شئ بقى صامتاً متمسكاً بخصر زوجته المتعبه والتي رفضت المغادره منذ امس وبقت بجانب زوجها بينما والده ريما هي الشخص الوحيد التي سُمح لها بالبقاء داخل غرفه العمليات بجانب ابنتها...
_ متى ستستيقظ..؟!
سألت ماتلدا بنبره مستفهمه وطالعت ادم الصامت بشكل مريب ...
_ لا نعرف انها بغيبوبه...
قالها سميث بنبره بارده قبل ان يأمر ريانا بالجلوس فقد بدت متعبه للغايه...
_ لن امررها لك ادم، وسأقتلك ان حدث لها شيئاً..
قالتها ماتلدا بنبره اقرب للتهديد لتتحرك نحو مقعده واستندت علي الحائط خلفها..
لم يعلق ادم علي ما قالته ماتلدا وظل صامتاً يتابع الممرضون الذين يطمئنون عليها من الحين للاخر، بسبب منعهم اياه من الدخول ويبدو انه سينتظر كثيراً لرؤيتها...
< بعد عدة ايام >
استمع الجميع لصراخها ودلفت وقتها ماتلدا علي صوت صراخها وهرعت نحو الحمام الذي اتضح منه الصوت لتجد ريما قد فقدت سيطرتها علي نفسها تصرخ وتبكي بعنف وجهها اصتبغ بالحمره القانيه بسبب قله الاكسجين برئتيها تأن بآلم مما تشعر به، لقد دمرها، ادم دمرها حقاً تلك المرة، لم يكن يكذب عندما اخبرها ان عليها الابتعاد عن ايما، وقبلها راسيل، رغم انها لم تهدد ايما وكان ما فعلته تلك العاهره كان كذب حتى تتسبب لها في الاذى وقد نجحت، نجحت فيما ارادت ادم ان يقوم به..
حاولت ماتلدا مساعدتها لتهددها ريما بقطع زجاج من المرآه الذي دوى صوتها بممر غرفه العمليات بأكمله بألا تقترب منها والا لن تتهاون في قتلها، دلف وقتها إليكساندر ونظر نحو ريما يتأمل ملامح وجهها او ما تبقى منها من ملامح ثم تقدم نحوها بحذر..
_ لا تقـ... تربوا من لعنـ.. تي... جميـ.. عكم مثل كارو.. لين.. جميـ.. عكم مثلها.. انا اكرهـ.. كم جميـ.. عاً..
قالتها ريما بنبره غاضبه متقطعه وقد سيطر الحقد علي ملامح وجهها وانهمرت الحده والقسوه من عيناها تجاههم..
_ انا لن اؤذيكِ ريما..
قالها إليكساندر بنبره هادئه حتى لا يثير رعبها يكفي ما تعانيه المسكينه، بينما ريما كانت ترغب في تحريك رأسها نافيه حديثه تريد ان تخبره بأنه كاذب كاللعين الذي اخبرها انه سيحميها ممن يريد اذيتها ها هو آذاها هو الاخر..
دلفت وقتها والدتها واتجهت نحو المرحاض لتجد طفلتها تبكى وتأن بصوت ضعيف من الالم اقتربت منها لتلقى ريما قطعه الزجاج واحتضنت والدتها التي ظلت تربت علي رأسها الي ان هدئت..
اتجهت ماتلدا نحوها لتهمس لها ليلي بغضب جام حتى لا تثير فزع طفلتها..
_ ابتعدي عن ابنتي سيده ماتلدا...
ابتعدت ماتلدا تنظر نحو إليكساندر الذي ظل يطالع ارتجافه جسدها التي هدئت بوجود والدتها، دلف الطبيب ومعه الممرضه بحقنه مهدئ واعطتها الممرضه لربما التي لم تجادل الي ان نامت بأحضان والدتها...
اتجه نحوها إليكساندر وكاد يحملها ليجد قبضه قويه امسكت بقبضتيه يبعدانه عن ريما و والدتها ولم يكن سوى ادم..
_ ابتعد عن امرأتي إليكساندر..
قالها ادم بنبره غاضبه وهو يبعد كلتا قبضتيه بعيداً عن امرأته، ابتسم إليكساندر بسخريه يطالع ملامح ادم الغاضبه...
_ الان تذكرت انها امرأتك، حسناً اعترف انك تغار ادم، ادم يغار علي امرأته الذي آدمى وجهها ..
قالها إليكساندر بنبره ساخره وهو يضع كلتا يداه بجيب بنطاله بعجرفه..
وضعت ماتلدا يدها علي صدر إليكساندر لتبعده عن ادم فقد بدا لها ادم غاضب و إليكساندر سيثير غضبه اكثر،وبالفعل نجحت بجعل إليكساندر يتحرك من الغرفه وتحركت هي خلفه مغادرون للخارج..
____________________________________________________________
ألقى امامه حقيبتين من الاموال ونظر له بنظرات ثابته فنظر له دانيال بعدم فهم ليسمع من الاخر ما سيقوله مقابل حقيبتي الاموال تلك...
_ لقد امر الزعيم آكارا بمراقبتك وقتلك ولكن في الحقيقة هو يريد ان يعقد معك اتفاق...
صمت ملياً صاحب هذا الصوت ليشعل ضوء المصباح الصغير بجانب مكتبه لتظهر ملامح كايلي الحاده بشكل مرعب فأبتسم دانيال بسخرية هو وكايلي يعقدان اتفاق يا لسخريه القدر، لولا انه عمل لكان قتله الان ولكن فليدع كل شئ بأوانه دون تسريع للاحداث ربما يحصل على ما يريد، وسمعه يكمل بنبرة هادئة ...
_ يريدك ان تنهى حياة آكارا..
_ لما لم يفعل هو؟!
سأله دانيال بنبرة ساخرة متعجب من عدم قدرة زعيمه على انهاء حياة كتلك الحشرة...
_ الزعيم لا يريد ان يلوث يده بدمائها، يريد ان يتم الامر وكأنه حادث...
قالها كايلي بنبرة جامده ففهم الاخر انه يريد لاحدهم ان ينهي حياة الاخر وعليه ان يكون الاسرع لاتمام هذا الامر، وسمعه يكمل بنبرة هادئة ..
_ وما ان تنهي المهمه لك حقيبه مماثله لكلتاهما بهما اربعه ملايين دولار امريكي...
_ حسناً..
قالها دانيال بنبرة هادئة ونهض وهو يحمل حقائب الاموال ليخرج بها من مكتب إليكساندر بينما كايلي قد خرج من المكتب متجهاً لغرفته لحين ان يتم الامر بنجاح..
< باليوم التالي >
كان يقف على مقربه من مكان عملها كان يتابعها كعادته، فهو يريد ان يطمئن كونها بخير ولابد انها شعرت بوجودع لهذا انزل زجاج السيارة ليطالعها منه بملامح جامده خاليه من المشاعر او ربما هذا ما كان يدعيه، ثم تحرك بالسيارة الي ان اختفى من امامها، يبحث عن آكارا لساعات ولكنه لم يجدها، يكاد من فرط ملله يتصل بها ويعطيها عنوانه لينهي امرها اسرع من هذا انه يمل سريعاً...
< وفي المساء >
قرر هو ودين وستان ان يقضيا سهرتهما بمطعم برتقالته قبل انتهاء دوام عملها، ودلف ثلاثتهم للمطعم كان يبدو من هيئتهم بالنسبه لتلك المنطقة انهم من اصحاب النفوذ والسلطه او ربما خطرين نوعاً ما جلسوا بأحدى الطاولات واتجهت مريم لاخذ طلباتهم ولاحظت من بين هولاء الثلاث دانيال ينظر نحوها يطالع جسدها الصغير برداء المطعم، وتخيلها برداء المطبخ بمنزله وتصنع له الطعام من يديها الناعمتين...
نظر لها الرجلين يحدجونها ببرود ولم يكن سوى ستانلي الذي نظر لها ببرود ودين الذي طالعها بملل، لتردف بصوتها الناعم وهي تضع امامهم ثلاث قوائم طعام..
_ عندما تختارون يمكنكم مناداتي...
قالتها وكادت تتحرك لتجد ستان يتحدث لها...
_ اريد القليل من القهوه مع قطعه من الكعك المحلى، واتمنى ان يكون من يداكِ ايتها الشركسيه الناعمه..
قالها ستان بنبره هادئه وابتسامه صغيره جعلتها تنظر نحوه بعدم راحه..
لا تعلم لما لا ترتاح لاصدقائه ولكنها دونت طلبه تنتظر طلب دانيال وذلك الغريب الذي يضع مصاصه بين شفتيه...
لم ترى رجل يضع مصاصه بفمه من قبل، ربما الصغار لكن الكبار هذا نادراً بل لم تتوقع هذا من الاساس طالعته بخضرواتيها لتجده يلوح لها بمرح وكأنه يودعها ولكنها ابعدت عيناه عنه وطالعت دانيال الذي بدى هادئ بشكل مخيف...
_ انا اريد القليل من مشاهد العنف لا اكثر..
قالها دين بأبتسامه بارده لتحدق به بخوف اتضح علي ملامح وجهها ولكنها تمسكت بذلك الدفتر الذي تدون به طلبات الزبائن..
_ حسناً لا تذعري هكذا، اريد قليل من النبيذ.. واحضرى لى نوعاً فاخراً فأنا اكره ان..
قال دين جملته بأبتسامه لتقاطعه مريم بأبتسامه بارده..
_ هذا ليس ملهى ليلي هذا مطعم... اسفه ليس لدينا خمر هنا..
_ حسناً اذهبي واحضري لنا من الخارج سننتظركِ..
قال جملته بأبتسامه ماكره غامزاً لها بنهايه جملته..
_ انصرفِ مريم..
قاطع تلك المشاحنه صوت دانيال الهادئ لتتجه هي نحو الداخل..
بدأت تحضر القهوة لثلاثتهم وذلك الغضب يتصاعد بداخلها من مغازله هولاء الحقراء لها بطريقتهم القذره متذكرة وشومهم المقرفه ولديها رغبه قويه بالتقيأ الان...
بالخارج..
_ لقد ظننت انني امتلك اكثر النساء رقه وهشاشه... حتى رأيت مريم فوجدت من هي اكثر رقة من امرأتي..
قالها ستان وهو يتابع باب مطبخ المطعم بعيون بارده...
_ لا تجعلاني احطم وجهيكما الجميل بالطاوله ..
قالها دانيال بنبره بارده وهو يؤكد علي كلماته بنظراته نحوهما..
ابتسم دين وستان علي صديقهم الذي يبدو انه يغار كثيراً...
_ اذن هذه هي المنشوده..
قالها دين ببرود وهو يحرك مصاصته علي احد جانبي شفتيه ثم نظر نحو دانيال الذي اومأ بالايجاب بصمت..
لطالما كان دانيال هادئ حقاً بطريقه مزعجه علي عكس ستان ودين ورغم هذا كانا اعز ثلاث اصدقاء... كان دانيال منقذهم الشجاع بهذة المعتقلات التي مكثوا بها لسنوات ..
_ يمكن ان تثق بنا سنموت من اجلها.. ستكون بخير طالما نحن بجانبها..
قالها ستان وهو يشعل سيجارته ليدخنها ببرود..
اتجهت مريم نحوهم لتضع لهم القهوه ثم وضعت قطعه الكعك امام ستان لينظر لها دين بضيق..
_ لما لم تحضري لي كعك محلى مثله..
اردفها دين بتذمر وضيق وهو يقلب شفتيه كالاطفال...
وكاد ستان يتناول الكعك ليسحبها دين منه ليقطم منها قطعه كبيره بفمه... نظرت لهما مريم بفاه مفتوح ثم انفجرت بالضحك علي مظهرهما... بينما دانيال نظر لضحكتها العفويه بأبتسامه جانبيه سرعان ما اخفاها قبل ان تلاحظه..
_ سأحضر لك غيرها سيدي..
قالتها مريم بأبتسامه صغيره بعد ان هدئت من ضحكاتها لتتجه نحو المطبخ مجدداً..
اوقفها ستان يتحدث لها بنبره هادئه..
_ لا يهم لا اريدها.. اتركيه يأكلها لعلها تخنقه..
وهنا لم تعد تستطيع ان توقف نفسها من الضحك لتنفجر ضحكاً علي ما قاله وكأنه ألقى دعابه..
ابتسم ستان لدانيال غامزاً له بمعنى " اترى ما النوع المفضل للنساء يا صديقي.." بادله الاخر بسخريه ثم ضرب دين علي مؤخره رأسه بخفه فطريقه تناوله للطعام جعلته يبدو وكأنه لم يتناول الطعام منذ سنوات...
كل هذا كان اسفل نظرات تلك الفتاه التي ابتسمت بمكر ثم وضعت نظارتها الشمسيه اعلى رأسها تلتقط بعض الصور لمريم و دانيال واصدقائه..
وما ان انتهت تحسست ذلك الوشم خلف اذنها ببطء قبل ان تعيد نظرها لهاتفها تطالع تلك الصور.. شعرت بقبضه قويه تُوضع علي فمها لتكتم انفاسها ولم تلاحظ من الذي يحاول خنقها بيده هكذا ...
ليهمس بنبره اقرب لفحيح الافعى بجانب اذنها..
_ لن ارحمكِ لقد وقعتى بقبضه الموت..
لم تستطع تمييز صوته جيداً ولكن كل ما شعرت به انه مفتول العضلات ضخم البنيه حرك نصل السكينه الحاد علي رقبتها ببطء مميت لتجحظ عيناها برعب وخوف فهي لا تريد ان تموت بهذه الطريقه البشعه ولكنه انهى امرها ببطء متلذذاً بدمائها التي اغرقت وجهه وملابسه اثر ذبحها له..
ساحباً اياها نحو سيارته ليدفن جثتها في مكان نائياً بعيداً عن تلك المنطقه وقبل ان يدفنها قرر ان يهدي وشمها خلف اذنها لزعيمها الذي سيسعد بأتمام الاتفاق بالتأكيد فكانت تلك الاوامر وهي مطاعه اذ كان هناك مقابل...
__________________________________________________________
صباح يوم جديد..
استيقظت آنا من نومها بتكاسل، لقد اقترب موعد الدراسه بقى عليها اقل من الاسبوع، ولكن ما يثير تعجبها وخوفها هو عدم مهاتفة صوفيا لها منذ فترة وانقطعت اخبارها عنها ما ان عادت لمنزلها مع كايلي، رغم انها تعلم جيداً انها بخير ولكنها لا تعرف لما لم تتواصل معها...
نهضت من فراشها تتجه نحو المرحاض لتتحمم سريعاً قبل ان تتجه للخارج، فمازالت تقاطع كايلي، انهما بقرابه الشهر لم تتحدث معه بأي امور تجمعهما، فقط صباح الخير، صباح الخير ليس اكثر ولا اقل، وربما تهمهم له ببرود دون ان تتعامل معه لفظياً...
انه لا يستحق، انه لا يستحق ان تأمنه على نفسها، لا يستحق ان يكون معها حتى، لا تعرف لما عيناها تحرقها هكذا أهي تبكي ام من اثار الشامبو ليس اكثر، ولكن في الحقيقة قلبها وعقلها ينزفان على تلك العلاقة التي لم يكن عليها ان تكون موجوده بالاساس...
أنتهت من حمامها وخرجت ترتدي ثيابها وبعدها اتجهت للخارج تبحث عن من تبقى من عائلتها المقززة التي اشتركوا بجريمه قتل والدها اجمعهم بأخفائهم الحقيقة عنها واخبارها بأكاذيب خرافيه تلقى بها في الجحيم الان بسببهم..
هي تعيش مع قتلة عائلتها وكأنها فرداً منها بل وتحب قاتل والدها الذي اعتبرته كوالدها، واحبت قاتل والدتها كحبيب لها، انها غبية وساذجه لتظن ان حياتها ستكون افضل ما يكون، لا تعلم بأي جحيم وطأت قدماها...
وجدت كاسبر وكايلي يقفان بالمطبخ ويصنعان لنفسهما الطعام كون ناتلي وباقي الخادمات في اجازة كما امر إليكساندر من قبل فأضطر كلاهما ان يعتمدان على انفسهما، دلفت للداخل لتقوم هي ايضاً بأعداد الطعام لنفسها وسمعت كاسبر يتحدث بنبرة هادئة سآلاً اياها ...
_ هل تعرفين شيئاً عن صوفيا آنا؟!
_ لا ظننتك انت من تعرفِ فكنت سأسألكِ..
قالتها آناستازيا بنبرة مندهشه من سؤاله فهما من المفترض اصدقاء الا ترد عليه هو ايضاً ولا تتصل به، وسمعته يردف بنبرة لا تعرف لما شعرت بالحزن يتخللها ..
_ لا اعرف عنها شيئاً في الحقيقة لاننا ابتعدنا، لم نعد اصدقاء بعد الان..
_ لما، ما الذي حدث؟!
سألته آناستازيا بنبرة مستفهمه مستنكرة فكرة ابتعادهما...
_ لانك كذبت علي بشأن ابريل اخبرتني بشئ لاجدها تفعل شئ اخر تخونني..
قالها كاسبر رغم عدم اقتناعه بما يقوله فهو ابتعد عنها لاسباب اخرى، اولاً انه عنيف جداً بالعلاقة الحميمية وهذا الامر سيجعله يكسر عظام الاخرى بليلة واحده فقط، ثانياً انه عقيم، ثالثاً هو مصاب بأضطراب تعدد الشخصيات، اي انه لديه اكثر من شخصيه بداخله كل منها لها مميزاتها وعيوبها، لها ما تحبه وما تكرهه، تميز بين هذا وذاك وتفهم هذا وذاك وتتأقلم مع مواقف مختلفه..
_ لقد اخبرتك ان كايلي هو من اجبرها على قول هذا هي لا ذنب لها كاسبر انت تؤذيها هكذا...
قالتها آناستازيا بنبرة حزينه من حديثه واتهامه لصديقتها بالكذب عليه رغم ان الامر حدث بتلقائيه منها وبالاجبار من كايلي، وعلمت لما الي الان صوفيا لم تتحدث معها لابد انها حزينه للغايه وقرت ان تنعزل عن الجميع لتهدأ لفترة...
_ لن اسامحك كاسبر ان حدث لها شيئاً..
قالتها آناستازيا بنبرة خائفة وحزينه على صديقتها التي بالتأكيد تتألم بسبب الاخر، بل انها ربما تعاني لابتعاده عنها..
_ وانا لن اسامح نفسي ان فعلت شئ احمق بنفسها..
قالها كاسبر بنبرة هادئة وبدا شارداً للغايه حتى انه تناسى تماماً قطع السجق التي بدأت في الاحتراق على النار لان تفكيره اللعين كان منحصر في صوفيا، جنيته التي سحرته بطريقتها جاعلة اياها لا يريد الابتعاد عن لعنتها مهما كان الثمن ولكن ماذا يفعل هو ان كان الامر خارج عن ارادته...
هو لا يريد ان يؤذيها بعنفه، لا يريد ان يسبب لها التعاسة كونها لن تصبح اماً بسبب عقمه، فلا لا يعرف بعد ان كانت حالته سيصلح بها العلاج ام لا، واخر امراً هو مرضه، فأن حتى تعالج واصبح بخير، سينجب اطفالاً يحملون مرضه اللعين بأختلاف الحدة الخاصه بالمرض وعدد الشخصيات وسمات كل شخصيه وتوازنها الانفعالي ونضج ونمو كل شخصية بداخل الجسد...
فيمكن ان يولد شخص وبعد ان يتجاوز عامه السابع عشر مثلاً يجد بداخله شخصيه اخرى لطفل بعمر الخمس سنوات وهنا يكمن عدم تناسق عمر ونضج ومستوى ذكاء كل شخصيه ونموها البيولوجي...
انتبه للطعام قبل ان يحترق وازاله سريعاً عن النار ليضع القليل من الزيت و وضع كميه اخرى من السجق والسوسيس ليقوم بطهيهم جيداً له ولآنا وعقله لم يتوقف عن التفكير بروحه التي يفتقدها ويفتقد سماع صوتها، وسمع كايلي وآنا ما قاله كاسبر بنبرة ذات مغزى قبل ان يخرج من المطبخ..
_ انا اعرف جيداً من هو وراء كل ما حدث، انه ليس كايلي او حتى صوفيا، انه شخص اخر حذرني بالماضي الا اقدم على خطوة الزواج من ابريل ولم انصت لحديثه وصممت على الزواج منها ، فقرر ان يذيقني من كأس الالم، ان يريني حقيقتها التي لم اتمنى يوماً ان اراها...
****
تعليقات
إرسال تعليق