الشبح الاسود ||black ghost (+18)
الفصل السادس والعشرون...
لم تستطع ان تستمر في الجلوس هكذا لفترة طويلة ونهضت تتجول بالغرفة ذهاباً واياباً حتى تخطت الساعه الثانيه ظهراً وقررت ان تتوجه لغرفة مكتبه لتحادثه مجدداً او ربما تصفعه او تضربه، لا تعلم لكنها تشعر بالحقد منه والكراهية الشديده نحوه..
تحركت كطلقه الرصاص مندفعه لتفتح باب غرفتها وتوجهت للخارج وتلقائياً لا تعلم كيف قادتها ساقيها لغرفته الخاصه ولكن وجدت قبضتها تمسك بمقبض الباب وبلا تردد فتحته ودلفت، رأته نائم اسفل الاغطيه، لا تعلم ما به، ولم ترك حجرة مكتبه؟! وما الذي يفعله هنا؟!
اقتربت منه لتتفقده عن قرب، وضعت يدها على جبهته وازالتها بسرعه من الصدمه ، انه يشتعل، حرفياً هي لا تمزح، وبلا تردد اندفعت لغرفتها تبحث عن المسكنات وخافض الحرارة الذي كانت تتناوله اثناء فتره عملية فكها حتى وجدت شريط كاملاً سحبته وانطلقت لغرفته مجدداً واحضرت له ماء من خزانه الطعام الصغيره التي توجد بغرفته، جلست بجانبه لتساعده على تناول الحبة ذات المفعول القوي واعطته زجاجه الماء ليتناول منها القليل، نهضت تبحث بين ملابسه عن شئ مناسب تستخدمها لوضعها بالماء لتخفض حرارته حتى وجدت احدى محارمه القماشيه الخاصه المطبوع عليه اسمه بزخرفة مثاليه بلون اسود ملكي..
سحبته بلا تردد وتوجهت نحو مرحاضه لتبلل تلك القماشة جيداً بماء بارد واتجهت نحوه مجدداً و وضعت القماشه على جبهته واستمعت لصرخته الرجوليه المتألمه من شده ثلوجه تلك القطعة القماشيه التي لا تتناسب نهائياً مع درجه حرارته التي اوشكت على الاربعين...
تمسكت بقبضته حتى يهدء قليلاً وازالت الغطاء عنه وازالت الشاش الطبي عن مكان اصابته وصدمت عندما رأت تعفن جرحه، ونظرت له بصدمه امتزجت بعبرات كادت تهبط من عيناها، وانطلقت مجدداً نحو غرفتها تبحث عن كريماتها الخاصه بها عندما قامت بتلك العمليه اللعينه واوصاها الطبيب بهم احدهم لتنقيه وتطهير جرحها والاخر حتى يلتئم جرحها والاخر حتى لا تترك الخياطة اثراً بوجهها..
توجهت مجدداً نحو غرفته واشعلت ضوءاً خافتاً من هاتفها وبدأت تبحث بينهم حتى وجدت المطلوب وقامت بأخذ كمية مناسبه على اصبعيها وبدأت توزعه بلطف على جرحه حتى اختفى اثر الكريم الموضعي، ثم وضعت شاش طبي وقطن جديد وألصقتهم بلاصق طبي بأحكام وعناية..
_ لما لم تتركينني لاموت، لما تهتمين بي؟!
سألها جيمس بنبره مرهقه وهو يطالع ملامحها التي ظهر منها القليل نظراً لضوء كشاف الهاتف..
_ ارد لك الجميل..
قالتها ديثاليا بنبرة بارده او لنقل بدقه اكثر موضوعيه انها ادعت البرود..
بدأت تبلل تلك القطعه القماشيه التي تحتل جبينه من الحينه والاخرى حتى انخفضت حرارته تدريجياً وتحسنت حالته، وعندما رأته يبعد تلك القطعه القماشيه عن جبينه ويعطيها اياها فهمت انه اصبح بخير ويرغب في الراحه والنوم قليلاً فنهضت لتغسلها جيدها وعلقتها لتجف واتجهت نحوه مجدداً لتجده يطالع السقف بصمت وما ان رائها علق نظره بها حتى اقتربت منه لتتفقد حرارته من جبينه ولكنه امسك قبضتها مقبلاً اياها بلطف وسحبها نحوه لتقترب اكثر حتى استطاع ان يدخلها بجانبه اسفل غطائه بحيله وخداعه...
محتال وهي تعلم ولكنه ليس بصحه جيده ليفعل شئ من افعاله الدنيئة، وبالفعل احتلت مكاناً بجانبه اسفل غطائه قرر ان ينام هو بحضنها تلك المرة وقبل برأسه بين نهديها ليرتاح، وما اجملها راحة بالنسبه له هذا العاهر المتحرش..
ولكن العجيب انه لم يفعل شئ سئ لقد نام حقاً وهذا ما تعجبت له، انه متعب حقاً ولاول مره ارادت ان تجرب العبث بخصلات شعره البني الناعم، وشعرت ان يدها تغوص بشعيراته الناعمة فأحتضنت رأسه لا ارادياً منها وقبلت فروة رأسه بلطف حتى لا يشعر والعجيب ان جسده مرتاح وعقله كان يعمل كالساعه يشعر بكل ما يحدث من حوله، ليحمي تلك التي يقبع بأحضانها من هجوم اي احد يرغب بالتخلص منها..
شعر بعبثها بشعيراته، واحتضانها له وقبلتها الدافئه ضد فروة رأسه الرطبه نتيجه تأثير الدواء الذي بدأ مفعوله يظهر عليه، ابتسمت ديثاليا وظلت معه قابع بعضنها نائم برأسه على نهديها تحديداً، لم تتحرك من مكانها خوفاً ان تصتطدم بجرحه المتعب وأكتفت بوضع وسادة خلف ظهرها ليكن الامر اكثر راحه لها فقط وظلت بجانبه تعبث بخصلاته وتفكر به ثم تقبله بفروة رأسه بين الفينة والاخرى...
شعرت به يتحرك برآسه بين نهديها فعلمت ان استيقظ وابعدت قبضتها عن شعره، وعندما شعر بذلك الفراغ البارد بفروة رأسه تذمر بضيق كالاطفال وسحب قبضتها بتعب ليضعها برأسه مجدداً، ابتسمت ديثاليا على ملامح وجهه بينما هو لم يقل سوى كلمة واحده بأربع احرف جعلت قلبها وعقلها في حالة اضطراب وعدم استقرار..
لطالما استطاع ان يقلب كيانها بدقيقة، حديثه الرومانسي يجعلها تشعر وكأنها ملكه على عرش قلبه او اميرة حظت بحب ملك المملكة، هي سندريلا وهو اميرها الوسيم..
_ أحبكِ..
خللت اصابعها الانثويه بشعره لتسمعه يهمهم بأستمتاع وقبل قمه نهدها الايمن من فوق ملابسها ولكنه لم يتعدى حدوده اكثر من مجرد قبله شريفة عابرة، وديثاليا لم تهتم بما فعل ولم تعلق فلقد كان عقلها يفكر بتلك الاربع احرف التي جعلت قلبها في حاله اضطراب وعدم استقرار وعقلها الذي كان ينبض بالعاطفه كفؤادها الذي يعشق هذا القابع بين احضانها...
نعم هي تعشقه بل تكاد تخترق اضلعه من شده حبها له لتسكن فقط داخله، ولكن ما يزعجها به نظراته وهدوءه، لا تحب صمته المخيف الذي يثير ريبتها ونظراته المحدقه بها والتي لا تطمئن لها وما يحدث بعدها ...
_ هل يمكنكِ احتوائي قليلاً دانور ..؟!
سمعته يردف بنبره هادئة سآلاً اياها بأستفسار..
_ انت لست بفترة الحيض صغيري أليس كذلك...؟!
قالتها ديثاليا بنبرة ساخرة على تساؤله العاطفي كونها تحتويه بالفعل، وكان لديها استعداد ان تعتذر له عن ما فعلته به واوصلته له، كانت ستفعل اي شئ فقط مقابل الا تخسره..
ولكن تسأله هذا اثار تعجبها لانه نائم بأحضانها بالفعل ولكن جيمس صمت ولم يعلق، وشعرت انها كانت سخيفه معه بسخريتها من سؤاله، وكادت تتحدث وتعتذر له ولكنه نهض من احضانها فجأة وشعرت بالخواء والفراغ واحتل البرد جسدها من ان فعل ورغم انه لم ينم بثقل جسده عليها الا انها كانت تشعر بالدفئ بين ذراعيه رغم انها من تحتضنه وليس العكس..
ألقى بجسده على الفراش ولم يعير لوجودها اهتمام ولكنها حاولت ان تتلمس قبضته ولكنه سحبها بعيداً واضعاً اياها على جبهته وعينه واردف بصوت رجولي اجش هادئ نوعاً ما...
_ اخرجِ ديثاليا
لا تعرف اتمتثل لامره بأن تخرج ام لا ولكن شئ بداخلها يخبرها بأن تبقى بجانبه، لا تعرف ما هو ولكن عقلها الصغير يؤلمها حقاً من كثرة التفكير بأكثر من شئ بنفس الوقت، كما ان تعبها هي الاخر يشعرها بالعجز...
وقررت ان تتكره بالنهايه فهي ايضاً تعاني، ليس وحده من يعاني بهذه الحياة ونهضت من على فراشه وتوجهت نحو باب الغرفة ولكنها طالعت الباب بصمت وعادت ادراجها مجدداً له واقتربت منه وجلست بجانبه وقبلت شفتيه بخاصتها وتفاجأت به انه بادلها اخذاً التحكم منها وابعد ذراعه عن جبهته وحاوط بها عنقها من الخلف، في الحقيقة كان يلتهم بشفتيه خاصتها حتى شعرت به يسحب شفتها السفليه بأسنانه قبل ان يبتعد عنها وقتها ابتعدت عنه هي الاخرى..
_ ابقِ معي..
قالها بصوت متهدج مما فعلاه سوياً وهو يطالع ملامح وجهها الصامتة..
لا يعرف ما الذي اصابها ولكنها تشعر بالحزن على نفسها الضعيفة وانعدمت رغبتها لفعل اي شئ لعين وشعرت بالخمول فجأة ونهضت بتعب لا تعرف كيف داهمها بتلك السرعه وتوجهت الي باب الغرفة وخرجت متجهه لغرفتها..
لا يعرف ما الذي اصابها فجأة ونهض من فراشه بصعوبة ليلحق بها حتى يعرف ما الذي حدث معها، ما الذي جعلها ترحل رغم انهما كانا معاً منذ دقائق، كانا يستمتعان بقبلة لطيفة حميمية، تحامل على مرضه الشديد و وصل لغرفتها ليجدها اغلقت بابها واستمع لصوت انينها من خلف الباب، انها تتألم...
تتألم دون ان يعرف السبب، بالإضافة لعدم قدرته على حل الامر حتى، عاجز بشكل كلي عن مساعدتها لتخطي ألمها 💔 هو فاشل مع حبيبته حتى ليس بحياته ودراسته ومستقبله فقط 💔 نعم جميس لم يكمل تعليمه لقد حصل على قسط كافي من القراءه والكتابة وتعلم الرياضيات بدار الايتام الذي انتمى اليه بفترة طفولته...
وضع قبضته وجبهته على باب غرفتها ولم يتحمل ان يسمع انينها المتألم وهي تكافح ان تتخلص منه وحدها، فتح باب الغرفه برفق ودلف للداخل ليجدها تجرح نفسها بخنجرها وقد اصابتها نوبة اكتئاب شديده، وقف جيمس مصدوماً مما يراه وكانت تلك المرة الثانيه التي تظهر عليه مشاعر الصدمه الاولى بوفاة والدته التي قامت بتبنيه وتلك هي الثانيه...
كان يقف كالمخدر وشعر بالشلل مما يراه، حتى ان قدماه الخائنه رفضت الركض نحوها ومحاوله منعها، بل كانت تبكي بصمت وتأن بألم وهي تفعل هذا، لا يعرف ما الذي اصابها حتى تفعل هذا ولكن بدت انها متعبة للغايه، ربما جروحها تُفقدها الكثير من الدماء...
واخيراً افيق من شلله وتحرك نحوها ابعد هذا الخنجر الذي جرحت به ذراعها بل شوهته به وألقى به ارضاً وسحبها لاحضانه ليجدها تبكي وقد فقدت قدرتها حتى على احتضانه كما تفعل عندما تبكي ربت على ظهرها بلطف وامسك هاتفها يبحث عن رقم جيراد ليتصل به ليهبط ضرورياً لغرفته..
_ دقيقة واجدك بغرفه ديثاليا جيراد..
قالها جيمس بنبرة هادئة نوعاً ما ولم يترك الاخرى تفارق حضنه رغم تعب جسده الذي اشتد عليه وغزا الارهاق جسده بشكل فجائي حتى رأى الاخر يقتحم الغرفة مهرولاً وعندما رأى ديثاليا بتلك الحاله السيئة ظن ان جيمس هو من فعل بها هذا ولكن ليس لديه اثبات سيتحقق من الامر بعد معالجه الاخرى...
توجه نحو خزانه ملابسها واخرج حقنه المهدئات وافرغ المحلول سريعاً بداخل الحقنه وتوجه نحوه ليجدها تبكي بصمت وتأن بألم وعلم انها بنوبة اكتئاب شديده جعلتها تؤذي نفسها وان الفاعل هي وليس جيمس، اقترب منها وغرز نصل الحقنة بداخل ذراعها وافرغ السائل بجسدها..
دقائق و وجدها هدئت وغابت عن الوعي تماماً، توجه سريعاً لغرفة تشاد ليوقظه ويساعده لينقلوا ديثاليا بالقبو ليعالجوا جروحها السيئة واستيقظ الاخر بقلق وتوجه نحو غرفه ديثاليا الذي وجدها نائمه وذراعها تنزف وعلم ان الاخر اعطاها مهدئ فحملها الزعيم كالعروس وتوجه بها نحو الدرج يقطعه وكأنه يعدو بسباق حتى وصل بها الي القبو..
وضعوها على ذلك السرير المجهز بالمرض والذي جهزه جيمس بأحدث الاجهزة الطبية كون انه فارغ انشأ به معدات واجهزة للاستفاده منها ان حدث لاحد رجاله امراً فيستطيعون أسعافه سريعاً..
امسك جيراد ذراعها بلطف وحذر وبدأ جيراد ينظف جروحها بينما تشاد يضع المطهرات الطبيه على القطن الطبي وينظف باقي جروحها وبعدها قاموا بوضع بعض كريمات الجروح حتى لا يلوث وانتهوا بربط جروحها بالشاش واللاصق الطبي..
اقترب جيمس منها ودفن رأسه بعنقها المقابل له وقبلها بحب عليه اسفل نظرات تشاد وجيراد المندهشان، الزعيم وقع بالحب هذا ما قاله كل منهما لنفسه ما ان رأوه يكاد يموت لاجلها، فتاته او لنقل اللفظ الافضل، حبيبته ومحبوبته ♥️..
بعد حوالي ساعتين..
قد نقلها الزعيم مجدداً من القبو ولكن تلك المرة لغرفته واخذها بحضنه ولم يهتم بجرحه فعلى كل حال لا يؤلمه هو فقط تعرض للاعياء نتيجه تلوث الجرح ليس اكثر، ظلت نائمه بحضنه يداعب خصلاتها حتى سمع همهماتها وشعر بتحركاتها ضد جسده الساكن المحتضن لخاصتها..
استيقظت تنظر نحوه بتشوش ولم تتذكر اخر ما حدث معها او ما مرت به ولكنها نظرت لذراعها المضمد بالشاش الطبي وعلمت انها تعرضت للاذى ولكن اين كان جيمس وهي تتعرض لهذا الاذى وسرعان ما تواترت الذكريات بعقلها حتى ذلك المشهد الاخير لفعلتها الدنيئه بحق جسدها المسكين وهي تجرح بخنجرها ذراعها وذلك البكاء الصامت بصحبة أنينها المتألم..
لم تستطع النظر بوجهه تعلم انه سيلومها على فعلتها ولكنه لم يقل شيئاً واكتفى بأنه اردف بنبره لطيفه حملت الابتسامه واستشعرتها من حديثه..
_ شكراً للرب انكِ بخير..
نظرت له بعدم فهم ولم تفهم بعد ما الذي حدث معها اولها، في في حاله صحية سيئة اضافة لذاكرتها الضعيفه لا تساعدها على تذكر الامر جيداً، ولكنها لم تهتم وظلت نائمة بأحضانه حتى شعرت بذلك الدفئ يغمر جسدها تاركاً اثاره اللطيفه على جسدها وجعل جسدها يشعر براحة اكبر...
________________________________________________________
انهت فرانشيسكا عملها بوقت متأخر واتجهت نحو الدرج لتصعده ولكنها تفاجأت بسيسليا تهبط في الاتجاه المعاكس لها، ملامحها بارده، مقلتاها تخترقها وكأنها تقارن بين حالتها وبينها ولكن فرانشيسكا لم تهتم وصعدت الدرج ولم تهتم بها ..
تفاجات وهي تستمع لحديث الاخرى الذي جاءت نبرته لا تخلي من الكراهية...
_ اراكِ تحصلين على كل ما اردتيه يوماً فرانشيسكا، عمل، حياة هنيئة، جيراد ايضاً، يبدو الامر بالنسبه لي لا يعنيني ولكن حياتكِ تلك كان من المفترض ان اعيشها انا، ان احظى انا بها وليس انتِ..
_ لا احد يأخذ اكثر من حقه، تتوزع الحقوق على قدر النيات سيسليا..
قالتها فرانشيسكا بنبرة واثقة جاده ولم تراعي حالتها النفسية الغير مستقرة، ولكن الاخرى تظن انها تحيا بحياة ورديه هانئة حقاً...
احقاً تريد ان تعمل كخادمه لدى حفنة من القتلة والمرضى النفسيين الذي يجب حجزهم بمصحه للمرضى، احقاً تحسدها على حياتها وهي وحبيبها لا يستطعا ان يكونا معاً حتى، تباً على هذه الحياة الهانئة التي لا تشعر هي بها، كم هي جاحده تلك الفتاة حتى تحسدها على شئ هي تفقدها من الاساس...
ابتسمت لها فرانشيسكا ابتسامة بارده صفراء دلت على كراهيتها لوجودها هنا وتوجهت نحو الاعلى حيث غرفة جيراد، تريد ان تقضي معه تلك الليلة بعد ما سمعته من حديث سلبي اثر بنفسيتها من تلك الحرباء التي تكرهها..
وقبل ان تفتح باب الغرفة تفاجأت بكادي تقف بنفس الطابق وتستند بذراعيها على حافة السور وطالعتها بنظرات ثابته قبل ان تردف بنبرة هادئة..
_ اتركِ امر سيسليا له، اذهبِ لحبيبكِ انه متعب...
ابتسمت لها فرانشيسكا براحه فلا احد يعرف بعلاقتها بجيراد سوى ديثاليا وغالباً الزعيم ايضاً، فتحت باب الغرفة ودلفت للداخل واتجهت نحوه لتجده نائم وعلامات الارهاق تغزو ملامحه، يبدو انه كان يعاني كثيراً، الي الدرجه التي تجعله يصل الي هذا الحال...
تحركت نحوه وابعدت الفراش قليلاً لتدلف اسفله واحتضنته لصدرها فهو ايضاً مرهق ورغم ارهاقها هي الاخرى ولكنها تفضله على نفسها كونه يعاني بمكان يبقى به جبراً، احتضنها جيراد ونام على صدرها وعاد لسباته بينما هي اعدلت وضعيه جسدها اسفل منه حتى استطاعت النوم هي الاخرى...
__________________________________________________________
استيقظت من نومها على صوت بكاء طفلتها الذي افزعها من نومها وظنت ان حدث لها امراً وركضت لغرفة طفلتها التي لم تبعد عن خاصتها بل بالغرفة الداخلية لخاصتهم ولكن وجدت حبيبها حاملاً صغيرتهما ويهدئها بلطف، يهدهدها حتى هدئت تماماً بين احضانه...
اقتربت منه لتحتضن ظهره بحب، لطالما كانت هي ضلعه الاعوج وهو ستاراً لعُري ضعفها، وضع صغيرته بفراشها مجدداً واستدار لها ليجدها ابتسمت له واحتضنها لصدره، لقد اخبرهما الاطباء ان يشاركا ذكريات سعيده مع كاثرين لان حالتها تتدهور واستجابتها للعلاج تكاد تكون منعدمه كونها للاسف الشديد صغيرة للغايه وتأثير الكيماوي الذي تأخذه بالنسبه لعمرها ضعيف مقارنة بجرعة اخرى اذ اخذتها ستنهي امرها 💔...
وبالفعل اقتربا من صغيرتهما وحملتها بين قبضتها ليلتقط لهما لاك صوراً لهما، ثم اخذ بعض الصور معهما، فهو يعلم ان عائلته ستتفتت ما ان ترحل كاثرين عن عالمهما 💔، سترحل حبيبته برحيل كاثرين، فهو يعلم ان سبب بقاءها بجانبه هي صغيرتهما ومرضها 💔..
ابتسمت بحزن وهي تضع صغيرتها بالفراش، تحاول ان تستعد نفسياً حتى لا يقع عليها خبر وفاتها مفزعاً رغم ان الامر مخيفاً حقاً الا انها اصبحت على علم مسبق بالامر كتمهيد لها حتى تتقبل الامر، فالتفاجئ بالامر اصعب من الدراية به من قبل...
سمع لاك جرس الباب يرن فخرج من الغرفة وهبط الدرج واتجه ليفتح الباب و وججده كروفر وابنه وحبيبته تلك الايزابيلا، رحب به لاك كثيراً ودعاه للحضرور وهبطت بيكي هي الاخرى ورحبت بهم مصافحه ايزابيلا بجمود لانها امرأة فقط واحتضنت كريس وقبلته وشعر كريس بعاطفة الامومة التي تنبثق منها فبادلها الاحتضان...
جلس الجميع بعد فترة من الترحيب الحار، وتوجهت بيكي لتحضر بعض القهوة والكعك المحلى وبعض المقرمشات لكريس كما طلب، وتناول كريس القليل من المقرمشات واستغل فترة انشغالهم بالحديث جميعاً وصعد الدرج حتى وصل لحجرة نوم بيكي ولاك، فدلفها يتفقدها بأنبهار و وقعت عيناه على تلك الغرفة الصغيرة الملتصقه بالحجرة كجزء منها فدلفها، وقعت عيناه على كاثرين النائمة، وقف منبهراً بجمالها الخلاب، رغم ان شعرها ورموشها وشعر حاجبيها قد تساقط بفعل الكيماوي ( اللهم اشفي الجميع وعافيهم في بدنهم) الا انها مازالت جميلة، اقترب منها بهدوء حتى لا يزعجها او يوقظها ويخيفها وامسك قبضتها الصغيرة بلطف وقبلها...
_ انتِ جميلة وستظلين هكذا...
نعم كانت تلك هي الكلمات التي خرجت من كريس ذلك الصغير الذي فهم رغم صغر سنه و وعيه بتلك الامور الا انه كان على درايه بمرض كاثرين وانها ستودع تلك الحياة قريباً...
خرج من الغرفة ليصطدم ليصطدم بوالدتها بيكي التي تفاجات انه جاء لهنا ولكنها لم تدري لما جاء؟! وماذا كان يفعل؟! حتى سمعت يردف بنبره طفوليه لطيفة..
_ كاثرين جميلة، اريد ان احصل على شقيقة مثلها...
ابتسمت بيكي وانحنت لتقبله ثم احتضنته حاملة اياه وهبطت به الدرج الي ان وصلا لحجرة المعيشة ولم تخبر احد انه راى ابنتها واكتفت فقط بأبتسامة اردفت بنبرة لطيفة حتى لا تسبب له مشاكل مع والده الصارم قليلاً ..
_ كان يلهو بالطابق العلوي...
نظرت بيكي لايزابيلا الشارده بشك ان تكن تنظر لحبيبها ولكنها وجدتها معلقة نظرها على لوحتها التي اشتراها الزعيم منها واعطاها مليون دولار مقابل لها، قد وضعت كلوحة زخرفيه بالفيلا..
_ هل اعجبتكِ؟!
سألها لاك بنظرات ثابته على ملامح وجهها الشارده حتى افيقت من شرودها مردفة بنبرة هادئة..
_ انا من رسمتها..
رفع لاك حاجبه بأعجابه وهمهم بتفهم على ما قالته بينما بيكي ابتسمت لها بتكلف قبل ان تردف..
_ انتِ موهوبة بالفعل، رائع ان تجدين لنفسك وقتاً للتحرر من ضغوطات الحياة برسم لوحات معبرة وصادقة واكثر واقعية، كما انها لطيفة، تظهر شخصيتك النقية من خلالها..
_ شكراً لكِ سيده بيكي...
قالتها إيزابيلا بنبره هادئة وابتسامة بارده اخذت محلها على شفتيها ليس كراهية لهم وانما بسبب نفسيتها التي تدمرت بالفعل لما حدث معها بالايام الماصيه، خيانه خطيبها لها، هروبها من حفل الزفاف، نهاية بفقدها لمصدر رزقها وشغفها الوحيد وهو الرسم...
ظلوا يتناقشون ايضاً بشأن مرض كاثرين ولكنهم للاسف الشديد لم يكن بيدهم اي حلول او علاج لما تعاني منه طفلتهم، وظهر لاك بمظهر العاجز لكونه حتى غير قادر على تحقيق الرخاء لطفلته، بل ها هي تعاني وتتألم من مرض خطير والعلاج لا يؤتي ثماره في حالتها، وزياده جرعة العلاج ستؤدي بحياتها للاسف...
_________________________________________________________
صباح يوم جديد...
استيقظ جيراد من نومه ليجد فرانشيسكا نائمة بجانبه لم يرغب ان يوقظها ونهض من جانبها متجهاً للمرحاض ليتحمم سريعاً وما ان انتهى خرج من المرحاض يلف تلك المنشفى حول خصره وألتقط ملابسه سريعاً ودلف للمرحاض ليرتديهم مجدداً وبعدها هبط للاسفل ليجد الجميع مجتمع على طاولة زعام الافطار، نظر لديثاليا التي ابتسمت له بأمتنان لما فعله من اجلها فبادلها برسميه متحفظة قليلاً فأن ابتسم لها براحه سيكسر جيمس صف اسنانه ناصحه البياض وسيعلق له اسنانه بعنقه في عقد ذو مظهر رائع...
جلس على طاوله الطعام بجانب كادي التي كانت تطالع سيسليا بصمت، ولكن احتفظ الجميع بنظراته بدخول الزعيم لغرفة الطعام جلس على الطاوله واردف بنبره هادئة..
_ لقد توصلت كارولين كوسكا تلك العاهرة الروسيه لمن دلف لمعملها وقتل شقيقتها التؤام وها هي تسعى للانتقام منه..
تعلم انه يقصدها، تعلم انه يخبرها بأنها ستنتقم منكِ كما فعلت بشقيقتها فأبتسمت ديثاليا ابتسامه مريضة، مردفة بثبات..
_ دعها تأتي لامريكا لتقابل شقيقتها بالجحيم، لا تقلق سأرسلها لها عاجلاً ام آجلاً..
_ ديثاليا انا لا امزح تلك العاهرة يخشى منها الجميع، لا احد يستطيع التصدي لها ولمكرها ولجيوش الرجال والنساء الذين يعملون تحت أمرتها، تذكري ما فعلته بكِ شقيقتها، لا شئ يذكر امام عذاب كارولين..
صرخ بها جيمس وقد احتلت ملامح الغضب ملامح وجهه من برودها وثبات انفعالها رغم انهم معرضون للخطر...
_ لا اهتم...
قالتها ديثاليا ببرود تام وهي تتناول طعامها بلا اكتراث واتضح عليها ان اثر نوبة اكتئابها مازالت تؤثر عليها منذ ليلة امس..
_ اذكى فتاه بالمنظمة لم تستطع الهرب منها، ستأتين انتِ لتقولين لي انكِ سترسلينها للجحيم...
قالها جيمس بنبرة حادة صارخاً بها بصوت جهوري غاضب...
نظرت له ديثاليا ببرود قبل ان تتحدث مجدداً مردفة بنبره اكثر بروداً..
_ بالتأكيد سأرسلها لشقيقتها زعيم لا تقلق..
_ انتِ لا تعريفينها...
قالها الزعيم بنبرة حاده وهو يطالع ملامح وجهها الغير مبالية بغيظ من هدوئها..
_ لا اتشرف في العموم..
قالتها ببرود وهي تردف بنبرة بارده قبل ان تكمل بنبرة اكثر بروداً...
_ دعني اتعامل مع الامر، صدقني سأرسلها للجحيم ان اضطررت لهذا...
_ لن تترككِ حية..
قالها الزعيم بنبره غاضبه قليلاً من برودها كونها لا تهتم بنتائج فعلها السلبي على الجميع..
_ انتِ تعرضين حياة عائلتي للخطر ديثاليا وانا لن اسمح بهذا، عليكِ ان تنتقلين لمنزل اخر بعيداً عن هنا لانها تعرف موقعكِ بالوقت الحالي...
قالها جيمس بنبره هادئة نوعاً بعد ان مسح على وجهه محاولاً تهدئة غضبه الجام منها...
نظرت له بصمت دام لدقائق، وفهمت انه يخذلها للمرة المائه، للمرة المائة يتخلى عنها ويتركها وحيده في مواجهه ظروف قاسيه وضعتها بها الحياة، نذل حقير حقاً، وابتسمت بقهر وهي تطالع نظرات الجميع من حولها، لا يدعمونها حتى بل يطالعونها بصمت وفهمت انه قرار جماعي...
نهضت من مكانها والقت بمنشفة الطعام على صحنها وتوجهت بصمت لغرفتها لتجلس بها منعزله عن هؤلاء الاوغاد الذين لا يهتمون بها على الاطلاق، وشعرت بأن تلك الحياة بلا قيمة او معنى وشعور البكاء قد احتل حنجرتها ومكث برماديتاها وفهمت ان عليها الرحيل من اجل حمايه شقيقها ومن تحبهم هنا، حبست تلك العبرات بمقلتاها وابتلعت مرارة بكائها بقهر ونهضت لتلملم اغراضها مقسمه ان اقتربت منها تلك العاهرة ستذبحها او ربما ستجعل مصيرها اشبه بتؤامتها العاهرة ...
نظرت لملابسها التي وضعتها بعشوائيه داخل الحقيبة واغلقتها على كل حال دون اهتمام واتجهت لتضع احذيتها وباقي ملابسها بحقيبه اخرى منقسمه لجزئين علوي وسفلي، انتهت من وضع ايضاً بتلك الجيوب الصغيره بعض ادوات التجميل وادواتها الشخصية..
رأت جيمس يقف عند باب الغرفة وطالعها بصمت قبل ان يتحرك نحوها وما ان امسك قبضتها صفعته على وجهه بقبضتها الاخرى، مردفه بنبره احرقها الغضب..
_ انت عاهر دائماً تخذلني، دائماً تقهر قلبي كلما يحاول الوثوق بلعين مثلك، انت لست رجلاً...
نعم كانت تحترق من شده الغضب، تشعر بنيران الغضب تسير بداخل عروقها بدلاً من الدماء، لم يصطدم من فعلها ولكنه تفاجأة من حديثها ولكنه في النهاية لم يبدي اي رده فعل تعبر عن صدمته او تفاجأه بما فعلته...
ألقت ما بيدها بداخل الحقيبه بأهمال وعادت أليه تردف بنبرة اكثر غضباً..
_ لم تفكر حتى ان تخبرني بأنك ستحميني وستكون حمايتي منها هو اهتمامك الاول، انت لم تفعل، لم تهتم لانك بلا قلب، لم تحبني يوماً...
صمتت ملياً قبل ان تكمل بنبرة غلفها الحسرة والشفقة على حالتها ولم تخلو من غضبها ولكن من نفسها تلك المرة..
_ انا الملامه الوحيدة هنا لانني صدقتك، ظننتك تحبني وستفديني بروحك كما افعل، ولكن انت لم تهتم بي حتى، لم تفكر سوى بنفسك وعائلتك وانا...
صمتت تطالعه بسخرية وقهر ثم تابعت بنبرة طغى عليها البكاء..
_ مجرد لا شئ، انا لا شئ بالنسبة لك جيمس سبياستيان...
صمتت ملياً قبل ان تردف بنبرة خالية من المشاعر...
_ انا استقيل من العمل لديك ايها الشبح الاسود...
لم يصطدم مما قالته فلقد توقع هذا خاصة بعد نوبة اكتئابها التي مرت بها، لهذا كان يعذرها فيما تقوله، ورغم انها واعية بما تقوله الا انه لا يصدق انها قالته حقاً، لقد استقالت من العمل لديه، لقد فعلت...
تركها جيمس بالغرفة وغادر ليكتب لها شيكاً من كثرة اصفاره لم تكلف عناء نفسها ان تقرأه وانما اخذته منه بصمت وهي تسمعه يردف بنبره هادئة نوعاً ما ..
_ يمكنكِ البدء من جديد..
رغم ان حديثه كان هادئاً الا ان دواخله تشتعل قهراً لرحيلها ولا يصدق انها ستبتعد عنه وترحل الي مكان اخر للابد، هذا ما لا يستطيع ان يصدقه عقله للاسف، وقلبه اللعين يعتصر من شده الالم لمجرد فكرة رحيلها عنه، فكرة تجعله يشتعل، فما بالكم بالتنفيذ..
انهت ترتيب حقائبها بالكامل وساعدها جيراد وفرانسيسكو في حملها الي السيارة بينما ودعها الجميع وداعاً حاراً خاصة كادي التي اصبحت صديقتها المقربة حقاً، و وعدتها كادي انهما سيظلا على تواصل دائماً فهي تعتبرها شقيقتها وليس مجرد صديقة تعرفت عليها...
سلمها جيمس مفتاح منزل بعيد على الحدود الامريكيه الكندية لتبقى به بعيداً عن قبضة تلك العاهرة واقترب منها يودعها ولكنها لم تسمح له بفعل الامر، وصلت الي السياره لتجد جيراد يضع لها بيدونات البنزين بحقيبه السيارة التي ستقودها حتى لا تحتاج لشراء البنزين على طريق سفرها..
دلفت لمقعد القيادة تطالعهم بهدوء وشغلت محرك السيارة لتقودها حيث رحلتها اللعينة بعيداً عن تلك المدينة وما بها من ذكريات مؤلمة كانت تعتصر رأسها كلما ابتعدت عنها، لقد تخلصت منها بعد عناء دام لعام ونصف 💔
بعد اربع ساعات سفر..
وصلت اخيراً لموقع المنزل الذي ستقطن به، نظرت له من بعيد قبل ان تتحرك بسيارتها للجراچ وهبطت من السيارة وتوجهت للباب لتفتحه ودلفت للداخل وكان المكان بالداخل يبدو قديماً يحتاج لترتيب ونظافه لعده ايام على ما يبدو، ابتسمت بسخرية وهي تشمر عن ساعدها لتتجه نحو المرحاض وغسلت يدها واشعلت الكهرباء لتجدها لا تضئ فأغمضت عيناها بيأس واتجهت خارج المنزل لتبحث عن محل لكبير للادوات الكهربائية واخر للاغذية واخر للادوات المنزليه واخر للاثاث والدهانات...
وغيرهم الكثير حتى اشترت كل ما ستحتاجه وتوجهت بعدها لمنزلها ونقلت حقائبها لاحدى الغرف وغيرت ثيابها بتيشرت بيتي قصير باللون البني الداكن يغطي نهديها وشورت قصير باللون الابيض لا يغطي سوى مؤخرتها وتوجهت لرفع شعرها على شكل كعكه فوضويه متماسكه وتوجهت لتنظر لهيئتها بالمرآة بأرتياح وبدأت تنظف غرف المنزل وترتب اغراضها وتبدل اغطيه الآسّره واتجهت لتركب الاضواء بالسقف حتى تضئ المكان..
غيرت ديكور المنزل وابدلت مكان الاريكه والمقاعدة والمنضده وكذلك غرفة الطعام واصلحت بعض الابواب، وسمعت طرقات على باب منزلها فأتجهت لتفتح باب المنزل بهيئتها التي اصبحت مزريه بسبب الاتربة، وصدمت حرفياً عندما رأت امامها ديالا التي تحمل طفلتها، نظرت لها ديالا بصدمه فهي علمت بشأن المستأجرة الجديدة ورغبت بالترحاب بها ولكنها لم تتوقع ان تكن ديثاليا..
ابتسمت ديثاليا لها قبل ان تترك الباب مفتوحاً وتوجهت للداخل فتبعتها ديالا بصدمه، وابتسمت عندما رأتها قامت بتغيير المنزل القديم المتهالك لاخر حيوي دافئ ويصلح للعيش به...
_ هل انتقلتِ هنا جديداً وحدكِ ؟!
سألتها ديالا بنبره هادئة مستفسرة لتهمهم لها ديثاليا وهي تحمل تلك المساامير بين شفتيها بمهارة وقبضتيها تعمل بجد في اصلاح هذا الباب...
_ واين السيد والباقون... ؟!
سألتها بأستفسار مستفهم لتجد الاخرى اخرجت المسامير من بين اسنانها واردفت بنبره بارده عكس ما يوجد بداخلها من قهر وألم...
_ لقد تخلو عني..
تفهم ديالا ان تلك العائلة العاهرة فعلوا بها كما حدث لها وكانت ضحيه مثلها هي ايضاً، ولكنها لم تصمت واردفت بنبرة لطيفه نوعاً ما..
_ مرحباً بوجدكِ بيننا، سعيده لرؤيتكِ مجدداً..
همهمت لها ديثاليا واردفت بهدوء وهي تستدير لتواجهها..
_ من اللطيف رؤيتكِ بصحبة ابنتكِ..
فهمت من حديثها انها لم تنجب بعد بعد خسارتها لطفلتها الاولى وشعرت بالذنب على ما حدث لها بسببهم، و نظرت للارض بخزي ولم تستطع ان تقل لها شيئاً تعتذر به عن ما اوصلتها له، وفي الحقيقة لم تهتم ديثاليا على كل حال..
ودعتها ديالا بلطف قبل ان تعود لمنزلها القريب من خاصتها، بينما ديثاليا انتهت من ترتيب منزلها وخرجت ترتدي ملابسها وألقت بجسدها على الفراش لتنعم بقليل من الراحة، ورغم انها كانت جائعه الا انها اقسمت بداخلها الا تتناول شيئاً من شده ارهاق جسدها وسلمت جسدها للنعاس...
________________________________________________________
بعد مرور اشهر..
تزوج كروفر وايزابيلا واصبحت تعيش معه بنفس المنزل و وفر لها الزعيم مرسم خاص بها وبدأت ترسم وتبيع لوحاتها مقابل مبالغ ضخمة من الاموال وكروفر مازال الذراع اليمنى للسيد...
وتزوج بلاك من حبيبته كاسي التي انجبت صبياً جميلاً يشبه بلاك بعيناه الداكنة، واستقرت كاسي بمنزله وعاشت معه به، واخذت اجازة من اجل الاعتناء بطفلها حتى يكمل شهره الاول وتحدثت مع بلاك بشأن عودتها للعمل بعد ان يكمل صغيرها الشهر و وافق على ما تريده طالما في الامر راحتها...
اما فرانشيسكا وجيراد فأخيراً وفر له الزعيم مأوى بأحد المنازل الخاصه به واصبح له ملكياً بعد جهده الجبار في معالجه كروفر وتحمل كل ما راوه بهذا القصر واصبح فرداً حقيقياً من عائلتهم وقرر الزواج من فرانشيسكا بعد عودته للعمل في عيادة المشفى الحكومي التابع لها من الاساس كونه تغيب عن العمل منها عام ونصف العام...
اما سيسليا فقررت ان تنجب طفلاً اخر ولكنها خائفه من الدخول في علاقة مع كال الذي يتمنى هذا بفارغ الصبر وخصوصاً ان الاجواء تسنح بهذا فلقد رحل جيراد وفرانشيسكا واصبحت سيسليا افضل بعد رحيلهما، ولكن مازالت سيسليا تفكر بالامر ولم تنفذه بعد..
اما تشاد وكادي فلقد عادا الي روسيا مرة اخرى بعد انتهاء عمل تشاد بأمريكا اما كادي فظلت على تواصل مع كادي طوال فترة مكوثها بالقصر وابلاغ ديثاليا بأخر مجريات الامور وتطورها...
اما لاك وبيكي فلقد تحسنت علاقتهما كثيراً وخاصة ان طفلتهما بدأت تستجيب للعلاج بشكل ملحوظ وتحسنت حالتها عن ذي قبل وكان هذا افضل لهما، وقرر التفكير بأنجاب طفلاً اخر بعد مرور عده اشهر حتى تكن كاثرين نضجت كفايه لتكن مدركة لمعنى الالم وتعبر عنه ان حدث لها شيئاً...
اما ديبورا وفرانسيسكو فمازالت ديبورا رسمياً ابنه فرانسيسكو رغم انها تراودها افكار منحرفة حول المدعو والدها وترغب ان تدخل في علاقه معه رغم ان هذا امر محرم وهي تعرف هذا الا انها للاسف تحبه وهذا الامر يشعرها بالشفقة على حالها والخزي لتفكر بأمر محرم كهذا 💔..
اما ديثاليا فلقد تعرفت على المنطقه جيداً، علاقاتها مع من حولها سطحيه لا تتعامل مع احد سوى ادوارد وديالا اللذان كانا يسألون عنها من حين لاخر كلما امكن، تفكر بعلاقاتها بجيمس اغلب الوقت ولكنها ليست نادمه على قرار استقالتها وابتعادها عنه للابد، واكتشفت ديثاليا بعض الاخطاء بالتحليل التي قامت بها بعد ان عانت من التقيؤ لايام دون ان تعرف السبب واكتشفت انها حاملاً بشهرها الثالث ولكن رحمها ضعيف للغايه لهذا لا تجهد نفسها كثيراً واستغلت اغلب وقتها في القراءه واعداد بعض الطعام الخفيف لنفسها واحياناً تحضر لها ديالا الطعام حتى لا تتعب، اما السيد فلقد اصبح يعاني بعد غياب ديثاليا عنه، يشعر بالوحده والفراغ القاتل، لا يصدق ان كل ما يمر به وحده يحدث حقاً دون ان تكن بجانبه تحتضنه لصدرها وتحتويه وكأنها تخبره ان كل شئ سيكون على ما يرام، ولكن للاسف ينتهي به الامر مكتشفاً تلك مجرد اوهام تسكن عقله وان حبيبة فؤاده غير موجوده 💔..
لقد مر على غيابها الي الان سبعه اشهر، يشعر فيهم بالفراغ والتعب بسبب عدم وجودها بجانبه، يعرف انه تخلى عنها ولكنه كان يحميها، يحبها ويخشى ان تضرها تلك العاهرة بأذى يعلم انه الامر يمكن ان تخرج عن سيطرته ان اقتربت منها كارولين، وقتها سيتحول لحيوان حقيقي وسيقتلها ويلتهم لحمها كالفريسة ولن يترك احد يقترب من حبيبته..
ولكن شعر بالراحه بأن الاخرى توقفت عن البحث عن ديثاليا، فلقد بعث رجاله وحرسه لحمايتها بتلك المدينة واخبروه ان ديثاليا لا تخرج من المنزل وهناك شخصان مجهولان يزورنهما بأستمرار، رجل وامراه وعلم انهما ديالا وادوارد بطريقته، وهذا اشعره بقليل من الاطمئنان كون هناك احد بالقرب منها يحميها ان حدث لها شيئاً، رغم انه لا يطيق هذا العاهر اللعين المدعو ادوارد الا انه يعلم ان رجاله ورجال العاهر سيحمونها بدمائهم ان تطلب الامر..
__________________________________________________________
بعد مرور شهرين ...
صرخت ديثاليا بألم وهي نائمه على فراشها، لقد كانت تلد اطفالها، نعم فلقد علمت ديثاليا انها حاملاً بتوأم فتاتين، وكان وقع هذا الخبر على ديثاليا يومها اكثر من مجرد من سعادة طبيعية، بل آمنت ان الرب عوضها عن خسارتها لاطفالها الاثنين بهذين التوأمين..
اتصلت ديثاليا بديالا لتسعفها قبل ان تفقد احد اطفالها، وبالفعل اتت ديالا في الحال ومعها ادوارد الذي حملها كالعروس ودلف بها لسيارتها ونقلوها للمشفى بأسرع ما يمكن، ونقلها الممرضات لغرفة العمليات لانقاذها هي وطفلتيها...
بدأت الممرضات يركض لغرفة العمليات ليساعدون الاطباء في عمليه الولادة، واستمعت ديالا من الخارج هي وزوجها لصرخات ديثاليا المتألمة وشعرت برهبة رهيبة وخوف عليها ان تفقد اطفالها للمرة الثالثه تعلم ان ديثاليا وقتها ستنتحر ولن تتراجع عن تفكيرها...
شعرت ديثاليا بتلك الابرة تغرز بذراعها ولم يكن سوى مهدئ ومخدر لتسهل عليهم عمليه الولاده القيصرية، استغرقت العملية حوالي الساعه والنصف حتى استمعت ديالا وادوارد لصراخ طفولى قادم من الغرفة ولم يكن سوى التوأمتين الجميلتان...
وبعد نصف ساعة خرجت ممرضتان كل منهما تحمل طفلة واعطتهما الطفلتين للاعتناء بهما، فكانتا بصحه جيده لم يحتاجا للمكوث بالحضانة، حمل كل منهما طفلة وجلسا على المقعد الي ان احضرت الممرضات سريران ناقلان للاطفال وضعوا بهما الطفلتان و تحركا بهما لغرفة الام مرة اخرى..
اما ديثاليا فظلت نائمه من شده التعب والاجهاد فلم تكن عملية سهلة بل انجاب توأمين تكاد اشبه بالمهمه الشبه مستحيلة، فالحمل ممتعب، التعب مضاعف والاكثر تعباً هو الرعايا والعناية...
صباح يوم جديد...
فتحت ديثاليا رماديتها بتعب تنظر حولها وشعرت بألم بجزئها السفلي وقد بدأ مفعول المخدر يتسرب من جسدها، نظرت لبطنها التي اختفت وظنت ان اطفالها قد اصيبوا بأذى ولكنها وجدت فراشهما النقال بقرب فراشها، فحاولت النهوض مستنده على جذعها ولكنها فشلت واراحت جسدها مجدداً، وسمعت صوت بكاء طفلتيها معاً، وشعرت بالعجز لاول مرة وهي لا تستطيع النهوض وتهدئة طفلتيها من بكائهما حتى دلفت ديالا وتوجهت نحوها لتحمل لها صغيرتاها و وضعتهما بقرب نهديها لترضعهما بحرص، ابتسمت لها ديثاليا امتنان..
واخرجت كلا نهديها لترضع صغيرتاها بلطف، فثغريهما صغير للغاية، يرضعان وهما مغمضان لعيناهما، تريد ان تعرف ما لونهما، تشممت رائحتهما الطفوليه اللطيفة بحب، انها لعينة، سفاحه ولكنها تعشق الاطفال، تحبهم اكثر من حياتها نفسها...
قربتهما لصدرها وانفها لتستنشق عبيرهما الطفولي بعاطفة اموميه، وابتسمت بتلقائية وهي ترى احدهما تبتسم رغم اغماض عيناها وقبلت رأسها برقة وقبلت توائمتها واحده مماثلة وظلت ترضعهما حتى شبعت كلتاهما...
فنهضت ديالا لتساعدها في حمل طفلتاها ونقلهما لفراشهما، ونظرت ديثاليا لديالا بهدوء، وفهمت ديالا انها تحتاج لتقل شيئاً...
_ اريد الذهاب للمرحاض، مثانتي ستنفجر..
قالتها ديثاليا بنبرة متوترة قليلاً من شده خجلها من ديالا التي تثقل عليها بطلباتها، وانفجرت الاخرى ضحكاً على حديثها وتعبيراتها الغريبه وساعدتها على النهوض ببطء حتى اوصلتها للحمام وساعدتها على قضاء حاجتها واعادتها للفراش مرة اخرى..
كانت تلك اول مرة تشعر فيها ديثاليا بسعاده منذ وقت طويل كونها لم تستطع ان تجد سعادتها مع جيمس، فلقد وجدت جزءاً كبيراً منها اخيراً بصحبة فتياتها الصغيرات ..
_________________________________________________________
بعد مرور شهر..
انجبت ايزابيلا طفلاً واسمته فيكتور واصبح الصغير بعمر الخمس الاشهر الان، بينما كاثرين اصبحت بحاله صحيه جيدة واوشكت على التعافي من مرضها السام، فهي تُعالج منذ ثماني اشهر تقريباً وها هي بيكي حامل بطفلتها الجديدة والتي قررت ان تسميها لاورا...
اما سيسليا وكال فلقد تحسنت كثيراً وقد دلفا بعلاقة جدية سوياً وقررا الا ينجبا طفلاً الا بأستعدادها للامر، اما جيراد فلقد تقد لخطبة فرانشيسكا بعد تحسن وضعه وعاد للعمل بمشفى الامراض النفسية والعقليه الحكومي التابع للدولة وتحسن دخله كثيراً كونه سجل تقريراً كامل عن حالة مريض كان يعاني من الإدمان وقام بمعالجته بصحبه طبيب نفسي روسي دون ذكر اسم اي منهما...
لان تلك هي اسرار المهنة ومن قسم المهنة الا يفصح عن شئ يخص اي حالة الا ان اضطر للامر وفي حالته اضطر ان يكتب تقريراً عن حاله مريضه وكيفية علاجه التي استغرقت منه سته اشهر تقريباً..
اما ديبورا فلقد انتظمت بدراستها اخيراً وانتهت من صفها الثامن وها هي ستنضم لصفها التاسع، واصبحت بالصف الثالث الثانوي وتحاول الاستذكار بجد حتى تدلف للجامعه التي تحلم بها، بينما فرانسيسكو اصبح يتحاشى التعامل معها قليلاً وعلمت انه يرغب فى الزواج من فتاة بالخامسة والعشرون من عمرها..
وعندما اخبرها بالامر فقط ليبلغها بوالدتها الجديده كان الامر بالنسبة لها اشبه بسكين طعن في منتصف قلبها، فهي لا تدري لما اللعين يحاول ان يستفزها، ولكن تتذكر ردها على حديثه بشأن هذا الزواج " مبارك لك فرانس"، ابتسم لها ببرود قبل ان يتجه للمرحاض...
عقلها الاجرامي يصور لها مقتلها قبل ان تدلف بساقيها للمنزل، لا تعلم لما تفكر بهذا الامر ولكن كان لامر جيد ان عمها جيمس اجبرها على قتل عائلتها حتى يقتل قلبها بشأن الموت والجريمة..
فهي ستحقق الجريمة الكاملة اذا اكمل في طريقه بشأن هذا الزواج، عقلها لا يستوعب الامر، وجسدها يرفض بشده ان يكن هذا المسخ لاحد غيرها حتى وان ظل اعزب باقي حياته...
اما كريس اصبح يزور بيكي ولاك كثيراً، يعتني بكاثرين ويهتم بها اغلب الوقت، كونه فقد ايلا، فلا يريد ان يفقد تلك الصغيرة التي تعلق بها قلبه هي الاخرى، وكان وجوده مرحب به للغايه وسط عائلة بيكي الصغيرة..
اما ديثاليا فأصبحت تعتني بصغيرتاها اكثر وقتها، كان طفلتيها تؤامتان متشابهتين احدهما ذات مقلتان رماديتان كوالدتها والاخرى ذات عينان خضراء كوالدها، ولكنها لم تفرق في معامله كلتاهما، بل كانت تعاملهما بالتساوي...
اما جيمس فأصبح يحترق لغياب صغيرته صاحبه تلك الرماديتان المهلكتان، يحبها ويموت من اجلها، هي لا تعي انه فعل هذا ليحميها، هي لن تعي الامر بالتأكيد، يعلم انه خذلها كثيراً ولكنه لم يقصد ان يخذلها تلك المرة ابداً هو اراد حمايتها وليس حمايه عائلته، يعلم ان تلك العاهرة الروسية تخشى دخول الاراضي الكندية او الاقتراب منها حتى لان فينيس سيقطع رقبتها بلا تردد فهو الوحيد الذي يستطيع التصدي لجيوشها بكتائب لا تحصى من الرجال الاقوياء كرجالها...
لهذا كان آمن مكان لديثاليا هي الابتعاد والاقتراب من الحدود الكندية كونها لن تستطيع الاقتراب منها، لهذا توقفت العاهرة عن البحث عن ديثاليا، ولم تفكر بالاقتراب منها لان ذلك سيعتبره فينيس تعدي على ممتلكاته وسيعلن على روسيا حرباً لن تستطيع العاهرة التصدي لها...
ولكن قلبه كان ملكاً لتلك الصغيرة التي رحلت، نظر لسوارها الذي كان يثبت انها احد رجاله بصمت وألم، حزين على تركها لكل شئ خلفها حتى هو، حزين انها حتى لم تفكر بالتواصل معه، رغم انه حاول التحدث معها مراراً وتكراراً ولكن بلا فائده يعلم انها تتجاهله وتحيا الان بسلام بعيداً عنه وهذا هو اكثر ما يؤلمه كونها قد نسته بالكامل 💔 ..
* بعد مرور سبع سنوات.. *
كان يجلس جيمس بالقصر بحجرة مكتبه لقد اصبح اشرس واقوى، اكثر غموضاً وعقله المريض لم يتوقف بعد عن التفكير بها بعد رغم مرور كل تلك السنوات ولكنها كانت بلا فائده او جدوى مع حالته النادرة، واتاه اتصالاً من سوليفان بروسيا تخبره ان كارولين تهددهم بالقتل وارسلت لهم رأس والد ريما بصندوق كتهديد وتهدد كادي ايضاً وتريد اختطفاها هي وطفلها وابتزاز ويليام بها...
وعلم ان كارولين تمثل خطراً حقيقياً على عائلة المافيا كون ماتلدا لن تستطيع الوقوف بوجهها وحدها وان نازلوا بعضهما نزالاً شريفاً نعلم جيداً من الذي سينتصر
وينهي امر الاخر، فكان الامر محسوماً بالنسبة للجميع..
واضطر ان يفعل اكثر شئ مهين بحياته كلها ولم يتوقع ان يفعله ابداً، ولكن سيضطر في النهاية لتنفيذ الامر، لانه بصحبه رجاله ليسوا كافين للتصدي لتلك العاهرة كارولين التي اصبحت تشكل تهديداً على عائلته...
وبالفعل نهض من مقعده وقرر ان يتجه لغرفته اولاً ليبدل ملابسه بأخرى مريحه بعد ان انتهى من حمامه الدافئ واتجه ليرتدي ثيابه قميص اسود ضيق ابرز عضلات صدره وتعريجات بطنه السداسيه الصلده، وبنطال اسود جينز وهذا ما لم يفعله من قبل، تلك الثياب الكلاسيكيه التي جعلته اصغر بعشر اعواماً...
لم يبدو عليه انه بالسادسة والثلاثون من عمره بل بدى فتى مراهق بمقتل عمره او ربما فتى بمنتصف العقد الثالث ( العشرين) امسك سترته الطويله وارتداها وتحرك نحو قفزاته وقبعته وارتداهما وتحرك نحو الخارج، هبط الدرج حتى وصل الي سيارته التي ملئها الحرس ببيدونات البنزين واتجه ليدلف لداخلها وقادها حيث وجهته وقلبه ينبض بجنون لقيامه بتلك الخطوة المجنونة..
كانت تقف ديثاليا بالمطبخ تعد بعض الكعك، فلقد اصبحت تعمل كنادلة بأحد المطاعم بالقرب من منزلها، وها هي حظت بأجازة ليوم واحد لتقضيه بصحبة صغيرتاها الجميلتان، قررت ان تعد لهما طعاماً شهياً كونها ستقضي يومها معهما...
كانت تحرك الخليط جيداً بهذا الاناء العميق وتلوث وجهها بالطحين حتى سمعت صغيرتاها يركضون خلف بعصهما ويلهوان سوياً، فأردفت بنبره هادئة تنادي عليهما..
_ ليندا، لوسيندا تعاليا هنا...
وبالفعل استجابت الصغيرتان لها وتحركا نحوها ليجدونها تصنع لهما كعك محلى، اكثر ما يحبونه، وبالفعل امسكا بقبضتهما الصغيرتان ملابس والدتهما يتمسحان بها كالقطط الصغار لتترك الاناء وانحنت لمستواهما وقبلت كل منهما بحب وهي توصيهما على عدم الركض حتى لا يتأذيا، فهي تخشى عليهما الهواء نفسه...
اومأت الصغيرتان وهما يبتسمان لها لتظهر غمازتهما المتطابقتان تماماً لوالدهما اللعين، اكثر شئ يذكرها بها عين ليندا وغمازات كلتاهما، قبلتهما مجدداً واعتدلت بوقفتها لتنهي اعداد الخليط وسمعت جرس الباب يرن ولكنها لم تهتم في بادئ الامر وظنت ان ليندا ستخبرها ان الباب سيطرق ولكن صغيرتاها كانتا يلهون بالمرحاض بالمياه، لهذا تركت الاناء ليرتاح الخليط قليلاً واتجهت لتفتح باب المنزل ورغم ملابسها و وجهها الذي يعج بالطحين، الا انها لم تهتم...
فتحت باب المنزل واخر ما توقعته هو رؤيته امامها، بل اخر ما توقعته هو ان يأتي هو اليها ليراها، لم يكن عليه رؤيتها، لم يكن عليها ان تفتح باب المنزل على مصرعه بهذه الطريقه ايضاً، رفع وجهه ببطء وهو يتفقدها كربة منزل، جسدها !! هذا اكثر ما ركز عليه، جسدها الذي اكتسب وزناً بالمناطق الصحيحة وكتفيها اللذان اكتسبا انوثة مدها لجسدها وانحنائاته اللعينه، كانت واللعنه شهية، وجهها !! اللعنة لقد اكتسب فكها الحاد انوثة لعينه جعلتها تبدو خطورتها اقل حدة واكتسبت جمالاً لم يراه بأمراة من قبل، اللعنة !!! قالها ما ان رأى تلك الصغيرتان يركضن ليمسكن بملابس والدتهما ولم يتوقع انها تزوجت وانجبت اطفالاً ايضاً وشعر بغضب جام يسيطر على دماءه يكاد يفجر براكينه الخاملة منذ سنوات، منذ رحيلها عنه بعيداً💔..
****
تعليقات
إرسال تعليق