الشبح الاسود ||black ghost (+18)

الفصل الحادي عشر...

صباح يوم جديد..

استيقظت ديثاليا على ألم اسفل بطنها يكاد يميتها من شدته، ومياه الطلق قد اغرقت فستانها، ضغطت على شفتيها من شده الالم وعلمت انها تلد، انها تلد صغيرتها في وقت مبكر عن ما حدده الطبيب لها، انها لم تنهي شهرها الثامن بعد وهذا اخافها ان تلد طفلتها مصابه باي شئ او ربما تموت اثناء والدتها لها...

كتمت ألمها وهى تمسك بالمرآة لتضعها امامها مباشرة ورفعت فستانها البسيط وعدلت من وضعيه ساقيها لترى بوضوح ما تفعله، لم تستطع ان تكتم صرخاتها ولكنها تحاملت على نفسها وضغطت بأسنانها على شفتيها الي انض نزفت كثيراً، وبدأت بالدفع حتى تخرج طفلتها من رحمها، دفعت ودفعت ولكن الامر كان اصعب مما تتوقع، لا تستطيع ان تقوم بالامر برمته وحدها، دفعت مجدداً حتى رأت رأس طفلتها يخرج من فتحتها لهذا دفعت اكثر وبكل طاقتها حتى بدأت صغيرتها تخرج بالكامل..

تعرق وجهها بغزارة وشعرت بألم شديد داهم رأسها بسبب جهدها العنيف الذي بذلته في ولاده طفلته امسكت صغيرتها تحملها بين قبضتها كانت صغيره للغايه ولكنها جميله بشكل اهلك قلبها وشعرت بضربات قلبها تقفز من السعاده بعد ان رأتها امسكت المرآه وضربتها بالحائط لتكسرها واخذت قطعه من زجاجها لتقطع الحبل السرى، حمدت ربها انها لم تخطئ بشئ يسبب لها نزيف او يقتل طفلتها حتى..

هي في غنى عن اذيه طفلتها التي تحملها الان بين قبضتيها تخاف ان تصاب تلك الوليده بأي اذى، ذرفت العبرات الممتزجه بين سعادتها لانها استطاعت فعلها بنفسها، وبين خوفها من المجازفه والقيام بخطوة كتلك وحدها...

نهضت بأرجل ترتعش من الخوف تحاول ان تتوازن بحركتها تستند بظهرها على الحائط حتى وصلت الي الدش الصغير وقلبت طفلتها وامسكتها من قدميهاوضربتها بلطف حتى تبثق مياه رحمها من فمها وفتحت ذلك الدش لتهبط المياه مغرقه كلاتهما.... بكت الوليده لتحتضنها ديثاليا لصدرها، تعلم ان المياه باردة ولكنها خائفه ان تتعرض للتلوث اثر الدماء المتراكمه علي جسدها وتلك الماده البيضاء الملتصقه بها ايضاً نتيجه رحمها...

حممت صغيرتها جيداً واتجهت بها نحو تلك المنشفه الكبيره التي احضرها لها ادوارد مسبقاً وجففت بها جسد الصغيرة بلطف ثم احتضنتها بها الي صدرها، فتحت الصغيره عيناها الجميله كانت مزيجاً رائعاً بين الرمادي والاخضر اعطى رونقاً وسحراً خاصاً بالجميلة...

لم تفكر بأسم للصغيرة، ولكن فكرت في ان تسميها على اسم والدتها التي تم قتلها، مشيليا اسم جميل تحبه وربما من اكثر الاسماء قرباً لقلبها، ابتسمت بحب وهي تتلمس انف الصغيرة، لا تصدق ان مجرمه مثلها اصبحت ام وليس اي ام بل ام لفتاه مثلها وهذا الامر جعلها تبتسم بحب لها وقربت وجهها منها تقبل جبهتها الصغيره... اراحت جسدها على الارضيه واحتضنت صغيرتها واضعه اياها على صدرها لترتاح قليلاً اغمضت عيناها بتعب وظلت تربت بحنو على صغيرتها الي ان نامت هي الاخرى..

صباح نفس اليوم... بالمشفى..

كان لاك يسير بالممر وبجانبه شقيقه ذهاباً واياباً خائفاً على تلك التي تلد وهي لا تعي ما يحدث حولها فمازالت بغيبوبتها ونسبه نجاح عمليه ولادتها وهي بالغيبوبه 30% فقط، لهذا هو خائف عليها وعلى صغيرته التي تُولد الان...

يعلم انه يمكن ان تموت اثناء ولادتها هذا وشيك الحدوث، ولكنه واللعنه مرتعب من فكرة ان تتركه، مجرد فكره تركه ورحيلها عنه تمثل بالنسبه له صعوبه في استيعاب الامر، لاحظ بلاك حركه شقيقه المتوترة اثناء سيره وعبثه بأصابع يده وللاسف لا يستطيع تهدئته او مساعدته حتى...

استمعا لصوت صريخ الصغيره معلنه عن خروجها من رحم والدتها وهنا رقص قلب لاك فرحاً عندما سمع صوتها اللطيف، انها بخير، طفلته بخير لقد عرف هذا من صوت صراخها لانهم اخرجوها من بطن والدتها...

خرجت الممرضه بعد دقائق تحمل الصغيرة بعد ان حممتها ونظفت جسدها جيداً لتسلمها لوالدها الذي ابتسم ما ان حملها بين قبضته، كائن صغير مثلها يجعله يرتعش للمسته بل ويخشى عليه من الاذى يا لسخريه القدر...

ابتسم بلاك عندما رأى ذلك المشهد الابوى الرائع ونهض ليبارك لشقيقه بنبرة هادئه مبتسمه...

_ مبارك لها اخى اتمنى ان تكون ابنه صالحة..

ابتسم لاك لاخيه واقترب منه يحتضنه بحب وعاطفه اخويه، يعلم ان اخيه قد ابتعد بشكل نهائي عن كاسي تلك الطبيبه التي انهت اي وسيله للعوده له...

الجدير بالذكر في هذا الامر انها طالبت بلاك بالا يتحدث عنها بالسوء وان يتركها تنعم بحياتها كما هي وكما ترغبها بعيداً عنه وعن اسلوبه الهمجي.. ارتسمت ابتسامه لطيفه على وجه لاك وهى يقبل جبهه صغيرته ثم اتجه ليجلس بها علر المقعد الي حين خروج الطبيب ليخبره عن حالة امرأته...

محيت الابتسامه بخروج الطبيب وامارات القلق مرتسمه على ملامحه فظن لاك ان بيكي قد حدث لها شئ سئ او ربما تأذت بسبب تلك الجراحه العنيفه ولكن وجد الطبيب يخبره بنبره هادئه معلناً تفاصيل حالتها بالكامل..

_ مؤشرات المريضه بخير ولكن للاسف لم تفق بعد من غيبوبتها واذا استمر الامر اكثر من ذلك سنضطر لازاله الاجهزة المعينه لنرحمها من عذابها هذا...

القتل الرحيم!! هذا ما يسمونه الاطباء ولكن للاسف رأه لاك اصعب بكثير من محاوله احدهم ان يقتلها، ان يرى احدهم يحاول ابعاد جزء منه بعيداً عنه، سيجعله يلقي حتفه، وربما يموت بعدها، كيف يمكنه ان يوافق على امر كهذا، هل سيجبروه ام سينفذون الامر جون استشارته والرجوع له، فهو في النهايه بمثابه زوجها ويحتاج لها، لا يمكن ان يسمح لاحد بأن يقتلها..

القتل الرحيم!! بل هذا اسوء نوع عذاب سيضطر للتعرض له والموافقه عليه في حاله عدم استيقاظ ملاكه النائم منذ اشهر، سيضطر بالمجازفه من اجل نفسه وطفلته ويتخلى عنها للمرة الثانيه سيكون اناني بحقها...

هو ساقط وعاهر حقير، لو فاقت وقامت بقتله لن يلومها على ما اوصلها له هذا العذاب الابدى الذي تلقته على يده، اغتصابها وألقائها لنفسها من هذا البرج السكني الضخم كان امراً مجنوناً ولكن برأيها كان هذا الصواب لتتخلص منه، ولسوء حظها انها مازالت حيه تقبع بين قبضتيه...

اضطر ان يومأ للطبيب بتفهم بينما بلاك ربت على كتفه بحنو يحاول ان يدعمه في محنته الشديده لطالما كان نعم الاخ والسند، لم يتركه الا قليلاً بوقت عمله او من اجل الراحه، وطوال الوقت بجانبه يدعمه ويحاول ان يعدل من مزاجه الانفعالي طوال الوقت حتى لا يصاب بالاحباط وربما يحاول الانتحار هو الاخر..

ابتسم له لاك بحزن ثم اتجه ليجلس بصغيرته على المقعد يفكر في طريقه لجعل بيكي تستيقظ، وبعد وقت ليس بطويل اقترح لاك بنبرة هادئه على شقيقه رغم علمه برفض الامر ولكن ليس امامهم حل اخر سوى ما توصل له..

_ الا يمكنك ان تتحدث مع كاسي...؟!
سأله لاك بنبرة قلقه مستفسره ليجد الاخر يرفع وجهه نحوه وعيناه تتسائل بأستفسار عن السبب..

_ أليست طبيبه يمكنها مساعدتنا بآمر كهذا، هي تفهم بالطب وربما تساعدنا...
قالها لاك بنبرة هادئه وهو يوضح الامر للاخر ليحرك الاخررأسه له بتفهم وكأنه فهم لما يرمي اليه بطريقه غير مباشره..

_ لا لم افعل ولكنني ان فعلت فسيكون من اجلك فقز اخي...
قالها بلاك بنبره اتضح من خلالها الانزعاج والضيق وزفر بلاك ما برئتيه بنفاذ صبر قبل ان ينهض ليقرر وحده ان يحادث كاسي بامر بيكي ربما تستطيع مساعدتهم...

ولكن ظهرت لديه عقبه واحده وهو كيف سيحادثها بعد ما قاله لها وبشأنها كثيراً وبحقها آلالاف المرات بالتأكيد لن تسامحه ولظيمكن ان ترفض مساعدته، حسناً سيجرب الامر ان نجح سيكون ممتن لها وان فشل سينهي المكالمه سريعاً حتى يمنع وضع نفسه في احراج مع فتاه اصغر منه سناً..

وبالفعل جلس يفكر ملياً في كيف سيبدء في محادثتها وهل يجب عليه ان يتحدث اليها حقاً؟! ، في الواقع يجب عليه ربما تستطيع مساعدتهم، امسك هاتفه واتصل على رقمها ليأتي لها رده منها بنبرة رسميه هادئة..

_ نعم سيد بلاك هل استطيع مساعدتك بشئ!!
سؤالها المستفهم بصحبه نبرتها الرسميه الهادئة اصابه بالتوتر وشعر انه اشتاق لها ولصوتها الهادئ ونبرتها الدافئة التي كانت تسكن خلاياه ولكن لن يستطيع ان يصرح لها عن مشاعره خاصه انها طبيبه يريدها بعمل مهم...

اهم حتى من علاقته بها، لهذا صمت ملياً يسترجع شتات افكاره وما سيخبرها به حتى تستطيع مساعدته بالامر، ربما تكون هي املهم في استعاده بيكي لوعيها، لهذا اردف بنبرة هادئه..

_ اريدكِ ان تساعديني انا واخي في محاولة افاقه امرأته، انها بغيبوبه منذ تسعه اشهر، وانجبت طفله ايضاً ورغم ألم الولاده لم تستيقظ ايضاً ايتها الطبيبه...

لم تتعجب كاسي من حالتها فلقد رأت حاله مشابهه لها من قبل بأحدى العيادات الطبيه التي تدربت بها اثناء فترة الممارسه العمليه عندما ألتحقت بالجامعه، اذن هي لا تتعجب من تلك الحالات التي تشبه الطفرات... ولكن لما لم تستيقظ من ألم الولاده انه ألم يعادل كسر اثنان واربعون عظمه، اذن هذا امر عجيب حقاً لربما تستيقظ تلك الحالات النادرة اثناء عمليه الولاده او بعدها بقليل...

_ حسناً سآتتي بنفسي في الغد للمشفى فقط ارسل لي موقع المشفى والطابق التي توجد به المريضه وسأوافيكما بالغد لا تقلقا...
قالتها كاسي بنبرة رسميه هادئه، وقبل ان تسمع رده اغلقت الهاتف بوجهه بطريقه تفتقر للاحترام ولكنها للاسف اشتاقت له وكثرة حديثها معه ستكشف عن عشقها له الذي لم ينتهي ولم تنساه للاسف بل حُفر بداخل اعماق فؤادها معلناً عليها تمرداً وعصياناً لا متنهيان ...💔

ارتبكت فجأة وهي ترى رساله منه على هاتفها وظنت انه يريد قول شئ اخر لها وهي منعته بأغلاقها الهاتف بوجهه ولكنها تفاجات عندما قرات محتواها والذي لم يكن سوى رساله رومانسيه قصيره تتضمن بعض الحروف التي داعبت فؤادها وجعلته يرقص طرباً..

" اتعلمين كم اشتقت لصوتكِ!! اريد ان اراكِ في اقرب وقت، ودعينا نصلح ما افسدناه لعلنا نصبح بخير"

ابتسمت بسعاده كونه يريد ان يصلح علاقتهما المشتته والتي انتهت منذ قرابه السبع اشهر، ها هو يتذكرها ويشتاق لها ويشعر بالحنين للعوده لها، لم ترد على رسالته ليس تجاهلاُ منها وانما هي تريد تحضير نفسها للغد حتى تراه، تعالج امرأه شقيقه وتتفرغ للحديث معه بشأن علاقتهما لعل كل شئ يصبح بينهما بخير...

وبالفعل وجدت رساله اخرى لم يكن محتواها يجذب الانتباه فهو يحمل موقع المشفى واسمها ومكان الطابق الخاص بهما ورقم الغرفه، لهذا دونت كل ما يخص هذه المريضه بقلم في ورقه صغيره ثم وضعتها على كتيب تقرأ به بشكل جوري دائم حتى تتذكر حالة تلك المريضه...

نهضت تتجول بمنزلها الصغير واتجهت لتعد لنفسها بعض الفطائر وكوب صغير من القهوة المُرة واتجهت نحو حاسوبها لتسجل اخر تطورات حالات مرضاها التي تتابعهم حتى تستطيع ان تنظم جدول مواعيد مرضاها بالغد فلديها موعد هام مع بلاك ولاك ولا تريد ان تفسد عملها الشخصي بسبب عمل خاص...

__________________________________________________________________

بليله الحادث...

Flash back..

كانت ديالا وايرلا في حاله خوف منذ اكتشف الزعيم اختطاف ديثاليا الي يوم وصولهما خبر مقتلها على يد جيرين، لم يتوقعا ان تفعل جيرين شئ احمق كهذا، لقد ظنوا انها ستعذبها فقط انما قتلها فلم لم يكونوا على علم بالامر وخاصه ايرلا التي بكت برعب عندما رات ملامح الزعيم الغاضبه عندما وصل له خبر مقتلها وعلمت وقتها ان الزعيم لن يرحم احد ، كانت خائفه ان يكشف امرهم و وقتها سيذهب اربعتهم للجحيم...

كانت يداها ترتعش وهي تغسل تلك الصحون بينما ديالا تزجرها حتى لا يلاحظ احد امرها و وقتها سيذهب الجميع للجحيم، ولكن للاسف الامر خارج ارادتها ولم تتوقع بيوم ما ان تكون سبباً في موت احد...

في مكان اخر...

كان جيراد مقيداً بلا حول له ولا قوة بعد ان هشم حرس القصر جسده و وجهه، بثق الدماء من فمه بعد ان تأكد ان فكه قد تحطم من قبضه هولاء الملاعين، كان كال يقف بشموخ يطالع تشارلز الذي جاء متأخراً والذي يبدو انه كان يفعل شئ مهم لا يعرفه، ربما كان يضاجع ديبورا او سيسليا لا يعرف...

امسك كال بسلاحه واطاح بجيراد بطلقه بمنتصف صدره جعلته يودع العالم البائس الذي لم يعطيه حقه كطبيب او كأنسان حتى، ها هو يرحل عن هذا العالم الحقير الذي لم يهتم لاجله يوماً وتباً للوداع لن يودع هذا العالم الذي لم يشفق عليه حتى...

وضع سلاحه بخصره مرة اخرى واتجه نحو سيارته ليتبعه تشارلز وباقي الحرس، تاركين جثه الاخر بالعراء قاصدين ان تعرف الشرطه، ليس وكانهم لم ينهوا امر مغفر بأكمله...

عاد وقتها الجميع للقصر، وظهرت سيارة سوداء انارت مصابيحها الاماميه وهبط منها كروفر واتجه نحو جيراد الذي صمم ان يساعده وقام له بالاسعافات الاوليه وحمله على كتفه واتجه به نحو المشفى، شكر ربه انه لم يشعر به احد والا كانوا قد انهوا امره وقتها....

وصل لمشفى قريب من منزله بعيد عن قصر الزعيم حتى لا يشك احد بأمره ان ذهب لهناك، هبط من سيارته وحمله على كتفه مره اخرى ودلف به لداخل المشفى وساعدوه الممرضات عندما علموا انه تعرض لطلق ناري بالصدر ويمكن ان يموت بأي وقت لهذا نقلوه الي غرفه العنايه...

امسك هاتفه ليطمئن على ايزابيلا وصغيره...

_ كيف حالكما؟!
سألها كروفر بأستفهام قلق وهو يمسح قبضته الملطخه بدماء جيراد ببعض المحارم الورقيه الناعمه...

_ نحن بخير، كريس سأل عليك كثيراً وعندما فقد الامل في عودتك نام للاسف...
قالتها ايزابيلا وهي تشعر بالممل والوحده لعدم وجوده بجانبها وشعرت والضيق من سأله، وكأنه لا يعلم انها تشتاق له..

_ سأشرح لكِ الامر عندما اعود وسأخبر كريس ايضاً ببعض التفاصيل...
قالها كروفر بنبرة متعجله عندما رأى الممرضات يركضن بسرعه لاحدى الغرف المجهوله وعلم ان جيراد بخطر...

اغلق الهاتف بسرعه ونظر نحو الممرضات الخائفات واللواتي يركضن برعب وشعر ان جيراد فارق الحياه، جلس على احدى المقاعد في انتظار الطبيب الذي يعالج حالته ويجري له العمليه بالداخل، ظل يتابع حاله المرج بالمشفى الي ان هدء الوضع رويداً وشعر وقتها ان الطبيب المعالج استطاع انقاذ جيراد اخيراً او ربما مات هو لا يدري...

خرج الطبيب من حجرة العمليات يعدل من نظارته الطبيه وحدق بكروفر بنظرات هادئه وعلم انه هذا الضخم قريب المريض القابع بالداخل، لهذا اقترب منه وامسك بالتقرير الطبي الخاص به وفتح اول صفحه منه مردفاً بنبره هادئه..

_ المريض اصيب بطلقه ناريه من سلاح عيار 5 مل، الرصاصه اخترقت الرئه اليمنى للاسف الشديد ونزف الكثير من الدماء ولكننا عالجنا رئته واستبدلناها بأخرى، كما اننا وجدها كسر في فكه وكذلك كسر في ساقه اليسرى وكلا ذراعيه... حمداً للرب انه مازال حياً.. هو الان تحت تأثير مخدر قوى بسبب العمليه..

لقد كاد مسكين يموت بسبب افعال كال العاهرة تباً، همهم كروفر للطبيب بتفهم على لما قاله وهو على علم ان كل ما يحدث معهم مدبر من كال واتباعه الذين لم يعرفهم بعد ولكنه متأكد ان تشارلز بالامر... واقسم كروفر بداخله انه لن يمرر الامر مرار الكرام...

_______________________________________________________________

ترجلت عن سيارتها الصغيره وهبطت تتناول أدواتها الطبيه من الاريكه الخلفيه واتجهت لداخل المشفى التي ارسل لها بلاك عنوانها برساله على هاتفها، سجلت اسمها لدى ممرضه الاستقبال كونها طبيبه جراحه تعمل بأحدى المستشفيات التابعه للدولة، اتجهت بخطوات ثابته ولكن قلبها اللعين غير ثابت تعلم انها ستلتقي به وستضطر للتعامل معه، وستحن له وستضعف امامه وامام نظراته اللعينه التي تجعلها تحلق بالسماء السابعه...

وصلت للطابق المخصص بحالات الولاده الجديده واتجهت لغرفه العمليات وارتفعت دقات قلبها اللعينه عندما لمحته يقف بجانب توأمه، اقتربت منهم ومدت يدها لتصافح لاك وتلاه بلاك الذي شعرت من مصافحته بكهرباء لعينه تسري خلال جسدها ولكنها احبت هذا الاحساس اللعين الذي اصاب جسدها على حين غرة، وقتها ابتسمت بوجهه ابتسامه صغيره ثم انتقلت مع لاك لغرفه بيكي...

اطمئنت اولاً على الطفله التي كانت بعمر يوم ثم اقتربت من الام ورأتها على حاله جسديه غير مريحه لهذا قررت ان تعدل من نومتها السيئه، وضعت لها عده وسائد خلف ظهرها ورأسها بحيث ترفع من جسدها، لتحفيز جسدها على الاستيقاظ من نومتها السيئة التي لا تتغير الا نادراً... وجدها لاك تبتعد واتجهت نحو الصغيره وحملتها بين قبضتيها واتجهت بها نحوه وهي تبتسم...

اقتربت من فراش بيكي ثم جلست بجانبها و وصعت الصغيره بين احضانها واخرجت لها ثديها لترضع الصغيره بينما لاك كان واقفاً كالابله لا يفهم ما تقوم به الاخرى، ولكن انفجرت الوليده بالصراخ والبكاء لتعدل كاسي من وضعيه الصغيره لترضع، هدئت الصغيره وهي تمتص حلمه ثدي والدتها النائمه...

رفعت كاسي من صوتها وهي تردف بنبره امتلئت بالحزم والرسميه..

_ سأترك الصغيره عليكِ مساعدتها !!
كلماتها الجاده وصوتها الحازم بنبرتها الرسميه كانت كفيله بجعله يضيق ما بين حاجبيه بعدم فهم ولم يستوعب بعد انها ستترك طفلته تنزلق ويمكن ان تتأذى او ربما يحدث لها شئ...

وكاد يتحرك ولكنها حذرته بنظرة قاتله لتجد الاخرى بالفعل الصغيره تنزلق عن جسد امها ولكنها لم تحرك ساكناً، وظل الاخر يترقب ما يحدث ولكن قلبه كان ينبض بجنون خوفاً علي صغيرته التي يراها تنزلق بينما تلك الطبيبه المجنونه تمنعه عن مساعده طفلته...

حركت بيكي يدها لاول مرة منذ تسعه اشهر وقتها فقط وقف بلاك ينظر بصدمه ليد بيكي التي تحركت كرد فعل من مؤشرات المخ خوفاً على طفلتها ان تتعرض للاذى وبالفعل لقد استيقظت وفاقت ايضاً...

هرع الاطباء حولها لمعرفه حالتها ومساعدتها في الاستيقاظ والافاقه من غيبوبتها الطويله وبالفعل قدموا لها المساعده الكامله وكانت حالتها فريجه من نوعها حقاً وما فعلته كاسي كان خير دليل على تفهمها للامر وانها طبيبه واعيه وليس فقط ناجحه...

خرج الاطباء وطاقم الممرضات من غرفتها وظلت كاسي ولاك ودلف بلاك هو الاخر ليطمئن على حالتها، ولكن للاسف كانت تنظر لهم بجهل وكأنها لا تعرف هويتهم... او ربما لا تتذكر من هم وهل هم عائلتها ام لا، هل هولاء ينتمون لها ..!!

نظرت لهم بنظرات حذرة تحاول ان تتذكر من هولاء ولكنها فشلت لتجد كاسي تطالعها بنظرات متفحصه قبل ان تردف بنبرة مطمئنه...

_ ستستعدين ذاكرتكِ قريباً لا تقلقِ...

وهنا فهم لاك وبلاك انها فاقده لذاكرتها، وصدم لاك وشعر بالضيق انها لا تتذكر من هو ولكن كان سعيداً ان اثر حادثها قد محُي من رأسها على الاقل يستطيع ان يبدأ معها من جديد دون اغتصاب ودون جرم مشهود فعله شقيقها بهم وبعائلتهم...

سيبدأ معها من الصفر حتى تحبه لشخصه وليس لكونه كان يعرفها منذ زمن فتباً له ان كرر الامر مجدداً، عليه ان يستغل تلك الفرصه جيداً حتى وان اضطر ان يكذب عليها بشأنهما حتى تنجح تلك العلاقه لا يهمه ان قامت علاقته بها على الكذب، المهم ان تستمر وتبقى حتى يستطيع ان يبقى بالقرب منها هي وطفلته...

ظلت بيكي تطالع هذان الضخمان المتطابقان في الشكل بتعجب تحاول ان تفهم من هولاء وهل هم واحد وعقلها يهيأ لها تلك الخزعبلات، وجدت احداهما يقترب منها وبدا لها انه يعرفها جيداً بسبب ابتسامته لها، اقترب وجلس بجانبها على الفراش بجانبها وحاول ان يمسك كف يدها ولكنها ابعدت قبضتها الناعمه عنه وامسكت بها طفلتها النائمه بأحضانها...

سحب قبضته بأحراج من تصرفها امام شقيقه وحبيبته السابقه وحك مؤخرة رأسه يزيل اثر احراجه ويقلل من توتر الموقف الذي تعرض له، ابتسمت كاسي لبيكي وهي تقيس لها معدل ضغطها حتى تتأكد انها بخير، نظرت وقتها لصغيرتها القابعه بأحضانها وشعرت انها متعبه لهذا حملتها عنها واعطتها لبلاك ليعيدها لفراشها الزجاجي القابع بجانب فراش الام بقليل من الخطوات...

_ اريد ان اذهب للمرحاض..
قالتها بيكي بنبرة هادئه وهي تطالع كاسي المبتسمه...

اومأت لها كاسي وساعدتها على النهوض ببطء من الفراش وقفت بيكي بتعب من اثر الولاده واستندت بيدها على يد كاسي واعادت رأسها للخلف بألم، لم تتحمل ألم الولاده وشعرت ان قدماها لا يحملانها وكادت تسقط ارضاً ولكن لاك لحق بها و امسكها من اسفل ابطيها حتى لا تسقط ادارها لاك ببطء حتى اصبحت تواجهه وتحرك بها الي المرحاض ببطء وهي مستنده عليه لانها للاسف لا يستطيع احد مساعدتها غيره رغم انها لا تعرفه وحتى ان كانت تعرفه فهي لا تتذكره ولكنها تشعر بالامان معه...

لا تشعر بالرهبه كما كانت خائفه عندما استيقظت، طالعها بأبتسامه ساحرة جعلته يبدو اكثر وسامه مما هو عليه، وصل بها الي المرحاض ولكن للاسف وجدها تجد صعوبه في مساعده نفسها لهذا دلف معها للحمام...

ساعدها في حمامها كانت تستند عليه في كل شئ من شده تعبها، نظرت لملامح وجهها بالمرآة كانت كالمومياء، نحيفه للغايه والسواد يطغى اسفل عيناها وشعرها القصير طال كثيراً واصبح طوله لنهايه ظهرها...

نظرت لملامحها بالمرآه وكادت تبكي من تحولها الرهيب الي جثه تسير على قدمين  ورغم هذا التحول الكبير الا انها شكرت ربها انها مازالت حيه للان، استدارت له ببطء من تألمها ليساعدها على غسل يداها ثم  اسندها مره اخرى وسار بها حتى وصل الي سريرها لتنعم بقليل من الراحه...

جلست على الفراش واتجه ليجلس بجانبها و وجد الغرفه خاليه ففهم انه شقيقه انسحب هو وكاسي للخارج، شقيقه ذكي ومتفهم فلقد هيأ الاجواء حتى يستطيع ان يتحدث معها لعلها تطمئن له...

_ هل اصبحتِ بخير الان؟!
سألها بنبره هادئة مستفهمه ليجدها اومأت له بهدوء ثم اردفت بنبره منزعجه قليلاً اتضح من خلالها معاناتها ..

_ بخير ولكن اشعر بألم في رأسي..

_ هل يمكنني مساعدتكِ في شئ؟!
سألها بنبرة قلقه مستفهمه مضيقاً ما بين حاجبيه بخوف عليها ولكنها حركت رأسها بالرفض ففهم انها مازالت تتجنبه او ربما تخافه...

نظرت لاصبعها البنصر لتجد خاتم زواج رقيق ملائم لاصابع يدها الناعمه، متى تزوجت؟!، هي لا تتذكر شئ ولا تعرف من القابع امامها بالتأكيد هذا زوجها، لم تهتم بكل تلك التفاصيل وألتفتت لوليدتها النائمه كانت جميله للغايه وناعمه، تشبهها، بشرتها البيضاء وشفتيها الصغيرتين و وجنتيها المتوردتين المنتفختين، كانت جميله للغايه...

لاحظ لاك نظراتها لصغيرتهما ليمسك يدها بلطف ولكنها شعرت بالاختناق ما ان فعل وحاولت سحب يدها الي ان تفلتت من قبضته التي اصابتها بالاختناق، واعادت جسدها للخلف لتستند على الوسادة لعلها تتهرب من نظراته لها التي تصيبها بالتوتر..

ابتسم لها لاك ثم نهض يتجه للخارج ليترك الاخرى بمفردها قليلاً ربما تشعر بالارتياح وحدها، تابعته بيكي الي ان اختفى من امامها وبعدها تنفست الصعداء فها هي وحدها تشعر بالارتياح بعد ما غادرته، جيد انها استطاعت ان تمثل عليه كونها فاقده للذاكرة وانها لا تتذكر من هي ومن هو وكيف آتت هنا، تمثيل رائع تستحق ان تحصل على الاوسكار من خلاله...

ممثله بارعه عليها ان تقدم مشاهد تمثيلية بالشاشات التليفزيونيه بعد ان تُشفى تماماً، نظرت للسقف المشفى وظلت على حالتها شارده تفكر فيما ستفعله فهي الان ترتدي خاتم زواجها منه ولديها طفله منه الان، عليها ان تمثل بشكل افضل حتى يأمن لها وبعدها تهرب هي وطفلتها...

تحذير : في الحقيقه ما سيحدث خلال الاحداث القادمه سيجعلكم تكرهون جميع الابطال و ديثاليا في المقدمة ...

لا تعرف كيف ولكن عليها ان تفعل وتنقذ نفسها وطفلتها من هذا الجحيم المستعر، اذا اشعرته انها تعرف من هي ومن هو وما حدث معها سيكرر فعلته ولن يخجل مما فعله ولن يستحي ان يكرر فعلته مجدداً لهذا عليها ان تتقن لعبتها جيداً حتى لا تصبح كاذبه بنظره و وقتها سيكون عقابها اكبر من الاغتصاب، ربما يعذبها للموت فهي لا تؤمن لرجل يعمل مع المافيا...

لاك هو اسوء شخص بقصر الزعيم اسوء من كال وتشارلز، يكفي هدوءه و صمته الذي ينتهي بجرائم بشعه، تذكرت علاقتها به بالماضي..

Flash back...

كانت تقف بجانب شقيقها جروبر بأحدى الحفلات التي تنظمها اسبوعياً بقصرهم الخاص، كانت تربطها علاقه صداقه بـ لاك وكانت المقربه له حيث فشلت العديد من النساء اجتذابه نحوهم بينما هي كانت صديقته منذ الصغر لهذا كانت المقربه له...

اقترب منها لاك عندما رأها تهز مؤخرتها على تلك الموسيقى المجنونه التي تجعل الهادئ يجن ليرقص ولكن هي اكتفت بهز مؤخرتها بينما اصابعها كانت تمسك بكأس به مشروب النبيذ الاحمر تشرب منه بمرح وتبتسم بسعاده للجميع..

وقف لاك خلفها وامسك بخصرها فظنت الاخرى ان احدهم يحاول التحرش بها واستدارت لهذا المنحرف الذى تجرأ على لمسها وصديقها ليس هنا وصفعته دون ان تدرك انها صفعت صديقها الذي يمنعها من فعل شئ احمق يعاقبها عليه بعد هذا وهو الرقص بأثاره وافتعال حرب داميه بينه وبين المدعوين على الحفل...

ادركت ما فعلته عندما عرفت انه هو وقد احرجته واهانته بطريقه مقرفه بحفلتها امام الجميع ولكنها لم تقصد ما فعلت، ابتعد وقتها لاك عنها وخرج من حفلتها ورفض الحديث معها لاسابيع بل لاشهر كامله، رفض التفاهم معها واخبرها انهم لم يعودوا اصدقاء...

وقتها انهارت بشده لانها متعلقه به بشده، وجزء لا يتجزء من يومها، لا تنكر مشاعرها نحوه والتي تخطت الصداقه وتعلم انه كان يحبها ويغار عليها كثيراً ولكن للاسف هو لم يفصح عن مشاعره وهي لم تفعل ايضاً واستمر عشقهما لبعضهما البعض خفيه...

ورغم انهما لم يتوصلا مجدداً الا انها لم تفكر بالارتباط ولم تفكر برجل غيره من الاساس، كانت تحلم به وهي نائمه، تتخيل انهما معاً بشكل رومانسي احياناً وحميمي واوضاع جنسيه ساخنه ولكنه للاسف ابتعد عنها ورفض جميع طرق التواصل التي يمكنها ان تصل بها له..

كان عنيد للغايه، عنيد الي درجه انها طلبت من بلاك ان يحادثه وقتها اخبر اخيه ان لا يقابلها مجددا فهو لا يريد معرفه شئ يخصها بالفعل، ألهذه الدرجه كانت فتاه سيئة لعينه معه..

كانت تعشقه حرفياً، لم تفكر ان تكون لرجل اخر، لم تفكر في الابتعاد عنه ولكنه هو من ابتعد، اختصر الطريق واراح نفسه عناء الاعتراف بمشاعره نحوها...

Back...

اما الان فقد قام بأغتصابها وجعلها تحمل منه، كان سبب في محاوله انتحارها، انجابها لطفله صغيره نتيجه علاقه محرمه حدثت بينهما، ما يفرحها بالامر انا قطعه منهما... هذا ما يسعد قلبها، ورغم هذا هي اصبحت تخافه ولا تؤمن غدره وصمته هذا، لا تأمن هدوءه، تريد ان تشعر بقليل من الامان بعيداً عنه ولكن كيف..

هي تعرف انها ليست زوجته وانه وضع هذا الخاتف حول اصبعها حتى تقتنع انها له، ولكن ما لا يعرفه انها تخطط ان تتركه وترحل هي وطفلتها ليس لترد له ما فعله بها بالماضي، وانما لانها اصبحت تشعر بالفراغ نحوه، لا مشاعر، لا رغبه بالبقاء، هو لا يستحق ان تظل معه وتساعده على ان يكون شخص افضل...

حسناً ليس لديها ذره تعاطف معه، ليست مريضه مصابه بمتلازمه ستوكهولم، وليست خاضعه لتقبل افعاله الساديه التي مارسها عليها اثناء علاقتهما فهي واللعنه تتذكر الاجبار التام المحض الذي حدث معها...

ليس لديها استعداد للعيش معه بعد ما فعله بها، تسعه اشهر بغيبوبه، وألم الولاده الذي تشعر به الان، محاوله قتل نفسها بسببه، كل هذا لن يمر مرار الكرام عليها ان تساعد نفسها للخروج من هذا المكان بأقل الخسائر...

ربما عليها ان تمثل وتدعي امامه انها مطيعه حتى يأمن لها وبعدها تنفذ ما تريده، تتمنى ان يقتنع بما تخططه برأسها، فهي لن تستطيع مسامحته، ولن تستطيع ان تعيش معه مهما فعل من اجلها، لقد سئمت حقاً من تلك الحياه ولكن الان طفلتها تحتاجها وعليها ان تهتم بها وترعاها بعيداً عن والدها النذل الحقير...

عليها ان تفعل، فهي حقاً تحتاج لهذا كثيراً، تعلم ان الامر يحتاج لوقت طويل ولكن ستفعل اي شئ في مقابل هروبها منه وحمايتها لصغيرتها، فهو اذا علم نوايا لن يرحمها وهي تعلم هذا لذا عليها ان تخطط جيداً حتى تحصل على الراحه التي تتمناها لنفسها ولطفلتها ...

_________________________________________________________________

ظل جالساً امام باب غرفه العنايه يتمنى ان يستيقظ الاخر في اقرب فرصه حتى يستطيع ان يخفيه عن الانظار فأذا علم احد انه مازال حياً سيسعى كال لقتله مجدداً لقد كتب له الرب حياه اخرى، فرصه اخرى ليستطيعوا الاخذ بثأرهم ايضاً...

فهو لن يمرر ما فعله جيمس مرام الكرام حتى وان اضطر ان يحرق من يعيشون به احياء فيكفي ما عانه بسبب جيمس سابقاً ها هو شقيقه وذلك المسكين الراقد بين الحياه والموت يعاني ايضاً..

ابتعد عن باب الغرفه وقرر العوده لمنزل ايزابيلا ليهتم بطفله الذي اهمله طوال اليوم، هبط درج المشفى واتجه لسيارته وقادها حتى وصل الي منزل ايزابيلا، طرق عده طرقات على باب المنزل لتفتح له الاخرى في الحال ودلف للداخل ليجدها ناعسه ويبدو انها انتظرته كثيراً...

_ لم اقصد ان اتأخر...
قالها كروفر بنبره هادئة وهو يقترب منها ليتفقد اثار النعاس على وجهها..

ابتسمت له ببلاهة ثم ألقت برأسها بأحضانه ليربت على رأسها بلطف قبل ان يحملها بين ذراعيه كالعروس واتجه بها لغرفتها لتنعم بالراحه بينما هو اتجه لغرفه صغيره لينام بجانبه حتى الصباح...

ابتسم عندما رأى ما فعلته ايزابيلا من اجله، تلك الوسائد التي تحيطه وذلك الاهتمام والرعايه التي يتلقاها من ايزابيلا جعلته يثق بها قليلاً انها مناسبه له، اقترب من صغيره ونام بجانبه ثم حمله بين قبضته وجعله ينام على صدره معتلياً اياه... هذه هي نومته المفضله... ان ينام صغيره داخل احضانه...

اغمض عينه وذهب الي ثبات عميق، استيقظ من نومه واتجه نحو الخارج، رأى نفسه وهو يحتضن أليس زوجته المتوفاه وكأنه بداخل سينما يشاهد مشهد رومانسي حزين لنفسه وهو يحتضن زوجته المتوفاه...

ابتسم بحزن وهو يراها تموت بين ذراعيه ولم يمكنه انقاذها، صرخ بألم وهو يسمعها تردف بنبرة متعبه من اشتداد المرض عليها...

_ اسمعني جيداً كروفر، ارجوك لا تترك طفلنا بيد جيمس صدقني سيحوله لمسخ مثله، مريض وقاتل لا يرحم، ارجوك احمي طفلي... احبك كروفر...
قالتها بنبرة مرهقه قبل ان تغمض عيناها مودعه تلك الحياه اللعينه تاركه اياه وحده..

وصرخ بعدها كروفر بقهر على فراقها له بعد ان اعترفت له بحبها الذي لطالما تمنى ان تبادله حبه الذي كاد ان يموت حتى تفعل وعندما تخبره بعشقها له تموت وتتركه يتذوق مراره الفقد بسببها...

كان يتابع نفسه وكأنه يشاهد الامر بسينما، ودمعت عيناه حزناً وتأثراً على بشاعه الموقف الذي تعرض له ولم يخطط للأمر من قبل ولكنه كان على علم انها ستموت قريباً ولكن لم يعرف الطريقه او الوقت بالتحديد...

استيقظ بفزع يطالع ما يوجد حوله وعلم انه مجرد حلم، حلم او ربما كابوس اخر من كوابيسه التي لا تتركه، نظر لصغيره الذي يحتل صدره نائماً بعمق ليحمله بين قبضته ودثره بالفراش جيداً ونهض هو متجهاً للخارج ليتناول القليل من المياه، ولكنه تفاجأ بإيزابيلا تقف بالمطبخ وتعد القليل من الطعام، نظر للساعه على الحائط ليجدها السادسه صباحاً وفهم انها تستعد لتناول الافطار لتذهب للمدرسه...

اتجه نحوها ثم قبل فروة رأسها ليجدها استدارات له وهي تبتسم وللاسف عقله اللعين صور له ان الماثله امامه هي أليس وليست ايزابيلا، لهذا اغلق عيناه يلوم نفسه على تخيلاته المريضه، وبحق الانسانه الوحيده التي تقبلته كما هو، عليه ان يتعالج من اجلها، لا يمكن ان يبني حياه معها وهو يعيش في الماضي، احزانه، واخطائه، وعقباته، وكل ما حدث به تحت مسمى الوفاء...

نعم هو وفي لزوجته ولكن يجب ان ينظر لحيانه قليلاً، يحتاج امرأه بحياته، يحتاج اماً لطفله تعتني به حتى لا يفتقد صغيره حنان الام لفترة طويله، فيكفي مشاكله النفسيه التي يعاني منها فلن يتحمل ان يرى صغيره نسخه مصغره منه تحمل عقده وامراضه....

وعليه ان يكون لديه اصرار ليتعالج من اجل تلك التي تعد الفطور من اجلهما، اقترب منها مجدداً بعد ان فتح عينيه وامسك بتلك الملعقه ليقلب السلطة بدلاً عنها لتتجه هي لتخرج البطاطس المقليه وتلك الشطائر من الفرن...
انتهت من وضع الطعام على الطاوله الصغيرة بالمطبخ ليتجه هو خلفها وامسكها من خصرها، ألتفتت له ليمسك بذقنها ورفعها قليلاً ولكنه اضطر ان ينحني لقصر قامتها ليقبل شفتيها الشهيتين...

فاتح شهيته الخاص لن يتخلى عنه لهذا ظل يقبل شفتيها يمتص شفتاها العلويه تارة ثم ينخفض ليلتهم الاخرى بشغف اكبر و وجدت يده امتدت لتعبث بمؤخرتها لهذا ابعدته بخجل عنها وحاولت ألتقاط انفاسها ثم اتجهت لتجلس على مقعدها لتتناول طعامها قبل الذهاب للمدرسه، لهذا جلس امامها ليشاركها فطورها وسط خجلها وانفاسها المضطربه و حمرة وجهها القابله للالتهام...

بالتأكيد جميعنا نعلم اذا كان هذا الموقف مع ادم وريما وقتها ما الذي كان سيفعله هذا العاهر بحلوتنا الصغيره، الحمدلله ان صديقنا متفهم للظروف والمواقف وللاوقات المناسبه لشئ كهذا...

حركت ايزا لتمسك كوب قهوتها وارتشفت منه القليل ثم بدأت تتناول شطيرتها مع السلطه بينما هو كان يتناول السلطه بجانب قهوته ويتابع تفاصيلها وحركاتها، يحتفظ بهما بداخل ذاكرته وكأنه يشاهد فيلماً ممتعاً، رفعت وجهها نحوه لتجده يحدق بها بنظرات لم تفهم هل هي حب ام شوق، ولكن ما تعرفه ان نظراته نحوها تخجلها بعسليتاه الرائعتين و المرعبتين بأنٍ واحد...

انهت قولتها سريعاً ونهضت لتنهي اعداد حالها من اجل المدرسه... قبلته على وجهه قبل ان تتجه نحو غرفتها لتتحمم وتبدل ملابسها، انهى هو فطوره واتجه ليبحث عن اقلام الانسولين الخاصه بطفله حتى وجدهم على احدى الارفف الخشبيه بجانب الانتيكات...

سحبهم بين قبضته واتجه بهم نحو غرفه طفله و وضعهم بجانبه، وبدء في ايقاظه استعداداُ للمدرسه، لم يهتم بالزي الرسمي للمدرسه وقرر ان يذهب اليوم بملابس اخرى غير رسميه، استيقظ الصغير وطالع والده بقليل من النعاس ثم اقترب منه وارتمى بأحضانه واستمع لاسوء جمله سمعها بحياته، ولم يتوقع ان يسمعها من صغيره...

_ لقد رأيت امي ليله امس ارادت اصطحابي للخارج لألهو معها ولكن ايزابيلا رفضت ان اخرج...

صدم حرفياً، لم يتوقع ان يراها صغيره ايضاً، كيف؟!، لقد كان بعمر الاشهر عندما ماتت ولم يرى سوى صورة واحده فقط لها، كيف يتخيلها هو الاخر، قرر ان يستفسر قليلاً عن حديث صغيره المخيف بالنسبه له...

_ كيف كانت تبدو..؟!
سأله كروفر ورغم تأكده ان صغيره لن يجيب على سؤاله كما يظن الا انه قرر الاستفسار عن الامر...

_ كانت جميله، ذات شعر اصفر كالذهب وعينان خضراء كأوراق الشجر و وجه دائري، وجنتين حمرواتين، كانت قصيره القامه، شديده البياض، تمتلك شفاه ورديه داكنه تحب ان تقسم شعرها لفرقين، كان شعرها طويل يصل لخصرها ولديها صدر ممتلئ ومؤخرة كبيرة ايضاً...
قالها الصغير وهو يطالع والده الذي استمع لكل حرف يقوله ونجح في اخفاء مشاعره عن صغيره ولكن في الحقيقه حديثه حقيقي وبث الرعب في قلبه، اخافه الي درجه الموت، كيف عرف كل تلك المواصفات اللعينه انها امه حقاً اين رائها وكيف وهي ميته بالاساس!!

_ هل اخبرك احد عن والدتك واخبرك هذه الاشياء عنها!!
سأله كروفر بتعجب من دقه تلك التفاصيل التي سمعها من صغيره والتي اخافته للغايه...

_ لم يقبل عمى جيمس ان يخبرني اي شئ عن امى، لقد رأيتها امس ابي الا تصدقني!!
قالها الصغير بنبرة حزينة معاتباً والده على شكه به فهو رائها، هل عليه ان يقسم له حتى يصدقه ام ماذا عليه ان يفعل حتى يصدقه ويبرهن له حقيقه ما رأى...

_ لم اقل هذا صغيري، ولكن انت تعرف ان والدتك قد ماتت فهي في السماء، كيف رأيتها على الارض مجدداً...؟!
سأله كروفر وهو يضيق ما بين حاجبيه بتعجب، لم يستطع ان يستوعب ان صغيره يرى الاشباح، لانه متأكداً ان زوجته ماتت بسبب مرض السرطان الخبيث وتم دفنها ايضاً، اذا كيف يمكن ان يحدث هذا!!

بالطبع اشياء لا يمكن ان يصدقها عقل بشري طبيعي، فلتكن كارثه حقاً اذا كان صغيره محقاً بشأن ما قاله، وستكون كارثه اكبر اذا كان صغيره يرى الاشباح التي لا يؤمن في الاساس بقدرة شخص على رؤيتهم، وستكون كارثه اكبر واكبر اذا كان صغيره يتخيل، وهذه اولى علامات المرض النفسي واذا انغمس فيه، يمكن ان يتحول لمرض عقلي كالفصام، او ربما يصاب بالاكتئاب الفصامي بسبب حزنه على والدته وتصبح هلاوسه فقط عنها....

شعر بالخوف على صغيره هو الاخر فعليه ان يلجأ الي طبيب نفسي، ولكن جيراد لم يستيقظ بعد، أعليه ان يحادث تشاد ام ينتظر جيراد حتى يستيقظ ويسترد وعيه، ماذا سيفعل اذا تدهورت حاله صغيره ولم يستيقظ جيراد قريباً، يجب ان يتصرف، ابتسم كروفر لصغيره ليطمئنه ان كل شئ على ما يرام وحمله بين قبضتيه واتجه به للمرحاض حتى يحممه قبل الذهاب للمدرسه، احضر له ملابس اخرى من غرفه شقيق ايزابيلا المتوفاه وألبسه اياها واتجه به نحو الخارج ليجد صغيرته تنتظره وتبتسم له، امسكت بيد كريس واتجها للخارج وكان كروفر خلفهم، دلف هو لمقعد السائق و دلف صغيره ليجلس على ساقه بينما ايزابيلا جلست بالمقعد المجاور للسائق، ادار محرك السيارة و قادها الي ان اوصلهما للمدرسه...

حملت الصغير من اسفل ابطيه واتجهت به لداخل المدرسه بينما هو ظل يتابعها حتى اختفيا عن عيناه، حرك محرك السياره واتجه نحو قصر الزعيم عليه ان يتحدث مع فرانسيسكو، فهو الوحيد الذي يمكن ان يساعده بهذا الامر...

قبل يوم، بيوم تعذيب فرانسيسكو...

شعر بأحدهم يسنده ويحاول حثه على السير ورغم الالم الذي يفتك ببطنه وساقه الا انه تحامل من اجل ديبورا التي شاهدت كل ما يحدث بخوف من جيمس عليه منه، يعلم ان شقيقه لا يرحم ولكن لم يتوقع ان يشك به انه يمكن ان يقتل شقيقته انتقاماً من جيمس، انه غبي حقاً كان قتله هو بدلاً من شقيقته، لما ينتقم منه من خلال شقيقته...

شعر بالدوار بسبب نزفه للكثير من الدماء، ولكنه لم يستسلم حتى ساعده كروفر الذي عرفه من رائحه عطره على السير حتى خرج به من القبو، لا يعرف اين ذهبت ديبورا، هل تركوها بالقبو، وسيسليا تلك الصغيره المغدورة التي لا ذنب لها بما يحدث حولها...

اي جريمه تحدث بالقصر يتهمونها بها بلا سبب وبلا دليل، افاق من افكاره عندما رأى باب غرفته، اخيراً وصل لغرفته، ألقى فرانسيسكو جسده بتعب على الفراش حتى يرتاح ولكنه صرخ بألم لهذا جلس بجانبه كروفر وبدأ يعالج جرحه بقدر ما يستطيع حتى استطاع ان يوقف نزيف بطنه وفخذه وطهرهما جيداً ثم داوى جراحه بالشاش الطبي الذي اخذ محله حول ساقه وبطنه بالكامل...

نظر نحو الباب ليجد احد الحراس يحمل ديبورا ويتغزل في جمالها الانثوي المهلك لهذا نهض من مكانه وحمل عنه ديبورا واتجه بها لداخل الغرفه واغلق الباب في وجه الحرس وجعلها تنام بجانبه الي ان تسترد وعيها بعد تلك الضربه العنيفه التي اخذتها على رأسها من زعميهم العاهر...

غطى جسديهما وبعدها انصرف، كان فرانسيسكو يشعر بكل ما يدور حوله ولكن بسبب تعبه لم يستطع ان يفعل شئ حيال هذا الامر، وظل مغمض العينان تاركاً كروفر يتولى زمام الامور لانه سليماً عنه، استمع لصوت حذائه يبتعد تدريجياً فعلم انه يخرج من غرفته، فتح عيناه ونظر لجانبه لتلك الانثى التي يتمنى اخذها اسفله بأي طريقه...

ابتسم وهو يطالع ملامح وجهها وهي نائمه لهذا اغمض عيناه هو الاخر وقرى ان يأخذ قسطاً من الراحه بعد هذا اليوم الشاق الذي تعرض له....

صباح يوم جديد...

استيقظت ديبورا تمسك رأسها بألم تشعر بثقل رأسها وكأن شيءاً ثقيلاً ارتطم بها وفتك بجمجمتها او ربما كسرها من قوة الضربة، ألتفتت برأسها للجانب الاخرى و وقعت عيناها على حبيبها الزي تعرض للاذى من اخيه وتحمل هذا الالم والاذى من اجلها حتى لا يوذيه شقيقه. العاهر...

نهضت من جانبه بتعب تشعر بألم رأسها يزداد مع حركتها واتجهت للمرحاض، فرشت اسنانها بفرشته الخاصه، نعم هي مقرفه قليلاً اعلم هذا، انهت حمامها واتجهت للخارج وجلست بالقرب منه ثم وضعت يدها على صدره العاري ثم امسكت قبضته وقبلتها بقوة ثم اقتربت من شفتيه وقبلته بعمق لتجده استيقظ ونهض ولكن فشل في الجلوس بسبب ألم بطنه لهذا فضل ان يظل متمدداً على ظهره...

_ اسفه على وفاه شقيقتك فرانسيس...
قالتها ديبورا بنبرة حزينه وعيون دامعه على حاله وعلى وفاه ديثاليا...

اومأ لها بتفهم مردفاً بنبرة هادئة..

_ شكراً لكِ ديبورا ، فقط اريدكِ ان تكونين بجانبي، فأنا احتاجكِ كثيراً...
قالها فرانسيسكو بنبرة متعبه وهو يمسك بقبضتها الناعمه الصغيرة بين خاصته الضخمه الخشنه...

وبعد جملته تلك اقتربت منه مجدداً لتقبله ليبادلها هو الاخر قبلتها الحارة التي لا يريد سواها، يحب تلك الصغيرة ولا يريد سواها، هي ملاذه من هذا العذاب الذي يحيا به بهذا القصر الخائن، ولكن لن يمرر ما حدث مرار الكرام، وسيرون ما سيحدث قريباً...

استمع لطرقات منتظمه على باب الغرفه لتبتعد الصغيرة عن شفتي حبيبها ونظرت للباب بتوتر قبل ان تنهض وتفتحه وتفاجأت بكروفر، انه اكثر شخص مهذب بهذا القصر العاهر بنظرها بعد حبيبها بالطبع، دلف كروفر للداخل ونظر لفرانسيسكو الغير قادر على النهوض او الجلوس بحزن على حاله ولكن لم يظهرهه له حتى لا يظن الاخر انه يشفق عليه واتجه ليجلس بجانبه...

_ شكراً لك على مساعدتى كرو..
قالها فرانسيسكو بنبرة ممتنه وهو يطالع صديقه بأبتسامه صغيرة متعبه..

_ انا في خدمتك زعيم..
قالها كروفر بنبرة مهندمه فهو زعيمه وهو مكلف بحمايته ومساعدته والدفاع عنه....

اومأ له فرانسيسكو برضا عن ما قاله وربت عل ساقه بأمتنان ليجد كروفر صمت ملياً ثم اردف بنبرة هادئة متسائله ومستفسرة لعله يصل لاجابات لما يدور برأسه...

_ كيف ماتت والده الزعيم وأليس؟!
سؤاله جعل فرانسيسكو يضيق ما بين حاجبيه ويطالعه بصمت قبل ان يردف بنبرة بارده خاليه من المشاعر...

_ لقد انتحرت، لقد كانت مصابه بالفصام، ترى اشياء تتحرك، هلاووس ربما وكانت تشك ان زوجها يخونها وهلاووسها لم تتوقف هنا بل وصلت الي حد انها كانت تتخيله يقيم علاقه مع اخريات، لم تتحمل وانتحرت لتنهي هذا العذاب الذي كانت تعيش به...

انقبض قلب كروفر مما قاله الاخر وشعر ان ابنه مصاب بتلك اللعنه هو ايضاً، لقد اخبره طفله انه رأى والدته المتوفاه، سينتظر قليلاً وان تكرر الامر سيصطر للتواصل مع تشاد لعله يسافر اليه لروسيا او يأتي اليه هو الي هنا ويعالج كلاهما...

_ لما تسأل كرو..!!
افاقه من شروده وافكاره صوت فرانسيسكو المتسائل بنبرة متعجبه من سؤاله ليجد الاخر شارداً وكأنه يحمل هم العالم بأكمله حتى استمع لصوته يردف بنبرة حزينه لا يصدق ما سينطق به وتلك الكلمات تحرق قلبه من ثقلها وعقله من عدم قدرته على استيعابها ...

_ اعتقد ان كريس مصاب به، الفصام اقصد...

                          ****

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Devil's baby girl (+21)

Demon's Nun (+18)

in the fist of Lucifer (+18)