الشبح الاسود ||black ghost (+18)

الفصل الرابع...

صباح يوم جديد...

كان كروفر يقضي اليوم مع طفله الصغير كالمعتاد وقرر ان يوصله لمدرسته حتى يرى ايزابيلا ويعتذر لها، يعرف ان ما قاله لها لا يصح وان تصرفه معها لا يمكن ان تغفره له بسهوله وخاصه وانه تركها اسبوعاً كاملاً دون ان يفكر في الاعتذار لها...

انتهى هو وصغيره من تناول الطعام واعطى صغيره فيتاميناته الخاصه به ثم ارتدى كل منهما ملابسه وتوجه به نحو مدرسته... وصل للمدرسه وحمل صغيره وهبطا من السيارة وتوجها لداخل المدرسة وبحث عنها بعينه ولكنه لم يجدها...

انزل صغيره ليذهب لصفه وظل هو يبحث عنها ولكنه يأس في محاوله ايجادها لهذا استدار ليعود لسيارته ويغادر ولكنها اصطدم بجسد صغير اممسكه بسرعه قبل ان يختل توازنه ولم يكن سواها امسكت بجبهتها واخذت تدلكها برفق ثم طالعته بغضب من الفاعل لتجده هو، كروفر...

_ جيد انني رأيتكِ، لقد اردت ان اعتذر منكِ على ما حدث بمنزلي..
قالها كروفر بنبره هادئة ليجدها طالعته بغضب قبل ان تستدير لتبتعد عنه ولكنه اعترض طريقها مجدداً مردفاً بغضب من نفسه لانها لا تريد ان تسامحه على ما قاله..

_ ارجوكِ لا ترحلي، انتظري، انا لا اقصد ما فعلته وما قلته لكِ...

رفعت قبضتها قاصده وهي تمسك بتلك الملفات ليظهر بأصبعها خاتم الخطبة الخاص بها نظر لها بعدم فهم، كيف؟! متى؟! ولما؟! لقد ظن انها ترغبه !!

_ لما؟!
سألها بنبره مستفهمه وهو لا يدرك او يفهم ما الذي قعلته ولما فعلت هذا!!

_ سيد كروفر اتمنى ان تتركني وشأني، اسفك غير مقبول ولا اريد ان اتحدث معك مجدداً...

اومأ لها كروفر رغم الغضب الذي استعمر داخله ان يدمر وجهها وملامحها الرقيقه تلك، فهو غاضب منها ومن اسلوبها معه بالحديث لهذا ابتعد عنها واتجه نحو سيارته وقرر الا يقترب منها مجدداً فهذا يكفي حقاً...

اما هي فأستدارت تطالعه بنظرات حزينه حتى تساقطت العبرات من عيناها بحزن وتحركت بخطوات متثاقله لداخل مبنى المدرسه بينما هو دلف لسيارته وضرب مقود السيارة بغضب حتى كاد يكسره..

حرك مقود السياره ليتجه للقصر لينهي عمله قبل موعد خروج طفله من المدرسه...
كان طول الطريق غاضب للغايه يفكر بها وبلعنتها، تتصرف امامه بعهر تبتعد اسبوعاً عنه ليجدها تمت خطبتها...

تباً للنساء، قالها لنفسه عندما ركن سيارته بجراج القصر وهبط من السيارة واتجه للداخل...

بنفس الصباح..

استيقظت ديثاليا من نومها وجدت نفسها نائمه بغرفه طبيبها نهضت من فراشه واعتدلت بجلستها نظرت لقبضتها لتجدها ممسكه بقبضة طبيبها وهو نائم على المقعد بجانبها...

شعرت بحقارتها ان تستولى على فراش المسكين تاركه اياه ينام على مقعد مؤلم كهذا، سحبت قبضتها منه وضربت ركبته بخفة حتى توقظه ليفتح الاخر عيناه بفزع خوفاً من ان يكون قد اصابها شئ واطمئن عندما وجدها بخير وقد عادت تلك السفاحه مرة اخرى للظهور ونهضت من فراشه للتجه للخارج، هبطت الدرج متجهه لغرفتها لتجد ديالا بالغرفه تطالعها بأبتسامه باردة...

_ كنت ابحث عنكِ..
قالتها ديالا بنبرة باردة وابتسامه ساخرة..

_ لما هل انا عشقيتكِ لتبحثِ عني...؟!
سألتها ديثاليا بنبرة ساخرة وهي تمسك برداء المرحاض وتستعد للدخول للمرحاض لتتحمم...

_ لا فقط لتتناولى الافطار معنا تعلمين نحب التجمعات...
قالتها ديالا بنبرة ذات مغزى وقد فهمته ديثاليا لهذا اردفت بنبرة بارده..
 
_ ارحلي...

قالتها قبل ان تدلف للمرحاض اسفل نظرات ديالا الغاضبه منها، فهي لا تطيق تلك الفتاه ولا تطيق بقاءها هنا وسطهم...

اتجهت للخارج واغلقت الباب خلفها واتجهت للاسفل لتهتم بطفلتها و تتناول الطعام مع الجميع...

انتهت ديثاليا من استحمامها واتجهت لخارج المرحاض لتبدأ بتغيير ثيابها واتجهت لخارج غرفتها وهبطت الدرج لتتناول الطعام مع الجميع...

رأت فتاه جميله لم تراها من قبل كانت جالسه بينهم تبدو هادئة تتابع ما يحدث بصمت وتتناول طعامها بهدوء شديد، عيونها البنيه باردة طالعتها ديثاليا وهي جالسه ولكنه لم تهتم وؤكزت على تصرفات افعال كروفر الغاضبه، يبدو انه غاضب من شئ ما، وتصرفاته اوضحت هذا كثيراً...

حاول لاك ان يتحدث معه بهدوء ليعرف ما الذي اصابه ليجد الاخر يهدر به بغضب ان يتركه وشآنه فهو لا يريد التحدث مع احد.. قررت ان تستفسر ديثاليا عما يحدث معه بعد ان ينتهوا من تناول الطعام...

نهض كال بعد ان انتهوا من طعامهم واردف بنبرة هادئه..

_ الزعيم اليوم لديه اجتماع هام بروسيا علينا ان نحضر جميعاً... وخاصه انتِ ديثاليا
وجه لها على وجه الخصوص الحديث ليجدها رفعت رأسها وطالعته ببرود ثم ابتسمت ابتسامه بارده وهي ترى الزعيم من على سلم الدرج لتردف بنبرة ساخرة..

_ ظننت ان الاشباح تطير...
نعم تقصده لهذا ضحك الجميع على كلامها ولكن حاولوا كتمان ضحكاتهم حتى لا يزيل الزعيم اعناقهم ولكن ايلا الصغيره انفجرت ضحكاً على ابتسامه فرانسيسكو الذي حاول التحكم بضحكاته حتى لا يفتضح امرهم...

رغم ان السيد كان لديه العديد من الردود الجارحه لها ولكرامتها ولكنه قرر انه سيفعل شيئاً اخر ولكن ليس الان سيهينها بأحترام وسيجعلها تبكي دون ان يلمسها حتى..

تحرك الزعيم نحو سيارته الخاصه المصفحه والمضادة للرصاص واتجه كال خلفه بينما نهض الجميع ليتبعه... دلفت ديثاليا لسيارة كروفر ودلف تشارلز وفرانسيسكو لسيارتهما وبلاك ولاك دلف كل منهما لسيارته الخاصه...

بسيارة كروفر..

_ هل الامر متعلق بأمراة...؟!
سألته ديثاليا بنبرة مستفهمه مهتمه وهي تطالع الطريق بملل...

_ للاسف نعم، ولكن كيف عرفتِ؟!
اجابها كروفر ثم سألها بأستفهام..

_ دائماً النساء هم مصدر السعاده للرجل بيبي...
قالتها ديثاليا ثم نظرت له بأبتسامه ساخره ليبتسم كروفر على حديثها تلك المرأه مشكله والجلوس معها كارثه حقيقيه...

وصل الجميع للمطار الخاص به والذي لا يبعد كثيراً عن القصر... نعم مطار خاص به (بالشبح) هبط الجميع من سيارتهم ودلفوا للطائرة الضخمه، كانت ديثاليا تشعر بالانبهار، فهي قضت طفولتها اللعينه بسجن بين اربع حوائط لا تعرف ما هي شكل الطائرة من الداخل ولم تهتم لتعرف لان محاولات هروبها شغلت كل وقتها للاسف...

اتجهت لتجلس بأحد المقاعد ونظرت لها المضيفات بتقزز بسبب تشبهها بالرجال ولكنها لا تهتم فقط جلست مفرجه ساقيها كالرجال وجلس كروفر بجانبها بعد ان احضر النبيذ وكوبان لهما...

اما بلاك ولاك كانا يتابعان ما يحدث بأبتسامه ماكرة وظنا ان بينهما علاقه او شئ من هذا القبيل ولكنها زجرتهما بنظرات شرسه حاده جعلتهم ينظرون امامهم...

جلس تشارلز امامها ثم سحب كوب لنفسه ليبدأ كروفر بوضع القليل من الثلج بالاكواب الثلاث ثم وضع القليل من النبيذ بهم...

شربته ديثاليا التي شعرت بحرقه لاذعه بحنجرتها او ربما بالمرئ لا تدري ولكنها حرقه مقرفه وتقززت ملامح وجهها من طعمه ليبتسم تشارلز الذين تأكدا ان تلك الفتاه التي لا تجلس امامهما خامة بيضاء...

سحب تشارلز كوبه وابتلعه على مرة واحده مما جعل ديثاليا تنظر له بتعجب كيف يشربون هذا السم الحارق تباً لكم..

نهضت من جانبهم لتجد السيد جالساً وحده بالدرجه الاولى يرفض تقرب المضيفات منه وان كان بلا قصد حتى لهذا اتجهت نحوه وجلست امامه لتجد المضيفه تردف نحوها بتقزز بل وتآمرها ..

_ هذه الدرجه مخصصه للزعيم... عودي لمقعدكِ مع باقي رجاله...

نظرت للزعيم الذي لم يردف ببنت شفة وشعرت انها تتعرض للاهانه من الجميع هنا تشارلز، ديالا، ايرلا وحتى مضيفات هذا المسخ، والسيد نفسه... واتضح لها امراً ان لا احد يتقبلها كما هي سوى طبيبها الخاص...

وضعت ديثاليا قدماً فوق الاخرى بطريقه رجوليه ثم سحبت سيجاراً من جيب بنطالها واشعلته ببرود تام مردفه بأكثر نبرة بارده قاصدة ان تهينها ..

_ صدقيني لا اخذ اوامر من العاهرات...

_ انا عاهرة ايتها الساقـ..
قالتها المضيفه ليقاطعها السيد بطلقه بمنتصف رأسها دون تفكير ودون تردد...

نظرت له ديثاليا ببرود ثم نهضت لتتجه لمكانها مع باقي الرجال ولكن السيد امسكها من قبضتها لتجلس ولكنها ابعدت يده عنها عنوة واتجهت لمكانها بجانب كروفر...

كانت غاضبه للدرجه التي جعلتها لا تستطيع ان تقوله له شيئاً هي غاضبه منه ولكنها احبت الجلوس بدرجه الاغنياء والطبقه العليا ولكن ليس معه وحدهما...

جلست بجانب كروفر ليسألها تشارلز بنبره هادئة ..
_ هل انتِ بخير..؟!

اومأت له ثم اراحت رأسها على مقعدها لتنعم بقسط من الراحه الي ان يصلوا لروسيا...

__________________________________________________________

مضت الساعات كالدهر حتى وصلوا لاراضي روسيا... هبط الجميع بمطار موسكو وايقظ كروفر ديثاليا لتتبعهم وبالفعل اتجهت خلفهم، وكانت هناك سيارات مصفحه مجهزة ومعده من اجلهم ومن اجل الزعيم لتنقلهم لمكان الاجتماع...

وصل الجميع بعد وقت ليس بطويل الي هذا المبنى شاهق الارتفاع وعرفت ان هذا المكان هو مقر عمل احد رجال الاعمال المهمين بروسيا ولكنها لم تعرف بعد من هو..

هبط الجميع امام المبنى واتجهوا للداخل ودلف الجميع للمصعد كانت ديثاليا تقف بجانب الزعيم وجدته هادئ للغايه لدرجه انها ظنته نائم ربما ولكنها لم تهتم به وشردت نحو الامام حتى يصلوا للطابق المخصص للاجتماعات...

وصل المصعد لطابق الاجتماعات وخرج الرجال منه واتجهوا نحو الخارج حتى وصلوا لغرفه ذات باب زجاجي، مضاد للرصاص هو الاخر..

دلفوا للداخل حتى وقعت عيناها على مجموعه من الرجال المهمين جالسون على مقاعدهم وكل منه يقف خلفه عدد وفير من الرجال، رجالهم الذين يحمونهم...

_ مرحباً بك ديثاليا...
قالها رجل حاد الملامح ذو عينان داكنتان للغايه وشعر اسود ناعم وفك حاد ذو ذقن مهندمه...

لم تتعرف عليه ولكنها لم تهتم بما قاله ليضربها كروفر بكتفها بخاصته حتى ترد عليه لهذا اردفت بهدوء...

_ مرحباً بك سيدي...

ابتسم الرجل الذي لم تتعرف عليه لتجد كروفر يردف بهمس بآذنها بعد ان وقفوا خلف زعيمهم..
_ انه ادم، وحش لعين يسكن بداخل جمجمته ويتحكم به اغلب الوقت لهذا احذري العبث معه...

ابتسمت ببرود ثم اومأت بأهمال وظلت واقفه بجانب كروفر الي ان دلفت الدون ماتلدا كانت امرأة رغم انوثتها اتضح عليها الخطورة والقوة معاً ملامحها حاده مخيفه لمن يقترب منها ولكنها انثويه بطريقه مهلكه...

جلست ماتلدا على مقعدها الخاص مترئسه الطاوله ثم ألقت عدد من الملفات لرجالها لتردف بنبره غاضبه وملامح حاده...

_لقد سئمت الشرطه التي تلاحقنا من اجل شحنتي من المخدرات لا نستطيع ادخالهما اذن ما الذي سيفعلاه بأمر شحنات الاسلحه الخاصه بأدم اذ انهم يأمنون المكان بشكل مقزز..
قالتها ماتلدا بغضب وهي تهدر بهم غير عابئه بكونهم رجال وزعماء ايضاً بل اخطر زعماء المافيا في العالم..

نظرت للسيد ثم نظرت للمرأه التي تقف خلفه ببرود لتجد السيد يردف ..

_ دعي الامر لديثاليا.. ستنهي امرهم بالكامل...
قالها السيد بنبره هادئه يطالع غضبها ببرود تام ..

_ حسناً انا اثق بك ايها السيد ولكن استبعث لهم فرداً واحداً... اللعنه سيقتلوه..
قالتها ماتلدا بدهشه وظنته يسخر منها بما قاله لها..

_ انها امرأه ماتلدا.. ديثاليا امرأه... انها من اكفء رجالي.. ستتولى الامر...
قالها السيد بنبره غاضبه لظنها ان ديثاليا رجل..

_ اين هي..؟!
تسائلت بأستفهام تطالع رجاله... ورغم انها عرفت انه يقصدها من البدايه الا انها ادعت الجهل

_ تقدمي ديثاليا..
قالها السيد بنبره هادئه لتجد فتاه بعمر السابعه عشر او الثامنه عشر تتقدم منه.. ملامحها خطيره وكأنها خلقت لتقتل فقط تلك المرأه بها شئ خطأ... تبدو مرعبه حقاً

ابتسمت ماتلدا بسخريه..

_ استرسل لهم طفله ايها السيد..
قالتها ماتلدا بنبره ساخره وابتسامه امتلئت بالتهكم..

لم تشعر سوى برصاصه مرت بجانب رأسها لتخترق باب غرفه الاجتماعات الخاصه بها..
ولم تكن سوى ديثاليا تلك العاهره ذات العشرون عاماً والتي تجرءت عليها بكل برود...

_ اخطئتي التصويب صغيرتي هكذا يكون التصويب..
قالتها ماتلدا بنبره ساخره وهي تسحب سلاحها لتضرب طلقه منه لتخترق كتف ديثاليا التي كظمت غيظها وألمها وشعرت ماتلدها انها اسنانها مهشمه اياها من الغضب..

وضعت سلاحها بذلك الشريط المعقود حول فخذها... ولكن ديثاليا مع شعور الاهانه التي شعرت به بغرفه الاجتماعات قفزت لتهجم علي ماتلدا التي ابتسمت لها ببرود..

الجميع كان في حاله صدمه وكاد الجميع يرفع سلاحه نحو ديثاليا لتنهاهم بنظره قاتله بعدم الاقتراب منها...

ارادت ديثاليا الامساك بماتلدا لكن ماتلدا امسكتها من عنقها وضربتها بالطاوله المعدنيه لتترنح ديثاليا للخلف من قوه الضربه وشعرت ان احدهم سحق رأسها من شده الضربه... حاولت الهجوم مره اخرى لتمسكها ماتلدا ساحقه جمجمتها مع الحائط بقدمها ببرود لتشعل سيجارتها بينما ديثاليا كانت تحاول تحرير نفسها من تلك اللعينه التي تفوقها قوة وخبرة...

امسكتها ماتلدا بقوه من شعرها بقبضتها لتدفعها نحو الحائط ببرود لتسحق عنقها بذراعها وهي تشد شعرها نحوها بينما ذراعها يسحق عنقها مع الحائط لتصر الاخرى علي اسنانها من الغضب ما كل هذا الالم الذي تشعر به .. ولكن ألمها الاكبر ان السيد لم يتدخل لينهي هذا النزال بل كان جالساً يشاهد ما يحدث...

فسحبت ديثاليا سكين من ظهرها تريد ان تصيبها به حتى نجحت في تشويه ذراعها الذي يخنقها ولكن ماتلدا آبت ان تتركها رغم ألم ونزف ذراعها الا انها رفضت بشكل قاطع عازمه ان تكسر شوكه تلك الصغيره التي تجرأت عليها ولم يفعل احد هذا من قبل...

سحبتها اكثر من شعرها لتجد ديثاليا تصرخ بألم ولم تعد تتحمل تلك الاهانه وهذا الالم بوقت واحد ... ولم يفصل هذا النزال سوى سميث الذي اخرج سلاحه واطلق منه رصاصه بأتجاه سقف الغرفه لتنظر له ماتلدا بغضب بينما طالعها بتحدي ليتجه نحوهما يسحب ديثاليا من قبضتها وحقاً كانت شاكره له لانه انقذها من تلك العاهرة المجنونه ...

_ عودي لزعميك ديثاليا..
قالها سميث ببرود وهو يدخن سيجارته بينما عيناه مسلطه علي ماتلدا... انها وحش حقاً لم يصدق انه سيري وحش علي هيئه امرأه حقاً وها هو رأى وتحقق تخيله..

عادت ديثاليا لزعيمها بغضب من نفسها ومن ماتلدا تلك الغبيه الناريه ولو فقط لم تخنقها لكانت نحرت عنقها وانهت امرها في الحال ...

اقترب سميث يطالع الدون ببرود نافثاً دخان سيجارته في وجهها ثم اتجه مبتعداً عنها وكأنها نكرة وهذا حقاً اغضبها... ورغم هذا ابتسمت ديثاليا رغم ألم كتفها من تلك الاصابه...

اما ماتلدا لم تعلق على نظرات سميث نظرت لذراعها المشوه الذي امتلئ بالدماء بفخر فشعرت حقاً ان ديثاليا ستكون كافيه في مهمه كتلك ..

_ انها لعنه ايها السيد اعتقد انها ستفي بالغرض هي ورجال فينيس.. فأدم ورجاله سأحتاجهم في مهمه اخرى وكذلك سنتايغو..
قالتها ماتلدا وهي تعود لمقعدها الذي يترأس الطاولة تطالع سميث بنظرات بارده ولكنه لم يبادلها نظراتها..

_ اعلم انها لعنه...
قالها السيد بنبره هادئة قبل ان ينهض عن مقعده ويتجه للخارج...

الاجتماع لم ينتهي وها هو يخرج منه، ما الذي حدث حتى يذهب، ولكن ماتلدا فهمت انه غاضب بل غاضب جداً لانها ضربت احد رجاله بحضرته ولم تستأذن بقتال عادل او نزال رسمي حتى كقانون الولايات المتحدة الأمريكية... وهذا اغضبه..

خرج رجاله خلفه وخرجت ديثاليا اخر واحده برجاله وطالعت ماتلدا بنظرات قاتله وللحق ماتلدا لم تفهم ما تفكر به تلك المرأة الشرسه، ولكنها ستري ما يمكن ان تفعله، خرجت ديثاليا من قاعه الاجتماعات وعندما رأها السيد اتجه نحوها وامسكها من عنقها بغضب ليردف بنبرة غاضبه معنفاً اياها على تهورها...

_ لا تظنين انكِ نداً لماتلدا ديثاليا، ستقتلكِ دون ان يرف لها جفن وانا لست مستعداً لاقلب العالم ضدي من اجل فتاه نكرة مثلك

صمت قليلاً قبل ان يكمل بتهديد صريح وهو يجز على اسنانه بغضب...

_ ماتلدا خط احمر ديثاليا...
قالهت السيد وهو يبعد قبضته عنها ليتجه كل منهم للسيارة ليعودوا للمطار

كانت ديثاليا جالسة طوال وقتها مع تشارلز وكروفر وبلاك ولاك بينما فرانسيسكو والسيد كانا جالسان بالدرجه الاولى يتحدثان سوياً..

ربط كروفر قطعه من القماش على كتف ديثاليا ليمنعه من النزيف بينما ديثاليا لم تهتم سوى بتهديد السيد لها وحديثه معها بتلك الطريقه امام رجاله...

اغمضت عيناها قليلاً ونعست، وما ان استفاقت وجدت نفسها بغرفتها نائمه على وسادتها بفراشها وقد عالجها احدهم والذي يبدو انه كشف سرها ايضاً و وجدت نفسها ترتدي فستان بسيط بلون وردي فاتح..

نظرت بجانبها لتجد طبيبها الخاص جالساً بجانبها يطالعها بحزن يبدو انها تعاني، ومازالت تعاني من اثار الصدمات التي واجهتها...

لم تفهم ما الذي حدث معها حتى اردف جيراد بنبرة هادئة موضحاً لها ما حدث بالتدريج ...

_ ديثاليا، لقد اصيبتِ بكتفكِ بأصابه وبعدها اصبحت تهلوسين وتهذين بأشياء سيئة ولولا انني لحقتكِ لكان تم قتلكِ الان..

لم يحصل منها على ردة فعل لهذا اكمل بنبرة حزينه خائف عليها ..

_ ديثاليا عليكِ ان تتناولين دوائك وتنتظمين عليه لان نوبات اكتئابكِ ستسيطر عليكِ وتقودكِ للاسف للانتحار..

ظلت صامته على حالها وسحبت الدواء من على الكومود الخاص بها وتناولت حبه منه ثم اراحت جسدها على الفراش... وبدأت عيناها تزرف العبرات بقهر على حالتها التي فهمتها من طبيبها انها تتدهور... واصبحت حالتها السيئة اسوء... هلاووس وهذيان ونوبات اكتئاب واخيراً الانتحار..

نهض جيراد من جانبها وقبل رأسها بلطف وهو يردف...

_ اتمنى ان تكونِ بخير..
قالها بنبره هادئة ثم اتجه نحو الخارج، نهضت ديثاليا ما ان خرج جيراد من الغرفه واتجهت نحو المرآه لتجد قلادتها التي كانت ترتديها مختفيه من عنقها.. تحسست عنقها بغضب وبدأت تبحث عنها بكل مكان بالغرفه..

ولكنها تأكدت انها ليست بالغرفه بالتأكيد لم تسقط من عنقها اثناء نزالها مع ماتلدا لان لحين دلوفها لطائرة العوده كانت بعنقها... اين ذهبت اذن..؟!

وجدت ديالا تقف عند باب الحجرة وتطالعها بسخريه ثم سألتها بأستفهام حمل السخريه والشماته من حالتها ..

_ هل تبحثين عن شئ ايتها المريضه...؟!

وبسرعه البرق هجمت ديثاليا عليها وخنقتها من رقبتها بالحائط مردفه بنبرة غاضبه...

_ اعلم انكِ من اخذتيها، اين قلادتي ايتها السارقه اللعينه ...؟!

ابتسمت ديالا بأستفزاز لترفع يدها وكأنها تستسلم ثم اردفت ببرود تام..

_ لقد سلمتها لكال حتى يسلمها للزعيم لانها ملكاً لوالده، انتِ هنا السارقه وليس انا ديثاليا...

صفعتها بحقيقه مؤلمه، ماذا تعني تلك اللعينه الشمطاء، ما الذي تعنيه من الاساس بحديثها وما قصدها الذي تريد ان توصله لها من خلال حديثها ؟!

ابتعدت ديثاليا عنها وآمرتها بالخروج من الغرفه وما ان فعلت توجهت لترتدي ثيابتها واتجهت للخارج...

اما عند السيد...

كان يتفقد تلك القلادة بهدوء وشعر ان هناك شئ خاطئ، هو في الاساس لم يلاحظ ان هذه قلاده والده ذلك العاهر سبياستيان ولكن عندم دقق بها عرف انها له، كيف وقعت بيد ديثاليا، هل سرقتها مثلاً ولكن كال اكد له انها كانت ترتديها قبل دخولها للقصر اي اتت بها من السجن...

رفع رأسه نحو كال ثم اردف بهدوء...

_ حسناً اذهب انت كال وانا سأتحقق من الامر...

اتجه كال ليفتح الباب ليجد ديثاليا تسبقه ودلفت كالاعصار للداخل تطالع الجميع بغضب وخاصه السيد الذي يحتوي قلادتها... نظر كال لكلاهما بهدوء وكم اراد التدخل بينهما ولكن احدهما مريض نفسي والاخر قاتل متسلسل عاشق للدماء لن يكلف عناء نفسه ويتدخل بين مرضى سيكوباتيين..

_ اعد لي قلادتي...
آمرته ديقاليا وهي تمد يدها ظناً منها انه سيعطيها القلادة...

ليبتسم السيد بسخريه اسفل تلك القبعه التي لا تظهر ملامح وجهه ثم فتح احد الادراج ودفع تلك القلاده بداخلها واغلق الدرج...

ثم اشار لكال بالخروج بينما سحبت ديثاليا كال بأتجاهها وقامت بتثبيته وخنقه وكأنه رهينه ورفعت عليه سكينها مردفه بنبرة آمرة قاتله لا تحتمل النقاش..

_ اعد الي القلاده قبل ان اذبحه كالدجاج..

رفع السيد وجهه بأتجاهها وعرف انها غير متزنه بتلك الحاله، نفسيتها شبه مدمرة وتصرفاتها هوجاء فوضويه... لهذا نهض من مكانه بنفسه ونظر نحو قبضتها التي ترتعش بسبب ادويه الإكتئاب التي تتناولها وبسبب نفسيتها السيئة...

وعرف انها اصبحت تشكل خطراً على عائلته وعلى كروفر ان لا يحضر كريس هنا، ويبعد كل رجل امرأته عن تلك المجنونه... وبحركه خاطفه سحب كال ودفعه ليخرج من الغرفه واغلق الباب عليهما ورغم ما فعله السيد لم تتنازل عن ما تريد وظلت رافعه لسلاحها بوجهه ليبتسم ببرود مردفاً...

_ اولم اخبركِ من قبل انك خائنة... كوالدتكِ...

_ والدتي ليست خائنه ايها الداعر...
قالته ديثاليا وهي تهجم عليه والغريب انه لم يدافع عن نفسه ضد هجومها بل ظل صامتاً يتابعه افعالها...

وضعت خنجرها على رقبته مهدده اياه بأنها ستقتله ان لم يعطيها القلادة... اذا حقاً كانت تحتاج القلاده كانت ستذهب نحو درج مكتبه وتأخذ القلادة منها، هي لا تريد القلاده هي تريد شيئاً اخر، تريد ان تثبت له شيئاً لم يتبينه او يفهمه بعد ..

سحب منها الخنجر ودفعها بصدرها نحو الحائط ورغم تألمها وتألم كتفها الا ان تحاملت على هذا الالم وطالعته بغضب وسحبت زهريه كانت انيقه للغايه وتبدو عتيقه واتجهت نحوه لتكسرها عليه ولكنه تفاداها وقيدها ممسكاً اياها وكأنه محتضنها سحب الزهريه منها و وضعها بمكانها ثم امسكها بقوة حتى لا تجرح نفسها، فكان ظهرها مقابل صدره وعندما حاولت ان تتحرر من تقييده لها حاول ان يهدئها بحديثه بنبرة هادئة...

_ لن اوذيكِ ديثاليا، فقط اهدئي....

_ اتركني، ابتعد عني...
قالتها ديثاليا بنبره منزعجه بسبب تقييده لها لهذا احتضنها اكثر ودفن وجهه بعنقها بتلقائيه شديده حتى سقطت قبعته ارضاً...

ولم يتحكم في هذه الاجواء سوى الصمت، لم تكن خائفه بل كانت تحتاج لهذا الحضن من اي احد، كانت تفتقد للاهتمام، كانت تشتاق، كانت تفتقد لتلك المشاعر...

لهذا ظل محتضناً جسدها حتى هدئت كلياً، حرك انفه بلطف على طول عنقها ليجدها تبتلع بتوتر فعلم ان مشاعرها تتأثر وتتحرك بسهوله، لهذا سألها بنبرة لطيفه..

_ هل انتِ بخير؟!

اومأت له ليبعد يده عن خصرها وبعدها ابتعد عنها كليا و وقتها شعرت بفراغ كبير يحوي جسدها لهذا استدارت تطالعه لتجده يجلس على مقعده ويضع قبعته على رأسه بعد ان ألتقطها من على الارضيه...

ثم اردف بنبره هادئة..

_ سأعطيكِ اجازة من العمل حتى تصبحين بخير ديثاليا وسأخيركِ بين امرين ، اما ان تقضي اجازتكِ بغرفتكِ وديالا ستتكفل بطعامكِ او يمكنكِ ان تذهبي لروسيا للعمل مع ادم فهو ابلغني انه معجب بما فعلتيه مع ماتلدا ويرغب بتدريبكِ...

لا يريد ان يخبرها انه سيحبسها بغرفتها طيله تلك الاجازة التي لا يعرف لمتى ستستمر ولكنها اصبحت حقاً خطراً على الجميع وعائلته في غنى عن فقدان شخص اخر...

لكن للاسف ديثاليا فهمت انه يريد ان يبعدها عن عائلته وانه خائف على عائلته ورجاله منها، لهذا لن تظل محبوسه بغرفتها تطالع سقف الغرفه بعيون حزينه كالحمقى طوال اجازتها، وفضلت الاختيار الثاني كثيراً، لهذا اومأت له بهدوء وكأنها تتفهم مقصده الذي يعنيه وليس الذي يعنيه من تلميحاته الغير مباشره...

_ حسناً الاختيار الثاني سيكون افضل...

اومأ لها السيد بهدوء ليردف بنبرة هادئة..

_ سأبلغ ادم بقراركِ اتمنى لكِ اقامه سعيده بقصره... اتمنى ان تتحسني... لديهم تشاد طبيب نفسي لعين... سيكون كفء معكِ...

حديثه الجاد جعلها تبتسم بسخريه على حالها اهو حقاً يراها مريضه حتى هو يراها مريضه لعينه 💔

اومأت له بصمت ثم اتجهت نحو باب الغرفه لتجده ينادي عليها موقفاً اياها...

_ ديثاليا، اسف على ما فعلته بكِ عندما رأيتكِ بغرفتي... كان تصرف نذل وحقير.. اعتذر لكِ..

استدارت تنظر له ثم ابتسمت بسخريه وهي تومأ له بصمت ثم فتحت باب الحجرة وخرجت منها متجهه لغرفتها... امسكت حقيبتها لتلمم بها اغراضها ولكنها اكتشفت امراً هو ان هذه الملابس ليست ملكاً لها من الاساس لهذا تركتهم كما هم وقررت ان تسافر هكذا فارغه اليد...

خرجت من غرفتها واتجهت لغرفه طبيبها الذي ما ان رائها ابتسم لها وجدها تبادله الابتسامة ثم دفعته برفق ليجلس ثم جلست امامه وجدها تردف بنبره هادئه...

_ سأسافر في الغد لروسيا ويبدو ان اجازتي ستطول، واعتقد ان السيد سيتخلص منك لهذا يمكنك ان تسأل كال حتى ترحل من هنا...

_ لا اريد ان اترككِ الا يمكن ان تأخذيني معكِ ارجوكِ ديثاليا...
توسلها جيراد بنبرة حزينه، فهو لا يعرف هل هي تتذكره ام لا ولكن ما يعرفه انه مكلف بحمايتها والاعتناء بها...

_ لا يمكنني جيراد، انا اتبع الاوامر فقط...
قالتها ديثاليا بنبرة مقتضبه ثم نهضت وغادرت غرفته قبل ان يكمل توسلاته اللانهائيه...

__________________________________________________________

بعد ان خرج كال من الغرفه هبط الدرج حتى وصل لديالا التي وجدها تضحك مع طفلتها ورغم غضبه منها لانها سببت مشكله كبيره بين الزعيم و ديثاليا لم يكن عليها ان تأخذ تلك القلاده او تعطيها له ليعطيها للزعيم...

ولكن ما ان رائها تضحك مع طفلتها ابتسم واتجه نحوهما ليجدها ابتسمت له ثم اعطته ايلا ليلهو معها كالمعتاد بينما هي استدارت لتصنع لهم بعض الشطائر.. ظل يلهو مع ايلا وعيناه مرتكزة على ديالا التي تخطف قلبه كل يوم عن سابقه لهذا وقف خلفها مباشرة وهو حاملاً ايلا بين قبضتيه...

وعندما استدارت كادت تصطدم به ولكنه فداها وامسك بخصرها حتى لا تسقط وشعرت ديالا بالاحراج الشديد والتوتر واحمرت وجنتيها خجلاً من تقاربهما ولكن الاخر استغل الامر وما ان كاد يقبلها بكت ايلا لهذا افاقت ديالا واخذت صغيرتها من احضان كال وتوجهت بها لغرفتها لترضعها... بينما كال كان يندب حظه العسر في كل مرة يحاول التقرب منها ويفشل...

بخارج القصر..

حيث الحظيره كانت ايرلا تضع الطعام لحيوانات الحظيرة وتشارلز اللعين يتابعها بنظراته التي لم يستطع ان يزيحها عنها، كان مهووساً بتفاصيلها الدقيقه، كل شئ بها كان مثالياً بها يراها نوره وسط ظلامه وحياته السوداء، لا يصدق ان تلك الملاك لا تشعر به حتى الان...

لهذا اتجه نحوها لعله يستطيع الحديث معها وجلس على القليل من الاخشاب بجانب عش الدجاج لتستدير اليه بفزع وظنته ربما سارق او قاتل، ولكنها ابتسمت له عندما رأته واتجهت نحوه ثم جلست امامه على اخشاب مشابهة له..

_ اردت ان اجلس معكِ قليلاً ايرلا...
كان حديثه به نبرة استأذان وكأنه يخبرها انه يريد التعرف عليها ولكن بطريقه غير مباشرة...

اومأت له لتردف هي الاخرى بنبرة لطيفه ..

_ يمكنك تشارلي رغم انني اخافك احياناً الا انك تبدو طبيعياً الان...

وبدأ كل منهما يتعرف على الاخرى بصورة اكثراً تعمقاً وكانت ايرلا تشعر بالسعاده لان هناك من يهتم بها ويهتم بأمرها وهي لا تشعر بل وترك عمله من اجل ان يتعرف عليها وبدأ تفكيرها بكال يقل، بل اختفى واصبح تركيزها على تشارلز الذي رأته رغم بربريته الا انه لطيف معها وهذا ما تريده رجل لطيف يهواها وتهواه...

جلست معه اكثر من ساعتين يتحدثان ويتسامران وشاركهما بلاك وكاسي تلك الطبيبه ذات الزومرديتان الجميلتان لتتعرف على تلك العائله بشكل اعمق حتى انها شعرت انها جزءاً منهم، يضحكون ويتسامرون ويتحدثون دون حواجز وكأنهم عائله واحده...

وصل وقتها لاك الذي انضم اليهم والذي لم يحصل على فتاه احلامه بعد، يمكنكم قول انه لم يجدها ويظن انها لم تخلق بعد او ربما خلقت وماتت لانه لم يجد من تجذبه له وتجعله يفكر بها وتحتل عقله، كان جالساً معهم صامتاً يطالع احاديثهم بملل وشرود ووداخله الالاف الاحاديث التى يريد ان يخبرها لفتاه احلامه الخياليه التي لم يحصل عليها بعد ولكن هو للاسف لا يعرف لمن يتحدث وكان حاله بالعلاقات ليس افضل من ديثاليا 💔

كان يومأ لهم على احاديثهم العاطفيه وعقله ليس معهم، عقله اللعين يظهر له ما هو ليس حقيقي واصبح يتهيأ له انه حصل على فتاه احلام رائعه تبتسم له وتشاركه مشاكله بينما هي تشاركه احاديثها البسيطه، لقد تعقد من كونه وصل للثامنة والعشرون دون ان يحصل على حبيبه، يشعر بفراغ عاطفي لعين يحتل كيانه، هو بشر وليس صنم للاسف حتى يتحكم في مشاعره اللعينه لكل هذا الوقت... ولكنه سينتظر لعله يحصل على ما يرغبه، ربما قريباً !!

_________________________________________________________

لم تنم تلك الليله، بعد ان اخبرها بأن تأخذ اجازة لعينه وتقضيها بعيداً عن عائلته جعلها تشعر بالاختناق، هو لا يرغب وجودها هنا، لم يعد يريدها ان تعمل معه...

لا يريد ان يصبح السئ امام الجميع لهذا يظهرها بمظهر الخائنه، حسناً لقد اكتفت ربما تقبل بعرض ادم وتعمل لديه للابد وتنسى السيد والعمل وتنهي كل شئ بدأته بهذا المنزل، لم تعد تريد حقها اللعين، لم تعد ترغب بشئ سوى ان تنتهي من هذا الكابوس الذي يلاحقها بيقظتها واحلامها، والذي يتمثل بأحدهم ينحر عنقها...

اشرقت الشمس لتنظر ديثاليا للساعه المعلقه على الحائط لتجدها الثامنه والنصف صباحاً، احد رجال الزعيم ادم سيأتي لاخذها، لا تعلم من ولكنها تتمنى ان ان يكون شخص هادئ لانها لا تحب الاحاديث الكثيره...

لهذا نهضت تتحمم وتردي ثيابها كالمعتاد وهبطت للاسفل، وان جاء الحق هنا كانت باردة، بارده الي درجه انها لم تودع احد من اهل القصر وانتظرت الشخص القادم لاخذها شعرت بأحدهم يقف بجانبها ولم يكن سوى الزعيم الذي استغل نوم الجميع وهبط ليراها للمرة الاخيره قبل رحيلها...

طالعها بهدوء قبل ان يردف..

_ لن تودعينا اذن ...!!
تساءل بنبرة بدت متعجبه من صمتها وبرودها...

وجدها تطالع السوار الذي اهداها له من خلال كال حتى يعرف كل منهم الاخر ويعتبر اعتراف بأنها تنتمي لحمايه السيد ولرجاله...

خلعته من حول معصمها وألقته ارضاً بأهمال فعرف انها فهمت نواياه بأنه لن يعيدها للقصر مجدداً وانها ستعمل مع ادم للابد ولم يتوقع انها فكرت بهذه الطريقه، وانها تراه بهذا السوء، هو سيعيدها ولكن عندما تتحسن، يبدو انها لم تعد ترغب في العمل معه بعد الان...

وصلت فتاه جميله ولكن ملامحها انثويه خطيرة ويرافقها شاب طويل القامه وضخم البنيه يبدو مرعباً من ملامح وجهه الخطرة والمخيفه بآنٍ واحد ، لم تتعرف عليهما ولكن مدت الفتاه يدها لها لتسلم عليها مردفه بأبتسامه ودوده..

_ اسمي جانيت وهذا اميل.. انه شقيق الزعيم ادم...

سلمت ديثاليا عليهما وابتسمت لهما بأقتضاب ثم توجهت معهما للخارج دون ان تودع زعيمها وهذا ما تعجبت منه جانيت واثار استغرابها امر السوار المنزوع من معصمها... نعم الجميع يعلم ان السيد يهدى هذا السوار لجميع رجاله لما لم ترتديه ديثاليا...

ولكنهم لم يتدخلا فيما لا يعنيهما وتوجهوا معها للخارج ومنها لسيارتهما حتى يقودوها للمطار الخاص بالسيد وتقلهم الطائرة لروسيا، وتعجب اميل انها لم تحضر ملابس او ثياب معها ويبدو ان ديثاليا تعاني كثيراً بقصر السيد...

كانت صامته طوال الطريق لا يعرفان ما الذي يحدث معها ولكنهم ظنوا انها تحب الصمت او ربما هي شخصيه هادئة، لا يعرفان ما بها للاسف... وظلت على حالها حتى ركبت الطائرة و وجدوها اخذت محلها على احدى المقاعد وتكورت على حالها لتنام.. وهذا ازاد من تعجبهما من تلك الشخصيه الغريبه، لقد رأوها عندما هجمت على ماتلدا لم تكن نفس الصامته الهادئة التي تنام كالجنين امامهما...

اما عند السيد...

وقف يتابع رحيلها بعينان مثلت ببراعه البرود رغم الحزن الدفين الذي يسكنهما لان احد رجاله سيتركه وسيرحل، وليس اي رجل بل من بحث عنها لسنوات، ليس بعد ان وجدها سيبعدها عنه بأرادته الكامله ولكن كل هذا فقط حتى يراها تتحسن 💔

ورغم شعور العجز الذي يشعر به حيالها وانه غير قادر على مساعدتها الا ان فراقها صعب عليه للغايه، صعب الي درجه انه انحنى يلتقط سوارها ليحتفظ به لحين عودتها سالمه معافاة...

ثم اتجه للداخل وصعد الدرج واتجه نحو غرفتها وشعر بالخواء ما ان رائها فارغة خاويه بارده دلف للداخل ليجد ملابسها التي امر ديالا ان تحضرها لها كما هي لم تأخذها معها وهذا احزننه اكثر لانها لا ترغب هكذا بالعوده، وكأنها هجرته... 💔

تحسس ملابسها بعد ان نزع قفازه وحمل ثيابين منهما تأكد من انها ارتدتهم سابقاً بسبب ان رائحتها العبقه عالقة بهما واخذهما معه متجهاً بهما لغرفته... يبدو انه سيعاني، سيعاني كثيراً بسبب رحيلها...

وضع ملابسها الخاصه على فراشه ثم توجه ليخلع ملابسه ونظمهم كالمعتاد ثم توجه ليتحمم، وعقله يفكر بها، بها هي فقط دوناً عن جميع النساء، ديثاليا احتلت تفكير الشبح الاسود...

اغمض عينه وهو جالس بالمغطس وعقله اللعين وهو يتذكر اول مرة رائها، وعندما تحرش بها بغرفته كان الوضع غريب ولكنه كان ممتع الي درجه انه رغب ان يصل الامر لعلاقه كامله بينهما، ان تخضع له ولطقوسه الخاصه، ان تراه على حقيقته وليس كما يدعي الحرس اللعناء بأنه شاذ...

واخيراً تذكر عندما احتضنها حتى يهدئها كم تمنى ان يحتضنها اكثر لو كان فقط عرف انها ليس لديها اي نيه في العوده لكان اغتصبها حتى يتهتك رحمها....

نهض من المغطس ليتحمم وكلما اغمض عينه لم يرى سوى ملامح وجهها الخطيرة والتي للاسف اعجبته، كانت بالنسبه له مثاليه، تخلص من حمامه اللعين وتوجه للخارج ليرتدي ثيابه حتى ينعم بقليل من الراحه قبل ان يكتشف احد انه كان جالساً يراقب ديثاليا لثمانِ ساعات لعينه حتى رحلت مع جانيت واميل...

سحب فستانها البسيط لاحضانه ونام وهو يتشمم رائحتها به لعل هذا يصبره على فراقها حتى تعود.. 💔

__________________________________________________________

وصلوا لمطار موسكو اخيراً ليتجه اميل ليوقظ ديثاليا ولكنه للاسف وجد اثار بكاء على وجنتيها لهذا مسح لها عبراتها بلطف قبل ان يوقظها وما ان نهضت طالعته بهدوء ثم ابتسمت له بخفه واعتدلت بجلستها وبعدها توجه الجميع ليهبط من الطائره واتجه ثلاثتهم لسياره سوداء خاصه كانت جاهزة لتقلهم للقصر...

وصلوا للقصر ليهبط الجميع من السياره وكان ادم يقف امام باب القصر في انتظارها ابتسم لها بلطف ما ان رائها لتبادله الابتسامه ومد يده ليصافحها وبالفعل صافحته ليمسك بقبضتها وقبلها بنبل لتبتسم له ديثاليا بمجامله ثم اتجه معها للداخل... واستقبلتها عائلته بترحيب يلقون عليها التحيه بأبتسامه لطيفه ودودة وبدأت تتعرف على كل فرد من عائلته الغريبه من نوعها، عائله بينهم ترابط وثيق ليس كعائله السيد المفككة تقريباً لا يوجد بها احد يطيق الاخر وكل منهم يعيش بمعزل عن الاخر...

_ ستجهز لكِ اميليا غرفه خاصه بكِ، اريدكِ ن ترتاحين من عناء السفر وسنتحدث بعد تناول العشاء عن ما اريدكِ به، انا واثق انك ستستمتعين كثيراً هنا...
قالها ادم بنبره هادئة وهو يطالع ملامح وجهها الشاردة التي اومأت له بصمت ثم توجهت مع اميليا لتخبرها عن غرفتها...

دلفت للداخل وانبهرت ببراعه تصميم الغرفه لم تكن كغرفتها بقصر السيد بل كانت رائعه، بل اكثر من رائعه، تلفاز وفراش وثير ضخم يكفي لاربع رجال ضخام البنيه مطلي باللون الاسود اللامع، ومكتب صغير وحمام خاص بالغرفه وحافظه طعام صغيره وغرفه مرافقه خاصه بالملابس ونافذتين كبيرتين وستائر سوداء شفافه بالاضافه لطلاء الغرفه الرمادي الذي اعطاها رونقاً خاص...

في الحقيقه هذه الغرفه تزيل الاكتئاب وحدها، ابتسمت وهي تتجه نحو المرحاض لتتحمم وخلعت ملابسها واتجهت للداخل وتباً لما رأته بالداخل، انه ليس حماماً انها غرفه مجهزة، تباً لما لا توجد تلك الاشياء لدى قصر الزعيم، مغطس كبير نسبياً وحوض يكفي لجلوس طفلين، كابينه استحمام كبيرة تسع لشخصين، ومرآه ذات اطار اسود كبيره معلقه على الحائط بالاضافه لسخان كبير لتبريد وتسخين المياه...

أملئت حوض الاستحمام بالمياه ونظرت لادوات الاستحمام وحقاً لم تفهم اللغه الروسيه التي كتبت بها على العبوة، هل هو شامبو ام جل استحمام حتى رأت ورقه بجانب الادوات ومحدد بها كل شئ لهذا افرغت كميه كافيه بالمياه بحوض الاسحمام ثم جلست بالمياه وازالت رابطه شعرها وسحبت الشامبو من جانبها واضعه كميه بداخل كف يدها ودلكت بها فروة رأسها بالكامل حتى نهايه شعرها الذي يصل لبعد فخذيها ثم نهضت لتتحمم بكابينه الاستحمام وبعد انتهائها اتجهت لترتدي رداء الاستحمام وخرجت لترى شئ مناسب لها لترتديه...

فزعت ديثاليا من وجود اميليا بالغرفه فهي ظنت انها خرجت من الغرفه فحمحمت اميليا بأحراج ما ان رأت كتله انوثه متنقله خرجت من المرحاض ونهضت وهي منكسه رأسها حتى لا تحرجها واردفت بنبرة هادئه..

_ لقد امر الزعيم بملئ خزانات الملابس بالثياب التي تناسبكِ اتمنى ان يعجبوكِ سيده ديثاليا...

_ لست سيده ناديني ديثاليا فقط اميلي..
قالتها ديثاليا بأبتسامة لطيفه لتومأ لها اميليا بمثلها قبل ان تتجه نحو الخارج... اما هي كانت لا تشعر بالتأقلم بأنها يمكنها ان ترتدي تلك الملابس برفقه اشخاص لا تعرفهم، لم تعتاد عليهم واتجهت نحو الداخل لترى الملابس التى احضرها لها الزعيم كانت معظمها سوداء، تباً هل جمع ادم معلومات عنها هو ايضاً، انها تعشق الاسود، نظرت للملابس البيتيه التي لم تستطع عدهم من كثرتهم وامسكت بفستان بسيط ذو لون ابيض وحماله صدر كانت خجله من حجمها حقاً تباً كيف عرف بشأن اخفائها لجسدها..

من هذا الرجل حقاً وكيف عرف كل تلك الاشياء عنها تشعر انها كالكتاب المفتوح امامه ارتدت حماله صدرها وامسكت بالسروال الداخلي الذي كان رفيع للغايه من الدانتيل الشفاف والملائم للون حماله الصدر احمرت وجنتها بخجل تباً هل سترتدي تلك الاشياء اللعينه...

وبالفعل ارتدتهم وارتدت فستانها البسيط واتجهت لتنعم بقليل من الراحه...

_________________________________________________________

صباح نفس اليوم كان الزعيم جالساً على طاوله الافطار محتمعاً برجال ونساء قصره...

_ لقد رحلت ديثاليا...
قالها الزعيم وهو يبلغهم بما حدث بالليله الماضيه بنبرة هادئة..

نظر رجاله بصدمه لبعضهم البعض... واكثرهم حزناُ على رحيلها كان كروفر الذي اعتبرها شقيقته كانت تخفف عنه حمله الشاق وامر صغيره...

_ لقد سافرت لروسيا عند الزعيم ادم ستكون احد رجاله...
اكمل السيد حديثه بنبرة هادئه وهو ينظر نحو صحنه الفارغ بملل.

وهنا اعترض بلاك على ما فعله زعيمه بتنازله عن ديثاليا رغم انه رغب بتهريبها من السجن بنفسه في البدايه ولكن كلف رجاله بتلك المهمه..

_ لما زعيم؟! لقد اخبرتنا انك لا تتنازل عن رجالكِ...
قالها بلاك بنبرة معترضه وملامح وجه مقتضبه غاضبه على حديث زعيمه ونبرته الهادئة وكأن شيئاً لم يحدث..

_ لانها مريضه تشكل خطراً على الجميع وهددت كال بالامس انها ستقتله ان لم اسلمها القلاده التي كانت برقبتها والتي في الاساس كانت تنتمي لوالدي ولا اعرف كيف وصلت لقبضتها..
قالها الزعيم بنبره غاضبه على اعتراض بلاك الذي يدافع عنها بحرقه وغضب...

كان كروفر جالساً بصمت هو وتشارلز ولاك وفرانسيسكو الذي طالع شقيقه بغضب ولكنه ظل صامتاً، ليسألهم الزعيم بعد صمت دام لدقائق عندما لم يستمع لحديث جانبي من اي منهم..

_ هل هناك اي اعتراض...؟!

_ لا لا يوجد زعيم...
قالها رجاله بنبرة هادئه في نفس واحد لينهض الزعيم من مكانه واتجه نحو غرفه مكتبه ولحقه كال..

نهض الجميع بعد الانتهاء من طعام الافطار واتجه كل منهم لينهي عمله...

اتجه كروفر لمدرسه صغيره ليأخذه منها و وجده جالساً على احدى المقاعد بجانب المدرسه في انتظاره وركض نحو والده ما ان رأه... احتضنه كروفر وظل يتابع خروج المعلمين من المدرسه حتى رأى ايزابيلا الجميله كانت تقف مع سام وتبتسم اليه بأقضاب وتكلف وكأنها مجبرة على تقبله والزواج منه ولكنه لم يلاحظ كل هذا، هو لاحظ انها تعش حياتها دون اهتمام بأنها جعلت احدهم يفكر بها طيلة الوقت...

ولا يعرف كيف يخرج امرها من رأسه يفكر بها تقريباً اكثر مما ينام ويعمل، لا يعرف ولكن شئ لعين يجذبه لها، اراد ان يتحدث لها ولكنه وجدها طالعته بأهمال واعادت نظرها نحو سام وبعدها ركبت معه السياره الخاصه به اما كروفر وكريس كانا يطالعونها بحزن، الجميع يبتعد عنه، ديثاليا رحلت، وحتى الفتاه التي يفكر بها خُطبت لرجل اخر، لم يتبقَ سوى صغيره...
لهذا انحنى ليحمله قطعه النوتيلا خاصته ودلف به لسيارته وقادها عائداً للمنزل...

واثناء قيادته شعر بشعور سئ سيحدث، او ربما يحدث بالفعل وخرجت دراجتين ناريتين من جانبي السيارة من الاتجاهين كلاهما مسلطان سلاحهما علي صغيره كريس لهذا رفع كريس ذراعه ليفدي صغيره واخذ الرصاصه مكانه وانزل صغيره واضعاً اياه اسفل الاريكه الخلفيه بسرعه وشهر سلاحيه بأتجاه الجانبين ليتخلص من هولاء القتلة الذي لا يعرف من هم وللاسف تعرضت سيارته للكثير من الرصاص الذي اخترق باب السيارة ودلف للداخل ولكنه تخلص منهم بأعجوبه، كان الصغير يبكي بخوف واضعاً يده على ملابسه التي تلطخت بالدماء ورفع ملابسه ليجد انه اصيب في بطنه عندما ابعده والده عنه واعاده للخلف، بثق الصغير الدماء من فمه مردفاً بنبرة خائفه..

_ ابي...
استدار كروفر لصغيره الذي صدم ان صغيره تعرض للاصابه وجن جنونه حرفياً ان يفقده واسرع في قيادته متجهاً نحو المشفى وظل يضغط له كروفر على جرحه حتى وصلوا للمشفى وهبط بسرعه حاملاً صغيره واخذوه منه الممرضات بالاستقبال لينقذوا حياته...

ورافقته طبيبه حتى تعالج جرحه... كان صامتاً خائفاً بل مرتعب على فقدان صغيره لا يمكن ان يفقده، لا يمكن ان يفقد فلذة كبده، سيموت ان حدث له شيئاً...

وظل جالساً بعد ان ربطت له الممرضه الشاش الطبي على جرحه بعد تنظيفه وتطهيره منتظراً ان يخرج الطبيب ويبلغه بحاله صغيره...

بقصر ادم..

استيقظت ديثاليا بفزع وهي تضع يده على قلبها تشعر ان احداً من عائله الزعيم تعرض للخطر، قلبها يخبرها ان هناك احداً تعرض للاصابه ولكنها حاولت ان تلهي عقلها عن هذا الامر وتستمتع بآجازتها هنا...

نهضت ترتدي تيشرت اسود بأكمام طويله ولكن اظهر جزءاً لا بأس به من بطنها وارتدت بنطال اسود مناسب لها ثم هبطت للاسفل وهي عاكصه شعرها الطويل على هيئة ذيل حصان...

اتجهت نحوهم لتتناول معهم طعام العشاء
وكان الزعيم هادئ على غير ما رأته بالصباح يطالع كل منهم بهدوء وينظر لكأسه ثم يشرد بعيداً ولكنها لم تهتم ان تسأل ولم ترغب ان تتدخل فيما لا يعنيها وبدأت في تناول الطعام عندما اشار لهم بهذا...

انتهت من الطعام مع قيام الجميع من على الطاوله واتجهت خلف ادم الذي خرج ليجلس بالحديقه وظل صامتاً وجدته يعبث بقلاده مشابهه لخاصته تفتح من المنتصف وتحتوى على صورتين مقابلتين لبعضهما...

كانت الصورة تنتمي لفتاه جميلة ذات عسليتان صافيتان وشعر بني وابتسامتها اكثر من رائعه، شفاه ورديه ممتلئة وملامح انثويه صارخه..

_ حبيبتك اليس كذلك؟!
سألته ديثاليا بنبرة هادئة ليومأ لها وعرفت انه يعاني بغيابها كثيراً...

_ اين هي...؟!
سألته بنبره مستفهمه وهي تضيق ما بين حاجبيها ظناً انها هجرته او ربما ماتت مثلاً..

_ انها ضحيه لكوسكا كلاوني وابنته كارولين... تبعاً لمنظمه create
قالها ادم بنبره هادئة حملت الحزن والعجز بداخلها... وفهمت ان ريما هي ضحيه التعذيب والتجارب علي البشر... وارادت ان تثبت كفائتها له رغم علمها ان ما ستفعله هو جنون محض ولكنها ستخاطر ان كان هذا سيجعله سعيداً ويضع امل انها مازالت حيه وبخير...

_ لقد قلت انكِ ستحدثني بأمر العمل ...
قالتها ديثاليا بنبره هادئه حتى تغير مجرى الموضوع، لطالما كانت ذكيه في امر تغيير الاجواء والاحاديث...

ابتسم لها ادم ثم اردف وهو ينهض..

_ اتبعيني اذن...

وبالفعل نهضت من مكانها لتتبعه هي بصمت حتى وصل لقبو القصر واضاء احدى الاضواء واتجه معها لحلبه القتال...

نظرت له ديثاليا لتردف بملل وهي تعرف ما ينوي ان يفعله ادم بها..

_ تمزح معي...

حرك ادم رأسه بالنفي وحرك يده لها بمعنى تعالِ وما ان فعلت طلب منها الاستداره ثم اردف بنبره هادئة وهو ينزع رابطه شعره ليصمم لها جديله ...

_ تعلمي وانتِ تقاتلي ان تظلي انثى كما انتِ، لا تحاولي ان تخبئي جسدكِ من احد، افتخري بكونكِ انثى مقاتله وقويه...

_ انا فقط اخاف ان يراني احد لقمه سائغه سيدي...
قالتها ديثاليا بنبره قلقه رغم اقتناعها بحديثه...

_ كوني انثي ولكن انثى خطيره ديث... انا اثق بكِ وارى فيكِ القوة والشجاعه وهذا ما كنت اريد ان ادربكِ عليه... ان تكوني انثى ولكن انثى خطيره ديث...
قالها ادم وهو ينهي جديلة شعرها الطويل ثم اتجه ليبدل ثيابه بأخرى خاصه بالقتال ليبدأ تدريبها...

بقصر السيد

وتحديداً بعد ان تجاوزت الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل..

استغل جيراد ان الجميع قد نام في القصر، وتأكد ان فرانسيسكو سيقضي ليلته في الخارج وديثاليا ليست هنا لهذا هبط الدرج سريعاً واتجه لغرفه فرانسيسكو بحث عن ما يريده واضعاً اياها في كيس صغير ثم اتجه لغرفه ديثاليا وفعل بها المثل وابتسم وهو يتجه لغرفته وشعر بالفخر لانه انجز ما نوى ان يقوم به ليتأكد من شكوكه ...

****                       

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Devil's baby girl (+21)

Demon's Nun (+18)

in the fist of Lucifer (+18)