وحش بشري ||Human Beast
الفصل الثالث والعشرون..
صباح نفس اليوم 9:00 am
شعر بحركة خفيفه على فخذه ولكنه لم يعرف مصدرها وانتفض بخوف يطالع من يتلمسه ولم تكن سوى فتاه لم يتبين ملامح وجهها في بادئ الامر ولكنه اكتشف انها رونا، حبيبته السابقه التي اصبحت اجمل مما سبق، لا يعرف كيف ترك كتلة الجمال القابعه امامه وفكر في الزواج من عاهرة كـ كارولين التي تتشبه بالعاهرات فقط لا يوجد لها شبيهاً وهذا افضل من إحضار نسخه اكثر عهراً من كارولين، نسخه مشوهة ومريضه، عاهرة وقاتله لا تعرف الرحمه تعامل البشر وكأنها قاتلة متسلسله يعجبها رؤيه الاخرين يتألمون..
كانت تطالعه بعيون باردة وكأنها لا تعرفه.. نظر نحو بندقتيها بتعجب من صمتها وبرودها وكأنها مجرده من المشاعر، ولاحظ هذا الطوق الحديدي حول عنقها وكأنها كلب، او ربما عبدة..
لم يفهم لما هذا الطوق موضوع حول رقبتها ولكن ما فهمه ان ادم لم يرحمها ولم يهتم بما ستعانيه جراء افعاله الاجراميه...
_ هل تتذكرين من انا...؟!
سألها روك بنبرة استفهامية مستفسرة وهو يطالع ملامح وجهها الهادئ بصحبخه بندقتيها المتفحصه له ..
نظرت له داخل سودايتاه ولكن لم تستطع تذكر شئ للاسف، لا شئ فقط فراغ يسكن رأسها يكفيها انها تأكل وتشرب ومازالت حيه... عقلها اللعين لم يعبأ حتى بتذكر الجالس امامها او حتى التفكير به...
حركت عيناها بعيداً عنه واعادتها لفخذه المصاب وتعجبت ان جرحه قد شفي، اعادت نظرها لوجهه بصدمه ثم هبت واقفه بخوف، ظنت انه مصاص دماء كهذا الوحش الذي هجم عليها من قبل والذي يعتبر هو رب عملها الان...
ابتسم لها روك ابتسامه لطيفه ثم اردف بتلقائية محاولاً طمئنتها قدر الامكان ..
_ لا تخافين رونا، هذه طبيعه جسدي، لست مصاص دماء.. كما ان مكان الجرح مازال يؤلمني...
اهو يعرفها ويعرف اسمها ايضاً، كيف؟! وهذه اول مرة تراه بها؟! ايمكن انه كان هناك تواصل فيما بينهما منذ مده مثلاً وهي لا تتذكر..؟! كل ما تعرفه ان هذه المرة الأولى التي رأته، ربما لا يتذكر
اوقفت عقلها عن التفكير عندما شعرت بتخدير قوي بأطرافها ولم يكن سوى هذا الطوق الذي يحيط عنقها، والذي يبث نوع من الكهرباء يسبب نوع طفيف من الشلل ويزداد كلما زاد العقل في استخدام القدرات العقلية بصورة عامة..
لهذا هذا الطوق يمنعها من التذكر والتفكير فهي في غنى عن الالم الذي يسببه لها هذا الطوق... امسك روك اناملها المخدرة من الالم وحاول ان يساعدها لتقليل هذا الالم ولكنه فشل للاسف..
وهذا لانها دفعت يده بعيداً عنها وطالعته بغضب وألقت بتلك الادوات الطبيه بوجهه بطريقه حادة لم يتفهم سببها وحاولت ان تبتعد عنه ولكنه نهض خلفها واراد ان يمسكها ولكنها كادت ان تصرخ به بالابتعاد عنها ولكن ادم كان يقف امام باب الغرفة وطالع ما يحدث بهدوء...
_ لن تتذكرك..
قالها ادم بنبرة بارده وهو يدلف لداخل الغرفة... واضعاً كلتا يداه بجيب بنطاله بغرور وثقه وابتسامه شامته ارتسمت على فمه...
استدار نحوه روك بملامح وجه غاضبه
وصرخ به بحده بعد ما قاله له ادم..
_ ماذا تقصد انها لن تتذكرني؟! ماذا فعلت بها؟!
سأله روك بنبرة استفهاميه حادة لا يصدق، بل يكاد ينكر ما يدور في رأسه، ولا يستطيع ان يعترف بالامر لنفسه... هل يمكن انه جعلها كريما، اجرى عليها تلك العمليه اللعينه وها هي النتيجه النهائيه..
_ ما يدور في عقلك صحيح روك، لقد جعلتها تعاني كما فعلتوا بريما... هي الان بلا ذاكرة، وبلا ذكريات، بلا ماضِ، هي شخص بلا هدف، تعيش كالموتى...
قالها ادم بنبرة باردة يطالع ملامحه المصدومة بتشفي وانتصار داخلى انعكس على ملامح وجهه بأبتسامة باردة مستفزة..
_ لم نتفق على هذا ادم...
قالها روك بنبره غاضبه وملامح وجه امتزجت بالحدة..
_ وانا لم اتفق معك على جعل ريما كالدميه ايضاً...
قالها ادم بنبرة اكثر بروداً وهو يضع كلتا يديه بداخل جيب بنطاله...
_ امامك ساعتين للتفكير، اما ان توافق على ما سأطلبه منك او سأسلمك رونا وشقيقتك قطع لحم طازج يمكنك تجهيزه كشواء لك..
اكمل ادم حديثه بنبرة مهددة قبل ان يتحرك نحو الخارج تاركاً الاخر يندب حظه وجبينه على الموافقه للعمل معاهرة كـ كارولين والتي اوصلته لتلك اللعنة الان..
نظر روك نحو رونا التي كانت تتابع الموقف بصمت لا تستطيع حتى البكاء، اي مشاعر تخرج منها يتسبب لها هذا الطوق في الالم، حتى التفكير ومحاولة التذكر، لهذا كانت صامتة..
_ قولي شيئاً عليكِ اللعنة، كيف تتركيه يفعل بكِ هذا ..!!!
صرخ بها روك بغضب هادراً بها غير عابئاً بأمكانيه خوفها منه وعواقب مثل هذه المشاعر عليها ولكنه تفاجأ من صمتها الغير مفهوم بالنسبة له...
وسارت مبتعدة عنه حتى خرجت من الغرفة دون ابداء اي ردة فعل... وجدت رونا ريما تقف بجانب باب الغرفة تطالعها بلا مشاعر..
_ عودي للعمل لقد اوشك عملكِ على الانتهاء هنا، قريباً سأحادث ادم لتعودي لحياتكِ..
قالتها ريما بنبرة هادئه وابتسامة صغير قبل ان تلتفت وتغادر بينما رونا كانت تقف كالصنم تطالعها بلا مشاعر، تعلم انها السبب فيما حدث لريما سابقاً من حديث ادم امامها وتعلم ان هذه الفتاة كانت حبيبته منذ كانا معاً بالمنظمة...
غادرت ريما متجهه لغرفتها بينما رونا هبطت الدرج متجهه للمطبخ حيث الطابق الارضي، طالعت رونا اميليا ببرود ورغم هذا ابتسمت لها اميليا بود وهي تناولها كوب عصيرها المفضل، ولكن رونا امسكته وسكبته بالحوض، مجرد مشاعر السعادة تؤلمها، وهي في غنى عن الالم في هذا الوقت تحديداً...
نظرت لها ليلى بقلة حيله على تصرفاتها و كم رغبت في مساعدتها ولكنها للاسف تعلم عواقب من سيساعدها... وكل هذا بأوامر من ادم.. جلست معهم حتى تقوم بباقي عملها كخادمة...
بغرفة المكتب...
كان ادم جالس على مقعده خلف مكتبه يتحدث عبر الهاتف مستنداً بكلا ذراعيه على سطح المكتب.. عيناه شاردة بالفراغ يرد على المتحدث بكلمتين او اقل..
استمع لطرقات على باب مكتبه ليسمح للطارق بالدخول ثم أغلق الهاتف في وجه من كان يحادثه، ولم تكن سوى جانيت، جلست على احد المقاعد امام زعيمها ثم اطرقت برأسها ارضاً لتردف بنبرة مصممه على ما طلبته سابقاً ..
_ اريد العودة لموطني زعيم...
_ لقد طلبتي هذا الامر من قبل ورفضته، هل يمكنني ان افهم ما الذي حدث لكل هذا التصميم على الرحيل واذا كان اميل يمكنني طرده ولكن لا يمكنني ان اجعلكِ ترحيل انتِ من اكفأ رجالي جانيت، ولا يمكنني ان اتخلى عن احد رجالي وخصوصاً مع حمل ريما...
قالها ادم بنبرة غاضبه من تصميمها على امر عودتها ورحيلها وترك العمل لديه..
رفعت جانيت وجهها نحو ادم بصدمه، اهي اخر من يعلم بشأن حمل زوجته، ولم يرد بذهنها سوى سؤالاً واحد، كيف اقنعته ريما بوجود الطفل..؟!
_ لم اعد ارغب بوجودي هنا بقرب اميل، الامر ليس مجرد مضايقة او شعور بالنفور، انما الامر تعدى العداوة بيننا سيدي، ولم اعد ارغب في رؤيته...
قالتها جانيت بنبرة هادئة رغم هذا الحقد والغيظ الذي اشتعل داخلها من هذا اللعين...
وحاولت طرد تفكيرها بشأن ريما وحملها بعيداً عن رأسها قليلاً، ونظرت نحو ادم الذي طالعها بنظرات ذات مغزى ثم اردف بنبرة هادئة وهو يريح جسده على هذا المقعد الذي لم يظهر منه شيئاً..
_ اتعلمين جانيت لقد كنت مكانكِ يوماً ما، بنفس حالتكِ انكر حبي لتلك الصغيرة القابعه بالغرفة تلك المرأه التي لم اشعر بكوني رجلاً الا من اجلها ومن اجل حمايتها، تلك التي حولت حقدي وكراهيتي للنساء الي اشد انواع الكره سواها، لم استطع تخطيها، كنت في حالة يرثى لها عندما اراها.. هي كل شئ، كنت اعذبها، اصفعها، دمرتها اكثر من مرة ورغم هذا احبتني بكل عيوبي، واصلحتني بطريقتها الانثويه الخاصة..
قال ادم حديثه بأبتسامه حالمة وهو يتذكر قطعة النوتيلا الجالسة بالغرفة، و لم تكن سوى ريما تلك القطة الشقية صاحبه العيون العسلية...
_ اعلم انني وريما ليس انتِ واميل ولكن اميل يشبهني كثيراً، حاولي فهمه جيداً ستكسبيه للابد، اتعلمين شيئاً لم اكن ذلك الاخ الجيد سواء له او لسوليفان ولكن يكفيني انني احمي كلاهما وافديهما بدمي ان تطلب الامر...، تفهمي ما حدث قبل اصدار الاحكام جانيت..
اكمل ادم حديثه ورغم انها مقتنعه بأفكارها ولكن حديثه مقنع كثيراً ربما هي مخطئة وكان يقصد شئ اخر غير ما فهمته او ربما لم تفهم الحديث بمعناه الصحيح والنتيجة هي انفصالهما...
ولكن ان كانت مخطئة في احكامها عليه لما لم يحاول ان يدافع عن نفسه، لما لم يحاول منذ شهر ونصف ان يراضيها ويبرر لها ما فعله، الا تستحق؟! الا يراها من الاساس حتى يعاملها وكأنها لا شئ؟! هذا الصراع القائم بداخلها جاعلاً عقلها المسكين يتعطل عن العمل..
_ سأحاول زعيم شكرا لوقتك..
قالتها جانيت بأبتسامة صغيرة قبل ان تنهض لتغادر حجرة المكتب..
اومأ لها ادم بهدوء وسمح لها بالمغادرة اسفل نظراته نحوها وهو يفكر بما فعله اميل وحديثه الساذج مع مادنس بشأنها ولو كان مكانها لقتله ولكن في النهايه هو يريد ان يعودا وليس ان يفترقا...
اراح جسده على المقعد واغمض عيناه بتعب يفكر في صغيرته، لا يعرف متى سينتهي كل هذا ويعودا لحياتهم الطبيعيه.. ومقتطفات وذكريات من حياتهم سابقاً وذكرى لها ولابتسامتها وشعيراتها المقصوصة كالفتيان عندما كانت بالمنظمة والقليل من الذكريات الخادعة، التي اوهمته كم كانا بخير..
استمع لطرقات على باب الحجرة تبعه دخول سوليفان التي اصبحت بشهرها الخامس وباقي القليل على ولادتها دلفت للداخل ببطنها المنتفخة قليلاً اثر حملها وابتسامه صغيرة مرتسمه على شفتيها، يعلم ادم من دخولها انها تحتاج لشئ لا تستطيع ان تطلبه من تشاد والا قتلها خنقاً لهذا لجأت له بما انه شقيقها على كل حال..
بادلها ادم الابتسامه بأخرى رسميه غير مرتاحه مما هو مقبل عليه، وشعر لوهله انها هنا من اجل شئ لطفلها ولكنه طرد افكاره ليستمع لما لديها..
_ ادم كنت اريد ان اطلب منك طلباُ صغيراً، اريد ان اذهب انا وريما واميليا للتسوق..
قالتها سولا بنبره هادئه مترجيه تحاول ان تستعطفه قليلاً لعله يوافق..
نظر لها ادم بملل، أهذا هو طلبها تباً للنساء ولافكارهم الحمقاء، تباً لكِ سوليفان عقله اللعين ظل يطرح افكار لعينه بشأنها هي وزوجها وطفلهما الغبي وتأتي هي وتدمر ما وضعه برأسه بشأنها...
تباً ماذا قالت تريد ان تذهب مع ريما للتسوق، لولا ان لا احد يعلم بوجود ديريك لقام وفتك بها هي جُنت شقيقته ام ان الحمل اثر على رأسها السخيف.. اي تسوق وتلك الحرب تقام بالخارج من اجل الحصول على ريما هل هي بوعيها حتى تطلب مثل هذا الطلب..
_ هل جننتِ سوليفان.. العالم يحترق بالخارج للحصول على ريما وانتِ ترغبين بالتسوق معها، هل انتِ واعيه لما تطلبينه..؟!
صرخ بها ادم بغضب هادراً بها غير عابئاً بخوفها الذي اتضح على معالم وجهها من اسلوبه وغضبه وملامح وجهه التي اصبحت اسوء مما توقعت..
لهذا نهضت سريعاً وخرجت من الغرفه واتجهت لحجرتها بحزن، هو محق وهي تعلم ولكن كان يمكنه ان يخبرها بأسلوب لائق عن هذا وليس بهذه الطريقه المقرفة التي تعامل بها معها...
________________________________________________________
انتهت من عملها في المساء بوقت متأخر قليلاً ودلفت للبنايه الخاصة بها ضربت على زر المصعد الازرق وانتظرت حتى يصل اليها...
شعرت بحركة خفيفة خلفها استدارت لترى من الذي يراقبها او يتتبعها ولكنها لم تجد احد، ضربت زر المصعد مرة اخرى ولكن بلا فائده وفجأة انقطع التيار الكهربي...
بحثت عن هاتفها وحاولت تشغيله بهرجله نتيجه خوفها ولكنه وقع منها وانفصلت اجزائه عن بعضها... وكل ما فكرت به ان احدهم سيقتلها او يختطفها ويغتصبها، ليس هناك حلاً اخر..
تركت الهاتف على الارض وركضت على السلم تصعده بخوف حتى تصل لشقتها... غافلة عن هذا الغريب الذي يتبعها كالصقر...
بخطوات ثابته ورزينه بلا حاجه للاضاءة فهو يرى كل شئ بوضوح...
وصلت لشقتها وكادت تغلق الباب ولكن منعتها تلك القدم التي وُضعت كحائل لمنع اغلاقه ودفع باب المنزل بقبضته لتقع مريم ارضاً تصرخ بفزع من هذا الغريب الذي اقتحم شقتها ويخيفها، لا تعرف من هذا وماذا يريد..؟! كل ما تعرفه انها تحتاج دانيال الان ليساعدها...
ابتسم هذا الغريب في الظلام وهو يقترب من مريم الواقعه ارضاً حاولت التقهقر للخلف بعيداً عنه ولكنه امسك بها من حجابها وشدها من حتى انخلع الحجاب عن رأسها، ظلت تصرخ بفزع وتحاول ان تشد حجابها منه لتغطي رأسها، تسبه وتلعنه ولكنه لم يهتم بما تقوله...
قاومته بكل ما لديها من قوة، ضربته بقبضتها بساقه وخدشته في قبضته بأظافرها ولكنه ايضاً لم يهتم، فقط احكم امساك شعرها حول قبضته، وصفعها على وجهها بغضب ثم انحنى امام وجهها ليردف بلكنة اسبانية بارده..
" لم اتوقع ان حبيبته اكثر عهراً من شقيقته.."
لم تفهم ما قاله، ولم تهتم لتعرف من الاساس ولكنها شعرت بالخطر وخصوصاً انها لم تسمع صوت شقيقها وهذا يعني انه بين ايديهم...
وفجأة سمعت طلقه ناريه قويه كادت تصم اذنها لم تعرف مصدرها من ظلام الرؤية ولكنه تجمدت بأرضها عندما وجدت هذا العاهر يخر صريعاً امامها وسقطت رأسه على صدرها لتبعده عنها بسرعه ونهضت مبتعده عن جثته..
سحب هذا المجهول حجابها من يد هذا العاهر الكافر واتجه به نحوها ومد يده نحوها به لتمسك به بخوف وعلمت انه دين صديق دانيال، امازال يحرسهم ...!!
_ اسف على التأخير..
قالها دين بتعب واتضح من صوته انه عانى الكثير من رجال المنظمة لينقذ جوليا ومحمد...
لم يكن ليتركهم يسقطوا رهائن في يد هولاء ولو على جثته، وضعت مريم حجابها على شعرها ونظرت نحو دين ثم اتجهت لرفع جهاز الكهرباء... عادت الانارة للمنزل، وللعمارة بأكملها...
واتجهت تنظر نحو دين الذى وجدت وجهه مشوه بالكامل وجسده ايضاً..
_ يا الله، من الذي فعل بك هذا سيد دين؟!
سألته بخوف من ملامح وجهه المدمى وظنت انه تعرض للطحن من قبل شاحنة..
_ لا تقلقي انا بخير وشقيقكِ وجوليا ايضاً، كما انها ليست دمائي..
قالها دين بنبرة هادئه وابتعد عن مكان تواجدها يبحث عن وجود احد اخر بداخل المنزل، بحث بجميع الغرف حتى تأكد من امانها ثم خرج ليجدها جالسه تنظر لجثه هذا اللعين بحيرة، ولم تفهم لما حاول هذا الرجول الهجوم عليها ومحاولها خطفها..
_ انهم لا يسعون خلفكِ، انهم يسعون خلف فتاه تدعى ريما، ولكن حتى يحصلوا عليها يريدون المساومة، خطف شخص مقابل شخص فأذا اعدناها اعادوكِ...
قالها دين بنبرة مفسرة من ملامح وجهها المتسأله ليجدها رفعت عيناها نحوه ثم اردفت بنبرة باكيه من شده الخوف اذا تكرر الامر مرة اخرى..
_ ولما لا تعيدوها..؟! لما على ان اعيش بهذا الخوف من اجل شخص لا اعرفه ولا يعرفني وليس هناك صله تربط بيننا..
_ للاسف هناك صله بينكم... انتِ حبيبه دانيال الذي يعمل لدى الزعيم ادم المتزوج من تلك الفتاة التي يبحثون عنها.. هل عرفتِ الصلة الان..؟!
قالها دين بتلقائية وهو يتابع توترها وخوفها وعيناها الزائغه حتى طالعته بنظرات خائفة وهي تردف..
_ هكذا نحن لسنا في امان..
وضحت مريم حديثها و وجهة نظرها بشأن ما يحدث معهما..
_ اعلم..
قالها هذا الصوت الرجولي الذي تعرفه جيداً ولم يكن سوى دانيال الذي دلف من باب المنزل المفتوح على مصرعيه...
_ اتعلم شيئاً انا لم اعد ارغب في رؤيتك انت وكل من يحيطون بك سيد دانيال، كنت سأموت بسببك انت وسيدك الاخرق، انا لا يهمني حياتك اللعينة التي تعاني بها وحدك او مع اصدقائك، لست مستعدة ان اعيش وحياتي على المحك مع رجل لا يشعر بالامان مع الاخرين... لست هذا الشخص سيد دانيال... اعيدوا لي شقيقي وارحل من هنا انت وصديقك.. ويكفي الي هنا...
قالتها مريم بنبرة غاضبه وملامح وجه امتزجت بين الحده والغضب غير عابئة بحديثها الجارح له ولصديقه دين...
نظر لها دانيال بملل وطالع طول قامتها القصيرة وعقله يخبره ان يضعها بالحقيبة الخلفيه بالسيارة بعد ان يقيدها، أهذا جزاء ان صديقه انقذها، تباً لها..
اتجه دانيال نحوها بملل وهو يطالع ملامح وجهها الغاضبه بصحبه حاجبها المرفوع..
_ اين شقيقي دانيال...؟!
سألته مريم بنبرة غاضبه وهي تطالع ملامح وجهه المستفزة..
_ انه بقصر الزعيم...
قالها دانيال بملل وهو يطالع ملامح وجهها المنصدمه وكادت تهجم عليه لتضربه ولكن امسك ذراعها و ثبته خلف ظهرها معيقاً حركتها ثم اردف بنبره بارده اخافتها مكنون كلماته التهديديه الصريحة ..
_ وانتِ ايضاً ستذهبين للعيش بقصر الزعيم، ستدلفين لغرفتكِ اللعينة وتجمعين اغراضكِ انتِ وشقيقكِ وسنذهب.. هيا تحركِ قبل ان ألقي بجثتكِ بجانب هذا الداعر...
ترك ذراعها لتضطر للتحرك وتنفيذ كلماته، دلفت لغرفتها وجمعت اغراضها هي وشقيقها في حقيبتين كبيرتين واتجهت بهما للخارج... ساحبه اياهم خلفها... نهض كلاهما ليأخذ كل منهم حقيبه واتجها للخارج ومنها للاسفل...
ركب ثلاثتهم السيارة وسط تأففها وضيقها ولكن للاسف هي الان مضطرة للتأقلم على الوضع الجديد، وللاسف شعرت بالكراهية تجاه ريما من قبل رؤيتها، لانها شعرت انها السبب فيما يحدث لها هي وشقيقها..
_________________________________________________________
كان محمد جالساً بجانب جوليا على هذه الاريكة الوثيرة يطالع الاثاث المزخرف والمنقوش بعنايه، الساحر للانظار ولكن تلك التكلفه الباهظة جعلته يشعر بالضيق لانه غير معتاد على كل هذا الثراء الفاحش...
شعر بعدم الارتياح في جلسته واراد ان يرى مريم شقيقته... ولم يكن لديه سوى ان يردف بلكنه عربيه لاقت به وبطفولته ...
" وينك مريم؟!"
طالعته جوليا بعدم فهم لتلك اللغة التي تحدث بها ولكنه لم تعير الامر اهميه... وقتها هبطت ريما الدرج بخطوات ثابته ورأت هذا الطفل الاصهب من على بعد وظنت في البداية انه فتاه ولكن اتضح لها انه صبي تقريباً بعمر السبع سنوات او اقل... ملامحه عربية او ربما ينتمي للجنس العربي، ذو شعر اصهب قصير وعيون خضراء داكنة والقليل من النمش بصحبه بشرته البيضاء..
كان للاسف وسيماً للغايه اقتربت ريما منه ثم سلمت على جوليا واعتذرت لها على ما حدث لهما بسببها.. ثم جلست امام الصغير ومدت يدها لتسلم عليه ولكن الصغير رفض ان يسلم عليها وطالعها ببرود جعل ريما تشعر بالاحراج وشعرت لوهله انها تجلس امام ادم وهو صغير، نفس بروده الثلجي...
_ هل انت جائع؟!
سألته ريما بنبرة هادئة بصحبه ابتسامه بسيطة ليطالعها محمد بغضب منها فهو عرف ان كل ما حدث لدين ولهما بسببها...
_ لعنه الله عليكِ..
قالها محمد بلكنته العربيه بنبرة غاضبه منها فهو للاسف طفل لا يفهم سوى ان الجالسه امامه كانت المتسببه فيما حدث لهم...
وللاسف سمعه ادم الذي اتجه نحوه واردف بغضب جام وهو يطالعه بنظرات حارقه لانه لعن امرأته...
_ لعنة الرب عليك انت، لا تلعن امرأتي مرة اخرى ايها الداعر الصغير اسمعتني؟!
قالها ادم بلكنه عربيه ونبرة حاده يطالع محمد بغضب ونظرات حادة قاتلة...
نهضت ريما وابعدت ادم عن الصغير لانها شعرت انه سيهجم عليه ويفتك به ولكن ريما حالت بينهما حتى لا يؤذي الصغير...
وهنا وصلت مريم ودانيال ودين الي القصر وركضت مريم نحو الداخل لترى شقيقها ورأت هذا الجسد الرجولي الضخم الذي يحجب عنها رؤية كل شئ امامها، اتجهت نحو هذا الجسد حتى اتضحت لها الرؤية، شقيقها جالس بجانب جوليا يطالع هذا الجسد الغاضب بلا مبالاة، وجسد انثوي يقف في المنتصف يحيل بين شقيقها وهذا الرجل ضخم البنية...
اتجهت نحو شقيقها وجلست بجانبه تحتضنه بقوة وتتأكد من سلامته... بينما عين الصغير على ادم الغاضب الذي يتحدث مع زوجته...
حملته مريم واجلسته على ساقها تتفحصه بعنايه وتتأكد من سلامته، احتضنته لصدرها ولكن الصغير كان يطالع ادم ببرود وسودايتان ادم مازالتا مسلطتان على الصغير بغضب منه...
اتجه ادم نحو دانيال يطالعه بغضب ثم اردف بغضب قاصداً بحديثه مريم ومحمد..
_ هل اصبح قصري فندوقاً سيد دانيال وانا لا اعرف ..؟!
سأله ادم بنبرة غاضبه..
_ لا اعتقد ان حياة الابرياء لعبة بسبب امرأتك زعيم، واعتقد ان كلانا يعلم ان وجودها خطر علينا وعلى عائلتنا، ومريم ومحمد سيصبحان من عائلتنا واعتقد انني حادثتك بهذا الامر من قبل...
قالها دانيال بنبرة بارده يطالع غضب زعيمه بلامبالاه فهو المخطئ منذ البداية لانه وافق على الزواج من ريما وابقائها هنا..
_ اذا كنت عاهرة لا تستطيع حمايتهم فلا تفتح قصري لكل من لا ملجأ له سوى هنا...
قالها ادم بنبرة حاده يطالع ملامح دانيال التي بدأ حديثه يستفزه، وظهرت امارات الضيق على ملامحه..
_ امرأتك المتسببه في كل هذا زعيم، انا لست نداً لكارولين لحمايه فتاتي وشقيقها منها وانت ايضاً زعيماً لست نداً لكارولين وحدك... فلتعيد ريما لتلك العاهرة ولتنتهي تلك الحرب...
قالها دانيال بغضب من حديث زعيمه، هو في الحقيقه لا يقصد اي اهانه لريما ولكن للاسف فعلاً كل هذا التهديد والاذى الذي يتعرض له الجميع كان بسببها، تشاد، والتهديد الذي تعرضت له العائله بأرسال رأس والدها لهم، ولمادونا وجوليا ومحمد ومريم واخيراً دين...
الجميع يتأذى بوجودها حقاً... وهذا يؤذي ريما اكثر لانها ترى من تحبهم يتعرضون للاذى في سبيل حمايتها وبسببها...
رفع ادم سلاحه بوجه دانيال وهو يردف بنبرة حاده وصوت جهوري غاضب...
_ انها امرأتي وحامل بطفلي ولن اسمح لاحد ان يؤذيهما...
صمت تام وصدمه حادة نالت من الجميع.. لا يصدق احد ما قاله ادم، بالاضافه لبكاء ريما من حديث دانيال عنها، اصبح الجميع يكرهها بسبب ما يحدث لهم بسبب وجودها وحمايتها...
_ انا اسف زعيم لم اقصد ما قولته سيده ريما..
انحنى دانيال امام ادم وريما وهو يقدم اعتذاره لهما على ما قاله اثناء غضبه...
اما ريما فاحتضنت ظهر ادم ومازالت تبكي تتمسك به وكأنه ملجأها ومأواها الوحيد وظهرت الشفقة على وجه مريم ومحمد اتجاهها... يبدو انها عانت كثيراً حتى تبكي من حديث دانيال هكذا...
اخفض ادم سلاحه واعاده الي خصره وتمسك بيد امرأته بقبضته وشدد عليها مؤكداً لها انه سيفديها بدمه ان تطلب الامر ذلك ليحميها هي وطفله...
_ جهز لهما غرفة في الجناح الغربي..
قالها ادم بنبرة باردة وهو يسحب ريما خلفه من يدها متجهاً بها لغرفته...
هي متعبة وتحتاج للراحه عليه ان يعاقبها اولاً على بكائها امام الجميع مرة اخرى ثم يجعلها ترتاح.. لن يصفعها ربما مشاجرة سريعه لن تضر...
طلب دانيال من اميليا ورونا ان يجهزا غرفة في الجناح الغربي من اجل مريم وشقيقها ثم اتجه هو للخارج، هذه المرة الاولى التي يشعر فيها بالندم، لم يكن عليه ان يعامل زعيمه هكذا او يحادثه بتلك النبرة، لم يكن عليه ان يظهر بتلك الصورة المقرفة، لا ينكر انه تعب مما يعانيه هو وشقيقته وغيرهم بسبب ريما، ولكنه يحب ريما كثيراً ويخاف عليها كجوليا تماماً ودائماً تذكره بحبيبه فؤاده...
لطيفه مثلها ومرحه، هادئة وانثويه، عليه ان يعتذر لها مجدداً، فهو لم يقصد ما قاله في العموم، اتجه ليجلس بجانب ويليام الذي تبدل حاله بعد رحيل كادي وهروبها اكثر من شهر لا يعرف عنها شيئاً والادهى من هذا انها لم تحاول العودة لقصر العاهرات او الاحتماء لدى سنتايغو، والاكثر خوفاً هو انها لا يعرف اين ذهبت ؟! وماذا تفعل ؟! وهل هي بخير ام لا ؟!
_ هل انت بخير ويليام..؟!
سأله دانيال بنبرة مستفهمه وحاجبان معقودان بأستفسار من صمته وشروده فهو غير معتاد عليه بهذه الهيئة...
_ لا اعرف عنها شيئاً داني، لم تحاول ان تطمئنني عنها على الاقل، لقد رحلت هي وطفلي...
قالها ويليام بنبرة حزينه وهو يضع يده على رأسه من اثر هذا الصداع الذي داهمه..
_ ربما ارادت ابعاد طفلها عن المافيا وكارولين، انظر لها من هذا الجانب الايجابي..
قالها دانيال بنبرة هادئة ربما يعطيه سبب كافِ حتى لا يشعر بهذا التشاؤم الذي يحيطه اثر افكاره السوداويه عنها..
_ وربما تعثر عليها كارولين وتقتلها...
قالها ويليام بنبرة اكثر حزناً واتضح التألم بنبرته الرجوليه..
صمت ملياً ثم اردف من جديد بنبرة هادئة دلت على قلة حيلته وحزنه من تصرف كادي ..
_ لن اسامحها على رحيلها كهذا... لن اسامحها انها تركتني ورحلت وانا في امس الحاجه لها..
ربت دانيال على ساق ويليام يحاول تخفيف ألمه الذي يشعر به ويساعده على تجاوز هذا الامر ولو قليلاً حتى جاء مادنس من خلفهما وجلس بجانبهما ليتحدث ثلاثتهم بآمور العمل تاركين حياتهم الشخصية بعيداً عن النطاق..
__________________________________________________________
بوقت الغداء...
اجتمع الجميع على طاولة الطعام عدا ريما وادم الذين تأخرا كثيراً، زفرت مريم بتأفف وضيق فهي جائعة وليست مستعده للانتظار الي يأتيا رب وربة هذا القصر ويشرفهما بطلتهما الرائعة..
رأت هذا المدعو ادم حاملاً امرأته كالعروس لتنظر له بملامح ساخرة، ما كل هذا الدلائل، سترتكب ذنوب بعدد شعر رأسها وحاجبيها مما تراه امامها من تصرفات تستدعى السخرية والتنمر..
أليس لديهما مصد لما لا يستخدمانه بدلاً من هذا العرض المسرحي الرائع، وجدته جلس مترأساً الطاولة وسحب زوجته لتجلس على ساقه، يا ألهي، بداخلها كميات هائلة من الاحاديث الساخرة بشأن ما يحدث امامها ولكنها فضلت الصمت، نظر لها محمد بسخريه على ما يرونه سوياً، وبدأ لهما انهما ليسوا على دين من الاساس، ربما كفار او ملحدون او من الهندوس ربما.. كادت تنفجر ضحكاً على افكارها ولكنها كتمت ضحكتها بصعوبه حتى لاحظ الجميع صوت رقيق خرج منها وتوجهت الانظار نحوها...
ولم يكن على ادم سوى انه فهم على ما تضحك ليردف بنبرة بارده قاتلة رامياً بحديثه القاسي في وجهها..
_ لا اعتقد ان شخص بعقليتكِ تلك سيتفهم ما يراه، سوى ان عقول الحيوانات لا تفهم من الاساس، ديني اخبركِ ان هذا هو الحمل الثاني لامرأتي فالاول مات برحمها لهذا انا خائف عليها وعلى طفلنا، اما بالنسبه للديانه فأنا ملحد وهي مسيحيه ولا اعتقد ان هذا امر يخصكِ ايتها المسلمة وليس معنى انني استضفتكِ بقصري ان تسخري منا فأنتِ لم تعاشرينا بعد فالافضل ان تلتزمِ بحدود دينكِ ولا تكونِ فضوليه حمقاء...
رفعت مريم رأسها نحوه وهو يتحدث لها، كيف عرف ما تفكر به اللعنة هل فكرت بصوت عالِ ام ماذا ؟!، وان حق القول هي لم تهتم بما قاله ظلت تتابع حديثه بملل وهي تعبث بصحن طعامها وهذا اغضب ادم كثيراً، فهو لديه عقدة من التجاهل..
لم يرغب ادم ان يدمر تلك الجلسه ويقتل هذا الصغيرة البرتقاليه الباردة ونظر لامرأته التي كانت تطالع مريم بنظرات غير مفهومة ولكن مريم بادلتها النظرات ببرود ولا مبالاة...
تناولت ريما القليل من صحن طعامها الصحي بأوامر من ادم بالطبع ثم اراحت رأسها على صدر ادم لتنعم بقليل من الراحة، جسدها يؤلمها بطريقة غير طبيعيه وكأن شاحنة دعستها...
احتضنها ادم لصدره وربت على رأسها بلطف حتى نعست واغمضت عيناها ونامت على صدره بين احضانه، لهذا حملها كالعروس ونهض بها متجهاً لغرفتهما مرة اخرى..
رفع دانيال نظره نحوها بنظرات غاضبه وحارقه مردفاً..
_ لا تتمادي معه مريم لن يتهاون في قتلكِ..
قالها دانيال بنبرة غاضبه وهو ينهض من مقعده متجهاً للخارج...
لم تعبأ بما قاله وطالعته بملل ثم اعادت انظارها لطبقها مرة اخرى... ونظرت لشقيقها الذي قلب عيناه بملل هو الاخر ثم نهض من مقعده و اتجه نحو غرفته هو وشقيقته بالجناح الغربي...
هبط وقتها روك امامهم على الدرج لينهض رجال ادم اجمع حاملين اسلحتهم ووجهوهم نحوه ليبتسم روك بسخريه وهو يتحرك بخطوات شبه عرجاء ثم اتجه نحوهم وبدأ اميل في تعمير سلاحه وكاد يطلق عليه حقاً ولكن رونا انقذته بحديثها..
_ السيد ادم امر بعد ايذائه، هو بصفكم..
قالتها رونا بملامح باردة وهي تتجه نحوهم وقد انتهت من ترتيب السفرة ووضعت عليها الطعام..
طالع دانيال المدعو روك بنظرات شرسه فهو اكثر شخص يعرفه ويعرف ما فعله بأدم وريما، لهذا كان الاكثر تأهباً بينهم لقتله ولكن روك فقط ابتسم نحوهم بسخريه واتجه ليجلس بينهم على احد المقاعد ببرود تام وكأنه احد اعضاء القصر...
وكأنه لم يفعل شيئاً سابقاً بهم.. جلس على المقعد وبدأ في تناول طعامه ببرود ولم يعير احد اهتماماً وكان دانيال في اوج حالات غضبه منه، لانه لا يتهاون في امر متعلق بزعيمه، هذا اللعين الذي كان يجبر الممرضين بصعق ادم اسفل ضغط منه والا قُتل، تباً له يجلس معهم وكأنه لم يفعل شيئاً، فاجر وعاهر حقاً...
_ كيف لك ان تكون عاهراً وفاجراً هكذا؟!
سأله دين بأستفهام مضيقاً ما بين حاجبيه وهو يتناول طعامه..
_ زعيمكم ابقاني حياً لمصلحته ليس حباً في ولا ولاءاً له...
قالها روك بنبرة بارده وهو يمسك بقطعه الخبز بين قبضته ويتناول الاخرى بفمه...
نظرت له جانيت ببرود ثم اردفت بنبرة ماكرة حملت بطيأتها معاني كثيرة ..
_ لدينا خائن من منظمة create
_ لا تتحدثين انتِ جانيت لقد تسللتِ للمنظمة عدة مرات لجمع معلومات عنا وعن ريما ولكن للاسف الشديد معلومات ريما تم تشفيرها من قبل كارولين...
قالها روك بنبره بارده يطالع ابتسامتها المستفزة التي ازدادت اتساعاً..
_من الممكن الا يكون الخائن واحد
قالها تشاد بنبرة ذات مغزى وهو يطالع رونا بأبتسامة ساخرة ...
حسناً لا احد يستطيع استفزاز الاخر كتشاد وبالفعل نهض روك بغضب وحاول الهجوم عليه ولكن دانيال ومادنس امسكوا به جيداً حتى لا يفعل بصديقهم شيئاً متهوراً..
واردف روك بنبره حاده غاضبه..
_ لا تتحدث عنها عليك اللعنه انها اشرف منك ايها العاهر، رونا ليست خائنه ولن تكون..
ابتسم تشاد بأستفزاز وهو يطال رونا ووقف خلفه وامسكها من كتفها واسند رأسه على احد جانبي كتفيها مردفاً بنبرة ثعبانيه ماكرة..
_ اخبريه رونا كيف اخبرتي ادم بشأن ما فعلوه بريما وفضحتي المنظمة.. هيا بيبي اخبريه..
وهنا وصل روك لاعلى حالات غضبه وكاد يهجم علي تشاد الذي لا يتوقف عن استفزازه بالحديث عن رونا بطريقه سيئة، ولكن صوت ادم اخرس الجميع وهو يردف بنبرة مهددة يطالع كلاهما ببرود ..
_ اخرسا والا قتلتكما...
_ انه يستفزني ادم... يفعل ما يبرع فيه هذا المختل المريض...
قالها روك بنبره غاضبه صارخاً بغضب من اسلوبه وحديثه ولم يكن على ادم سوى اخراسه..
_ لا يوجد مريض هنا سواك روك لا تنس ما كنت تفعله بي وبأمرأتي، وما كنت تحرض ريما على فعله بي... انت ملعون ولكن لا بأس ببعض المرح...
قالها ادم بنبره بارده وهو يضع يديه في جيب بنطاله بملل..
ابتعد روك عن دانيال ومادنس ونظر نحو ادم بغضب وهو يردف بنبره جاده..
_ سأرحل الان، اتفاقنا قائم ادم...
همهم ادم له بالموافقه واتجه نحو مكتبه تاركاً الجميع خلفه، بينما رحل روك عائداً للمنظمة حيث كارولين حتى لا تشك من غيابه المتكرر به، لا يريدها ان تعرف بشأن ما حدث له ومعه بعد مواجهته لادم...
فكر وهو بالطريق ان يأخذ اجازة قصيره حتى لا يرى كارولين في هذا الوقت تحديداً وخاصة وهو يعيد ترتيب افكاره بشأنها ما الذي يفعله؟! وما لا يفعله؟! وكيف يؤمن مكرها وشرها حتى لا يتعرض للاذى منها ولكنه تذكر اتفاقه مع ادم، وخطط كارولين التي لا تنتهي بشأن ريما وعليه ان يتمم الامر عاجلاً ام آجلاً وخاصه انه لا يعلم نية تلك الحرباء المتلونه المدعوة بكارولين...
فقط شعور قوي يخبره ان احدهما ريما، او ادم سيلقى حتفه من خطط كارولين، وحمل ريما زاد الامر سوءاً عليه ان يخفي مقابلته معهم بالامس، لقد سمع شجار ادم مع دانيال وتلك البرتقاليه الصغيرة وصراخ ادم بالجميع ان امرأته حامل وسيفديها بدمه ان تطلب الامر...
وصل امام باب المنظمة يطالعه بضيق، شعر بأنقباضة في صدره لا يعلم سببها ولكن كل ما يعلمه انه اكتفى من تصرفات زوجته المصون التي تضاجع كل من هب ودب وكأنها تفتح ساقيها كالفندق..
ادار محرك السيارة وقرر العوده لمنزله، يريد ان يفكر في وضع خطة محكمه حتى يستطيع ان يوقع كارولين وينقذ رونا ويحظى بنهايته السعيدة معها بعد ان ظن انه تم قتلها...
_______________________________________________________
مر شهرين ونصف على تلك الاحداث..
حدث بهم الكثير من الاحداث، لم تعد جانيت لاميل وصممت على ان تظل بعيده عن دائرته الحميميه، لا تريد ان تصدق ما اخبرها به ادم وحديثه عن اميل وظنت انه كان يدافع عنه بشكل غير مباشر..
اما اميل فكان يعلم ان جانيت لن تعود له، وللاسف هو ليس لديه الوقت الكافي ليبرر لها افعاله وما قاله عنها لمادنس..
مادنس واميليا علاقتهما جيده نوعاً ما وقد قرر مادنس ان يتزوجها قريباً بعد اعلان نتيجتها بالثانويه.. وبعد سيتقدم لخطبتها والزواج منها..
اما ويليام فهو مازال يفكر في كادي وابنه او ابنته التي وُلد / ت منذ يومين ولم يراه / ا، وكذلك تفكيره بحبيبته التي لم تفكر بالعوده له مرت اكثر من ثلاثه اشهر وهي هاربه بعيداً عن الجميع لا يعرف لها طريق، او ربما هو لم يفكر بقلب العالم للبحث عنها ورأى ان هذا افضل حتى تكون هي وابنه او ابنته كلاهما بعيدان عن كارولين...
اما بالنسبه لروك فهو على تواصل دائم مع ادم يخبره بأخر المستجدات... ويخبره بمخططات كارولين اول بأول يعلم جيداً ان كارولين تضمر الشر لادم وريما ولكنه يحاول ان يعطلها مره ان ينهي معها النقاش حتى لا تشك بأمره ان حدثها بشئ يخصهما فتعرف انهما على تواصل دائم..
اما مريم فأصبحت تتناول طعامها هي وشقيقها بغرفتيهما التي يعيشان بها.. ودانيال يهتم بأمرهما ومعه جوليا ودين اللذان يهتمان بأمر ثلاثتهم ويلبيان حاجتهم اول بأول حتى لا يشعران بالنقص او ما شابه...
اما ادم وريما فعلاقتهما تحسنتا كثيراً واصبحت ريما تهتم بغذائها ومواعيد تناول الطعام ومتابعتها الدوريه مع طبيبتها المتخصصه وغيرها من الامور التي اجبرها عليها ادم للالتزام بها... وبالرغم من هذا الاحلام السوداويه لم تفارق ريما لحظة واصبحت تقلقها كثيراً وخاصة في الاوانة الاخيرة...
اما ماتلدا فحددت عرسها هي وإليكساندر وقررت انه ستعقد حفل زفافها بعد مولد ريما حتى يحضر مولودهما الحفل معهما ...
ولم ننسي سميث وريانا وحبيبته التي اصبحت في شهرها الثالث كريما، واهتمامه بها ورعايته لها... ولم ننسى تشاد وسولا التي ولدت بالامس طفلاً جميلاً واسمته ( تايلور) كان جميلاً للغايه يشبه والدته كثيراً...
_________________________________________________________
في مساء يوم جديد..
كانت ريما جالسه ترتدي تلك الملابس القصيره... تيشيرت قصير احمر اللون ذو حملات رفيعه يكشف بطنها التي بدأت في البروز وبنطال اسود طويل، كانت تعبث بالملابس الخاصه بطفلها...
وشعرت بالسعاده لانها عرفت انها فتاة، كانت تمسك بجذمه مولودتها الصغيرة وتنظر لها بأبتسامه واسعه وعيناها تشعا حماساً وحباً نحو تلك الشئ الصغير الذي تتشوق لرؤية صاحبه..
نظرت نحو باب الغرفه عندما خرج ادم منه وهو منتعش وجسده الرجولي ممتلئ بقطرات الماء الالماسيه التي زادت من وسامته ورجولته.. وتلك المنشفة تحيط خصره، ويا ليتها لم تحيط خصره كان الامر سينتهي بليله جامحه ولتحترق قواعده وقوانينه والتزامات الطبيبة وما وصتها به..
تحرك ادم نحو غرفة تبديل الملابس ولكنه غير رأيه واتجه نحوها ما ان رأي ذلك التيشيرت الأحمر الذي ترتديه، تحرك نحوها بخطوات هادئة يطالع نظراتها المبتسمه نحوها وحماسها اللطيف بصحبة تلك اللمعه العاشقة لمظهر تلك الملابس فهي في انتظار صغيرتها فلذة كبدها وروحها الاخرى ...
ابتسم ادم لها وهو يربت على رأسها بحنو ثم سحب مؤخرة رأسها بقبضته بلطف وانحنى يلتقط شفتيها بخاصته يقبلها بشغف كعادته معها لتسحب هي تلك المنشفة عن خصره بأناملها، وابتعدت عن شفتيه بصعوبه فهي حقاً مشتاقه له وللغايه للاسف الشديد..
سحبته بالمنشفه المحاوطة لخصره وهبطت تلثم عضوه... ثم وضعت جزءاً منه بفمها تمتصه بنهم وتدلكه بداخل فمها وسط استمتاع ادم الذى وضع قبضته بداخل شعيراتها البنيه وبدأ يغازلها بكلمات اباحيه جعلتها تبتسم بخجل...
اهو يجدد بعلاقتهما ام انه مشتاق لها مثلها
حركت عضوه بفمها بتلذذ واستمتاع تريد ان تمتعه يكفي انهما لم يتضجعا منذ ثلاثه اشهر منذ علم بحملها حتى لا يموت الجنين كالمرة السابقة..
تحسست عضلات بطنه البارزة بوضوح ذات من رجولته و وسامته بينما شفتيها لم تتخل عن معركتها الحميميه مع قضيبه وعيناه تغازل خاصتها بنظرات وقحه وكاد يبعدها عنه ليقبلها مجدداً ولكنها رفضت الابتعاد عن عضوه وظلت تداعبه بشفتيها وبأنامل يدها التي اصبحت خبيرة بدرجه كافيه بهذا النوع من الجنس، لهذا انحنى لمستواها قليلاً هامساً بأذنها بنبرة رجوليه مثيرة راغبه يعبر عن اشتياقه لها ..
_ اشتقت لكِ..
ابتعدت عن رجولته طالعته بخجل وابتسامتها المشرقه على وجهها ثم قبلت شفتيه بسطحيه وتحولت لقبلة شغوفه دقائق وابتعد عنها قبل ان يستثار بشكل كامل وينتهي الامر بمضاجعه عنيفه تهلك جسديهما واتجه هو لغرفه تبديل الملابس بينما هي نهضت لتضع تلك الملابس الخاصه بصغيرتهما القادمه في خزانه ملابسها الخاصه بها..
ثم اتجهت للخرج لتجده يلحق بها بخطوات ثابته وامسكها من خصرها ثم حملها كالعروس واتجه بها نحو الفراش وسط ضحكاتهما سوياً ...
ثم اردف بنبرة هادئة قاصداً ان يمازحها..
_ لقد زاد وزنكِ كثيراً ريما..
عبست ريما بملامحها وضيقت حاجبيها بغضب طفيف من حديثه ثم لكمته على صدره ليريح جسدها على الفراش...
ولكن بداخله كان عقله يطرح آلالاف التساؤلات، اين روك ولم لم يتواصل معه منذ اسبوع ؟! ، انقطعت اخباره واخبار كارولين عنه ولا يعرف اين ذهب كل هذا الوقت...
لابد ان كارولين تخطط لشئ، وربما كشفت امر روك انه يساعده وتقوم حالياً بتعذيبه واستغلاله للاعتراف عليهم وتستطيع ان تخطو عنهم بخطوات..
كانت ريما تحادثه ولكنه للاسف لم يستمع لما كانت تقوله ولديها رغبة في معرفه فيما هو شارد ؟! ، وما هذا الصمت الذي خيم عليه هكذا فجأة ..؟!
_ ادم..
نادته ريما بنبرة قلقه من شروده وهي تتحسس يده لتجده يطالعها بعيون شارده ثم احتضن رأسها وقبلها وسحبها لتجلس بأحضانه....
لم ترغب ان تكثر من الحديث معه لان ادم عندما يشرد لا يعني سوى شئ واحد ليس لديه ثاني، كارثه في الطريق لهما اوشكت على الحدوث...
احتضنت كف يده المحاوط لبطنها وظلت صامته تريد ان تعرف فيما يفكر ولكنها طمأنت نفسها بأن ادم سيخبرها بما يوجد بداخله من افكاؤ وتساؤلات وسيخبرها سبب شروده هذا..
شعر ادم بشئ خاطئ، وحدثه اللعين لا يكذب ابداً للاسف، شئ اسوء من الموت في الطريق لهما.. ابتعد عن ريما ونهض متجهاً لشرفه غرفتهما ويا ليته لم يفعل، لم يتوقع ان يرى هكذا منظر بحياته اكملها...
علم لما لم يتصل روك به منذ اسبوعاً، كانت مكيده، كان هو وريما طعماً لروك وكارولين، لم يتوقع ان يفعل روك هذا بهما، خائن لعين !!
ولم يكن امامه سوى كتائب من المنظمات ليست كارولين فقط وانما المنظمات المساندة لها.. يتجهون بأسلحتهم نحو قصره يرغبون في اقتحامه والاعتداء عليهم جميعاً، سيقتلون الجميع للحصول علي ريما لن يتهاونوا بهذا الامر...
وللاسف ادم لم يشعر بدريك وكأن الاتصال معه انقطع، ربما كان يتهيأ له في بادئ الامر ولكن ديريك لم يعد يظهر كالسابق بل لا يظهر من الاساس... اتجه للداخل بسرعه وبعث برساله لاليكساندر وماتلدا بأن القصر في حاله حرب وكارولين جاهزة لاقتحامه مع منظمات create وللحصول على ريما..
اغلق هاتفه واتجه نحو ريما التي تطالع بتعجب وهو يردف بنبره قلقه بشأنها..
_ ريما يجب ان تهربي من هنا، كارولين ورجال المنظمات هنا لاخذكِ..
نظرت له ريما بخوف وهي تطالع ملامحه بذعر وتملك القلق من قلبها وارتفعت نبضاته ولم تفكر سوى بأمر واحد، طفلتها !! طفلتها التي عانت الكثير حتى تحصل عليها وتحمل بها وفقدت طفلاً آخر حتى تحضرها هي للحياه، طفلتها التي لن تلحق ان تراها ان نفذوا ما يدور في رأسها بشأنها، تباً لهم...
ما الذي سيفعلوه لطفلتها هل سيقتلوهما ام سيقتلونها هي ويآخذون جنينها... ما الذي سيفعلونه بهم، لا تصدق ان هولاء القتله سيتركون احد حي...
سحبها من يدها واتجه نحو بار الشراب وضغط على زر خلفي وتحرك بار الشراب لأحد الجوانب كاشفاً عن ممر يشبه النفق يؤدي للغابه..
_ عليكِ ان تهربي انتِ وابنتنا ريما، اهربي ولا تفكري بي، عليكِ ان تحظي بالحياه التي تستحقيقها هي ريما...
قال ادم حديثه بنبرة خائفه عليه رغم تمزق فؤاده لانه يعلم انه لن يستطيع ان يعيدها ان هربت وظل هو حياً ولن يسمح لها بالرحيل ان ظل حياً من الاساس..
نظرت له ريما بخوف لا تصدق ما يقوله، يريدها ان تتركه خلفها ما الذي يقوله هو هو مختل ام ثمل ما الذي حدث لعقله، لن تتركه وان قُتلت..
_ هل تمزح ؟! لن ارحل بدونك..
قالتها ريما بنبرة خائفه وعيسليتاها بدأتا في تجميع العبرات مشكله حاجزاً شفافاً يعوق رؤيتها..
_ يجب ان تهربي ريما لن اسمح لهم بأخذكِ.. هيا..
سحبها ليدخلها النفق عنوة ولكنه رفضت ان تترك يده واحتضنت جسده بقبضتيها بقوة رافضه التخلي عنه واردفت بنبره مزقها الآلم..
_ لا استطيع ان اتركك خلفي انا احبك...
_ وانا اعشقكِ واريدكِ ان تكونين بخير وتحظين بنهايتكِ السعيده وان لم تكوني معي..
قالها ادم بنبره هادئة مطمئناً اياها قليلاً وهو يربت على ظهرها بحنو...
رافضه ان تتركه رافضه ان تبتعد عن حضنه حتى حاول معها ولكن بلا فائده... سمع صوت اشتباك رجاله مع رجال المنظمه الذين بالتأكيد دمروا المنزل عن بكرة ابيه... ولكن حقاً ما اوقف الزمن به عند نقطة معينه هو صوت باب الغرفه يُفتح وظهرت منه تلك الشيطانه، كارولين التي تقدمت نحوهم بخطوات ثابته وواثقه وعيناها اللعينه تتدرج على ادم او جسد ادم ايهما اقرب ومعها روك الخائن واكثر من اربعين رجلاً من رجال المنظمه ذوي بنيه جسديه ضخمه لا تقارن بأدم ولكنهم ضخام واقوياء للغايه.. تمسك ادم بصغيرته وخبئها خلفه وريما كانت تعلم ان نهايتها قد اوشكت، لا مجال للهرب ولا مجال لفعل شئ حيال تلك المجنونه التى تقف امامهم بهيئتها الرسمية..
واستمع لصوتها العاهر ينطق بنبرة باردة وابتسامه ساخرة كالثعابين ..
_ اسفة لمقاطعه تلك الخلوة وتلك الاجواء اللطيفه..
****

تعليقات
إرسال تعليق