وحش بشري ||Human Beast

الفصل العشرون...

مرت عدة أيام على الحادث التي افتعلته كارولين عن قصد، تريد ان تبث الرعب بقلب ريما، تريد ان تخب ها ان لا شئ قادر علي ايقافها وان كان ادم نفسه، ونجحت في اثارة رعلها حقاً فلقد تحولت من تلك الشجاعة القويه لاخرى هشة ضعيف لا تعرف ما يجب عليها ان تفعله او تقوم به لتنهي تلم المهزلة التي تحدث للان دون ابداء اي ردة فعل منها .. 

بعد مرور عدة ايام على الحادث اللعين.. 

و بعد ان دفنت ريما رأس والدها بأحد المقابر الروسيه و مر الامر بصمت تام بعيداً عن اعين الشرطة التي تتربص ادم خاصة في الاوانة الاخيرة نظراً لزيادة عدد الضحايا في هذا الوقت تحديداً و رغم نوايا ريما وادم التي لا تبشر بالخير لما فعلته تلك الحرباء المتلونة... كارولين كوسكا.. الا ان ريما بداخلها رعب ومخاوف تكاد تدمر خلايا جهازها العصبي من كثرة التفكير، هي ليست تلك الفتاة القادرة على حل مشكلاتها بتلك الطرق الغبية، هي تلك المرأه الناضجة التي تحل مشكلاتها بطريقة ذكيه و محكمة حتى تخرج بأقل الخسائر.. 

لا انكار في الامر ان ريما هي نسخة مصغرة من ادم وكارولين وماتلدا وغيرهم من الوحوش الذين وقعوا اسفل يد كالفين كوسكا والد كارولين... شيطان المنظمات... 

نعم هو من قام بأقتلاع اظافر اقدام ادم و ثم بتر اصابع اقدامه واعادهم اليه بعمليه خطيرة كانت نسبه نجاحها 32٪ فقط ولكنه جازف به وتعامل معه كالآله التي تلبي الرغبات دون عقل وهدم كل شئ فوق رأسه بهروب ادم واختطافه لتشاد واصبح وقتها مصدر خطر علي والدها.. 

اما كارولين تلك المرأة التي لا تعرف للرحمة طريق ولا تهتم بأحد سوى ثروتها وعملها ومضاجعة الرجال الوسمين كأدم وغيرهم من اصحاب النفوذ والسلطة ... انما زوجها فلا تراه بالاساس ولا تهتم بكونه حي ام ميت تعامله وكأنه كلب حراسه لها وجاسوس من اجلها... توكله بالمهام المجبر بتنفيذها والا عقابه اما السجن واما القتل، لتترك له حقيبه من الاموال الطائلة ولا تهتم بمشاعره التي تحترق بسابع جحيم وينتهي الامر به يراها تغتر وتتكبر عليه، ربما لديها الكثير من الانوثه ولكنها تفتقر للكثير من الصفات الجيده، فهي ليست ريما وليست مريم ولن تكون احداهما مهما فعلت.. 

بالنسبة لروك فهي لا تكن له مشاعر، ولا تعترف به كزوج وتخجل منه امام رجالها وتعامله معاملة اقل ما يقال عنها حيوانها الاليف... بل والادهى من هذا انها تشوهه كلما اخطأ بعمله... تصفعه امام رجالها، تنعته بأبشع الالفاظ، تكسر اي عظمة بجسده والمطلوب منه هو الصمت والتنفيذ وتلبيه الاوامر.. لا ينسى انه قبل ان كان احد رجالها كان احد عيناتها التي اجرت عليه اكثر من 37 عملية جراحيه لتكتشف ما سر 
التئام خلايا جسده بتلك السرعة الرهيبة وكأنه وطواط يتغذى على الدماء او ربما مصاص دماء... 

كانت ريما تستذكر دروسها بهدوء وعقلها الصغير شارد بما حدث وشعرت ان هذه كانت مجرد بداية لما هو آتٍ، شعرت بأدم يجلس على المقعد المجاور لها ثم سحب القلم من بين شفتيها الورديتين ليردف..

_ اولم اخبركِ ان هناك العديد يكن لها العداء، واصبح منهم الكثير بصفنا ايضاً...
قالها ادم بنبرة هادئة يطالع ملامح وجهها الشاردة ويبدو انها لم تستمع لما قاله ولم تشعر بوجوده من الاساس... وكأنها انفصلت عن الواقع نهائياً..

ضرب الطاولة بقبضته لتشهق ريما بفزع وهي تنظر نحو ادم بملامحه الغاضبة ماذا فعلت هي الآن، طالعها ادم بصمت رغم غضبه منها ثم نهض مبتعداً عنها تاركاً اياها في حالة صدمه من تصرفاته، ما الذي حدث للتو حتى تغضبه الي هذا الحد وشعرت وكأن ديريك كاد يخرج من كينونته ويتولى السيطرة ووقتها كان سيحدث ما لا يحمد عقباه لهذا تحرك ادم بالغرفة ثم اتجه نحو مقبض الباب وخرج من الغرفة الخاصه بهما متجهاً لمكتبه وهو في قمة غضبه منها ...

نعم هو غاضب من كونها شارده اغلب الوقت، لا ينكر غاضبه من شرودها الذي فاق توقعاته لاغلب الوقت لا تهتم بوجوده ولا تراه من الاساس، غاضب من تبريراتها السخيفه، غاضب من كذبها بشأن انها بخير وهي ليست هكذا، لما تحاول ان تظهر عكس ما بداخلها أتظن انها هكذا ستكون اقوى؟! ام تظن انه سينخدع بحيلتها الخرقاء..

زفر بحنق وهو يجلس على مقعد مكتبه يحرك قدمه بعصبية وهذه حركه ديريك ويبدو انه سيتولى السيطرة الان بسبب غضبه منها من الايام الماضية، ألقى كل ما يوجد امامه على طاوله مكتبه ارضاً بغضب وعصبيه وهو يسب ويلعن بالاسبانية، و يبدو من حالته ان ديريك قد تولى السيطرة على هذا الجسد الغاضب، ضرب المكتب الخاص به بقدمه بقوة ليصطدم المكتب بالارضية وتدمر للاسف عن بكرة ابيه... صرخ بقوة صرخة هزت ارجاء المنزل بأكمله جعلت اميليا التي كانت تقف بجانب باب حجرة مكتب ادم تركض لغرفه ريما..

لتخبرها بما يحدث لزوجها بحجرة مكتبه، دلفت اميليا للغرفة وهي ترتعش بخوف وتطالع ريما بنظرات مذعورة بل مرتعبه لتنهض ريما نحو الخارج وقد فهمت ان ادم بخطر .. وصلت لحجرته لتدلف للداخل كالاعصار تحاول ان تفهم ما الذي حل به حتى يصل لهذا الحال، ولم يكن لديها ادنى فكرة عن الامر سوى ان القابع امامها لم يكن ادم، ولم يكن ديريك بل شيطان اخر خرج من الجحيم يرتدي قناع البشر ويتشبه بهم... كان حقاً شخص سئ الي اقصى درجه لم ترى احد بهذه البشاعة من قبل..

عيناه مظلمة كسواد الليل او اشد، قاتمة ذات لمعة تدب الرعب في من ينظر لها، ملامح وجهه مخيفه وهادئة وباردة بآنٍ واحد والعجيب انه يطالع رعبها منه ومن ملامح وجهه الغير مألوفة لها بأبتسامه تزداد اتساعاً كلما تحركت، والاكثر تعجباً انه قابضاً علي يده بطريقه بدت لها انه سيلكمها بوجهها، حتى نزفت قبضته وقطرت الدماء منها علي الارضيه الخشبية... تعلم من هو القابع امامها... هو ليس ادم وليس جانب ديريك المسالم وانما جانبه السئ.. 

شعرت به يتحرك نحوها وللاسف الشديد خافت منه بل ارتعبت من مجرد فكرة ان يؤذيها، وللاسف الشديد هذا هو الجانب المظلم من شخصية ديريك الغامض والغاضب بآن واحد، ظلت تتراجع للخلف الي ان ألتصقت بالباب الخاص بالحجرة... وبمجرد ما نظرت للخلف واعادت نظرها نحوه كان امامها مباشرة لا يفصلها عنه سوى بضعه انشات يطالعها بأبتسامه سوداء لا تمت للبشر بصلة.. الاسوء من هذا انها لم تلاحظ انيابه البارزة بوضوح هكذا من قبل، هل الامر صدفة؟! ام انيابه الحادة بارزة حقاً؟! بدى لها كحيوان حقاً وليس انساناً ظنت لوهلة انه مصاص دماء، او ربما من آكلى لحوم البشر، ولكنها طردت هذه الخرافات من رأسها لتجده يردف بنبرة باردة

_ اهربِ ريما..

نبرته المترجية والمتوسلة شعرت وقتها ان من يخاطبها لم يكن ديريك وانما الجانب الانساني وهو ادم... نظرت له ريما برعب ولم يكن امامها حلاً سوى تنفيذ كلماته التي غادرت شفتيه، وبدى لها الامر كوسيلة مستغلة ان لادم تأثيراً على هذا الوحش القابع امامها وما اخبرها به ادم كونه يريدها ان تهرب خوفاً عليها مما يمكن ان يفعله ديريك كان بمثابة امتنان له لخوفه على حياتها ومنعاً لفقدانها اياها ولتنجو بحياتها من براثن هذا الوحش.. 

فتحت باب الغرفه وركضت منها للخارج لا تعلم وجهتها ولكن ما علمته وصدقته بداخلها ان القابع خلفها ليس بشرياً، وان عليها الهرب حقاً قبل ان يفتت عظامها بين انيابه الحاده، او ربما بين قبضته التى يمكنها تهشيم رأسها بضغطة واحده عنيفة.. 

دلفت للغرفة وفعلت نظام الغلق الالكتروني وجلست على الفراش تلتقط انفاسها تحاول ان تمرر الهواء لرئتيها ولكن بلا فائدة، عيناها الزائغه تراقب المكان بحذر وتشتت بآنٍ واحد وداخلها رعب رهيب من ان يأتي خلفها ويقتلها او ربما يقوم بتعذيبها اولاً قبل قتلها، او ربما يقوم بأغتصابها ..  احلامها واوهامها بسيطة تلك الفتاة وستعرفون لما ..

مر الوقت عليها حتى اتى المساء.. 

كانت جالسه في الغرفة منذ الصباح كما هي.. علمت من والدتها ان ادم خرج من القصر بعد ان تركته بالمكتب يبدو انه كان مشغولاً او ربما طرأ له عملاً، ظلت جالسه امام كتبها تستذكر دروسها وعقلها شارد قليلا بأدمها.. اين هو كل هذا الوقت ؟! وماذا يفعل ؟! ومع من ؟! ولما تأخر هكذا، الكثير من التساؤلات طرحت بشأنه في رأسها وتفكيرها عنه ام ينفك حتى شعرت بذاكراتها تخونها كالعاده.. 

ابتسمت فور تذكرها له عندما كان يقبلها ويداعبها اثناء غضبها حتى تهدأ، اما هي فكانت فاشله لم تفعل المثل معه عندما كان بنفس حالتها، هي جبانه وفاشله، غبيه وساذجة ألقت القلم من قبضتها وحركت لسانها علي شفتيها ترطبهما ونهضت متجهة نحو زجاجه المياة خاصتها... لترطب جوفها الجاف بسبب شرودها الزائد عن الحد وكثرة تفكيرها عن ادمها.. 

استدارت وكادت تنهض ولكنها وجدت جسد ضخم رجولي يقف امامها يحجب عنها الضوء والرؤيه وكل شئ... رفعت بصرها نحوه ويا ليتها لم تفعل... كان جسده غارقاً في الدماء ولكن ليست دمائه للاسف، لمن هذه الدماء لعنة الآلهة عليك ادم؟! هذا ما قالته ريما ، ارتعبت بل كادت تصرخ من شده الفزع وقفزت من مقعدها تبتعد عنه ليرفع وجهه نحوها، تباً تباً هذا ما قالته عندما رأت الدماء متجلطة بجانبي فمه والاكثر رعباً هو فمه الملطخ بالدماء واظافر يديه ويبدو انه كان يهاجم احدهم او اعتدى على احدهم وامتص دمائه وتغذى على لحمه... حتى الموت.. 

ارتعشت ريما تحرك رأسها بالرفض لا تستطيع استيعاب ما تراه، يا ليت ما تراه حلماً كان سيكون افضل مما تعيشه الان... نظر لها ادم بهدوء يستشف رده فعلها للنهاية، لم يتوقع ان تكون بهذا الجُبنْ، ان تخشاه وتخافه لهذه الدرجة..

تحرك نحوها لتتراجع ريما الي ان ألتصقت بالحائط خلفها وادارت وجهها عنه حتى لا تراه او تواجهه... اقترب منها حتى اصبح ما يفصلهما هي انشات قليلة... ورغم انه يعلم ويشعر بخوفها الا انه كان سعيداً بقربها ورائحه الياسمين المنبعثة من خصلات شعرها البني... رائحتها العطرة والشهية القابلة للالتهام... ليس آكلاً وانما نهماً لقضاء ليلة حميمية معها... 

اردف بنبرة خبيثة اتضحت من خلالها اثر الدماء على اسنانه ولسانه.. وانبثق منه القليق على الحائط بجانب اذنها نتيجه تحدثه... 
_ سأتلذذ بلحمكِ ريما كما تلذذت بغيره...

وللاسف بكت، انفجرت باكية خوفاً منه، لما يحاول دائماً ان يجعلها تكرهه بأفعاله... للاسف الشديد شعرت بتلك اللحظه انها لا تريد البقاء معه، تريد الانفصال والرحيل من هنا ولو كلفها الامر حياتها، لديها كارولين افضل من ادم آلاف المرات...

_ ارجوك لا تأذيني، ارجوك...
قالتها ريما بملامح خائفه ونبرة مهتزة من شده رعبها منه ان يؤذيها...

تلمس ادم كتفها بعفوية لتصرخ برعب ان يبتعد عنها والا يلمسها وللعجيب امتثل لها لتنهار من البكاء وتكورت على نفسها ارضاً مبتعده عنه اما هو فصدم داخلياً من رده فعلها الغير متوقعه وخوفها منه زاد الامر تعقيداً، اقترب منها لتصرخ به الا يفعل ونظرت له برعب ثم حذرته بيدها الا يقترب منها في محاوله لابعاده عنها ولكنه أمسك احد اصابع يدها يمتصه لتسحبه من بين قبضته وتكورت اكثر على نفسها وانفجرت من البكاء الي درجه الاختناق...

لتجده يردف بنبره هادئه وكأنه يخبرها بأكثر شئ طبيعي بالكون ..
_ لم أكن اعرف انني بأخباركِ امر تناولى للحوم البشر سيجعلكِ ترتعبين مني هكذا..

_ انت حيوان... انت لست طبيعي، لست بشري، انت مسخ، انت وحش مجرد من الانسانيه، انا اكرهك.. اصبحت امقتك.. انا لا لم اعد أريدك، يكفي ارجوك لقد اكتفيت منك ومن افعالك... 
صرخت بها ريما بحزن وتلك العبرات مازالت عالقة بأهدابها وظهر الاهتزاز والخوف بصوتها..

نظر لها ادم بجمود لم يرد عليها تركها تعبر عن خوفها وغضبها، رعبها وذعرها منه كيفما تشاء، لم يهتم كثيراً بما قالته بقدر ما شعر ان كل ما يحدث الان لن ينتهى نهاية جيدة..

نهض مبتعداً عنها متجهاً للمرحاض ليغتسل ويتحمم من اثار الدماء وقبل ان يدلف للداخل اردف بنبرة جامده حاده حملت الامر بداخل طيأتها..

_ لا تدعين احد يرى هذا القميص

تركها مغادراً لداخل المرحاض واغلق الباب خلفه... نهضت هي تبحث عن شئ تدافع به عن نفسها في حاله حاول ان يهاجمها او يفعل شيئاً مختلاً من افعاله الغير طبيعيه...

طالعت قميصه الملطخ بالدماء الملقى ارضاً بأهمال وصراع غبي استيقظ بداخلها وفضولها يحثها للتوجه لهذا القميص للتأكد من تلك الدماء اهي لبشري حقاً ام لحيوان عادي وهو يحاول اخافتها ولكنها لم تجازف بالاقتراب من قميصه..

دقائق و وجدته خرج من المرحاض نظيفاً وعارياً مثيراً وتباً لكونه مثيراً بهذه اللحظات الخاطئه ولكنها انكمشت اكثر على نفسها تطالع الحائط بشرود مصطنع تحاول الا تنظر نحوه او تعيره اي اهتمام... يكفيه محاولات اخافتها ومحاولات جعلها مرتعبه منه، لا تريد ان تصبح تلك الغبية الساذجه التي تركض خلف مشاعرها لاهثه خلفها حتى تحصل علي قليل من الحب والتقدير منه، تعلم انه اناني، وان ما يفعله سينهي علاقتهما فقط هي مسألة وقت على كل حال... 

اتجه للغرفه الخاصه بالملابس وانتقى بنطالاً ثقيلاً مع سروال داخلي ضيق مناسب له وارتدى كلاهما متجهاً للخارج عاري الصدر... لم يصب بخدش ولم يحصل على جرح حتى، أقتل شخصاً حقاً وتناوله ؟! ... تباً لو فعل هذا وتباً لها ان استمرت بهذه العلاقه المعقدة والقاتله التي ستبيد احداهما ان لم يكن كلاهما.. 

_ ماذا بكِ ؟! ستظلين بمكانكِ للغد !!
سألها بتعجب من خوفها رغم ان مظهره اصبح افضل، لم يكن هذا الغاضب، او هذا الثائر، او هذا الشخص الذي يظهر بمظهر القاتل المتسلسل، او آكل لحوم البشر اللعين، وكأنه لم يخيفها ويرعب كيانها منذ قليل، لم ترد عليه وظلت علي حالها كما هي ملتصقه بالحائط تطالع حركاته المتمهلة والبطئية وهو يتحرك على الفراش وهو ينهض من اعلى الفراش ثم يتحرك في الغرفة قليلاً  وغيرها وذلك كله بسبب خوفها منه.. 

اتجه نحو هاتفه وتركها على حالها جالسه علي الارضيه الجليديه بهذا الطقس السئ ولم يهتم لكونها قد تصاب بالبرد.. وللعجب ان عقلها يرفض استيعاب فكرة دخوله للغرفه، كيف دلف وهي فعلت نظام الاغلاق الالكتروني وهذا النظام لا يتم تفعيله او ألغاءه سوى من الداخل !! هل دمر النظام ام ألغاه.. تباً له.. هذا ما قالته لنفسها وهي تنظر له تتفحصه لفترة قصيره ثم تعاود دفن رأسها بين ركبتيها 

رفعت وجهها نحوه مجدداً بعد دقائق لتجده يتابع هاتفه بصمت تام وكأنه تمثال جالس، نهضت من مكانها بصعوبه عندما شعرت بتسلل سقيع الارضيه لجسدها مسبباً لها رعشه مميته بعمودها الفقري الذي يعتبر مازال متضرراً من ضربه لها به..

اتجهت نحو الفراش وجلست بمؤخرته تتابع حركته بحذر شديد لا تنكر خوفها ولكنها تشجع ذاتها ان كل شئ سيكون بخير، ظلت تتابعه بعيناها حتى تعبت، جسدها اللعين يرغب بالنوم وبالفعل سقطت بالنوم وهي جالسه ورأسها اصبحت بقرب قدمه انتظر قليلاً حتى لا تشعر به وبعدها حملها بلطف ودثرها اسفل فراش السرير...

مرت ساعتين تقريباً وعيناه تتأملها، اراد ان يمزح معها قليلاً فيوهمها انه سيأكل اصبعها الناعم هذا... وبالفعل اخرج اصبعها من اسفل الغطاء ثم قضمه بلطف جعلها تفزع بمكانها ونهضت تبتعد عنه وعيناها يقطر منها الذعر... وظنت انه سيلتهمها هي الاخرى...

نظر لها ادم بجمود لا يصدق الرعب الذي يقطر من عسليتاها، وانها اصبحت تخشاه الي درجه كبيرة لم يتوقعها منها... ارتعشت بخوف وجسدها اصبح ينتفض من الرعب الذي يسببه وجوده لها.. لم يحاول الاقتراب منها اكثر فيكفي الاشمئزاز والرعب الظاهر في عيناها نحوه، يكفيه ان يشعر انه حقاً سئ لا يستحقها..

_ لا يمكنني ان اؤذيكِ..
قالها ادم بنبره هادئة يطالع ملامح وجهها الحزينة والخائف منه بآن واحد..

حركت رأسها بالنفي غير مصدقه حديثه، لا تصدقه للاسف، رغم صدق حديثه الا انها كذبته بسبب خوفها منه لديها حق من يصدق احداً قام بتناول جسد بشري مثله ومثلها، بالتأكيد يمكنه تناولها هي الاخرى ... وهنا علم ادم ان علاقتهما على وشك الانتهاء وانها مسألة وقت وسيذهب كلا منهم لحياته الخاصة بعيداً عن الاخر، عندما بدأ يحاول ان يحسن علاقتهما سويا ظهر شئ جديد دمر ثقتها به، اهتزت صورته بنظرها واصبحت كل المحاولات بلا فائدة...

ابتعد عنها ونهض مبتعداً عن الفراش حتى لا يسبب لها اذى نفسي اكثر مما فعل، خرج من الغرفه بعد ان ان اغلق نظام اغلاق الغرفة ألكترونياً دون ان يضيف كلمة آخرى، خرج من الغرفة وفعل النظام مرة اخرى من هاتفه واتجه نحو مكتبه يختلي بنفسه وافكاره بعيداً عنها يحاول ان يجد حلاً لما يتعرضوا له هو وهي وعلاقتهما البائسه التي اوشكت على الانتهاء ..

________________________________________________________

كانت جالسه بالغرفة واستمعت لطرقات هادئة على الباب لتسمح للطارق بالدخول واذ به تشاد، دلف للداخل وجلس امامها على احدى المقاعد الخشبية بغرفتها يطالع صمتها بصمت مماثل، يأس من هذا الصمت لهذا قرر المبادرة هو ولو بشئ بسيط لعل كل شئ يصبح بينهما بخير، هذا فقط ما يريده، اخرج علبة من جيب سترته الرسميه الخاصة بالعمل.. 

_ أتقبلين الزواج بي، سوليفان..؟!
سألها وهو يفتح تلك العلبة الصغيرة المغطاة بقماش ازرق ناعم وبدأت رائعه..

نظرت للخاتم بداخل العلبة بصدمه ولم تصدق حقاً انه تقدم للزواج منها، وانه حقاً يحبها، لا يريد ان يفقدها هي الاخرى.. ناهيك عن الاذى الذي تعرض له من اجل ريما ليعترف عليها ويدلى بأي معلومات عنها الا انه كان شخص امين و لم يفعل حفاظاً على حياه ريما وسوليفان وادم وعائلته ورغم هذا عرض حياته للخطر من اجل الجميع وتعرض للطعن واوشك ان يقتل من اجلها...

طالعت عيناه التي تتوسلها الا تخذله هي الاخرى ولم تفعل نهضت تحتضنه ليحتويها هو الاخر يعبر لها عن مقدار حبه لها... وتساقطت العبرات من مقلتيها على وجنتيها تعبر عن مقدار سعادتها الداخليه عن ما فعله من اجلها وطريقته في التعبير والمجازفة من اجلها، يعلم انها تحبه هي الاخرى لهذا بادر بها حتى تشجعها هي الاخرى على الاعتراف بمشاعرها له... 

ألبسها خاتم زفافها، فهم في غنى عن عقد زفاف بعد ما تعرضوا له من هجوم من قبل رجال كارولين... احتضنته لدقائق ثم ألبسته هو الاخر خاتمه، لقد اصبحا زوجين بشكل رسمي بعد ان زور قسيمة زواج من احدى الكنائس بخط يدها وبخطه...

جلست مرة اخرى واقترب منها يطالع بطنها التي بدأت في الظهور ليبدأ معاتبتها..
_ لما لم تخبرينني انكِ حامل سولا..؟! أكنتِ خائفه ان اطلب منكِ ان تقتليه؟!
سألها تشاد بنبرة هادئه حزينه معاتباً اياها على قرارها التي اتخذته وحدها دون الاهتمام به..

وضع قبضتيه على بطنها يتحسسها لتتلمس احداها بهدوء قبل ان تردف..

_ كنت خائفه ان ترفض وجود الطفل، او ترفض الاعتراف به ربما.. او تتصرف اي تصرف احمق يجعلني افقده... انا احتاجه كثيراً تشاد..
قالتها سوليفان بنبره حزينه تطالع عيناه الحزينه المعاتبة له...

_ ليس انا من يفعل هذا سولا ثقي بي..
قالها تشاد بنبرة استشفت منها صدقه وهو يطالع عيناها بحب لم تراه نحوها من قبل..

حركت رأسها له بالايجاب وتحركت لترتاح على الفراش وسحبت قبضته بين خاصتها ليجلس بجانبها، اصبح وجوده هو العامل الرئيسي في جعلها حية تشعر بالامان..

جلس بجانبها يتأملها، كما هي لم تتغير منذ كانت صغيرة، كانت فاتنته ومازالت هكذا، امرأته وفاتنته وستظل للابد... تلمس بقبضته شعيراتها السوداء الغجرية ثم اقترب منها يقبل شفتيها الرائعتين بالنسبه له، لم يتذوق من رحيقها منذ فتره كما ان علاقتهما كانت جامده منذ فترة طويله قبل حملها ايضاً واصبح الامر بينهما اشبه بالفجوة... لهذا اراد العودة لها والبقاء بجانبها يعلم انها تحتاجه وهو ايضاً اصبح لا يستطيع ان يبتعد عنها.. وخاصة عندما شعر بكونه قريباً سيفقدها او ربما تهرب، او تبتعد عنه، او ترفضه ربما لهذا جازف بنفسه وكرامته وحياته وعمله من اجلها.. 

هي تستحق تلك العائلة وتستحق حياه افضل مما تحيا بها وتستحق رجل اخر وليس هو لكنه لن يسمح لها بأن تبتعد عنه او تتركه او ترحل حتى، يعلم انه اناني لدرجه كبيرة ولكنه لا يهتم سوى بها وبوجودها بحياته اللعينه.. 

دلف معها اسفل الغطاء اخذاً اياها بين احضانه يدفئ جسدها المسكين بأحضانه ويداعب فروة رأسها بأصابعه حتى ارتاحت ونعست وسقطت بالنوم ذاهبة لعالم احلامها بينما هو يراقبها..

________________________________________________________

كانت تتفقد حقيبتها تبحث عن ملابس جديده لها لم ترتديها، تباً لهروموناتها اللعينه التي تغير مزاجها كل ثانيه واصبح لا يعجبها شئ والعكس نظرت لملابس طفلها وقررت ان تبدأ بتنظيمهم وترتيبهم بخزانه الملابس وبالفعل نهضت تتفقد الخزانه وتلقى ملابس ويليام بخارج الخزانه وبدأت في وضع ملابس طفلها...

قامت بتشغيل بعض الموسيقى واغاني الراب الروسيه على مشغل الكاست ورفعت الصوت قليلاً وانفصلت بعدها عن العالم وهي تتدندن مع لحن الموسيقى والكلمات ولم تشعر بالجالس خلفها يطالع ملابسه التي اخذت محلها على الارضية، وفهم انها حامل واخفت عنه الامر خوفاً على جنينها منه...

شعرت بأيقاف الموسيقى والاغاني فجأه استدارت لتعرف ما الذي حدث لتصطدم برأسها بصدره.. تباً هذا ما قالته عندما شعرت بذلك الجسد الصلب الذي حجب عنها الرؤية يقف خلفها...

وللاسف صفعها ما ان رفعت عيناها بعينه تطالعه بكره واشمئزاز اتضح بعيناها... كانت تلك الصفعه هي الفاصلة بين شعرة العقل واللا عقل لديها وهجمت عليه بضربات متفرقه لم تؤثر بجسده رغم انها استخدمت كل طاقتها وقوتها الا انه بلا فائدة مقارنة بجسده فهي كانت تداعبه لا تضربه...

امسكها وادار جسدها صافعاً اياها مع الحائط وقيد قبضتيها خلف ظهرها ليردف بجانب اذنها بنبرة ارعبت كيانها رغم ادعائها القوة..

_ لم تخبريني بأن طفلي مازال بأحشائكِ، سأجعل حياتكِ كالجحيم كادي...
قالها بنبرة شرسه وملامح غاضبه وبعدها اختفى من الغرفه بأكمله... اما هي فأستدرات لتجده اختفى ، جلست على الارض تطالع اختفاء اثره بخوف على طفلها الذي لم يأتي بعد لهذا العالم...

تساقطت العبرات من عيناها خوفاً من القادم، خوفاً من تصرفات ويليام الطائشه وما يمكن ان يفعله بها وبطفلها نهضت من على الارضيه ترتب باقي الثياب واتجهت بعدها لتنال قسطاً من الراحه... بعد ان تأكدت انها لن تحصل على النعيم على يد جلادها ويليام...

هبط ويليام للاسفل متجهاً للقبو ليجد جانيت جالسة بائسة يبدو عليها الوجوم والشرود بآنٍ واحد جلس بجانبها لترفع وجهها نحوه بنفس ملامحها ثم عادت لشرودها مرة اخرى، اشفق على حالها، هو لا يعلم ما بها ولكن يبدو ان الامر متعلق بأميل..

_ ما الامر اخبريني جانيت هل حدث معكِ امراً، ام تشاجرتِ مع هذا المختل المدعو اميل ؟!
سألها بنبره هادئة مهتمه ومستفسرة عن حالتها تلك، لطالما اهتم بأمرها وعاملها كشقيقته لانه حرم من الاخوة بسبب كونه يتيم بالاساس، وهذا السؤال كان بمثابه اشعال لفتيل او بركان جانيت الداخلي ايهما اقرب..

لتردف جانيت بنبره متألمة من شده قهرها وهي تتذكر محادثه اميل مع مادنس بشأنها..

_ اميل لا يحبني ويليام، هو فقط يستغلني، يراني مجرد عاهرة يشبع بها غرائزه، لقد سمعته يتحدث مع مادنس بشأن هذا... لقد اخبره انه لا يحبني وانه فقط يستخدمني كآلة لتلبية رغباته فقط...

نظر لها ويليام بحزن لم يتفاجأ ان يقل اميل امر كهذا ولكنه لا يعرف كيف وصل بهما الحال لهذه المرحلة، لا تعلم لما قال هذا عنها لمادنس، أيقصد ما قاله ام قال هذا بسبب غضبه من امر ما... وضع يده على رأسها يربت عليها بحنو لعله يخفف عنها، الجميع بلا استثناء لا يشعر بالراحه، لا راحه بين ثنائي او علاقة تربط اثنين...

سواء هو وكادي، او مادنس واميليا، جانيت واميل وادم وريما الاغلبيه لا يشعرون بالراحة... ألقت برأسها بأحضانه ليبادلها محاولاً التخفيف عنها وقتها كان اميل يتابع ما يحدث بصمت من بعيد عن مرأى عيناهما...

ثم انصرف بعيداً عن المكان متجهاً لحراس القصر آمراً بعضهم بمراقبه جانيت وحمايتها جيداً... هو يعشقها بل يموت ان ابتعدت عنه ولكن حياتهم اصبحت على المحك هو ومادنس، ادم، ويليام، دين، دانيال، وستان وغيرهم، لا يريد ان يعلق مستقبلها به، شخص مثله حياته على المحك بالاضافة لكونها جحيم حرفياً، وهو لا يريدها ان تذق ما تذوقته من قبل، لا يريدها ان تعاني مما هربت منه سابقاً...

نهضت من احضان ويليام متجهة نحو كيس الملاكمة لتتدرب لعلها تطرد تلك الطاقه السلبية وهذا الالم من داخلها، لعلها تصبح افضل ولو قليلاً... اما ويليام فأتجه للخارج ليجد اميل ومادنس كلاهما جالسان احدهما يأخذ جرعة ادمانه من تلك المادة البيضاء والاخر يحبس سيجاره بين شفتيه وبالتأكيد هذا المجنون والمختل الذي يدعى مادنس هو الذي يأخذ جرعته من المادة البيضاء... اما اميل فكان يدخن سيجاره ببرود جلس بجانب اميل الصامت بشكل مستفز...

_ رأيت انك قد احزنت جانيت كثيرا اميل..
قالها ويليام بنبرة هادئه يحاول ان يستشف رده فعله، واثاره غضبه بمونها قد قصت عليه ما قاله لمادنس عنها ولكن اميل طالع ويليام بتكبر ملحوظ ثم اردف بنبره امتلئت بالغرور..

_ لا تتدخل فيما لا يعنيك ولا تظن نفسك واحد منا ويليام انت مجرد سائق لدى ادم فقط..
ضرب بحديثه ويليام الذي شعر بأختراق كلماته لقفصه الصدري وكأنها رصاصه وضربته بمقتل، دائماً اميل يكره ويليام بل لا يطيق حتى النظر له ولا احد يعلم سبب تلك العداوة حرفياً حتى ويليام نفسه لا يعرف ولكنه كان دائماً يتغاضى عن اسلوب شقيق زعيمه القذر حتى انه لم يرد عليه لان زعيمه سينهي امره بالتأكيد لا وجه مقارنه بين سائق وخادم ذليل كالكلب مثله لدى سيده وشقيق سيده، بالتأكيد وبلا تفكير ادم سيختار اخيه...

نظر مادنس نحوهم وتعجب من اسلوب اميل مع ويليام الذي لم يفعل شيئاً وشعر بأختفاء تأثير البودره عندما ابتسم ويليام بأستخفاف فرفع اميل على ويليام السلاح ووقتها نهض مادنس واشهر سلاحه على اميل ليس عدائاً او خيانة ولكن لان اميل من بدأ بطريقته السامه وحديثه الثعباني القاسي الذي لا يهتم فيه بمشاعر احد... وقتها رفع اميل سلاحه الاخر على مادنس و ويليام مازال جالساً واضعاً ساق فوق الاخرى بملل لا يعرف اينهض ويقوم بطحن جسده على هذه الارضيه ام يشتكي لزعيمه بأبعاد حثالته من حوله لانه سأم التعامل مع الاطفال امثال عقل اميل...

وهذا استفز اميل كثيراً وكاد يطلق عليه ولكن طلقه ناريه خرجت من سلاح اخر واخترقت كتفه ولم يكن مادنس او ويليام بل كانت جانيت التي طالعت اميل بنظرات محتقرة واتجهت نحوهم ثم اردفت وهي تسير بخطوات انثوية ثابته وبنبرة رغم اتضاح الالم بها الا انها ظهرت واثقه مشمئزة من عاهرها...

_ عاهر، اناني، مغرور، مقرف، زير نساء، لعين، حيوان غرائزي، شهواني، مثير للشفقة انا اشفق عليك اميل، حقاً اشفق على مغرور مثلك ان يتعالى على احد رجال اخيه لا تنسَ ان مادنس وانا وانت احد رجال اخيك...

صمتت لدقيقه ثم تابعت...

_ انت اكثر شخص اناني ومقرف ومغرور رأيته بحياتي... انا أمقت تلك الارض التي تسير عليها اميل صدقني لقد سمعت حديثك عني مع مادنس وصدقني لن تلمسني مجدداً ولن افكر بك مرة اخرى لقد انتهيت من داخلي..
قالت حديثها بنبرة جامده خاليه من المشاعر بصحبه بعض الحدة بنبرة صوتها دليل على غضبها منه بأخبار احدهم انها مجرد عاهرة لمتعته فقط...

نظر لها مادنس بأسف يعلم انه مخطئ لانه استمع لحديث اميل عنها وظل صامتاً ولم يحاول منع اميل من هذا، كما انه آسف على حالتها تلك وان اميل اوصل علاقتهما للنهاية رغم انه يحبها ولكنها لن تتفهم هذا الان..

اما ويليام فنهض منصرفاً لاموره بعيداً عن مشاكلهم المقرفه يكفيه ما قاله له هذا اللعين الذي يدس السم في العرق بحديثه ويتركه ينتشر ببطء ليقتل آخذه... اما اميل فأغمض عينه بحزن وهنا علم ان علاقة اميل بجانيت قد انتهت وللابد ولن تعود له وان قُتل حتى...

لم يدافع عن نفسه ولن يفعل الان لانها غاضبة ربما يتحدثا بعد فتره على الاقل، تكون هي مؤهلة للحديث وهو ايضاً فهو في غنى عن شجار يصل فيه صوتهما لغرفة ادم الذي سيسهل الامر على كلاهما بقتلهما سوياً وليرقدا بالجحيم معاً..

عضت جانيت على لحم شفتيها من الداخل حتى ادمته من شده غيظها وغضبها من صمته، ألن يبرر ؟! ، ألن يكذب ما قاله عنها ؟! ، ألن يحاول تحسين الموقف حتى ؟! ... ما به ؟! صامت كالجماد لا يصدر عنه رده فعل تجعلها تعطي املاً في علاقتهما...

اومأت برأسها بصمت دليل على توقعاتها انه لن يبرر ولن يفعل شيئاً من اجلها وهذا جعلها تتأكد انه قال حديثه لمادنس عنها عمداً وحقيقة صادراً من داخله... ابتعدت من امامه عائده ادراجها للقبو لتتدرب عازمه ان تنهي تلك العلاقه منذ هذه اللحظة وللابد..

_________________________________________________________

مرت عده ايام على وجود مادونا وشقيقها بمنزل ستان بهذا المكان الاشبه بالغابة.. كان يحضر لهم الطعام بالصباح ويقوم بتجهيزه لهما ويقوم بتوصيلهم لمنزل جيليريا لتكون بجانب حبيبها لوكي وجيليريا حبيبته فهو لا يؤتمن احد اخر عليهما..

تسللت وقتها مادونا لتلك الغرفة الانثويه ذات الباب الوردي الذي رفض ستان من قبل ان تدخلها مستغلة عدم وجوده بالمنزل فهي تعلم انه سيأتي اليوم متأخراً وعين حراس اضافيين علي المنزل لحمايتهما وهذا اشعرها بالراحه كونه يهتم براحتهما...

اتجهت تتفقد تلك الغرفه فتحت بابها واتجهت للداخل تفقدت اساس الغرفه الذي يتكون من فراش كبير نسبياً باللون الوردي وثيراً ومكتب باللون الاسود الداكن من منضده زجاجيه صغيره وبها فازة ممتلئه بالنقوش الطفوليه اعلاها..

بالاضافه لخزانه ملابس بها ملابس لطفلة بعمر الخمس سنوات تقريباً تفقدت الثياب بتعجب، وشعرت ان تلك الثياب مألوفه لها، ولكنها لم تهتم واتجهت نحو الفراش وجلست عليه تتحسسه بيدها واصدمت قدمها بشئ صلب اسفل الفراش اثناء تحرك قدميها ذهاباً واياباً بمرح..

لهذا انحنت تلتقطه وشرعت في فتحه، لتعرف ما يحتويه هذا الصندوق...

بنفس الوقت..

كان ستان جالس بسيارته ممسك بعينتين واحده له والاخرى لمادونا... يشعر ان تلك الصغيرة تنتسب له بل متأكداً انها كذلك.. يشعر انه يعرفها، مألوفة له وكأنه عاشرها لسنوات... كما انها تذكره بشقيقته الراحلة، التي لا يعرف هل قتلوها ام قاموا ببيعها كالرقيق...

هبط من سيارته واتجه لداخل المشفى وتحرك لاحدى الممرضات..

_ اريد ان اجري فحص DNA لتلك العينتين...
قالها ستان بنبرة هادئة يطالع ذلك الكيس الصغير الذي يحوي عينتهما ثم اعطاه لهما وطلب منها ان تجري الفحص الان وسيأتي بعد قليل ليأخذ النتيجة منها...

اخرج من جيبة نقود اضافيه لها حتى تسرع في عملية فحص العينات وعاد لسيارته مرة اخرى..

بالمنزل...

كانت مادونا تتفقد الصور الواحده تلو الاخرى لتلك الصغيره التي يحملها ستان ويبدو من ابتسامته انه كان عادياً لم يكن هذا المسخ الذي يحيا معهما الان...

وجدت شقيقها يفتح باب الغرفه يحمل صندوقاً بيده ويبدو عليه اثار الصدمه والبكاء... لان للاسف ابكم لا يستطيع الكلام اوصل الصندوق نحوها وحدثها بلغة الاشارة حتى تفتح الصندوق...

فتحت الصندوق لتقفز من اعلى الفراش ولم تتوقع ان ترى هذا... وضعت يدها على فمها حتى لا تتقيأ من هذا المنظر المقرف.. هذا ما كان ينقصها..

قدم بشريه بداخل الصندوق !!!

ابلغت شقيقها بلغة الاشارة ان يخرج من الغرفه ويتصل بستان ويحضر لها الهاتف لتحادثه وبالفعل اتجه الصغير للخارج...

امسكت مادونا الصندوق واغلقته جيداً واتجهت به للخارج غافلة عن صندوق ذكريات ستان وشقيقته التي تركته مفتوحاً وتركته على الفراش وخرجت من الغرفة..

هبطت الدرج متجهه لطاوله الطعام وألقت بالصندوق الذي وجدت به هذا القدم علي الطاوله، وجدت شقيقها الصغير يحمل الهاتف بيده ويركض نحوها ليعطيها اياه... 
اشارات له بلغة الاشاره بالا يلمس الصندوق ويترك كل شئ كما هو... 

ابتعدت عن الصندوق وبدأت تتحدث مع ستان.. مردفه بنبرة قلقه تطالع الصندوق ثم تعود لتراقب شقيقها الجالس على الاريكه يحرك قدمه بقلق ويبادلها نظراته القلقه نحوها.. 

_ ستانلي لقد وصلنا طرداً مرره الحرس لنا دون تفتيشه وعندما فتحناه وجدنا قدم بشرية... 
قالتها مادونا بنبرة قلقه بل مرتعبه ودقات قلبها في حاله ازدياد غير طبيعيه من خوفها ان تتعرض هي او شقيقها للاذى.. 

سقط الهاتف من يده عندما كان ينظر للتقارير بيده وقد تأكد مما كان يخشاه، والاسوء ان حبيبة فؤاده تتعرض للتهديد من قبل كارولين... كانت الممرضه تطالعه بتعجب وناولته هاتفه ليمسك به وركض بالتقارير للخارج دلف لسيارته وقادها على اقصى سرعة حتى يصل للمنزل، كيف يصل شر كارولين ان تقوم بتهديد عائلته... 

فلتفعل ما يحلو لها معه هو وليس صغيريه... ما بها تلك المختله، امسك هاتفه ليتصل بزعيمه... 

_ زعيم، اريد دعم من الرجال على منطقه **** في خلال نصف ساعة.. 
قالها ستان بنبرة ترتجف رعباً على صغيرته، لن يتحمل ان حدث لها امراً اخر، يكفيه انهم اخذوها منه واختطفوها لسنوات ولم يستطع ان يصل لها... لن يتحمل فقدانها مره اخرى.. 

_ قصري مفتوح لك ستان احضر من تشاء اليه لست في حاجه للدعم.. ولكن ستخبرني بما حدث.. 
قالها ادم بنبره هادئة وهو يقف بشرفه غرفته ونسمات الهواء تلفح بشرته الرجوليه... 

اومأ ستان بهمهمه ايجاب ثم اغلق الهاتف وهو يسرع بالسيارة حتى يصل للمنزل... 

وصل بالفعل بعد نصف ساعة ومر بغضب من بوابة المنزل الخاص به، هبط من السياره ينعت الحرس بالسباب اللاذع ويعدهم بقتلهم على تخويف صغاره بالسماح لتلك الهدية بالمرور من اسفل قبضته دون تفتيش... 

دلف للداخل ليجد شقيقته جالسه وبجانبها جاكي جالس بخوف يحتضن مادونا لا يرغب في الابتعاد عنها ولديه الحق فمن يرى قدم بشرية ويكون بارداً او طبيعياً... 
نظر للصندوق وقد فهم ان تلك العاهرة ارسلت لكل واحداً من رجال ادم قطعه من جسد والد ريما.. نظر بداخل الصندوق وازداد غضبه ليتحرك نحو شقيقته التي لم تعرف بعد انه شقيقها... نعم مادونا هي شقيقته التي اختفت وها هي قد عادت وهو ليس مستعداً لخسارتها مره اخرى... 

سيقتل من يحاول ان يفرقهما، فهي لن تبتعد عنه شبراً، للابد !! 

اتجه نحوها ليردف بنبرة مطمئنة.. 

_ قومي بجمع ثيابكِ انتِ وشقيقكِ سنرحل من هنا... هيا.. 
امرها بنبره هادئه مطمئنة ليجدها هزت رأسها بالموافقه على حديثه بشأن رحيلهم من هذا المكان... 

نهضت ممسكة بيد شقيقها ليصعدا ويجهزا ملابسهما للرحيل من هذا المكان قبل ام تأتي هي او رجالها ويقتحمون المكان ويقتلون احدهما فهم في غنى عن هذا.. 

_________________________________________________________

اغلق ادم مع ستان الهاتف ثم نظر لساعته، يشعر ان الاسوء قادم، وحقاً كارولين تبهره، بل تجعله يفكر احياناً لما لم يختطفها كما فعل بتشاد وجعلها احد رجاله كجانيت، ولكنه يعلم العداوة بينهما والتي تصيبها دائما بالغضب، فبمجرد ما تستمع لاسمه ينقلب مزاجها ويتعكر وتستعد لنوبه غضب هيستيرية قاتله لانه رفضها عندما طلبت ان تقوم معه بعلاقه... 

ألقى بهاتفه اعلى سطح مكتبه يطالع باب الغرفه بمزاج منزعج، هو خائف على ريما وما يمكن ان يصيبها من هذه العاهرة.. الشمطاء التي في الغالب ستقلب حياتهما لجحيم.. 

نهض متجهاً للخارج ليبحث عن صغيرته الخائفه منه... تلك الجميله النائمة منذ سويعات قليله تبدو كالملائكة.. انها جميلة وفائقه الانوثة، ملامحها الهادئة بدت له كالمخدر الذي يسكن اوجاعه... 

دلف للغرفة بخطوات ثابته متجهاً نحو الفراش وجلس عليه ممسكاً بيدها الصغيرة مقارنة بخاصته ثم قبلها بلطف مردفاً.. 

_ احرق العالم اجمع ولا اؤذيكِ...  Te quiero
(أحبكِ ) 
قالها بالاسبانيه بنبرة شبه هامسه وهو يطالع ملامح وجهها التي اشتاق لها ثم نهض مبتعداً عنها حتى لا يسبب لها اي اذى 
نفسي فيكفي ما تعانيه بوجوده... 

هو لا يريد ان تصل علاقتهما للانفصال، لا يريد هذا حقاً اصبحت روحه متصله بخاصتها وليس مجرد اتصال جسدي، خرج من الغرفه واتجه نحو الاسفل لتنهض ريما تطالع اثر الباب بحزن، لا تصدق انه اعترف بحبه لها ولكن بلغته هو وليس بالروسيه.. 

نهضت تمسك بهاتفها لتبحث عن ما ترجمة تلك الجملة التي رأتها بالمرحاض على المرآة، فضولها يقتلها لتعرف ما معنى هذه الحروف ولاي لغة تنتمي... 

" mos e lëndo atë "
والتي تعني " لا تؤذيها" باللغة الالبانية..

شعرت بالخوف، بل بالرعب، أهذه هي وسيله الاتصال بينه هو وشخصيته الكتابه على المرآة بأحمر الشفاة...

تركت هاتفها وعزمت ان تنفذ مخططها ف التخلص من قربه الذي اصبح يصيبها بالرعب اكثر مما سبق.. اغمضت عيناها تحاول ان تنسج في خيالها اسوء ردود افعاله اذا ابلغته بقرارها الخاص، تعلم انه لن يتقبله ولكن عليها ان تقنعه شاء ام آبى..

اتجهت نحو الخارج تبحث عنه حتى وجدته بغرفه مكتبه طرقت على الباب بلطف ليسمح للطارق بالدخول بصوته الرجولي الرخيم...

دلفت للداخل تطالعه هو جالس كالملوك على مقعده خلف مكتبه واضعاً قدم فوق الاخرى ينظر امامه في شرود تام.. توترت ريما وشعرت بأرتفاع معدل الادرنالين بدمها مما جعل الامر اكثر سوءاً بالنسبة لها عندما شعرت بألم معدتها لهذا ارادت ان تبلغه بحديثها سريعاً قبل ان ينتهي الامر بموتها.. هي تريد الخروج بأقل الخسائر مع هذا الادم..

_ قولي ما عندكِ
آمرها ادم بنبرة هادئه وهو يبعد سيجاره عن شفتيه الغليظتين..

طالعته ريما بقلق لا تدري بما تخبره، ارادت ان تمهد له الامر ولكنه لن ينتظر تمهيد، بل يريدها ان تقل كل ما لديها في الحال ولينتهي كل هذا الان..

اطفئ السيجار بداخل قبضته بكف يده ليجدها تطالع حركاته بصمت تام لا تعرف كيف تبدأ حديثها امسك جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتكييف ليشغله وسط صمتها الذي زاده غضباً...

_ ادم اريد ان انام بغرفة منفصله..
قالتها بنبرة قلقه تطالع تعبيرات وجهه التي لم تبدي اي ردة فعل تذكر وظلت ثابته كما هي، وهذا حقاً ارعبها اكثر من كونه يغضب احيانا على مثل تلك الامور...

لتجده يومأ لها بهدوء مردفاً بنبرة باردة كالثلج وعرفت ان الجالس امامها هو ادم، شيطانها القطبي..

_ لكِ هذا اختاري ما تشائي من الغرف فجميعهم لكِ..

نظرت له ريما بصدمة غير مصدقه ما قاله وموافقته السريعة على هذا الامر، وظنت انه يمزح معها او ربما يحاول ان يليهي عقلها بأي شئ حتى يتفرغ لتخطيطاته الغريبه، او ربما يهاودها حتى ينتهي من امر كارولين اولاً ثم يتفرغ لها...

لا تريد ان تعطي للامر اكثر من حجمه وانما اومأت له بهدوء واستدارت وقبل ان تخرج سألته بنبرة هادئة حزينه رغم انها تعلم الاجابه جيداً.. ولكن لعله يبدل رأيه ويخبرها بمكنونات صدره التي يجيد اخفائها عنها..

_ هل تحبني ادم..؟!

نظر ادم لظهرها يطالعه بصمت لا يعلم ايجيبها بما يريحها ام ان هذا سيعتبر مخالفه لوعوده معها بتركه لها وحصولها على حريتها بعد الانتهاء من تلك الصراعات..

ومع كل دقيقة تمر على صمته كان قلبها يخفق بجنون تعلم انه لن يقولها ولن يعترف بمشاعره التي يكنها لها ولكنها فقط تأمل هذا ولكنه صدمها بحديثه بنفس نبرته الباردة..

_ انا لا احبكِ، لقد اخبرتكِ من قبل، ريما، الوحوش لا تحب...

نبرته الجليديه بصحبه صوته الرخيم جعل جسدها ينهار من شده الحزن والاسى فهذا ما توقعته منه، لا اعتراف، لا حب، مجرد خذلان دائم من اكثر شخص وثقت به واحبته من اعماق قلبها، هو لا يستحقها، لا تستحق ان تقع في يد احد مثله.... لهذا تحركت بأسى وخرجت من حجرة مكتبه واتجهت نحو غرفتيهما لتلملم اغراضها مستعدة لمغادرة الغرفة فهي في غنى عن التعرض لهذا الاذلال الدائم منه، هي فى غنى عن ما تشعر به من اذى نفسي وجسدي علي يده، فلينفصلوا ولتنتهي تلك القصة الحزينة لقد تألمت كثيراً على يده.. يكفيها ما عانته بسجن كارولين، لا تريد ان تعيد الامر ولكن معه...

_________________________________________________________

صباح يوم جديد..

كانت جالسه بحجرة مكتبها تطالع مجريات الامور من تلك الشاشة الضخمه بصحبه كاميرات المراقبة التي زُرعت بأنحاء المنظمه وضعت ساق فوق الاخرى تحركها بغرور وتلك السيجار لا يفارق شفتيها وجدت روك يدلف للداخل ووجهه يكاد ينفجر من شدة الغيظ بصحبة ملامح وجهه الغاضبة وكلتا يداه مغطاة بالدماء... لا تعلم لما يقتل من تقوم بممارسه الجنس معهم..

هل يغار مثلاً ام انه لا يشعر بكونه رجلاً عندما يصطدم بشجار مع احدهم ويتلاعب معه بالالفاظ حولها وينتهي الامر اما بقتله او بسجنه بأوامر من الماثل امامها...

_ لما تحاولين استفزاز شياطيني كارولين ما الذي ستستفاديه...؟!
سآلها بنبرة غاضبة يجز على اسنانه بغيظ وقد امتلئ حديثه بالحدة وعيناه السوداء ازدادت قتامه من شده الغضب..

ابتسمت كارولين بأستفزاز لتزيد من غضبه ولتردف بنبره باردة وكأنها لم تسمع شيئاً مما قاله ولم تهتم لملامحه او غضبه او حتى نبرته الحادة والغاضبة..

لم تهتم بما حدث، فقط طالعته بملامح باردة وهي تبعد سيجارها عن شفتيها لتردف بنبرة هادئه وباردة بآن واحد..

_ مهمتك التاليه ان تدلف لقصر ادم لزرع تلك الكاميرا بغرفة ريما وادم..
آمرته بمنتهى البرود تطالع ملامح وجهه المندهشة من اسلوبها وطريقتها وكذلك لتجاهلها لحديثه وما قاله منذ دقائق..

احتقن وجهه بغيظ وهو يتجه نحوها ليردف بنبرة غاضبه وهسيس حاد قد دمر اخر ذرة عقل بداخله مردفاً..

_ هذه اخر خدمة اقدمها لكِ كارولين و بعدها لن ترين وجهي الوسيم بل وجه شيطان اخر لا تعرفيه...

ابتعد عنها بخطوات ثابته ينفض ثيابه بغرور ولم يفكر ان يطالعها حتى بل انصرف بعيداً عنها لشئونه ولم يهتم بحديثها الساذج او لما تخطط له وكأنه لم يتم اهانته من امرأة للتو وضع ذلك الجهاز الصغير بداخل جيبه واتجه نحو الخارج مستقلاً سيارته لينهي باقي اعماله قبل ان يتوجه لمنزل ادم وينفذ مخططه.. مخططه هو !! 

****                         

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Devil's baby girl (+21)

Demon's Nun (+18)

in the fist of Lucifer (+18)